هي والسندباد!!

هي والسندباد!!

مبحرٌ في همومه سندبادا
أفلتَ البحرُ من يديه وعادا
ملكا ضيّع البلادَ فأرسى
كلُّ همٍّ في روحه أوتادا
كيف يستدرج البحار? وقدأ غْـ
ـفتْ على كفِّ من أبادتْ ودادا?
هي أزكى من الورود عبيرا
وهي أقوى على الحنين فؤادا
لو أشارتْ بطرفِ طرفِ بنانٍ
لأتوها مواكبا وفُرادى
فاستبق حلمك اليتيمَ إليها
وامتشقْ قلبك المُراقَ مِداد
واركب الحرفَ صهوةً وصهيلا
* * *
فصهيلُ الحروف أقوى مُرادا
تائهٌ في بحارها سندبادا
يا شتاتاً يلُملمُ الأبعادا
يا فؤادا مُهجّراً وحنينا
بين جنبيه فتَّتَ الأكبادا!!
لو تشاء الرؤى تكونُ عيانا
كي يراها حقيقةً.. واعتقادا
لو تشاء الخُطى تكونُ جناحا
كي يوافي سماءها.. أو يكادا!!
كي يداني سماءها قد يعادي
نفسه!! لا يهمُّه أن يُعادَى!!
* * *
غارقٌ في بحارها سندبادا
شرب العمرَ وهمه واستزادا
أسرْج القلبَ بالمنى ليس يدري
أتراءتْ مراكبا.. أم جيادا?!!
وأضاءتْ منارة.. فتلظيَّ
والخطى.. زادها الحنين اتِّقادا
فإذا الأبعادُ القصيَّاتُ شبرٌ
وإذا البحرُ صار فيه امتدادا!!
* * *
سحب العمرُ ظلَّه إذْ تمادى
تاركاً جمره القديمَ رمادا!!
حيثُ ألقى على الدروب نشيجاً
وعلى الأفق دمعةً.. وحدادا!!
فإذا زاده الذي ما تمنى
أن يُوافي النَّفادَ.. وافى النفادا!!
وإذا المعبدُ الذي عاشَ يبنيـ
ـهِ تهاوى.. وأخْرَسَ العُبَّادا!!

 

الزبير دردوخ