العقوبة جمال الدين سيد محمد

قصة الكاتب اليوغسلافي:
محمد كونجيتش

بينما كان السلطان عبدالمجيد يتأمل أمامه المبعوث المنهك المغبر بظهره المقوس القادم من القسطنطينية أدرك عندئذ فحسب إلى أي مدى أخطأ بذهابه لإخضاع عمليات العصيان التي نشبت في آسيا الصغرى. وكان ينبغي أن يمر فحسب عامان على غيابه وفيهما مارس المجلس الأعلى للأعيان كل السلطات بدلا منه لكي يحدث ذلك الذي بعث به طوبال باشا مع المبعوث السري. وكان مضمون هذا النبأ السعي موجزا وواضحا وضوح النهار: فقد قام مقبول بك الوزير الأول للمالية، وكان فيما سبق الوالي الياور من منطقة يدرن، باختلاس خزانة السلطان. وفي شرح مفصل وصف طوبال باشا بالتفصيل حياة الفسق والإسراف التي يعيشها وزير مالية السلطان. فقد كان يشتري ويشيد النزل للمسافرين ويقيم المنشآت الخيرية ويرصع العربات بالفضة الخام والذهب الخالص ويعد الولائم ويتزود بأجمل النساء الأرمنيات ويهدي الحرير والقطيفة... وفي نهاية هذه الرسالة يتوسل إليه الباشا في ضراعة أن يسرع بالعودة إلى القسطنطينية لكي يوقع على مختلس خزانة الدولة العقوبة الشديدة العادلة.

وبعد اليوم السابع من تسلم الرسالة وصل السلطان بالفعل إلى القسطنطينية، وكان أول شيء قام به هو زيارة مدرسة الإنكشارية في قصر "جالاتا"، وانتقى من بين صفوف المدرسين والمعلمين سبعة حكماء متقدمين في السن، وأمرهم بأن يحبسوا أنفسهم في المسجد وأن يقرروا العقوبة المناسبة لأمين الخزانة مقبول بك. وفي اليوم نفسه أمر بالبدء في إجراء تحقيق سري من وراء ظهر وزير المالية هذا. وحينما تم تنفيذ كل شيء انتظر السلطان قرار الحكماء المسنين.

واجتمع الحكماء ثلاثة أيام كاملة. واتسمت نظراتهم الذابلة بالبلادة من شدة التفكير وكادت تخبو إلى أن قال أحدهم:

- لقد عثرت على كيفية معاقبة المذنب.

وسأله الباقون:

- كيف يا شيخ أصلان؟

فأجاب عضو المجلس:

- لن أقول لكم، أريد أن أقول هذا للسلطان المبجل وتحت سقف قصره.

وسأله الباقون:

- ولماذا لا تقول لنا؟

فأجاب الشيخ أصلان قائلا:

- لا، لابد ألا يسمع هذا إلا السلطان عبد المجيد.

هذا لا يليق بآذانكم أيها المسنون الموقرون.

وقال الشيخ داود:

- أنت تريد أن تداهن السلطان.

وأومأ الباقون برءوسهم.

وقاطعهم الشيخ أصلان بقوله:

- اعتقدوا ما يتراءى لكم.

وكرر الشيخ كلامه قائلا:

- اعتقدوا ما يتراءى لكم. ولكن ما خطر ببالي لن أقوله إلا للسلطان المبجل.

وتكلم الشيخ داود ثانية:

- ولكن ما هو إذن سبب وجودنا هنا ؟ ولماذا أعملنا الفكر ثلاثة أيام وثلاث ليال.

وقال لهم الشيخ أصلان مهدئا:

- ستكونون راضين عن هذه العقوبة. وسيكون صاحب الضياء السلطاني أكثر من راض عن هذه الفكرة التي خطرت ببالي.

وسأل قائلا:

- ولماذا لا تكون هذه هي فكرتنا المشتركة ؟.

- أجل، ولكننا لسنا متأكدين من أنك ستقول للسلطان إننا توصلنا إلى هذه الفكرة معا.

وتبادل الباقون النظرات في تحرز شديد.

وقال الشيخ داود:

- كفى! فلنتوقف عن هذا الجدال، فالسلطان ينتظر قرارنا الحكيم. وأنت أيها الحكيم الموقر، يا من تملك هذه الفكرة المريعة بشأن أسلوب معاقبة الأمين الخسيس للخزانة ستذهب نيابة عنا إلى السلطان تحت سقف مقر إقامته وستقول له سرك.

وهكذا تفرق مجلس الحكماء، أما الشيخ أصلان فقد غسل وجهه وطلى أظافره بحناء جديدة وارتدى ثيابا جديدة وتدثر بجبة فخمة. ووضع على العمامة العالية ريشة الطائر الأسطوري وكانت علامة على أن الحكمة هي التي ستتكلم.

وانتظر الشيخ أصلان ثلاثة أيام لكي يستقبله السلطان عبد المجيد وفي مغرب اليوم الثالث أعطاه الحاجب إشارة بأنه سيتم استقباله. وانفتحت البوابة وسمح له الحراس بالدخول وهم كالأصنام وسيوفهم مشرعة في أيديهم، ويسير أمامه حاجب - السلطان وبيده فانوس مذهب.

والشيخ أصلان يخطو خطوات جريئة وقورة صوب البوابة الرئيسية لقصر السلطان الذي كان يتلألأ في الذهب الخالص. وهناك يقف العرب من الشام وحلب برماحهم المتعامدة وبنظراتهم الصامتة الباردة بدوا للشيخ أصلان وكأنهم قد سقطوا من عالم آخر مجهول بالنسبة له، ولكن هذا أيضا تلاشى على نحو ما حينما عبر العتبة ووقف على البساط المذهب. وعندئذ سمع من على مسافة موسيقى خفيفة رخيمة وكاد أن يتوه في هذا الجمال الخارق الذي هوى إليه فجأة. وكاد أن ينسى السبب الذي من أجله طلب مقابلة السلطان عبد المجيد - ألا وهو العقوبة الصائبة لأمين الخزانة المختلس - ولكن شكرا لله القدير فقد تجاوز هذه المحنة أيضا ووجد نفسه وقد أفقده الضوء بصره في مكان رحيب منير ولمح السلطان وهو يهمس شيئا لأحد كبار المسئولين بجانبه، وكان هذا يهز رأسه.

وكان وجه السلطان مستديرا تعلوه حمرة خفيفة وعيناه صامتتين وبهما حيوية. وشعرات شيباء تبرقش لحيته السوداء المشذبة من أطرافها بجانب الفم نفسه. وهو متدثر بعباءة مرصعة بالذهب ويستند على عرش مذهب ويلعب بعصفور صغير ذهبي اللون في قفص فضي موجود على يمينه وموضوع على منضدة صغيرة.

ودنا الشيخ أصلان ببطء وفي ثقة وقد أحني جسده، ولكن يرتسم على وجهه تعبير وقور، بالضبط على النحو الذي يليق بمدرسي ومعلمي مدرسة الإنكشارية السلطانية. وكان الكهل يعلم أن أمثاله من أعضاء المجلس في عون السلطان على الدوام ولذلك يشعر الشيخ بالأمان أمام السلطان وحاشيته.

ونبهه صوت ذلك المسئول الذي كان السلطان عبدالمجيد يتهامس معه منذ قليل وهو يقول:

- أنت أيها الرجل الحكيم، من المؤكد أن لديك رسالة مهمة من أجل السلطان المبجل؟

وأجاب الكهل في صلابة:

- أجل، أنا أحمل ما خطر ببالي بينما كنا نفكر بشأن أمن الخزانة وجريمته، وأريد ألا أبلغ هذا إلا لسلطان كل السلاطين والعوالم.

وتعجب السلطان وطرف بعينيه الصغيرتين.

وتبادل النظرات جميع رجال الحاشية لأنه حتى ذلك الحين لم يبلغ أحد هذا القدر من الصفاقة بحيث يطلب مثل هذا الامتياز - ألا وهو الحديث الصريح مع سلطان كل السلاطين تحت سقف قصره - إلا أن الشيخ أصلان كان يحدق بإصرار في السلطان، وجميع المحيطين به كان بإمكانهم استنتاج أن هذا كهل غريب مثابر وعنيد. ولذلك قال السلطان:

- أيها الحكيم المبجل لماذا لا تقول لنا هنا علنا أفكارك؟

فأجاب الكهل:

- أيها السلطان المبجل، الفكرة كالطائر ولا أريدها أن تهرب. وهذه الحجرة رحيبة للغاية والفكرة كالطائر الخطير الفظيع وأشك أنه سيكون بإمكاننا أن نمسك بها.

وصوب الكهل بصره ثانية تجاه السلطان. وقال السلطان:

- حسنا، حسنا. سأخالف قاعدة هذا القصر وسأتحدث معك على انفراد، ولكن إذا لم تكن فكرتك جديرة باهتمامي وتستحق المخالفة التي أرتكبها بسببك فكن على استعداد لأن يقم الخصيان بقطع لسانك! وقال الشيخ أصلان في صلابة:

- ليتم تنفيذ إرادة مولانا.

وعندئذ أعطى السلطان إشارة بأن المقابلة قد انتهت ودعا أصلان لأن يتبعه.

ولم يعلم أحد ماذا قال أحدهما للآخر، ولكن بعد خروج الحكيم من حجرة السلطان، وحينما ألقى بكل وضوح التحية عند الوداع على حاجب السلطان كان من الجلي أن السلطان راض عما سمعه من الشيخ أصلان.

