في بيئتنا العربية, وعلى موائدنا ثمار نستعملها كثيراً لكننا نجهل الكثير من عظيم فوائدها

تحتوي ثمار العائلة القرعية على حوالي 96 جنساً, و 750 نوعاً تنتشر زراعتها في المناطق الدافئة من العالم. ويطلق على محاصيل الخضر التابعة لها اسم القرعيات.

ينمو في المناطق الإستوائية وشبه الإستوائية أكثر من 70 نوعاً والتي تستخدم أغلبيتها في التغذية, وأكثر هذه الأنواع انتشاراً في المنطقة العربية الخيار ـ البطيخ الأصفر ـ القثاء ـ العجور ـ البطيخ الأحمر ـ اليقطين.

معظم نباتات العائلة القرعية حولية والقليل منها معمر, وجميعها حساسة للصقيع, وتزرع غالباً من أجل ثمارها.

لثمار القرعيات قيمة غذائىة مرتفعة, كما تفيد كثيراً مرضى الكلى لاحتوائها على أنزيمات الببتيدات, وعلى نسبة عالية من الأملاح القلوية التي تمنع تكون الترسبات الرملية في الكلى, وتساعد على طرحها خارج الجسم. وسنستعرض فيما يلي القيمة الغذائية والعلاجية لأهم أنواع القرعيات والمنتشرة في الوطن العربي.

أخضر وأصفر وأحمر

يعتبر الخيار من أهم محاصيل الخضر للعائلة القرعية وأوسعها انتشاراً نظراً لما يتمتع به من إنتاج وفير وسرعة في النمو والنضج, ولاحتوائه على العناصر الغذائية المختلفة, والأنزيمات التي تساعد على هضم المواد البروتينية وتمثلها في الجسم كما تقوم الأملاح العديدة الموجودة فيه بتعديل الحموضة داخل السائل الدموي, وتعمل على إذابة الحصيات في الكلية والمثانة وزيادة إدرار البول.

يرجع الطعم المميز المعروف للخيار إلى الأحماض العضوية الحرة, كما تحتوي الثمار على فيتامينات مختلفة كالنياسين (B3) والكاروتين (A) وحمض الأسكوربيك (C) والتي توجد بشكل رئيسي في قشور الثمار والتي تحتوي أيضاً على الفوسفور والكالسيوم والصوديوم والمغانيسيوم والبوتاسيوم والكبريت والسيليكون والحديد, لذلك يفضل عدم تقشير الثمار عند أكلها.

تستعمل قشور الخيار لعمل كمادات فوق الجبهة لتخفيف حدة الصداع, كما يفيد وضع كمادات من حلقات الخيار فوق العين في إزالة الشكوى من علامات الإرهاق, وتنصح معاهد التجميل النساء بوضع قشور الخيار فوق الوجه للمحافظة على نضارته. ويعتبر الخيار مفيداً لراغبي الرشاقة حيث يمليء المعدة دون سعرات حرارية ويؤثر عصير الخيار تأثيراً مضاداً على بعض الجراثيم مثل جرثومة Staphylococcus aurens & Esherichia coli.

والبطيخ الأصفر يسمى في بعض الدول الشمام والقارون. يرجع الطعم المرغوب والقيمة الغذائىة والعلاجية للبطيخ الأصفر لاحتواء ثماره على نسبة عالية من المواد السكرية (جلوكوز, فركتوز, سكروز), والتي تتراوح نسبتها بين 7 ـ 18% كما تحتوي الثمار على فيتامينات عديدة كفيتامين C وفيتامين A خاصة في الأصناف ذات اللب البرتقالي والثيامين B1 والريبوفلافين B2 والنياسين B3, إضافة إلى ذلك تحتوي الثمار على عدد من الأملاح المعدنية كالفسفور والحديد والصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم.

تؤكل الثمار طازجة كما تدخل في صناعة الفواكه المسكرة, وأنواع معينة من المربات, ويصنع منه بعض الشرابات المرطبة إذ تصل نسبة الماء في الثمار إلى 92%. وتستخدم بذور البطيخ الأصفر لطرد الديدان المعوية.

أما البطيخ الأحمر وهو الخربز في العربية ومعروف باسم حبحب في السعودية وجح في الإمارات ودلاع في المغرب العربي, وبطيخ في مصر, وجبس في سوريا, ورقي في العراق.

يؤكل طازجاً أو مثلجاً أو معلباً كما يستعمل في تحضير المرطبات (عصير البطيخ البارد مضاف إليه ماء مع السكر) وكان البطيخ الأحمر لغاية إنتاج البرادات الغازية أفضل مرطب في البلدان الحارة. وتستخدم قشور الثمار السميكة في عمل الحلوى والمربات.

