فضاء العلوم على الإنترنت

فضاء العلوم على الإنترنت

  • ما الذي يبحث عنه العرب على الإنترنت؟

مع الأسف لا توجد إجابات جيدة لمثل هذا السؤال بسبب قلة الدراسات المختصة برصد السلوك البحثي على شبكة الإنترنت في العالم العربي. لكن في المقابل، هناك بعض التقارير الصحفية التي يمكن منها الحصول على بعض المؤشرات، وبينها مؤشران مهمان هما أن الجنس، وبرامج تحميل الأغنيات، من أكثر ما يبحث عنه المستخدمون العرب، ثم برامج الترفيه، وتحميل الأفلام، ومطالعة الأخبار، والمواقع الأدبية، والمنتديات. أما العلوم فهي أقل ما يتم البحث عنه على الشبكة عربياً. وهذا ما يمكن التحقق منه عبر الخدمة الإحصائية التي يقدمها محرك البحث «جوجل»، بتقديم مؤشرات عن الكلمات التي يتم البحث عنها من دول مختلفة، ومن بين هذه المؤشرات على سبيل المثال أن كلمتي علوم وثقافة يتم البحث عنهما من قبل المشتركين في السودان بأعلى معدل، تليها سلطنة عمان، ثم الأردن فالجزائر، ثم المغرب ومصر. في البحث عن الكتب تأتي اليمن في المقدمة، ثم السودان وسورية وليبيا ثم مصر. وفي الصحف تأتي السودان في المقدمة ثم اليمن تليهما مصر، وليبيا ثم الكويت والسعودية.

وهي مؤشرات يمكن تحليل العديد منها من قبل جهات الدراسات المختصة، في التعرف على اتجاهات وميول القراء والجمهور العربي من مستخدمي شبكة الإنترنت، مع مراعاة الفروق بين عدد المستخدمين بالنسبة لعدد السكان في كل قطر، وغيرها من العوامل، وأيضا مراعاة أن الأحداث تفرض نفسها، مثل ارتفاع نسبة البحث عن اسم فنانة لبنانية راحلة، في كل من لبنان ودولة الإمارات، في الفترة التي أعقبت مقتلها، أو ارتفاع نسب البحث عن غزة خلال الأسابيع التي أعقبت المذبحة التي تعرض لها أهل غزة على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.

من البديهي أن الإنترنت بوصفها ساحة شاسعة للمعرفة والترفيه تتضمن مادة جيدة للتسلية والترفيه، سواء الألعاب أو مواقع الدردشة أو مواقع مشاهدة الأفلام والدراما، لكن ما نتمناه هو ترشيد المستخدم العربي لاستهلاكه للشبكة، بحيث يمكنه الأستفادة من الفرص المذهلة للمعرفة والتثقيف في مجالات شتى مما تتيحه الإنترنت بدلا من الاقتصار على مواد اللهو التي قد تضيع الكثير من الوقت بلا جدوى.

ولعله من البديهي، أيضا، أن يكون العلم من أقل الموضوعات التي تشهد إقبالا من الشباب العرب لأسباب عديدة بينها قلة المواقع والمصادر المهتمة بالعلوم، وغياب الثقافة العلمية بين مصادر الإعلام المرئية والمقروءة، في مقابل مساحات شاسعة للمواد المنوعة والبرامج الخفيفة السطحية، فضلا عن المواد الخاصة بالغيبيات وتفسير الأحلام وما شابههما. بالإضافة إلى أن المجتمعات العربية بشكل عام مجتمعات غير منتجة للعلم، وبالتالي ينحسر فيها الاهتمام بالعلوم، وإذا كان ثمة اهتمام فيعتمد على نقل ما ينتجه الغرب.

لكن مما لا شك فيه أن شبكة الإنترنت قد أدت إلى زيادة الاهتمام بالعلوم مقارنة بفترات سابقة، حتى لو كان الإقبال على المادة العلمية ضعيفا، ولا يقارن بإقبال دول أخرى آسيوية مثل إيران والهند والفلبين وفقا لإحصاءات جوجل.

