كيف لم أنتبِهْ؟

كيف لم أنتبِهْ؟


كيف لم أنْتبِهْ لخُطاها التي...
وَهْيَ تعبرُ في خفّةِ الريشِ إيوانَ قلبيِ
وَتَحْتَكُ بِهْ.
كيفَ لم أنتَبهْ لمواعيدِ فِتْنَتِها...,
لندى الفجرِ, إذْ يتساقطُ,
من بين أطرافِ ضِحْكَتِها...
للسفرْجَلِ والسّكَر العَذْبِ,
بينَ شفاهِ القرنْفُلِ, والعندليب المزغردِ,
حينَ هَممتُ بتقبيلِهِ
كي أتيهَ بِهِ
قال: تِهْ.
كيفَ لم أنتَبِهْ للهديلِ المُطَرّزِ في الشّعْرِ...
للسعيرِ المسافرِ في الثّغرِ
للكمنجاتِ تعزفُ
في الخصْرِ...
للفراشِ الذي في القميص المزركشِ
بالعطرِ
للحمامِ الذي يتصدّرُ مائدةَ الصدرِ
للأسيرينِ, يمتشقانِ جنونَهما
ويشفّانِ, ثم يُضيئانِ حَوْلَهُما
ينقرانِ الحريرَ ويلتقطانِ الدما...
عندما...
يُشرِقانِ هديلاً, يحومانِ حولَ الحمى...
يستثيرانِ هذا الفتى القرويّ الكسولَ,
ليستذكِرَ الوجدَ
يقرأ مادندن الوردُ, يُكمل درسَ الغيومِ,
وما قالَ في حُلْمِهِ للنجومِ,
وما خطّ
في
كوكَبِهْ.
كيف لم أنتَبِهْ
لأباريقَ من فَضةٍ, سُبكَتْ
ونوافيرَ من دهشةٍ, سُبِكَتْ
وعَصافيرَ من سَوْسنٍ, سُفِكَتْ
وبساتينَ لوز ٍ وتينٍ على ليلِ شُبّاكِها,
نَبَتَتْ
وَرَبَتْ
وَنَمَتْ
مرتينِ
إلى آخرِ القافيه
كيف لم أنتبهْ
إنني صرتُ في الهاويهْ
إنني كدتُ أغدو هنا
قابَ موتين
من وَردةِ الكهرباءْ
يا سليلَ الهواء
ويا أيها الفوضوي الوديعُ,
المضمّخُ بالحزنِ والكبرياءْ
يا حبيب القرى
وطريد القِمَمْ
كيف لمْ?
كيف لم?!ْ

 

عزت الطيري