تعتبر ثمار البطيخ الأحمر عصيرية إذ تصل نسبة الماء فيها إلى 39% وتحتوي على نسبة عالية من السكر 7 ـ 8% والأملاح خاصة أملاح الكالسيوم والبوتاسيوم والحديد وكثيراً ما توصف الثمار لمرضى الكلى, إذ تساعد على زيادة إدرار البول. وتعد الثمار من الخضر الغنية بفيتامين B3 ومتوسطة في محتواها من فيتامين A, وتحوي البذور على زيت غني بفيتامين D ولهذا الفيتامين أهمية علاجية ضد مرض شلل الأطفال.

أما القرع وهو الدباء واليقطين وقد ذكره القرآن الكريم قال الله تعالى: {فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين} (سورة الصافات الأية 146) فبعد أن ألقى الحوت النبي يونس على الشاطئ سقيما هزيلاً عليلاً تلقته رحمة الله فأنبت عليه شجرة من يقطين طعم بثمرها واستظل بورقها ودبت إليه العافية وظهرت فيه تباشير الحياة. وهذه إشارة واضحة إلى أهمية هذا النبات الغذائية والعلاجية. ومن فوائد هذا النبات أيضاً طرد الذباب إذ كان النبي يونس لايحتمل وقوف الذباب على جسمه بعد خروجه من بطن الحوت.

فوائد اليقطين

ويذكر عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من أكل اليقطين, وللقرع أنواع عديدة نذكر منها:

القرع المسكي (العسلي) Cucurbita moschata Duch: سمي بذلك لرائحة ثماره التي تشبه رائحة المسك.

القرع الشتوي (الرومي) Cucurbita maxima Duch.: يزرع بشكل واسع في أمريكا الجنوبية حيث يحتل المرتبة الثالثة بعد الذرة والقرنيات في التغذية, كما يزرع في معظم البلدان العربية. الثمار كبيرة الحجم 40 ـ 50 كجم, وقد يصل بعضها إلى 100 كجم.

القرع العادي Cucurbita pepo L: وينتسب إليه الكوسا الذي يزرع على نطاق واسع في الوطن العربي, والقرع الدائري الصغير (الكوسا القرصية) المنتشر في أوربا الغربية.

اليقطين Lagenaria Siceraria L. : ويسمى بالدباء ويعرف في سوريا باسم قرع المحشي وفي الإنجليزية باسم Bottle gourd قرع الزجاجة فشكل الثمار يشبه الزجاجة, ويتميز عن باقي أنواع القرع بأزهاره البيضاء وأوراقه المخملية الناعمة.

يلعب القرع دوراً كبيراً في التغذية, وتستخدم الثمار لتحضير الحساء والحلويات والمربيات, كما يستعمل القرع المقلي بعد تجفيفه وطحنه كقهوة.

ويفيد القرع المسلوق والمشوي في معالجة الأمراض القلبية وتصلب الشرايين والسمنة. ويستخدم لبه كمدر للبول ومرق الثمار يطفئ الظمأ ويخفض الحرارة وتوصف بذور القرع كعلاج فعال ضد الديدان المعوية, كما يستخدم الزيت الناتج من البذور في التغذية في عدد من البلدان, أو يستخدم كمادة خام للحصول على فيتامين E.

ويشير ابن قيم الجوزية في كتابه الطب النبوي أن اليقطين من ألطف الأغذية, وأسرعها انفعالاً, وأن ماءه يقطع العطش, ويذهب الصداع إذا شرب أو غسل به الرأس, وهو ملين للبطن.

تعتبر ثمار القرع غنية بالمواد الغذائية التي تمتص السموم, والمركبات الضارة الأخرى في الجسم, وتساعد على طرح مادة الكولسترول منه.

تحتوي ثمار القرع على 85% من وزنها ماء, وتصل نسبة السكريات فيها إلى 11%, كما تعد غنية بالفيتامينات خاصة فيتامين C,A,B1,B2,B3. وأهم الأملاح الموجودة في الثمار أملاح الكالسيوم والبوتاسيوم.

وفي الختام نشير إلى أن ثمار الكوسا غنية بفيتامين B3, ومتوسطة في محتواها من فيتامين B2, وفيتامين C, وتصل نسبة الماء إلى 95% والسكر إلى 4%, وأهم الأملاح المعدنية الموجودة في ثمار الكوسا هي الكالسيوم, والفوسفور, والحديد, والبوتاسيوم, والماغنسيوم.