من شهر إلى شهر

من شهر إلى شهر

لمحات من جديد العالم
طب 1
الموت في المهد

تلك ظاهرة تحير أطباء الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يبلغ عدد ضحاياها خمسة آلاف رضيع سنويا. وتشير التقارير الطبية المنشورة إلى أن تلك الظاهرة معروفة، أيضاً، في أستراليا ونيوزيلاندا وهولندا.

إن ظاهرة الموت الفجائي للرضع في مهادهم هي الشغل الشاغل لطبيب الحساسية والربو والباحث الإنجليزي ويليام روشي، من الجامعة الإنجليزية في ساوثهامبتون، الذي أنهى مرحلة من دراساته حول تلك الظاهرة، نشر نتائجها في ورقة بحثية. لقد فحص ذلك الطبيب الباحث عينات من أنسجة الرئة أخذت من 48 ضحية للموت المفاجىء في المهد، بالإضافة إلى عينات أخرى من رئات رضع ماتوا لأسباب مرضية أخرى، واضحة. ولاحظ الدكتور روشي وجود نوع من الخلايا المسببة للالتهاب، تسمى "إيوسينوفيلز"، في أنسجة كل من المجموعتين، ولكن بنسب مختلفة، فهي تزيد في أنسجة رئات الرضع الذين أودت بهم أمراض الطفولة الشائعة. والمعروف عن تلك الخلايا الالتهابية أنها السبب وراء أنواع من الحمى، وارتشاح الرئتين، كما تؤدي إلى ضيق في الممرات الهوائية الدقيقة بالرئة، وتلك أعراض تصاحب بعض الأمراض، ولكنها لا تظهر عند الرضع الذين يموتون، فجأة في الفراش.

لذلك، فإن الدكتور روشي يميل إلى رد هذا الموت الفجائي إلى خلل في جهاز المناعة الذي لا يكون قد اكتمل تطوره، بعد، عند الأطفال الرضع، فإذا ألهبت خلايا الأيوسينوفيلز موقعاً في رئة الرضيع، فإن الجهاز المناعي القاصر يتعامل مع الالتهاب بأسلوب خاطئ، فيرسل إشارات دفاعية غير صحيحة، يترتب عليها ردود أفعال أو استجابات غير مطلوبة، وقد تكون قاتلة. إن الخطوة القادمة في أبحاث الدكتور روشي تهدف إلى رسم صورة تفصيلية للإشارات والاستجابات الفوضوية التي تطرأ على جهاز المناعة في الرضيع الضحية.. وذلك يستدعي فحص حالات لم يمر على وفاتها أكثر من ثلاث ساعات، وتلك واحدة من الصعوبات التي يحاول التغلب عليها، حتى ينهي حيرة الأطباء أمام هذه الظاهرة الفجائية المحزنة التي كان نفر من الأطباء، حتى وقت قريب، يردها إلى ارتفاع درجة حرارة الحضانات، وانكفاء الأطفال على وجوههم أثناء النوم، وحرص الممرضات على شد اللفافات والأقمطة حول أجسام الرضَّع الغضَّة!.

طب 2
تبرَّع بدمك وانج بقلبك!

تقول الإحصاءات إن نسبة التعرض للأزمات القلبية وأمراض القلب بين النساء في سن ما قبل انقطاع الطمث، إلى الرجال من نفس الأعمار، تبلغ 1: 2 ، فإذا كفت المرأة عن الحيض، تساوت مع الرجل في احتمالات مواجهة خطورة أعطاب القلب.

وكان التفسير الوحيد لتلك الظاهرة هو أن هورمون الاستروجين الذي يكف جسم المرأة عن إفرازه مع انقطاع التبويض، هو المكلف بحماية القلب من الأزمات والأمراض. وظل ذلك التفسير مقبولاً، حتى الآن، ولكن أضيف إليه أن عملية الحيض نفسها ـ وهي، في طبيعتها عملية إدماء شهرية منتظمة ـ تكسب قلب المرأة قدرة على مقاومة الأمراض، ويتمتع بنفس القدرة قلوب الرجال الذين ينتظمون في حملات التبرع بالدماء!.

وفي فنلندا، أثبتت دراسة طبية موسعة أن الرجال ذوي المستويات المرتفعة من عنصر الحديد في دمائهم، تتضاعف احتمالات تعرضهم للأزمات القلبية عن أولئك الذين يعدون ـ طبياً ـ مرضى بالأنيميا، لانخفاض نسبة الحديد في دمائهم!.