لكن الثابت أن تقدم أي مجتمع، يرتبط طرديا بعلاقته بالعلوم، وهو ما يمكن تأمله في تجارب آسيوية رفيعة المستوى مثل تجربة كوريا، أو ماليزيا، أو غيرهما. وبالتالي فمن الصحيح القول إن العالم العربي لا يمكن أن يحقق خروجا من أزماته لو استمر بعيداً عن العلوم والمعارف، غير قادر على توفير بيئات صحية لإنتاج العلم، بكل ما يستلزمه ذلك من تغير في السلوك والذهنية، ومنظومة القيم، وإحساس الأفراد بمسؤلياتهم، تجاه نوعية طموحاتهم، وتجاه مجتمعاتهم، وفي قدرة المؤسسات الإعلامية والتربوية والتثقيفية على تأكيد أهمية قيمة العلم والمعرفة في المجتمع.

وإذا كان الحال على ما هو عليه فسوف يكون من البديهي محدودية المواقع العربية المهتمة بالعلوم مقارنة بالمواقع الأجنبية العلمية على الشبكة، وبالتالي، أيضا، فإن حظوظ من لا يتقنون أية لغات أجنبية في التعامل مع المادة المتاحة في المواقع الأجنبية قليلة جدا.

مع ذلك يؤكد أحد التقارير الصحفية المنشورة على الإنترنت أن اللغة العربية بدأت في سحب البساط تدريجيا من تحت أقدام اللغة الإنجليزية لتكسر احتكار دام سنوات كثيرة على الإنترنت، حيث ظهرت فى الآونة الأخيرة بعض الأمور التى رفعت من شأن العربية على شبكة الإنترنت ومن أبرزها الموافقة على استخدامها فى كتابة عناوين المواقع وآخرها ما تم الكشف عنه من أداة لمساعدة مستخدمي الإنترنت العرب على البحث عن المحتويات العربية على الويب ولكن باستخدام الأحرف الإنجليزية.

وأطلقت شركة Language Analytics LLC على هذه الأداة اختصارا الاسم «يملي» وهي موجودة على العنوان www.yamli.com، وتتلقى الأداة ما يمليه المستخدم بالأحرف الإنجليزية لتقوم بتحويلها إلى ما يوافقها في اللغة العربية أو اقتراح مجموعة من الكلمات القريبة من حيث تركيبة الكلمة، ومن ثم البحث عن هذه الكلمة من خلال محرك البحث جوجل.وتتيح واجهة يملي نفس البوابات الموجودة في محرك البحث جوجل، لتمكن المستخدم من البحث في صفحات الويب العادية أو في صفحات الأخبار أو الفيديو أو الصور.

هذا التطور يعكس يقين القائمين على برامج الكمبيوتر وشبكة الإنترنت أن القارئ العربي يحتل مساحة كبير من قطاع مستخدمي هذه الوسيلة، وبالتالي فلا بد من استفادتنا من كل هذه التسهيلات واستثمارها بشكل جيد. إن استعادة قيمة العلم في حياتنا، والإيمان بالحداثة كأسلوب حياة يقتضي المضي قدما في الزمان، وتغيير المكان وفقا لهذا الأسلوب أصبح ضرورة في هذا الزمن الذي ترتبط مصائر أفراده ببعضها بعضا، مهما تنامت الكلاشيهات عن الاختلافات وصراع الحضارات، ولعل الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة دليل دامغ، وعلينا، لو كان في التجربة دروس مستفادة أن نستفيد، ولعل أهم الدروس هي ضرورة أن نتعلم لغة العصر.

  • (طبيعة) على الإنترنت

تعتبر دورية «Nature» واحدة من أهم الدوريات العلمية المهتمة بتقديم أخبار العلوم في العالم، وللمجلة موقع إلكتروني يقدم العديد مما تتضمنه المجلة لإتاحة الفرصة لمن لا تصلهم النسخة الورقية من المجلة من الاطلاع على المادة العلمية التي تنشرها.

وتعتبر هذه المجلة الأسبوعية من المجلات السباقة في متابعة الكشوف العلمية الجدية في المجالات العلمية والبيئية والطبية، وهي بطبيعة الحال بالإنجليزية، لكن ربما يتميز الموقع الإلكتروني عن النسخة الورقية بميزتين أساسيتين الأولى هي احتواؤه على مادة حية في شكل فيلم تسجيلي يتضمن مقابلات مع بعض الباحثين حول موضوع من الموضوعات المهمة، وبينها على سبيل المثال موضوع عن تطورات الأبحاث الخاصة بنظرية داروين والتي اهتمت بها جميع الدوريات العلمية قبل شهرين.

