أسرار

أسرار

وهوى الرفيقة بات يسري في دمي

ويرف في خفقات قلبي المغرم

فاسم الحبيبة بتُّ أخلعه على

ما في الخليقة من جمال ملهم

يا من إذا اتقد الغرام رأيتها

في الشمس, في قمر الدجى في الأنجم

قد كنت لي في ما مضى قبل النوى

وجه الوجود المشرق المتبسّم

هاج الحنين إلى مرابع حبنا

وهفا الفؤاد ليومنا المتصرم

واليوم بات هواك ذكرى نشوةٍ

جذلى, ومبعث حسرة وتألم

ولقد ذكرتُك والسنون رمت بنا

ذكر المتيم إذ صبا لمتيم

مازلت أهوى فيك كل ملاحة

لاحت لعيني واستقرت في دمي

أهوى زمانك موسماً يحيى به

أهلُ الهوى, أنعمْ به من موسم

أهوى لأجلك كل ما في كوننا

من صامتٍ عيَّ, ومن متكلم

أهوى الدروب إلى حماكِ مشيتُها

ووجوه عُذّالي وطلعة لُوّمي

بسطت يداك على الوجود وضاءة

وهواك وشّاه بكل منمنم

فكأن ما في الكون من بشرٍ ومن

حسنٍ لحسنك يا حبيبةُ ينتمي

يا من هويت لأجلها عمري ويا

ذات التواجد والغياب الأعظم

يا من عرفت ببعدها وبقربها

ألم الشقي وبهجة المتنعم

غنمت يدي دنياي إذ أحببت حسـ

ـنك والهاً, يا طيب ذاك المغنم

مازال حبك في دمي يجري وفي

قلبي يَؤجُْ ويستريح على فمي

هو في حياتي كالشعاع لناظري

كالماء يجري صافيا وأنا الظمي

ناديت باسمك كل نجمٍ ساهرٍ

مثلي, بليلٍ ساطعٍ بالأنجم

وقرأته في كل ما عيني ترى

وسمعتُهُ في صوت كلِّ مرنِّم

هو نغمة الحب المقيم بأضلعي

صلي عليه يا ضلوعُ وسلمي

جنبات صدري أُفقهُ يسمو بها

ويرفُّ في خفقات قلبي المغرم

عبدالعزيز سعود