فهل يكون الإدماء ـ تطوعا، أو في صورة حيض ـ هو الآلية التي تخفض نسبة الحديد بالدم؟.. وهل في انخفاض تلك النسبة تأمين للقلب؟

تلك كانت بداية انشغال طبيب القلب الأمريكي ديفيد ميزر، من المركز الطبي بجامعة كانساس، في دراسة طويلة، فحص خلالها مجموعة من المرضى سبق فحصهم منذ عشر سنوات، واختار منهم الدكتور ميزر 3855 رجلاً وامرأة، فوق سن الأربعين، واستقصى منهم عن عدد مرات قيامهم بالتبرع بالدم، أو تعرضهم للإدماء لسبب أو لآخر خلال السنوات العشر المنقضية، كما سجل الحالة الصحية الحالية لقلوبهم.

وأوضحت النتائج أن الرجال الذين تبرعوا بدمائهم، ولو لمرة واحدة في السنوات الثلاث الأخيرة، قلت نسبة الإصابة بأمراض القلب بينهم بنسبة 30%. ولم يجد الدكتور ميزر فارقاً بين النساء المتبرعات وغير المتبرعات، فدماء الحيض كفيلة بتسريب جانب كبير من مخزون دمائهم من الحديد.

والمستقر لدى الأطباء أن الكولسترول في ذاته، ليس مزعجاً جداً، ولكنه يتحول إلى الصورة القبيحة عندما يتأكسد، فتتلكأ جزئياته في الشرايين، وتتشبث بجدرانها، فتفقدها مرونتها الطبيعية. والحديد هو ذلك العامل المساعد الذي يحفز تأكسد الكولسترول. وذلك يتصالح مع النتائج التي تحصل عليها الدكتور ديفيد ميزر، ويؤكد ـ أيضاً ـ صحة الشعار الذي ترفعه حملات التبرع بالدم، والذي يقول بأنك، وأنت تهب دماءك للمحتاجين، تحافظ على حيويتك وصحتك!.

بيئة
تحية لعباد الشمس!

لم يكن أحد يعرف شيئاً عن شركة أمريكية مغمورة، اختارت أن تعمل في مجال غريب، هو "تكنولوجيا النبات"!.

وفجأة، وفي الأسابيع القليلة الفائتة، تردد اسم الشركة كثيرا في الأوساط العلمية والتكنولوجية، وبين جماعات أنصار البيئة، وعرف الجميع معنى "التكنولوجيا النباتية"، وهي أن يؤدي النبات بعض الأعمال المفيدة، بدلاً من الآليات.

وكان مصدر الاهتمام الحقيقي هو تقريرا نشرته مجلة متخصصة في علوم وتكنولوجيا البيئة، عن اكتشاف مهم توصلت إليه تلك الشركة، وهو قدرة نبات عباد الشمس على تنقية المياه الملوثة بمخلفات النشاط الإشعاعي.

ويشرح التقرير بالتفصيل خطوات العمل في مشروع تجريبي استرشادي قامت به الشركة في ولاية أوهايو، وبالتحديد في منطقة تسمى "أشتابولا"، حيث يوجد مصنع قديم لاستخلاص اليورانيوم، توقف عن العمل وأهمل، لكن آثاره لا تزال باقية في الوسط المحيط به. وقد جربت نباتات عباد الشمس مع المياه المنصرفة من المصنع، وكانت نسبة المواد المشعة فيها 200 ميكروجرام في اللتر، فامتصتها جذور عباد الشمس، حتى تدنت إلى أقل من 20 ميكروجراما في اللتر، وهو حد الأمان المسموح به في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد استخدمت في ذلك المشروع التجريبي نباتات لا يزيد عمرها على 6 أسابيع، زرعت مباشرة في أوانٍ مليئة بالمواد الملوثة، مع تثبيتها فوق عوامات تسمح للمجموع الخضري للنبات بالامتداد فوق سطح الماء، وللجذور بالانتشار في عمق المياه، تتشرب بمحتوياتها من العناصر المشعة، فتتناقص نسبة التلوث بهذا المعدل المشجع جداً.

وقد دفعت هذه النتائج الطيبة بعض الباحثين إلى تجريب قدرة هذا النبات الجميل في التعامل مع مياه بركة قريبة من موقع كارثة انفجار المفاعل النووي الروسي، في تشيرنوبيل، وتأكدت تلك القدرة، فقد استطاع عباد الشمس أن ينظف مياه البركة من عنصري الاسترونشيوم والسيزيوم المشعين، بنسبة 95%، في عشرة أيام فقط!. ويقول أحد العلماء الذين شاركوا في هذا العمل إن جذور النباتات كانت مشبعة بالعنصرين المشعين لدرجة أن السلطات المسؤولة عن تأمين المنطقة لم تسمح لنا بنقل عينات منها لفحصها في المختبرات، خارج المنطقة المنكوبة!.