أما الميزة الثانية فهي وجود أرشيف للمواد الأقدم، ولكن يحتاج المستخدم إلى تسجيل الاشتراك باسمه وبريده الإلكتروني حتى يتسنى له الاطلاع على المادة الكاملة للموضوعات.

عنوان الموقع هو: www.nature.com

  • موسوعة علماء العرب

هذه الموسوعة تتضمن تعريفا بالعلماء العرب في المجالات كافة منذ العصور الإسلامية المبكرة وحتى العصر الراهن، وصحيح أنها مبسطة ومختصرة، لكنها يمكن أن تعطي فكرة جيدة عن أهم العلوم التي برع فيها العرب، مثل الفلك والصيدلة والفلسفة والرياضيات والطب حيث تورد أسماء العديد منهم مثل ابن سينا، و الرازي، وأبي بكر بن يحي الخياط الذي برع أيضا في الفلك والهندسة، والقزويني، وابن باجه والخوارزمي، وعشرات غيرهم.

وتقسم الموسوعة أيضا حسب الموضوعات من الفلك والطب والهندسة إلى الموسيقى والرياضيات والفلسفة والرياضيات والجبر. وفيها نحو 80 عالما عربيا، مما يجعل منها نواة جيدة للبحث بشكل أعمق عن هؤلاء العلماء على الإنترنت.

عنوان الموسوعة هو: www.scientist.cjb.net

  • زيارة افتراضية لمتحف التاريخ الطبيعي

يعتبر متحف التاريخ البريطاني واحدا من أشهر وأهم المتاحف المهتمة بتاريخ الأحياء، وتطورها، حيث يتضمن الهياكل العظمية للديناصورات، والحيوانات القديمة المنقرضة، بالإضافة للعديد من المعلومات حول تلك الكائنات.

ولمن لا يمكنه زيارة المتحف في الواقع فبإمكانه أن يقوم بزيارته افتراضيا عن طريق زيارة الموقع الإلكتروني:
www.nhm.ac.uk

يتضمن الموقع العديد من الأقسام بينها قسم خاص بالمعارض الخاصة في المعرض ومنها معرض داروين على سبيل المثال، لكن أيضا هناك أقساما أخرى تختص بالتعريف بالأحياء والكائنات القديمة مثل الديناصورات، حيث تحيل إحدى الصفحات على رسوم لتلك الكائنات وبوضع السهم على الصورة تفتح عشرات من الأشكال والأنواع والصور للكائن المختار والتعريف به وباسمه العلمي ودورة حياته، كما يتم التعريف بكل ما يحتويه المتحف من أقسام مختلفة وما يحتويه كل منها،وغيرها من التفاصيل. يتضمن الموقع أيضا قسما مخصصا للأطفال لتصفح معلومات مبسطة عن المتحف والكائنات الطبيعية التي يرصد تاريخها.

  • شمس المعرفة!

إن الشعور المستمر بالتطور مصدر رائع للسمو والثقة بالنفس، والاطلاع المتواصل هو أقل متطلب للنجاح في مجالك، إن إيمانك وثقتك بما تعتقده ممكناً, يحدد إمكاناتك الخارجية. إن التراخي هو العدو الأكبر للشجاعة والثقة. الاستعداد هو أساس الثقة بالنفس في كل المجالات تقريباً. كلما ازدادت معرفتك في أي مجال، ازدادت ثقتك بنفسك. إن سعة الاطلاع والاستعداد الدائم هما المقياس الذي يعطيك صفة النجاح في كل المجالات. اطرح شكوكك جانباً، والتزم التزاماً كاملاً بأن تحيا الحياة التي كنت تنوي أن تحياها. يتأتى الشعور بالثقة و القدرة الشخصية من واجهة التحديات و التغلب عليها. إن عمق إيمانك وقوة معتقداتك تحدد قدرتك الشخصية. هذه الفقرة هي مجموعة من النصائح التي يتضمنها هذا الموقع المخصص لنشر المقالات العربية باللغة العربية وهو موقع «شمس للمقالات العلمية»، سوى أن تلك النصائح توجد في تبويب خاص تحت عنوان «شحنة ذاتية» تستهدف التأكيد على القيم الإيجابية والمبادرة وتحصيل العلم.

