عزيزي العربي
عزيزي العربي
المسلمون في وسط آسيا .. رئيس التحرير سرني في عدد مجلة العربي رقم (470) لشهر يناير 1998م أن تكون هدية العام الجديد خريطة عن (المسلمين في وسط آسيا وشرق أوربا), مما يجسد اهتمامكم المحمود بالعالمين العربي والإسلامي, الأمر الذي يبعث البهجة في نفوس قراء العربي جميعاً. إلا أنني وأنا أطالع مواقع البلاد الإسلامية في تلك الخريطة وقعت على عدد من الملاحظات التي لا يغفل عنها المختصون, أذكر بعضها أمثلة على ما رأيته: 1ـ مدينة (مخاش كالا) عاصمة الداغستان اسمها الصحيح: (محج قلعة) وهي مدينة ساحلية على بحر قزوين, لا في الداخل كما ظهرت على الخريطة. 2ـ منطقة (ناخشيفان) جزء من أذربيجان, يفصل بينهما لسان من أرمينيا يصل حتى الحدود الإيرانية, ورئيس الجمهورية الأذربيجاني الحالي كان حاكماً لها, وكان يجب أن تكون باللون الأخضر, لأنها أراض أذرية, ويحسن القول إن لها حدوداً مع تركيا تتراوح ما بين 11 و 12كم, بني على النهر الذي يفصل بينهما جسر ضخم افتتحه الرئيس التركي الراحل تورجوت أوزال. ويحسن القول أيضاً إن العرب يسمونها نقجوان أو نخجوان كما ورد عند ياقوت الحموي في معجم البلدان, ومنها خرج عدد من العلماء نسبوا إليها منهم: بابا نعمة الله بن محمود الشيخ علوان النخجواني المتوفى 920 هـ /1514م. 3ـ أغفلت الخريطة دولة سلوفينيا الواقعة شمال كرواتيا. 4ـ حددت الخريطة عدة أقاليم في القوقاز, ولكـنها أغفلت (أديغاية) وعاصمتها مايكوب. 5ـ أما جمهوريات الحكم الذاتي ضمن روسيا الاتحادية, فذكرت منها: بشكيريا وتتاريا والجوفاش, ولم تذكر موردف, وماري, وتشـاكالوف وإدمورث. الدكتور شوقي أبوخليل ونقول: جاءنا في "العربي " أكثر من وجهة نظر تتحفظ على "الحدود" التي نوهت عنها في الخريطة الجانبية لهدية مجلة العربي لعدد يناير 1998، وتريد العربي أن تؤكد أن الخريطة هي خاصة بإظهار الدول الإسلامية في وسط آسيا وشرق أوربا تعميماً للفائدة، ولم يكن المقصود بالخريطة الجانبية التي شملت القارات الثلاث الآسيوية والأوربيةوالإفريقية إلا الإشارة إلى مواقع تلك الدول في هذا المسطح، لا إلى تأكيد أو نفي الحدود السياسية، وقد ظهرت تلك الخريطة المرفقة دون أسماء أو إشارات للدول . "المحرر" تطور حقوق الإنسان .. رئيس التحرير اطلعت في عدد المجلة رقم (470) بتاريخ يناير 1998 على الملف الخاص بحقوق الإنسان وأسعدني جدا حرص مجلتنا دائما على متابعة المواضيع الحيوية وبعد إطلاعي على مقال الدكتور سعد الدين إبراهيم بعنوان (الإطار النظري والتطور التاريخي) أحب أن أشير أيضا إلى أن معظم الحكومات العربية بدأت تعير قضايا حقوق الإنسان شيئا من الاهتمام (ولو شكليا) ودليلنا على ذلك توقيع الميثاق العربي لحقوق الإنسـان من قبل (22) دولة عربية عـام 1994 وبانتظار المصادقة عليه, وكذلك إعلان القاهرة حول حقوق الانسان في الإسلام والذي وقعته الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي عام 1990. أضف إلى ذلك أن العديد من المراكز المعنية بقضايا حقوق الإنسان تعمل بحرية مطلقة في معظم الدول العربية وعلى الصعيدين الأكاديمي والعملي, والمعهد العربي لحقوق الإنسان في تونس خير دليل على ذلك من خلال نشاطاته المتميزة في العديد من الدول العربية. وإضافة إلى المراكز والمؤسسات العربية العاملة في ميادين حقوق الإنسان لا يمكننا اغفال دور المعهد الدولي لحقوق الإنسان والذي مقره في مدينة ستراسبورغ بفرنسا والذي يخدم قضية حقوق الإنسان في المنطقة العربية من الخارج إذ يضم برنامجا أكاديميا عربيـا بتدريس كل ما يتعلق بقضـايا حقوق الإنسان للمشـاركين العرب في دورات المعهد السنوية التي يحاضر فيها أساتذة عرب وبأكثر من لغة, وتعتبر اللغة العربية إحدى اللغات الأربع الأساسية في المعـهد إلى جـانب اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية. عماد محمد شحادة أهم مائة كتاب .. رئيس التحرير قرأت في العدد " 467" أكتوبر 1997 مقالاً للأستاذ حسين أحمد أمين بعنوان " أهم مائة كتاب في التراث العربي القديم" صنف فيه الكتب العربية المهمة وفائدتها للقراء والمفكرين والمثقفين ونحن نقرأ في كل عدد في زاويتي "مكتبة العربي" و"كتاب الشهر" ونرى أن أكثر الكتب التي تنشر هي الكتب المعاصرة والحديثة ولذلك نطلب من مجلتنا العزيزة ولفائدة القراء شرحاً موجزاً لكل كتاب في زاوية التراث العربي عن حياة الأدباء والشعراء. إياد سعيد وسائط الثقافة .. رئيس التحرير في عدد العربي رقم (469) الصادر في ديسمبر 1997, وفي الاستطلاع الأدبي عن مؤتمر مستقبل الثقافة العربية الذي استضافته القاهرة, لفت نظري ما ورد في الورقة التي قدمها د. علي حرب بعنوان (الثقافة ـ الوسائط ـ السوق) حينما جاء في حديثه عن العولمة في عصرنا هذا القول: (إن الثقافة الأكثر فاعلية اليوم لم تعد ثقافة الكتاب والصحيفة أو الفكرة والعقيدة, بقدر ما أصبحت ثقافة الصورة والمعلومة, أو الحاسوب وبنوك المعلومات, معنى ذلك أن بنية المعرفة هي التي تخضع الآن للتبدل والتغير بقدر ما تتغير وسائطها وآليات إنتاجها, ولا عجب, فكل تغير في أداة المعرفة يغير من علاقتنا بالمعرفة نفسها). وفي الوقت الذي أشارك فيه الكاتب الرأي في اعتماد الثقافة اليوم على الصورة والمعلومة, أتساءل: هل المطلوب منا ـ أمام تيارات ثورة المعلومات والشبكات الإلكترونية ـ أن ننسلخ عن هويتنا وفكرنا وعقيدتنا?! وإذا كانت بنية المعرفة هي التي تخضع الآن للتبدل والتغير بقدر ما تتغير وسائطها وآليات إنتاجها, فهل يعني هذا أن نبدل الثابت وما يجب التمسك به من ثقافتنا وفكرنا ـ كعرب ومسلمين ـ لنحافظ على هويتنا? وهل تبدل وسائط وآليات إنتاج الثقافة يجب أن يقود بالضرورة إلى تغير علاقتنا بالمعرفة نفسها, وبالذات فيما يتعلق بالمحافظة على الهوية الفكرية والثقافية? ثم إنه برغم الثورة المعلوماتية في عالمنا اليوم مازال للكتاب والصحيفة