تكنولوجيا 1
"متعة الطلاء"

مازلنا نخطط طويلاً، ونفكر كثيراً، قبل أن نقبل على إعادة طلاء جدران منازلنا. إنها عملية شاقة، بالرغم من أننا لا نقوم بها بأنفسنا، أو لأننا لا نقوم بها نحن، فنعتمد على فنيين يتقاضون أجوراً كبيرة، ولا يلتزمون بمواعيدهم ـ في الغالب ـ ويصعب أن تجعلهم يقتنعون بوجهة نظرك، وبمطالبك، فتخضع ـ في النهاية ـ لأسلوبهم ولذوقهم في اختيار طريقة وألوان الطلاء!

فلماذا لا نوفر على أنفسنا كل هذ الهموم، ونفعلها ـ نحن ـ بأيدينا؟

وهذا جهاز بسيط يعين على ذلك، ويمكن لربة البيت أن تقوم بتشغيله، لتعيد طلاء جدار أو سقف ببيتها، في الوقت الذي تريد، بالأسلوب الذي تراه، والألوان التي تختار، وعلى مهل، ودون أن تتلوث اليدان أو الملابس أو الأرضية بخيوط الطلاء التي تتساقط عند العمل بالفرشاة التقليدية. والجهاز عبارة عن اسطوانة تضغط ما بداخلها من طلاء، تماماً مثل زجاجة العطر الرشاشة. تفتحها، وتصب فيها كمية مناسبة من الطلاء، وتضبط قوة الضغط بداخلها بعد أن تغلقها بالغطاء المحكم، وتحملها على ظهرك بأحزمة متينة، وتعتلي سلماً منزلياً قصيراً، وتوجه الفرشاة إلى نقطة بداية الطلاء، وتضغط على يد التشغيل، فينتقل تيار منتظم من مادة الطلاء، عبر أنبوبة مطاطية، من الاسطوانة إلى الفرشاة، تحركها بسهولة ويسر، في خطوط منتظمة، تغطي الجدار أو السقف بالطلاء. فإذا تعبت، أوقف العمل، والتقط أنفاسك، أو أجله إلى وقت فراغ في الغد، أو لعطلة نهاية الأسبوع، فلا أحد يطاردك.. إنك تعمل لنفسك، بنفسك.. بمتعة، ونظافة!

تكنولوجيا 2
"رجل في حقيبة!"

لا. إنها ليست القصة الواقعية الشائعة عن امرأة تحمل أوصال رجل في حقيبة أو كيس بلاستيكي، تبحث عن مكان للتخلص منه. إنها حقيبة أنيقة، لا تزيد في حجمها عن حقيبة أوراق كبيرة تفتحها، فيقفز منها "دمية"، في هيئة نصف رجل كامل الهندام، جدير بصحبة السيدة الجالسة خلف مقود السيارة!.

ولكي يكتمل الخداع، فإنه يشد حزام الأمان إلى صدره، لا ليحميه من أخطار الحوادث، ولكن لتثبيته في المقعد المجاور للفتاة أو السيدة التي تقود سيارتها وتضطر للخروج ليلاً، أو تتعرض لمماحكات من "ذئاب الطريق"، أو لمعاكسات من راكبي الدراجات البخارية.. إنها ببساطة تفتح أقفال الحقيبة، فيهب لنجدتها الرجل الفزاعة، مؤكدا للمطاردين أنها ليست لقمة سائغة.

إن رجل الحقيبة "كله فوائد".. فإذا لم يكن ثمة ما يخيف، وإذا شعرت السيدة السائقة بالوحدة في طريق طويل، أو كانت حركة المرور الخانقة قد أصابتها بالتوتر، فإنها تلجأ إلى الحقيبة، وتستدعي رجلها، يجالسها، وتتحدث إليه بما يقلقها ويزعجها، أو قد تصيح فيه بما يهدىء من ثائرتها، بدلاً من أن تفعل ذلك وهي وحيدة، فتثير حولها شهية الفضوليين!.

ألغام
نباتات تشي بالألغام!