وفي الليلة نفسها استدعى السلطان عبد المجيد قائد حرس القصر وأمره أن يسلم أمن الخزانة المحبوس إلى أشد الحراس ثقة، ولكن قبل ذلك يتم حلق شعر أمين الخزانة حتى مؤخرة رأسه، ويتم اقتياده وهو مقيد يد مستنقع تحت قصر السلطان ثم يدهن بالعسل السائل وجهه وأم رأسه.

وقال السلطان لقائد حرس القصر مشددا:

- وغطس اللص المقيد بهذا الشكل حتى رقبته في مستنقع كبير يكثر فيه البعوض بأعداد كبيرة. الجندي الذي ستختاره سيكون مع المدان إلى أن يلقى حتفه. وأنت أيها القائد ستبلغني أنا شخصيا كل يوم قبيل المغرب عن مسلك وآلام المحتضر! هل فهمت؟

وقال قائد الحرس:

- أجل يا جلالة السلطان!

وذهب قائد الحرس ونفذ كل شيء وفقا للأوامر، وعثر على شخص أرناءوطي، وهو واحد من أكثر الجنود صلابة، وأمره بما قاله السلطان.

- يا جبريل، انتبه جيدا حينما تغطسه في المستنقع وعندما تدهن وجهه ورأسه بالعسل. واحفظ جيدا كل صرخة تصدر منه، وكل كلمة يقولها. وكل هذا قله لي في وقت المغرب القادم.

وسأله القائد في النهاية:

- هل فهمت الأوامر؟

- فهمت أيها القائد.

وأومأ الأرناءوطي برأسه، وبعد ذلك نفذ الأوامر الصادرة له. وحينما كان أمين الخزانة مقيدا بالقيود من قدميه وحتى رقبته جاء الحلاق وحلق له شعره ثم سكبوا على رأسه ووجهه العسل السائل. وقادوه إلى أكثر المستنقعات قذارة حيث يوجد عدد وفير من البعوض الجائع. ثم جلس الجندي على الشاطئ وانتظر الوقت الذي ستصعد فيه روح هذا المذنب.

ومع أشعة الصباح الأولى دبت الحياة في المستنقع.

وهلل البط الوحشي وأصدرت الأفاعي فحيحها وقرقرت المياه وتعجن الطين حول الجسد الغارق لأمين الخزانة. وعلى الفور نشط سرب من البعوض وقد جذبه العسل الموجود على رأس ووجه الشخص المدان. وفي أسراب لا حصر لها أخذ البعوض يغطي أمين الخزانة البائس، وكل جزء ولو صغيرا من الوجه والرأس كان يرفل تحت حجاب قاتم من الأجسام العديدة لصغار مصاصات الدماء.

وكان الأرناءوطي يراقب بعناية كيف تسطع أشعة الشمس الحارقة على رأس أمين الخزانة وكيف يتقلص وجهه من الآلام الشديدة التي تصيبه بها خراطيم البعوض الجائع. وتفوح من المستنقع الدافئ رائحة العفن والشمس تصعد ببطء إلى أوجها.

وكان المدان ينتفض ويتنفس بصعوبة ويحاول أن يحرك رقبته المقيدة تقييدا شديدا إلى عمود خشبي مغروس في المياه. وحتى لا يشاهد الآلام الفظيعة للمحكوم عليه بمثل هذه الموتة الفظيعة البطيئة أدار الأرناءوطي رأسه جانبا، وبرغم كونه قاسي القلب ويكره هذا الموظف من موظفي السلطان إلا أنه في إحدى لحظات الشفقة أخرج بحذر منديلا من صديريه والتفت إلى الوراء حتى لا يكون هناك من يراقبه خلسة وحرك يده لكي يلوح بالمنديل ولكي يبعد للحظة على الأقل العديد من مصاصات الدماء من على رأس أمين الخزانة.

وقال:

- سأخالف الأوامر. أرى أنك تتعذب كدودة حينما يطأونها. وأضاف الحارس قائلا:

- سأبعد البعوض عن وجهك لكي يمكنك على الأقل مرة أخرى حتى الليل أن ترى الشمس الذهبية. وعندما استعد بالفعل لأن يلوح بالمنديل أعطاه أمين الخزانة إشارة بحركة من رأسه يمنة ويسرة بألا يفعل ذلك.

- دعه وشأنه. إنه الآن شبعان وينام.

وفي المساء أبلغ قائد - الحرس بكل شيء وفقا للحقيقة. وحكى له بالتفصيل عن آلام المحكوم عليه وفي النهاية روى له أنه أراد أن يبعد للحظة بالمنديل البعوض عن وجه أمين الخزانة.

وسأله قائد الحرس في صلابة وبوجه عابس:

- وماذا قال هو؟

- لقد أعطاني إشارة بألا أطرد البعوض. وقال إنه امتص كفايته من دمائي وإنه ينام...

