يا خالدَ الذكرِ الجميل

يا خالدَ الذكرِ الجميل

«إلى روح الأديب الراحل محمد خالد القطمة»**

وقفتْ تُسائلُ حبرَها الأقلامُ
أملالةٌ أم عقّنا الإلهامُ؟
أم أنّ فارسَنا النبيل به ونى
فلقدْ جفانا وجههُ البسّامُ
وأصابعُ السحر العظيم كليلةٌ
صفحاتُه وسطورُه أيتامُ
شعرٌ ونثرٌ في لَبوسٍ آسرٍ
فيراعُ خالد عطرُهُ نمامُ
راءٍ يطلُّ على غدٍ ببصيرةٍ
نفّاذة تدنو بها الأيامُ
أَغْنيْتَ بالفكر المضيء منابراً
تبقى ومجدُ الفكر ليس ينامُ
هذي الكويت صحافةً وثقافةً
لكَ سيرةٌ فيها ونعمَ مُقامُ
شالتْ بك الأوراق فهي أميرةٌ
ورؤاك حليتهنّ والأحلامُ
لوّنتَ حزنك شائقاً متوهجاً
فغدتْ به الأشجانُ وهي مُدامُ
ورسمْتَ دربَك للعلي لا محنة
تثنيك عن هدف ولا آلامَ
ثقفت روحك بالمحبة والندى
والحزمُ صِنْوُ نَداكَ والإقدامُ
سوريةُ الوطنُ البهيُّ حملْتَهُ
فحماةُ بعض بهائه والشَّامُ
والعبقريةُ والمروءةُ ميّزا
هذي البلاد وزَانَها الإسلامُ
وهلالُ أحمدَ والصليبُ تعانقا
بهدى وتربط بيننا الأرحامُ
فالله نسألُ أن يديمَ تراحماً
ويسودَ حبٌ بيننا وسلامُ
يا خالد الذكر الجميل نفوسُنا
ظمأى وأنت لها الغداةَ غمامُ
ذكراكَ في الوجدان فَوحٌ عاطرٌ
وحصادُ فكركَ يُرتجى ويُرامُ
إن الكويتَ أخوّةٌ وصداقةٌ
ولخالدٍ وَجْدٌ بها وَهُيامُ
نَبّهْتَ في الأجيال تَوْقاً للعلى
فتميزتْ بعطائها الأقلامُ
شادٍ تغنّيه السطورُ فننتشي
ببيانه وتهزّنا الأنغامُ
لمعٌ وأفكارٌ وفيضُ خواطر
ودعابةٌ فكأنها أنسامُ
فاهْنأْ أبا مجدٍ سريرُكَ في العلى
ولكَ الندى والجنةُ المقْيامُ
فالصادقون المبدعون مآلُهمْ
عدلُ الإلَه الرحبُ والإكرامُ
-----------------------------------
* سفير سورية في الكويت.
** ألقيت في ذكرى الأربعين لرحيل الكاتب قطمة 20 / 12 / 2008م.

 

 

علي عبدالكريم*