هل نقول نعم الوشاية؟

لا نعمت خصلة الوشاية، على أي حال.. ولكنها ـ في هذه الحال ـ عون على عدو متخفٍ.. سلاح حربي، ينتهي دوره بانتهاء الحرب، ولا ينتهي خطره، فيبقى قابعاً هناك، عند المجهول، مصدر فزع دائم، ينتظر بريئاً يسوقه إليه القدر، فيشرع أنيابه الشرسة، ينتزع الحياة، أو ـ في أقل تقدير ـ يفسد بهجتها.

غير أننا لا يجب أن نفقد الأمل في قدرة البشر على مواجهة هذا الشر. لقد أسعدنا أن توجه جائزة نوبل للسلام "1997" إلى رموز الحملة العالمية لمكافحة الألغام. ونسعد اليوم باستقبال رد فعل إيجابي رائع، قادم من النرويج، وبالتحديد، من مختبرات مؤسسة أبحاث الدفاع، شمالي العاصمة النرويجية "أوسلو"، حيث نبتت فكرة استنباط سلالات من النباتات "الذكية"، قادرة على الإرشاد عن مواقع الألغام الأرضية المدفونة، والتي يقدر عددها بمائة مليون لغم مضاد للأفراد، تنتظر مائة مليون آدمي، على الأقل، لتنزل بهم أذاها.

وتعتمد الفكرة النرويجية الجديدة على طبيعة اللغم الأرضي كمادة كيماوية، قابلة للتأثر بمكونات التربة.. فهذه الكيماويات المتفجرة معرضة للرطوبة القادمة إليها من مياه الأمطار، أو الصاعدة إليها من المياه الجوفية عبر حبيبات التربة. وهذه الرطوبة كفيلة بإذابة كميات ضئيلة من هذه الكيماويات، يتزايد تركيزها على مدى السنوات الطويلة التي يحياها اللغم متخفياً تحت سطح الأرض "ثمة ألغام مدفونة منذ الحرب العظمى الثانية في بعض مناطق الشمال الإفريقي، على سبيل المثال". فإذا هيأنا بذوراً لنباتات لها القدرة على الإنبات والنمو في مناطق حقول الألغام التي فقدت خرائط بثها وقادرة ـ أيضاً ـ على امتصاص التركيزات الضئيلة من الكيماويات المتسربة من الألغام، بحيث تعطينا نباتاً فيه صفة مورفولوجية واضحة تؤكد استفادة النبات من الأملاح القادمة من المادة المتفجرة في اللغم، فإن ذلك يساعد على تأكيد "نظافة" الموقع المحيط بالنبات، أو العكس، فيكون عوناً على وضع خطط التخلص من الألغام بتفجيرها، أو تفكيكها.

وكلنا أمل أن ينتهي خبراء مؤسسة أبحاث الدفاع النرويجية من أعمالهم التي ينتظر البشر نتائجها الإيجابية.

تلفاز
طرزان يعود!

لا نعتقد أن "الميديا" العصرية، بقدراتها الكاسحة على تشكيل الرؤى، وتبديلها أيضا، بمستطيعة أن تمحو من ذاكرة الملايين، ممن يتلكأون عند منتصف العمر، شخصية عايشوها في شرائط السينما: طرزان!. ذلك البطل شبه العاري، الذي يقضي عمره متقافزاً في الهواء، من فرع شجرة إلى آخر، مطلقاً صيحته الشهيرة، ومعها أخيلتنا محلقة، وأبصارنا مشدودة إلى الآدمي شبه الأعزل، يواجه رموز الشر: نمراً أو تمساحاً، يصارعه، في نزال غير متكافئ، ويخرج منتصراً.. له، ولنا!.

ومن كثرة ما شاهدنا أفلاما تحكي قصصاً متعددة، متشابهة في كثير من ملامحها، عند طرزان، حسبنا أن تلك الشخصية الباهرة قد انتهت واستسلمت لتراب الزمن. ولكن.. يبدو أن سحر طرزان لم يخفت، فهو متجدد. ويمكنك، أيضاً أن تقول بأن صانعي الشرائط المصورة في العالم لا يكفون عن البحث عن أفكار جديدة تجتذب اهتمام المشاهدين، ونقودهم، بما في ذلك العودة إلى أفكار وشخصيات قديمة.. لقد وجدوا أن طرزان جدير بأن يعود للحياة، وها هو التلفاز الأمريكي بعد سلسلة من الحلقات، مدة كل منها ساعة واحدة، تحمل اسم "مغامرات طرزان". إن طرزان يعود في التلفاز، لتراه الأجيال الجديدة التي لم تلحق به على شاشة السينما.