يتضمن الموقع عددا من الموضوعات المعدة أو المترجمة عن بعض الموضوعات العلمية مثل الفضاء، والمجرات وكيفية تشكلها، أوعن علاقة الطعام بقوة الذاكرة

والاكتشافات الجديدة في عالم الطب وبينها استبدال الأنسولين المحقون بالعلكة، أو بأحدث الدراسات حول الإنسان الآلي واستخداماته المستقبلية المتوقعة في الحروب، بالإضافة إلى موضوعات أخرى عن تنمية الذات وتطويرها عبر اكتساب خبرات إيجابية من الحياة.

عنوان الموقع: www.re-sun.net

  • أطياف الخيال العلمي

هذه مدونة من المدونات الأمريكية المختصة بكتابة مراجعات نقدية لأحدث ما يصدر من كتب الخيال العلمي التي تنتشر في أمريكا بشكل كبير، ولها كتاب نجوم في المجال، وأيضا لها جمهور هائل. فالخيال العلمي، بالنسبة لجمهوره هو رحلة في عوالم أخرى وأزمنة أخرى، تدور به وقائع خيالية، بالنسبة لما ندركه في حدود علمنا الراهن، لكن إطلاق كتاب الخيال العلمي لخيالاتهم وتحليقهم في فضاءات الابتكار يجعلهم يتخيلون الكثير، بل ويتوقعون ما لم يكن متوقعا، والمعروف أن العديد من الاختراعات البشرية كانت بذورها الأولى قصصا خرافية أو خيالات، وبينها الطيران في الفضاء، والوصول للكواكب الأخرى.

تتضمن المدونة روابط لمقالات تتناول أعمالا قصصية، أو تتناول ظواهر، مثل مدى عدم تحقيق القصص القصيرة في الخيال العلمي للمتعة نفسها التي تحدثها الأعمال الكبيرة، واختلافات بعض أساليب الكتب عن بعضها البعض، كما تنشر المدونة الفصول الأولى من بعض الكتب لكتاب أمثال جورج مارتين، وروبرت سوير، كما تتضمن كتابات عن بعض العمال القصصية المصورة «الكومكس» المختصة بالخيال العلمي، والعديد من المقالات المختصة بالموضوع. تحتل الأفلام السينمائية ومراجعاتها أيضا مساحة كبيرة من هذه المدونة.

عنوان المدونة: www.sfsignal.com/index.html

  • مشاهير على الإنترنت

هناك العديد من المشاهير من نجوم السينما على الإنترنت، لكن هناك أحد الأسماء المهمة التي تشتمل مواقع الإنترنت على عشرات الآلاف من الروابط التي تهتم به، وهو جورج ناش (مواليد عام 1928)، عالم الرياضيات العبقري، الذي حصل على نوبل في الاقتصاد، في العام 1994، وكان لمعادلاته الرياضية التي أنجزها في جامعة برينستون، والتي عرفت باسم «معادلات ناش»، تأثير كبير في تغيير استراتيجيات التبادل التجاري في العالم، كما أضاف لعلوم الهندسة الفراغية حلولا لبعض المعادلات التي لم يسبقه لحلها أي عالم آخر. هذا الرجل عانى مرض الانفصام في الشخصية حيث كان يتخيل أشخاصا يطاردونه ويستخدمونه لأغراض مخابراتية بينما لم يكن ذلك سوى وهم كبير، لكنه عانى طويلا واضطر للالتحاق بمصحة نفسية لسنوات، وقد تجاوز تلك المحنة بفضل زوجته، واستطاع بفضل دأبه وعبقريته أن يحوز جائزة نوبل، وقد ألفت سيلفيا ناسار كتابا بعنوان «عقل جميل» تضمن سيرة حياته، تحول لاحقا إلى فيلم سينمائي بالعنوان نفسه قام ببطولته النجم راسل كرو، وحقق الفيلم نجاحا باهرا إذ حصل على أربع جوائز اوسكار.

ولمن يرغب في الاطلاع على مادة تعريفية بهذا العالم العبقري الاطلاع على الرابط الخاص بالتعريف به على الموسوعة الإلكترونية ويكيبيديا:

en.wikipedia.org/wiki/John_Forbes_Nash

كما يمكن الاطلاع على صفحته الشخصية في موقع جائزة نوبل:

nobelprize.org/nobel_prizes/economics/laureates/1994/nash-autobio.html

 

 

 

إبراهيم فرغلي





 





 





 





 





 





 





النجم الاميريكي سل كرو في فيلم عقل جميل وإلى اليسار صورة بون ناش الحقيقي