معادن.. تُجدّد النضارة والشباب

معادن.. تُجدّد النضارة والشباب

ابتداء الشيخوخة تظهر معه أعراض تتضح مع عامل الزمن. إن منع أو تأخير هذه العلامات وارد حالياً، والمهم في هذه المواجهة هو إيقاف تدهور الوظائف الحيوية ومنع الأكسدة بالجسم نتيجة نشاط الشقوق والجذور الحرة، وهي أيونات غير مستقرة، ويتحقق هذا بالاستعانة بالغذاء المتوازن المحتوي على المعادن.

إن الغذاء المتوازن في البروتين والنشويات والفيتامينات والألياف عندما ندعمه بالمعادن الخمسة التالية ينجح بدرجة ترياق نحو تجديد النضارة والحيوية، ودحر الشيخوخة وزيادة المناعة ونشاط خلاياها.

إن آلية وقف الأكسدة بالجسم بمعادلة الشحنة بواسطة هذه المعادن، هي الحماية للأغشية المهمة بالخلايا وأنويتها والحماية للدنا DNA والذي يحكم الخلية، وكذلك هي التجديد للحيوية والنضارة. إن دخول هذه المعادن الخمسة التالية في المئات من الإنزيمات الحيوية هو ضمان ودفع تفاعلات هذه الإنزيمات نحو تجديد أعضاء الجسم ووظائفها وهزيمة الشيخوخة.

السيلينيوم

من مصادر السيلينيوم والتي تفي بالمتطلبات اليومية: زيت الزيتون والجرجير والثوم والبصل الطازج والدواجن.

تتجلى أهميته وفعاليته في أنه من أهم مضادات الأكسدة Antioxidants ويقوّي جهاز المناعة وخلاياه، وكذلك يقاوم العدوى الفيروسية. السيلينيوم مهم لإزالة الشد العصبي والتوتر والاكتئاب، وهو مهم لمنع تحلل فيتامين «هـ» وهو أيضاً من مضادات الأكسدة. والسيلينيوم ضروري في بناء هرمون الغدة الدرقية، والأخير يمتلك مهام محورية في موازنة وظائف الجسم.

الزنك

من مصادره التي يمكن أن تلبّي الاحتياجات اليومية: الحبوب والخميرة وفول الصويا والمأكولات البحرية واللحوم.

الزنك يقاوم زحف الشيخوخة وآثارها ويحافظ على نسبة الزلال في الدم، وبالتالي يحافظ على إنتاج الجاما إنترفيرون، وهو مركب أساسي لعمل جهاز المناعة.

الزنك مضاد قوي للأكسدة ويمنع نشاط الشقوق الحرة وهي التي تسرق الشباب وتعجّل بعلامات الشيخوخة.

الزنك مهم لنشاط الغدة الثيموسية Thymus وهي المسئولة عن عمل وفاعلية جهاز المناعة والاجهزة الداعمة من الأجسام المضادة. إن توافر كفاية من الزنك مع غذاء الإنسان يعني امتلاك الجسم لجهاز مناعة قوي ويعني بناء العديد من الإنزيمات اللازمة لتنشيط عمليات صيانة الأنسجة وأعضاء الجسم ومما يجدد الحيوية والحياة.

الكروم

من مصادره التي يمكن أن تلبي الاحتياجات اليومية: الحبوب وكرنب بروكلي والبرتقال والطيور والمأكولات البحرية واللحوم والخميرة وعيش الغراب (المشروم) والبطاطس.

الكروم يرفع من كفاءة ودفاعات جهاز المناعة وكذلك ينشّط تفاعلات وتحوّلات الأيض الغذائي بأعضاء الجسم. ويساعد مرضى السكر نحو ضبط مستوى السكر في الدم، والكروم من أهم مضادات الأكسدة والحافظة للياقة والنضارة والحيوية.

الماغنيسيوم

من مصادره التي يمكن أن تلبي المتطلبات اليومية، الخضراوات الورقية الداكنة الاخضرار والحبوب والبقول والتمر والقرع العسلي والفول السوداني والمكسرات والمأكولات البحرية.

الماغنيسيوم مضاد قوي للأكسدة، وعالي الفاعلية نحو وقف الشقوق الحرة، وكذلك يحمي القلب ويمنع جلطات الشرايين التاجية. الماغنيسيوم يساعد على عدم ارتفاع ضغط الدم عن المعدل الطبيعي ويساعد مرضى السكري ويقلل من مضاعفاته. وهو يحافظ على سلامة العظام وكذلك يرفع من معدل الكوليسترول النافع ويقلل من الكوليسترول الضار.

الماغنيسيوم يدخل في تركيب الإنزيمات المسئولة عن تحوّلات الطاقة وكذلك المسئولة عن بناء وتركيب الحمض النووي الدنا DNA، يساعد الماغنيسيوم على إفراز البروستاجلاندسين المسئول عن توسيع الشرايين.

الكالسيوم

من مصادره التي يمكن أن تلبّي الاحتياجات اليومية: الألبان ومنتجاتها، والعصائر الطبيعية والبروكلي والفجل واللفت، ومن الأسماك: السردين والسلامون. الكالسيوم مهم لسلامة العظام وتجنب الوهن والهشاشة بها. وهو سلاح مهم للإقلال من الكوليسترول الضار، وحيث يعوق امتصاص الدهون المشبّعة في الأمعاء، والكالسيوم بالجرعات الكافية يساعد على منع انتشار الخلايا السرطانية.

إن موازنة المتطلبات المتنوعة من الغذاء والألياف والمعادن - وكما سبقت الإشارة إليه - لهو تجديد وتمديد للحيوية والشباب.

 

 

محمود محمد درويش