وبالرغم من النجاح الطاغي الذي حققته أفلام طرزان القديمة، فقد كانت شديدة البعد، أو عديمة الصلة، بسلسلة قصص طرزان الأصيلة التي كتبها "إدجار رايز بوروفس"، أما الحلقات التلفازية الجديدة، فهي أكثر التزاما بالنص الأدبي، فقد أخذت من قصص إدجار رايز الشخصيات الآدمية والوحوش والكائنات الخرافية.

الماس
طبيعة الماس في متحف نيويورك

لا يتطلب الأمر سبباً خاصاً لتنظيم معرض للماس، فإذا وجد الماس فإنه يستحق العرض، فالماس، كما يقول جورج هارلو كبير أمناء المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي بنيويورك، هو "كبسولات فضائية"، قادمة إلينا من باطن الأرض.. إنه زائر يستحق الاهتمام به!.

والالماس- لدى الهندوك ـ المثل الأعلى للنقاء، وهو ـ في نفس الوقت ـ بالنسبة لمعظم نساء العالم، خير صديق، في الرخاء والشدة، على السواء. يقول جورج هارلو، لقد توافرت لدينا مجموعة نادرة من الماسات ومشغولات الماس، لم نستطع أن نحبسها عن أعين الناس، فخصصنا لها جناحاً في متحفنا، جعلنا له عنواناً، هو "طبيعة الماس"، لا يكتفي بإبهار الزائرين، ولكن يحيطهم علماً بكل الحقائق حول أشد المواد الطبيعية صلابة: الماس. إن كل قطعة من الماس، سواء أكانت فصاً صغيراً لا يزيد وزنه على جزء من قيراط، يزين محبس خطبة عروس، أو تلك البيضة الماسية "كوهينور"، أهم جواهر التاج البريطاني، ويبلغ وزنها 108،93 قيراطاً.. كل الماس، يبدأ في صورة كربون نقي، على بعد عدة أميال تحت سطح الأرض. ولكي يتحول الكربون إلى ماس، فلابد من أن يتعرض لظروف استثنائية من الضغط ودرجة الحرارة، لا تتوافر إلا "هناك"، تجعله يتخلى عن شكله الكربوني، ويتحول إلى بلورات متعددة الأوجه، يضرب بها المثل في الشفافية والنقاء. إن ذلك يستغرق زمناً طويلاً، لا يقاس بالقرون، وإنما بالعصور الجيولوجية التي تمتد لملايين السنين. وتصل إلينا تلك "الكبسولات الفضائية" عبر اندفاعات البراكين التي تنبثق حممها من جوف الأرض، والحركات الجيولوجية الهائلة التي تقلب باطن الأرض.

ولا يكتفي جناح "طبيعة الماس"، في متحف نيويورك للتاريخ الطبيعي، بمعروضاته الثمينة، ولكنه يتيح الفرصة للزائرين ليلمسوا خواص الماس عملياً، مثل صلابته وخواصه الضوئية، كما يعرض الجناح نموذجاً لمنجم ينتج ماساً، وبعض الصناعات التي تعتمد على هذه البللورات شديدة النقاء والصلابة.

ويعرض الجناح، أيضاً، مجموعة من الماسات الملونة، ويبلغ عددها مائتي قطعة من الماس الذي اشتبكت مع بللورات الكربون ـ أثناء عملية تكوينه ـ عناصر أخرى مثل النيتروجين والبورون، فأعطتها ألواناً طبيعية من الأصفر والأزرق وغيرهما. ولهذه الماسات الملونة طبيعيا قيمة فنية لدى صائغي وتجار المجوهرات. وقد انتهز أحد هؤلاء التجار فرصة افتتاح هذا الجناح في متحف نيويورك، فأعلن عن "مزاد" لبيع أضخم قطعة ماس صفراء في العالم، وتزن 5.54 قيراطاً، وكانت من نصيب أحد عشاق الماس، الذي اشتراها بنصف مليون دولار.


 
  




ما سر ذلك الخطر الداهم الذي يقضي على الرضيع في مهده؟





طبيب قديم يعالج إحدى مريضاته بالإدماء





عباد الشمس زهرة تعطينا لمسة الجمال التي تحرك عواطف الفنانين ومواد غذائية من بذورها وأخيرا تبعد عنا الملوثات المشعة ... شكرا عباد الشمس





زهرة عباد الشمس وحدة زخرفية في لوحة جميلة





اعتمدي على نفسك واستمتعي بطلاء بيتك





سيدتي انطلقي في طريقك آمنة فمعك رجل





نباتات ذكية تسلل جذورها