والفكرة والعقيدة دورها وفاعليتها الثقافية, وسيظل للفكرة والعقيدة دورها. وبالنسبة إلى ما تطرق إليه الكاتب عن أننا لا ندير خلافاتنا بطريقة سلمية تفاوضية مثمرة, وأننا ينبغي أن نأخذ من الغربيين العبرة في كيفية إدارتهم للصراع حول المصالح والمواقع بصورة عقلانية تتيح لهم الوصول إلى نتائج ترضي جميع الأطراف, فإني أشاطره الرأي, فأوضاعنا في هذا السبيل لا تسر الصديق, وأرجو ألا أكون قد أسأت فهم ما قاله د.حرب, مضيفا أن من أهم الأمور التي يجب أن نتوصل إليها ـ كعرب ومسلمين ـ هو تضييق الهوة بين ما يعرف بثقافة السلطة وسلطة الثقافة, ومسئولية ذلك ملقاة على الطرفين: القيادات والمثقفين, لكنها في الدرجة الأولى تلقى على السلطات (وهي القيادات) باعتبارها المالكة للقوى على اختلافها, لكي ينطلق الفكر وتنطلق الثقافة في آفاق من الحرية القائمة على التفاهم والثقة بين القيادة والقاعدة, ويتسنى لهما (الفكر والثقافة) مزيد من الإبداع الذي ينبغي توظيفه في خدمة مجتمعاتنا وتلبية متطلباتها. رضا علوي السيد أحمد وهل الاختلاط حل؟ .. رئيس التحرير وصف الأستاذ عبدالتواب يوسف وضع المرأة العربية بالموءودة معنويا في مقاله (المرأة العربية بين الاختلاط والفراغ) في عدد العربي (468) نوفمبر 1997م وأرى أن هذا الأمر يعود إلى ترسبات قديمة لاتزال تنهش في مجتمعاتنا, وبعد الذي نراه ونلمسه يوميا في حياتنا يميل البعض إلى أن سبب التأخر ليس تعطيل المرأة البتة. بل السبب الأساسي هو فشل الرجل وتركيبة المجتمع. بالإضافة إلى ذلك فإن سلبيات اختلاط المرأة أنكى وله مثالب عدة وتفوق بكثير الإيجابيات المرتقبة. كما أن الاختلاط ليس شرطا جوهريا لصقل المرأة. وقد أتى في مقالة الدكتور السيد بخيت محمد (نقمة ثورة المعلومات) في العدد نفسه أن التقنية اختزلت المسافات والأزمان بحيث يتسنى للفرد العمل في بيته بصورة فعالة دون الاضطرار للعمل في الخارج, وهذه ظاهرة جديدة يطبقها المجتمع الغربي المتطور حاليا لعلمهم بضرورة وجود الوالدين في البيت. الأمر الثالث والمهم الذي يجب لفت الانتباه إليه هو أن معظم الدول النامية والعربية لديها فائض كبير من العمالة والموظفين بحيث نرى الكثير من الشبان (حتى الجامعيين منهم) يجوبون الشرق والغرب بحثا عن الوظيفة. كما أن وجود هذه البطالة يمثل عبئا ثقيلا على دولها, ولعل ما يقترحه الأستاذ عبدالتواب يحل مشكلة معينة لكنه مع الأسف ربما يزيد الطين بلة من نواحٍ اقتصادية واجتماعية تؤثر في أمة باكملها. هذا وقد أتى تأييد ضمني (للفكرة التي أطرحها) في مقالة (التكنولوجيا والمستقبل) التي عرضها الأستاذ ياسر الفـهـد في نفس العدد من العربي حيث قال ألفين وينبرغ: إن تـأثيرها يؤدي إلى إحداث التغير الاجتماعي, بطريقتين, إحداهما إيجـابية, وتتجلى بإيجاد فـرص جديدة وثانيتهما سلبية, وتتمثل بخلق مشكلات جديدة للأفراد. محمد بن حسين آل هويدي وتريات لو كانت أمي بن عمار ميلود
|