وقاطعه قائد الحرس قائلا:

- حسن. سأقول هذا للسلطان، أما أنت فستتم معاقبتك بمائة جلدة.

وذهب مباشرة إلى السلطان عبد المجيد الذي استمع إليه بانتباه ثم صرفه.

وبعد تفكير عميق أمر السلطان بفك قيود المدان وبإخراجه من المستنقع الكبير وبأن يغتسل ويرتدي ملابسه وفي النهاية أن يعيدوا إليه على الفور مفاتيح الخزانة. ولابد من أن تقدم له كل التشريفات الواجبة.

وأذهل قرار السلطان الجميع. وجرى همس بالقصر بشأن هذا القرار غير المألوف والغامض من جانب القيصر، ولكن لم يجسر أحد على أن يقول ذلك علانية. فما الذي أثر عليه حتى يشفق على حياته؟ ولماذا منحه الثقة ثانية وأعطاه الخزانة وبها ثروة لا تحصى؟ ودار همس في القصر بأنه من المؤكد أن السلطان قد أصدر هذا القرار وهو ضعيف الذاكرة، وربما تصرف بحمق!.

وواصل مقبول بك أداء مهمته السابقة: فكان يدفع ثمن الخشب المشترى لتشييد السفن ويزن بالميزان العملات الذهبية من أجل دفع ثمن القار والصلب المشترى، ويسجل حسابات الضرائب التي وصلت من إقطاعيات روميله. وواصل الذهاب إلى القصر والجلوس في مكانه القديم، فكان ترتيبه العضو الثالث بالمجلس في الباب العالي، واستمر في ركوب أفضل الخيول العربية، والاستحمام في الحمام الكهرماني والاستمتاع بالجواري الجميلات، ولكن كان يرتسم على كل وجه السؤال التالي: لماذا استحق مثل هذه الشفقة من السلطان ما دامت جرائمه الحقيرة معروفة؟

وطبعا سمع بهذا التغيير الحكماء وبحثوا ثانية ثلاثة أيام وثلاث ليال عن إجابة لهذا السؤال، بيد أنه لم يستطع أحد منهم أن يكتشف سبب مثل هذا التصرف والتغيير المفاجئ لقرار السلطان.

وفي النهاية قال الشيخ أصلان:

- لابد أن أذهب إلى السلطان لكي أطلب تفسيرا. لقد كانت هذه هي فكرتي وعقوبتي، ولذلك أريد أن أعرف السبب الحقيقي في إلغاء قرار السلطان.

وفي اليوم التالي أصبح مرة أخرى أمام أبواب قصر السلطان. وعلى الفور استقبله السلطان وابتسم وقاده إلى حجرته. ثم قال الشيخ أصلان:

- مولانا السلطان، يا صاحب الأصل المهيب، لماذا؟

ولم تعد لديه القوة لأن يقول أكثر من ذلك وصمت.

- إنك حكيم، عليك بحل اللغز!

وأجاب الكهل في عبوس:

- لقد فكرت، هذا سر عميق كعمق السماء فوقنا. وابتسم السلطان عبد المجيد قائلا:

- بالتأكيد. وحيث إننا بمفردنا هنا سأكشف لك السر.. اقترب وأنصت.

وجلس الكهل وحكى له السلطان عن الأسباب التي من أجلها أمر بإطلاق سراحه وعن أسباب إعادته الثقة به ومنحه مفاتيح الخزانة.

وصاح الشيخ أصلان في حماس:

- يا لها من فكرة إلهية!

وقال السلطان مؤكدا:

- طبعا. لو أن الحارس أبعد ذلك البعوض الشبعان عن وجهه ورأسه فمن المؤكد أنه كانت ستجيء أسراب جديدة من البعوض الجائع. وماذا كان سيحدث أيها الحكيم؟! كان سيحدث أن هذا البعوض الجديد المتعطش للدماء سينهال على مكان ذلك البعوض الشبعان الذي امتص دماء أمين الخزانة ونام على جلده. وخطرت ببالي فكرة أن هذا الأمر مشابه لما يحدث مع الناس. مشابه لما يحدث للخزانة. لو أنني عينت صرافا جديدا على خزانتي فإنه سيكون كالبعوضة الجائعة. فهو لم يمتص دما وسيبدأ بأقصى جهده في الاختلاس بأسرع وأكثر من أمين الخزانة القديم الذي حكمت عليه، وذلك لأن أمين الخزانة القديم شبع وسرق الكثير من ذهب الدولة، بالضبط كذلك البعوض الذي شبع من دمه، أليس كذلك.

وأجاب الحكيم بالإيجاب قائلا:

- صحيح تماما.

وانحنى، وببطء وكأنه يحمل كل قبة السماء على ظهره اتجه نحو داره.