بسمات الأيـام راشـد المبـارك

    بسمات الأيـام

كان وقتا من نشوة الدهر قد فـ

ـر نهبنـاه خلسة واستبـاقا

هـو في طلعـة النهـار بهاء

يتجلى في ليلـه إشراقـا

مـد فيه الجـمالُ كـل عطايـا

مترفـات من الفتـون رواقا

تتشهي الأحلام أن ترتوي منـ

ـه فتهفو إلى غواه اشتياقا

* * *

أشرقـت في سماه أقمار حُسـن

زرعت فيـه للضيـاء نطاقـا

ما هفت للكؤوس يوماً ولكن

كُن للكأس سكرةً إن أفـاقا

سكر الكأسُ بالشفاه رقيقـ

ـات أنالته من لماها مذاقا

***

تتثنى القدودُ خيطـاً من الفتـ

ـنة جـال الصبابة رقـراقا

يُسكبُ اللحنُ نشوةً فالثواني

بـالعطايـا مباسم تتـلاقى

ينضحُ الحسنُ في ثوانيه عطراً

فالهوى سكرة تطيب اغتباقا

جنة من أطـايب الحلم راقت

ثم رفت تـواصُلاً وعنـاقاً

***

سانحاتُ الفتون تسكرُ منك العقـ

ـل فالعقل قد يُشد وثاقا

كلما أسفرت من الحسن شمس

زحمتها شمس فهمتَ احتراقا

يا ثواني الشموس جددت عُمراً

كـاد يقضي تـولها وافتراقـا

***

لست تدري ماذا ستجني أورداً

ماج بالعطر وانتشر إيراقـا

أم أقاح جال الندى في حواشيه

فمالت أوراقه...أعنـاقا