واحة العربي

واحة العربي

الزهر
أريج الحياة، ومتعة للنظر وواحة للفؤاد،
والسلوان، وبهجة العرسان، والمنتصرين

صباح الورد، والفل، والياسمين، كل هذا الزهر يتألق بين التحايا الزاهرة في أقطارنا، حتى بعد أن ينسحب عنا الصباح لنوغل في المساء فإنه يستأثر بنصيبه منها، والزهرة ألمع نجم سماوي- باستثناء الشمس والقمر، وعبد الحميد الزهراوي من زعماء سوريا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين أصدر جريدة " المنير" وكان يطبعها ويوزعها سراً ليقارم سياسة السلطان العثماني عبد الحميد، وله تاريخ في إنشاء الأحزاب والمنظمات الوطنية، ولما نشبت الحرب العالمية الأولى حكم عليه بالموت شنقا، أما أبوالقاسم الزهراوي فهو أول من نبغ في الجراحة بين العرب، وقد عاش في الزهراء- من ضواحي قرطبة الأندلسية، أجرى العمليات الجراحية التي وضع تفصيلها في كتابه "التصريف لمن عجز عن التأليف" وكان له أعظم الأثر في النهضة الأوربية بعد أن رحل صاحبه عام 1103م، وزهران هي قبيلة في منطقة عسير بشبه الجزيرة العربية، وفيرة العدد الذي قد يصل إلى مائة ألف فرد، وزهر اللؤلؤ: يطلق على كثير من نباتات قصيرة تنتشر في أوربا وشمال آسيا، وهي فصيلة مركبة ذات أزهار إشعاعية، وهي غير زهرة الثلج ذات الشكل الناقوسي من فصيلة النرجس، وشنق زهران: قصيدة طويلة كانت لها شهرة مدوية في الخمسينيات لصلاح عبد الصبور، أنشأها حول زهران الذي تم إعدامه شنقاً في أعقاب حوادث دنشواي- تلك القرية المصرية التي داهمها الإنجليز بعد أن فتكت ضربة الشمس بأحد جنودها، وزهران سلامة رسام مصري شهير ومؤثر، وتخظى رسوماته بالتميز الجمالي المتفرد، وزهير بن أبي سلمى شاعر من العصر الجاهلي، أسس مدرسة "عبير الشعر" التي تتأنى وتنقح في القصيدة قبل أن تصل إلى الناس. والزهري من الأمراض التناسلية الخبيثة- رعاكم الله- له أعراضه من طفح جلدي وأورام وارتفاع الحرارة ومسائل أخرى عليكم أن تبحثوا عنها بعيداً عن الواحة، أما أدهم زاهر فقد كان مديرا لنا في شركة كانت تعمل في الستينيات في مشروع السد العالي، ومن كثرة تعديه علينا- في الأوقات القليلة التي عملنا معه فيها- قررنا أن نقتله، وبالفعل ترصدنا له مرتين ، لكنه مات دون أن نحظى بالمراد، والأزهر: صفة ليوم الجمعة، وللجامع الأزهر الذي بزغ إلى الوجود في ميلاد مدينة القاهرة منذ أكثر من ألف عام بقليل، ليصبح أكبر- وأقدم- جامعة لعلوم الدين الإسلامي منذ نشأته حتى الآن، وقد أضيفت إليها- في عصر جمال عبدالناصر- جميع العلوم النظرية والتجريجية والتربوية الأخرى ، والأزهران. الشمس والقمر، وزهر النرد "الطاولة في العامية المصرية" قطعتان من العظم أو العاج "أو البلاستيك حاليا" صغيرتان مكعبتان ، ويحفر على كل وجه من وجوهها الستة نقاط سود من واحد إلى ستة، وتستخدم في اللعبة المعروفة، والتي يقلبها البعض من تسلية إلى ميسر، وماء الزهر: ما خرج من الزهر بالتقطير ويستعمل في إضفاء الرائحة الذكية على العصير، ويقال له أيضا ماء الورد، وأول ثلإث ليال في الشهر كانت تسمى: الزّهر "بضم الزاي "- وهي الآن الليالي الثلاث التي تلي قبض أي أموال وتحتسب فور لقاء الصراف مباشرة، والزهراء لقب السيدة فاطمة بنت الرسول "صلى الله عليه وسلم"، والزهرا وان: سورتا البقرة وآل عمران من القرآن الكريم، وزهرة الغسيل مادة تستعمل في الغسيل لتضفي على الملابس البيضاء بالذات تألقاً مشوباً بظلال اللون الأزرق البهيج، وزهرة القمر: نوع من الكروم "الأعناب " التي تنمو في أمريكا " وتزهر بالليل "، والزهرية: الإناء الذي توضع فيه- أوتنمو فيه- الزهور، والمزهر: آلة موسيقية شرقية تشبه العود وتثير الشجن بسبب نغماتها التي تقارب القانون، والدكتور زاهر طبيب مصري التقيت به في بغداد عام 1969، كان مغرماً بالقصة القصيرة والشعر حين كنت- أنا- أحاول العوم في بحر الكتابة، ولا أعرف أين أراضيه الآن، والزهار: بائع الزهور، وتاجر الزهرة، وصاحب الخبرة في صناعة النيلة "صبغة شديدة الزرقة تستخدم في مظاهر الحزن والالتياع بسكبها على الملابس وفوق رءوس النساء"، وزهر الفول يطلق على الكتكوت الذي تلازم بياض أجنحته نقطة سوداء، ويتيمن أهل القرى به، وهو اسم قصة لي عن ديك عظم أمره واستفحل لهذه الأسباب.

يبقى من الزهر كثير من الأمور التي نشمها قبل أن نراها، ترقبا لتواصل وجداني متوقع، وتعبيراً عن امتنان يصعب على اللسان التعبير عنه، ثم إن مروج الزهر- حين تمتد في الأفق- فإنها قادرة على احتوائي وجذبي إليها، كي أتحول إلى فتات ودقائق في المعاني الجميلة التي يشع بها الزهر في الأغاني والأشعار والقصص الرومانسية، وفي أكاليل المقابر، وإكليلات العرسان والمنتصرين أيضا.

 

محمد مستجاب