فلذة من كبد حسن فتح الباب

فلذة من كبد

شعر

لا تغيبي

سأبدأ هذا المساء طقوسي معكْ

فاسكبي بهجة دمعتك

ليس هذا السنا الأرجواني في الغرب

جرح فراق

لا ولا الطير راعفات الجناح

بقايا دم الشهداء

ليلنا قمر ماله من محاق

فتعالي نضم هوانا فى خفقة الريح والموج

نستقطر البحر أنفاسه والشفق

لاتخاليه أشباح ماض نزق

لاتخالي محار الضفاف

مرايا غد لن يجيء

لا تُراعي.. أطلى على تحدق في السماء

عانقينى.. اغمري أفق روحى شعرا.. ضياء

يولد الناي فوق الأعاصير حر الغناء

وبنات السواقي يراقصن صفصافها

والعبير حوار الندى

وامثلي من سماء الغمام الشذي

نبع عينيك والشفتين

شرفة القلب.. سيدة الحب لا تقربي

هوة الصمت .. إن السكون حرام

على العاشقين

****

تقولين: فاسمع وجيب الفؤاد

رفيف التراب ..وميض الرماد

وهمس الجفون

ودع لى سجو المدى

وارتعاش الصدى

بآهات ناي بعيد ... بعيد

يرجع صرخة أم

عدت خلف حافلة معوله

تقل فتاها الوحيد

****

وعادت .. لقد وجدوها حطام امرآه

تطوف في المدن المترفه

تفتش بين بيوت الرقيق

وتلقاه .. لا لم يكن طفلها

فتهوي إلى ساحة للقبور

وتلقاه .. لا لم يكن

فهذي النفايات ليست يديه ولا الكتفين

وتلك الجفون التي أطبقت لم تكن

تظل الجبين النضير

فعيناه ضاحكتـان.. وكانت

رحيقا

كقطر الندى شفتاه

وبسمته طيف حلم غرير

لعل صغيرى هوى بين ايدي

السماسرة الأقوياء

بسوق العقاقير.. لكنها لم تجد

وألقت بها الريح في محتشد

يضم حوانيت بيع الدمى

بقايا بشر

قلوب .. شرايين.. وردة من دم

جمدت

بأوعية صففت زينة للسراة العناه

متاعا لمن يبتغي ما فقد

فألف لكي تستعاد الكلى

وألفان للمقلتين

وضعفان للقلب والرئتين

بدائل جاهزة للطلب!!

****

وأقبل يوم جديد

ولما تعد

ولا عاد وجه فتاها الوحيد

فقد وجدوها رفات امرأة

هوت تحت أروقة من نثار الجسد

تضم إلى صدرها فلذة من كبد

 

حسن فتح الباب

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات