المفكرة الثقافية.. مهرجان الكويت للإبداع التشكيلي

المفكرة الثقافية.. مهرجان الكويت للإبداع التشكيلي

  • معرض

في سياق الأنشطة الفنية للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، أقيمت فعاليات «مهرجان الكويت للإبداع التشكيلي»، وتوزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، بالإضافة إلى مسابقتي الشيخة فتوح سلمان الصباح، والشيخة سلوى صباح الأحمد.

وتضمن المهرجان معرضاً تشكيلياً شارك فيه 95 فناناً وفنانة، من خلال أعمال فنية تراوحت بين التشكيل والنحت، والفوتوغرافيا، وغيرها. وافتتح المعرض صباح ناصر صباح الأحمد الصباح نيابة عن وزير شئون الديوان الأميري الرئيس الفخري للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الشيخ ناصر صباح الأحمد.

وفي حفل افتتاح المعرض وتوزيع جوائز مسابقات الجمعية الثلاث، ألقى رئيس مجلس إدارة الجمعية الفنان عبدالرسول سلمان كلمة أشار فيها إلى تنوع المشاركات في المعرض، والتي وصلت إلى 203 أعمال فنية، من خلال الأداء مما يؤكد على ما تختزنه حركة التشكيل في الكويت من طاقات ومواهب، ومقدرتها على الإصغاء المرهف لهواجس الإنسان في عالم سريع التغير.

وفي كلمته - التي تضمنها كتاب المعرض - قال وزير شئون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد: «ونحن نحتفي من خلال هذه التظاهرة الثقافية، بمبدعي الفن التشكيلي في الكويت... إنما نحتفي بهذه النخبة من أبناء الوطن باعتبارهم في طليعة مكونات الواقع الثقافي الكويتي ومفصل حركة فيه، بخاصة عندما تحمل هذه الاحتفالية الفنية جائزة باسم حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد المفدى، وراعي نهضة الكويت الحديثة، وباني شموخها وعزتها».

وحينما نتأمل الأعمال الفنية التي احتواها المعرض، سنجد أن هناك تفاوتاً واختلافاً في الأساليب الفنية، تلك التي تنوعت بين الواقعية، والتأثيرية، والتجريدية، بالإضافة إلى أعمال أخرى ارتكزت في رؤاها على مفاهيم تراثية وأخرى طبيعية، كي يظهر المعرض في أنساق فنية، تبحث في كل ما يتعلق بالحياة والخيال معاً. ولقد تبارت هذه الأعمال على جوائز الجمعية الثلاث، كي يفوز بجائزة الشيخة سلوى صباح الأحمد الصباح الفنانان: عبدالله إبراهيم الحوطي وهشام جمعة الشماع، كما فاز بجائزة الشيخة فتوح سلمان الصباح الفنانان: أحمد جوهر سالم، وهبة جاسم الكندري، وفاز بجائزة صاحب السمو أمير البلاد الفنانون: عبدالحميد إسماعيل حسين، وسمر علي البدر وبدر جاسم حياتي.

وأعلن الفائزين بهذه الجوائز - في حفل الجمعية - مستشار الفنون في وزارة الثقافة السعودية الفنان سمير دهام.

اشتبكت العديد من الأعمال الموجودة في المعرض مع جماليات المعنى في رؤى متوهجة بالحيوية، كما في منحوتة الفنان أحمد البناي «بدون عنوان»، وما تضمنته من رهافة في إبراز ملامح التجربة بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء.

وبدت الألوان متداخلة في ما بينها في لوحة «لقاء» للفنان أحمد جوهر، ثم اعتمد الفنان أسعد بوناشي في لوحة «بالمقلوب» على مفهوم الضد، عبر عناصر فنية متنوعة، والتقط الفنان بدر حياتي فكرته في لوحة «عزف منفرد» من الكتل اللونية، تلك التي وضعها بعناية على سطح اللوحة.

واحتفى الفنان سعد البلوشي باللونين الأصفر والأبيض في سياق لوحته «تلال»، كما أن تضاد الألوان كان متوهجاً في لوحة «جدار» للفنانة سمر البدر، في حين رصد الفنان عبدالحميد إسماعيل في منحوتته «خطوط»، تداعيات إنسانية متحركة، ومتفاعلة من رؤى حسية متنوعة.

واستلهم الفنان عبدالرضا باقر في لوحته «مجموعة باقر 36» أساليب تجريدية استخلصها من التفاوت في الألوان، وحشد المجاميع غير واضحة المعالم في العمل.

وكانت شراهة الألوان بارزة في لوحة «الحياة» للفنان عبدالرضا كمال، ثم رصد الفنان عبدالرسول سلمان في لوحة «إيقاع الزمن 2» تداعيات رمزية متحركة في اتجاهات عدة، وعبر رُقع لونية بيضاء وسوداء استطاع الفنان عبدالله الحوطي، أن يستخلص فكرة لوحته «أحفورة 2»، وأشار الفنان عبدالله القحطاني في عمله الفوتوغرافي «بدون عنوان»، إلى رؤى رمزية للحياة وذلك من خلال استخدام تقنية «الجرافيك».

وتبدى الفعل التأثيري واضحاً في لوحة «امرأة» للفنانة فاطمة المحيلان، بكل ما يحمله من مضامين مأخوذة في الأساس من الواقع، وفي سياق خيالي، وبرزت التجربة في نسقها التجريدي، في عمل الفنانة فداء العون، واحتفت الفنانة مها المنصور بالمرأة التي تبحث عن الأمان عبر لوحة «صدى».

ومن خلال رمزية الرؤية رصدت الفنانة نجاح العلي مراحل مرض السرطان باستخدام الإكريلك ومواد مختلفة، ورصدت الفنانة هبة الكندري «التلاشي» باستخدام العلاقة المتضادة بين الضوء والظل.

الكويت - مدحت علام

  • انترنت

تحرير المعلوماتية والملكية

يفتح الباحث الفرنسي فيليب آغران ملفاتٍ شائكة، مستجدة، من القواعد الناظمة لحركة المعلوماتية في العالم، والجدل الساخن حول الحدود الفاصلة بين الملكية الخاصة والملكية المشاعية، في كتابة «القضية المشتركة»، الذي صدر بالعربية عن مركز الترجمة في قطر، بترجمة عبد الودود عامر العمراني، وتقديم د. حسام الخطيب. ويكاد هذا الجدل أن يشبه الجدل حول ملكية، أو مشاعية، المياه في أطراف البحار والأنهار، وهو جدل يشمل العالم كله، غير أن أهم اللاعبين فيه هما الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ويقف المؤلف - وهو عضو سابق في البرلمان الأوربي، وباحث في الرياضيات، ومن دعاة المشاعية إلى حد بعيد - مدافعاً عن حرية حركة المعلومات، التي تتحكم بها الولايات المتحدة، أو تحاول احتكارها، ويدعم البراهين التي قدمها العلماء الأوربيون لمناهضة تسجيل براءات البرمجيات وطرق معالجة المعلومات، ويخوض في تفاصيل المراحل التي مرت بها النزاعات المختلفة.

ويعتمد المؤلف على الإحصاءات الدقيقة، في قراءة المسارات المتعددة للعلاقات الشائكة بين الدول الغنية والدول الفقيرة، في مجال المعلوماتية، ويعود إلى الجذور البعيدة للرياضيات وتوظيفاتها العملية البسيطة في الحضارات القديمة مروراً بالجهود التي بذلها كل من الخوارزمي وعمر الخيام وصولاً إلى النهضة الصناعية وامتداداتها من القرن التاسع عشر إلى سبعينيات القرن العشرين، حيث بدأت معالم الثورة المعلوماتية، ويؤكد أن مجموعة من الأفكار الإضافية الحرة التي أسهمت في التأسيس لهذه الثورة المعلوماتية لو خضعت للقوانين الاحتكارية والبراءات لما شهدنا الإنجازات المتسارعة التي وصلت إليها هذه الثورة المعلوماتية.

وكان الناشطون في مجال مشاعية الأملاك المعلوماتية في الولايات المتحدة، من الأفراد أو منتسبي الجمعيات العلمية، يخشون من أن تسييس أي مجال من المجالات المعلوماتية قد يلحق الضرر بالمجالات الأخرى.

وأثمرت الجهود التي بذلها العلماء في تحرير المنشورات العلمية المتاحة للجميع والعلم المفتوح، من خلال رسالتهم التي وقعها أربعة وثلاثون ألف عالم من مئة وثمانين بلداً، في مطلع الألفية الثالثة، في تأسيس المكتبة العامة للعلوم التي نشرت، بعد ثلاث سنوات من تأسيسها، المجلة المفتوحة في علم الأحياء، مما يشكل حدثاً بارزاً في تاريخ تقاسم المعرفة العلمية، نتيجة لما طرحه عدد أقل من الباحثين منذ بداية التسعينيات الماضية، في موقفهم المضاد للتملك المتزايد للمنشورات من قبل المجلات التجارية، أو الحجر الجزئي للمعرفة الذي نشأ عن التملك.

ويعرض المؤلف أمثلة واقعية من استخدام البراءات لاحتكار التملك في مجالات متعددة، اقتصادية وصحية وفنية، تأخذ أحياناً شكل القرصنة، ومن تلك الأمثلة ما قامت به الشركة العابرة للقارات المختصة بتجارة الأرز، حينما اشترت، عبر فرعها الأمريكي، علامات تجارية لأصناف مهجنة من الأرز البسمتي، من بينها سبعة وعشرون نوعاً معروفاً في الهند منذ قرون، وكانت الشركة تهدف إلى احتكار توريد الصادرات الهندية والتايلاندية إلى الولايات المتحدة، حيث أصبح المستهلكون الأمريكيون يفضلون نكهة الأصناف الآسيوية من الأرز، لكن هذه الإجراءات واجهت احتجاجات من مؤسسات رسمية وشعبية هندية، فتم إبطال تلك البراءات، باستثناء ثلاث منها، بينما تحاول شركات أخرى احتكار أنواع من الأغذية المعدلة وراثياً أو المستنسخة، فعلياً أو وهمياً.

ويرى المؤلف أن المعلوماتية والشبكات يشكلان مرجعاً لابد منه لتفسير تغيرات العالم، لكن الذين ينتقدون هذا المرجع يتهمونه بالإسهام في أزمة البطالة، والاستلاب الناتج عن الاستعمال الآلي للأشياء التقنية في التعامل مع الآخرين، وتسريع المبادلات مع ضعف إمكانات التمتع أو الاستفادة من تلك السرعة، بينما يثني المتحمسون على هذا المرجع في مجال القدرات المتجددة للأشخاص والمجموعات الصغيرة في مجالات الإبداع والنشر والوصول إلى المعلومات غير المعلنة، غير أن بروز العنف - كما يرى المؤلف - يرتبط بالتحولات المعلوماتية.

ويثني المؤلف على موسوعة «ويكيبيديا» كمشروع موسوعة حرة متاحة للجميع، في أكثر من مئة لغة، وكان نجاحها مرتبطاً بتحرير الطاقة الإبداعية لعشرات الآلاف من المساهمين في تحريرها، منذ تأسيسها قبل ست سنوات، بحيث احتوت النسخة الإنجليزية أكثر من بليون ومئات الآلاف من الفصول، أو الموضوعات.

وتتحول بعض الصراعات بين المؤسسات إلى حروب صغيرة، يتغير اتجاهها أحياناً لتصبح حرباً بين تلك المؤسسات وزبائنها، وفي المجال الفني تواجهنا تشريعات متداخلة تشكل حواجز بين الإبداع الفني والمتلقي، وهو ما يسميه المؤلف «مأساة الأملاك الحصرية».

حاول المؤلف تبسيط المفاهيم الرياضية ومع ذلك ظلت بعض المفاهيم عصية على القارئ العادي. لكن المترجم بذل جهداً واضحاً في تبسيطها ودعمها بالشروح في الهوامش.

ويشير د. حسام الخطيب في تقديمه الكتاب إلى تركيز المؤلف على النواحي الاقتصادية والمالية والسياسية، وندرة إشارته إلى المسائل الثقافية والنفسية، وتركيزه المفرط على مفاسد التلفاز، خاصة في استلاب أوقات الناس وجذبهم إلى متابعة البرامج الترفيهية فيه.

لقي هذا الكتاب اهتماماً خاصاً في فرنسا بعد صدوره، وأفردت له صحيفة «لوموند ديبلوماتيك» صفحة كاملة بعنوان «زمن الأملاك المشاعية» كما صدرت أخيراً الترجمتان الإنجليزية والإيطالية، بالتوازي مع الترجمة العربية.

وكان المؤلف منسجماً مع الأفكار التي تصب في مشاعية المعلوماتية، حيث أعطى حقوق نشر كتابه بالعربية دون مقابل، وأكثر من هذا طلب تزويده بمئة نسخة من الطبعة العربية لتوزيعها مجاناً على المراكز الثقافية الفرنسية، والجهات المعنية بهذا الموضوع حول العالم.

دمشق - بندر عبد الحميد

  • جائزة

أركانة بيت الشعر في المغرب لمحمود درويش

نظم «بيت الشعر في المغرب» حفل توزيع «جائزة الأركانة العالمية للشعر» ، التي يمنحها «بيت الشعر في المغرب». وكانت لجنة تحكيم الجائزة قد قررت منح الجائزة، في دورتها الثالثة، للشاعر العربي الكبير محمود درويش.

وقد سبق أن فاز بـ «جائزة الأركانة العالمية للشعر»، في دورتها الأولى، الشاعر الصيني بي ضاو 2002، والشاعر المغربي محمد السرغيني، في دورتها الثانية 2004.

ويرجع اختيار «بيت الشعر في المغرب» لشجرة «الأركانة» رمزاً لجائزته الشعرية العالمية، لكونها شجرة لا تنبت إلا في المغرب، وتحديداً في جنوبه، بين الأطلس الكبير وحوض ماسة، وهي جائزة للصداقة الشعرية، تمنح لشاعر يتميز بتجربة في الحقل الشعري الإنساني، ويدافع عن قيم الاختلاف والحرية والسلم.

وقد أقام بيت الشعر، بمناسبة تتويج الشاعر الراحل محمود درويش بالجائزة المذكورة، حفلا كبيرا بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط؛ باعتباره الفضاء الذي أعجب به الشاعر الراحل، ونظمت له فيه جل الأمسيات الشعرية التي نظمت له في المغرب، كما كان شاعرنا الراحل هو من اختار الفضاء المذكور، لتنظيم حفل تسلمه الجائزة، لكن الموت باغته، كما أربك الموعد.

ووصف الشاعر حسن نجمي، رئيس بيت الشعر في المغرب، هذه الاحتفالية الكبرى بأنها ليست تأبينا لشاعرنا، بل هي احتفالية بشاعر عربي كبير هو محمود درويش، بمناسبة منحه جائزة الأركانة. كما أن شاعرنا - الذي تشرفت به شجرة الأركانة النبيلة والعصية التي لم تختر إلا المغرب لتمنحه زيتها البهي- حي وسيبقى حيا بيننا، دائم الحضور الجميل، كما يقول الشاعر نجيب خداري، نائب رئيس بيت الشعر في المغرب، والرئيس الحالي للبيت بإجماع أعضاء الهيئة التنفيذية، بعد أن طلب الشاعر حسن نجمي إعفاءه من مسئولية رئاسة بيت الشعر، لاعتبارات مرتبطة بتفرغه لمهمته الجديدة بوزارة الثقافة المغربية.

أما الفنانة ثريا جبران، وزيرة الثقافة المغربية، التي ترأست الحفل، فلم تتمالك نفسها من شدة التأثر، وهي تتحدث عن محمود درويش، قائلة إن حضور درويش «كان يعطينا الإحساس الصادق العميق بقيمة الشعر والإبداع والفن في وجودنا، وفي كياننا، وفي علاقاتنا الإنسانية والأخوية»، مشيرة إلى أن شاعرنا «يستحق الوفاء، لشخصه العميق النادر المتواضع، ولشعره الإنساني العظيم، وللقيم النضالية الرفيعة، التي كرس حياته، كشاعر وكمثقف وكمناضل وكفلسطيني حقيقي صادق، للدفاع عنها وتبنيها وترسيخها في الوجدان العربي، وفي الوعي الإنساني».

وأدلى الشاعر محمد الأشعري، وزير الثقافة السابق ورئيس لجنة تحكيم الجائزة، بكلمة بالمناسبة، قائلا إن درويش «طاف بيننا شجرة من تربتنا، وصوتا من أعماقنا» ، وأشار إلى «أن شجرة الأركانة، بمقاومتها وفرادتها وعشقها للنساء ستفرح» ، مضيفا «إن محمود تربكه المحبة، وتشحذ حسه الساخر، كذلك كان في إنصاته للمغرب، وفي انشغاله بقضايانا، ومعاركنا وخصوماتنا الطفولية».

تسلم جائزة الأركانة الأستاذ أحمد درويش، شقيق الشاعر الراحل، وذلك في حفل أدبي وفني بهيج، حضره جمهور غفير من الرباط ومن مدن مغربية أخرى، من أصدقاء شاعرنا، ومن قرائه ومحبيه وعشاق شعره، كما قدم فيه الفنان مارسيل خليفة، رفيق درب الشاعر الراحل، أعمالا غنائية وموسيقية مشهورة، مستمدة من أشعار محمود درويش: أحن إلى خبز أمي، ويطير الحمام ويحط الحمام، وبين ريتا وعيوني بندقية، وأنا يوسف يا أبي، وفي البال أغنية، ساهم الجمهور، إلى جانبه في ترديدها بشكل جماعي بديع ومتناسق.

شارك في الحفل أيضا ثلة من الشعراء والأدباء والباحثين، من المغرب والعالم العربي: أحمد عبدالمعطي حجازي (مصر)، محمد الأشعري (المغرب)، صبحي حديدي (سورية)، ياسين عدنان (المغرب)، طاهر رياض (الأردن)، مليكة العاصمي (المغرب) وغانم زريقات (الأردن)، بحضور عدد من الوزراء والسفراء والشعراء والفنانين والمثقفين. تخللت الحفل مقاطع من قصائد أنشدتها فرقة فنية شابة من مدينة بني ملال المغربية، وألقى الشاعر حسن نجمي قصيدة «أحمد الزعتر» ، كما قرأت الفنانة المغربية خلود البطيوي قصيدة «شتاء ريتا الطويل» ، وقرأت الممثلة المغربية مجيدة بنكيران نصا، كان الشاعر محمود درويش قد كتبه عن مدينة الرباط «المرفوعة فوق أمواج البحر العالية» ، وقرأت الشاعرة مليكة العاصمي والشاعر ياسين عدنان مقاطع من أشعار الراحل.

تخللت الحفل شهادات لأحمد درويش، الذي تحدث عن طفولة شقيقه وعن ذكرياته معه، وتحدث الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي عن علاقة المودة التي جمعت بين محمود درويش ومصر، إبان إقامة شاعرنا بها في مطلع السبعينيات، إضافة إلى شهادتي صديقي درويش، الشاعر طاهر رياض من فلسطين وغانم زريقات من الأردن. أما الناقد السوري صبحي حديدي، فتلا شهادة للشاعر السوري الكردي سليم بركات.

ومن بين الحيثيات التي دفعت بلجنة التحكيم إلى منح شاعرنا الراحل جائزة الأركانة العالمية للشعر، أورد الشاعر نجيب خداري عددا من العناصر المتشابكة التي أملت هذا الاختيار، وتتمثل بالأساس في نحت شاعرنا الراحل جسورا معرفية بين السياسي والشعري، والإنصات للذاكرة الشعرية، قديمها وحديثها، وصهرها في لغة تحمل وسم صاحبها، وتجسيده للضمير الجمعي، وأشار خداري إلى أن بيت الشعر في المغرب يحسب ذاته عضوا في «مؤسسة محمود درويش» التي أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن إحداثها، بمرسوم خاص، في رام الله، باعتبار أن الشاعر العربي الراحل عضو اللجنة الشرفية لبيت الشعر، هو الذي أضاء بحضوره أول مهرجان دولي للشعر أقامه بيت الشعر في المغرب، كما ظل وفيا للتدفق الكوني للبيت الذي يسعى منذ تأسيسه عام 1996 إلى استحضار البعدين العربي والكوني المشكلين لـ «خصوصية الكتابة المغربية ذاتها».

الرباط ـ عبد الرحيم العلام

  • معرض

معرض الدر المكنون للفنان بكري بلال

في المركز الثقافي الفرنسي بالخرطوم، افتتح معرض الفنان التشكيلي بكري بلال. مصطفى من مواليد أمدرمان عام 1943، نال درجة البكالريوس تخصص تلوين من كلية الفنون الجميلة 1967، ودبلوم التربية فوق الجامعي بجامعة السودان 1976، وعمل في تدريس مادة الفنون في عدة مدارس وجامعات، وعمل كرسام ايضاحي في العديد من دور النشر بالسودان وليبيا والكويت.

واشتهر بكري بلال من خلال أعماله المعروفة بالقدرة على توظيف الحكايات والأساطير الشعبية متأثرا في ذلك ببيئته الأمدرمانية المليئة بالزخارف الشعببية وحكاوي الحبوبات (الجدات).

يقول الناقد التشكيلي قريب الله محمد عبدالواحد عن بلال إن ملكته الفنية بدأت في الظهور منذ المرحلة الثانوية، وذلك تحت رعاية التشكيلي السوداني محمد عمر خليل المهاجر في أمريكا وكانت هذه المرحلة مرحلة تفتح وانبهار، وهي أسست له وهيأته لدخول كلية الفنون الجميلة. وفيها بدأت تنمو وتتكون جذور ملكته الفنية.

وقد تخرج في كلية الفنون الجميلة عابراً ظلال واقعية وارفة وقصيرة تمثلها لوحة «بنات العائلة» التي رسمها منتصف أعوام الستين بواقعية تقليدية، ومثل أقرانه بدأ يقلد المدارس العالمية ويتكئ على ذاكرة مشبعة بتراث حضارة السودان القديم في نبتة مروي والعهد المسيحي التي رسمها في لوحات الفرسكو وعالج رموزها حتى أنها تكاد تكون مثالاً جيداً لميلاد أسلوب كانت ملامحه تتشكل بوضوح في عمل مجموعة عريضة من التشكيليين آنذاك.

ويرى قريب الله أن بكري وأقرانه كانوا يلتقون مع أساتذتهم رواد مدرسة الخرطوم في كثير من الأفكار والرؤى، ومن أرضية واحدة راسخة كانوا يتطلعون سوياً نحو آفاق دنيا جديدة تختلف عن دنيا التشكيل التقليدي إلى دنيا الفن التجريدي الحديث وبدأوا يرون الأشياء حولهم بعيون إفريقية الى جانب اهتمامهم بالحرف العربي واستغلال إمكانات التشكيل به، مشيراً إلى أن مدرسة الخرطوم استمرت لمدة عقد من الزمان كمصدر لإلهامه الفني.

ويواصل قريب الله قائلا: «وبقدرة رسام نحات حروفي آثاري شاعر ناثر يمارس بكري بلال رسالته في الوصول للآخرين عبر رموزه التي تنمو وتتحول باستمرار إلى أشكال مزدهرة وغنية بالمعاني الشفيفة، وبطاقة متجددة لا تنفد، وصبر غير عادي يبدأ منذ أزمان بعيدة عمله الشاق وذلك بوضع قطع الفسيفساء الصغيرة الملونة البراقة قطعة قطعة بعضها بجانب بعض، وفي صمت طويل يواصل بناء جداريته «المدينة المسحورة».

وعن فكرة معرضه الأخير يقول بكري بلال: «اعتمدت في هذا العرض أسلوباً جديداً وذلك من خلال الخلط بين الحروفية المسحية في السودان القديم واللغة والرموزية المروية في محاولة لابتداع مدرسة سودانية خالصة».

الخرطوم - محمد خليفة صديق

  • ذكرى

السياب ودرويش في أستراليا

النشاطات الثقافية العربية المتنوعة في أستراليا، ليست بعيدة عن اهتمام المهتمين والقراء العرب خارج أستراليا فحسب، بل إنها حتى داخل أستراليا، لا تحظى إلا باهتمام نخبة قليلة العدد قياساً بحجم الوجود السكاني العربي «الكبير نسبياً» في الدولة القارة الأسترالية. ولكن مع كل هذا، فإن مجموعة من المبدعين والمثقفين في هذا المقلب النائي من الأرض، لم تجد بديلاً سوى العمل المتواصل، ولسان حالها يقول لا مانع لدينا من الحفر في الصخر، مادام هنالك إبداع يتفجر في دواخلنا، ومادمنا نجد في الثقافة العربية مناراً للتجدد والتعبير والخلق والإبداع.

وفي هذا الإطار لم يكن غريباً أن تشهد ولايتان أستراليتان أخيراً، وخلال وقت متقارب احتفالين لإحياء ذكرى شاعرين عربيين كبيرين. كان الاحتفال الأول الذي بادرت إلى إقامته اللجنة الثقافية لمنتدى الجامعيين العراقي الأسترالي في ولاية نيو ساوث ويلز «عاصمتها سدني» مكرساً لإحياء ذكرى الشاعر العراقي المجدد الراحل بدر شاكر السياب بمناسبة مرور أربعة وأربعين عاماً على رحيله.

وقد انعقد هذا الاحتفال تحت عنوان «جيكور وسيدني تلتقيان في ذكرى وفاة السياب»، وتغنى المشاركون فيه بقصائد السياب المتميزة مستحضرين نتاجاته الشعرية ومثمنين إنجازه الشعري الذي كان بذرة لولادة الشعر الحر في العراق خلال القرن المنصرم.

بدأ الاحتفال الذي أدار فقراته الفنان التشكيلي عدنان البرزنجي بكلمة موجزة لرئيس المنتدى الدكتور أحمد الربيعي تحدث فيها عن مكانة السياب في تاريخ الشعر العربي، وعبر عن اعتزازه بالإقبال الجيد على حضور الاحتفال، ثم أعقبه الأديب حسن ناصر رئيس اللجنة الثقافية الذي تحدث عن برنامج الاحتفال وضرورة إقامته. وتلت ذلك مساهمة من السيدة الشاعرة سحر كائف الغطاء تضمنت قصيدتين وورقة كتبتها عن ثنائية الأمل واليأس. ثم تمَّ عرض فيلم عن السياب قام بإنتاجه صباح فنجان وحسن ناصر وكان مفاجأة ثمينة للحضور حيث نقل ذكريات مصورة عن الشاعر وقصائده بصوته. بعدها جاء دور الشاعر العراقي فاضل الخياط الذي قدم للجمهور بعضاً من ذكرياته عن البصرة وتمثال الشاعر المنتصب هناك على ضفة شط العرب خلال سفرته الأخيرة للعراق، ثم قدم قراءات شعرية بالمناسبة لقصائده عن السياب.

كما ساهم الدكتور حسن ناظم المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية في كلمة بعنوان «السياب وحاجتنا إليه» قرأتها بالنيابة عنه السيدة شذى علي. وفي مشاركة أخرى تحدث الفنان التشكيلي حسن النجار باختصار عن ذكرياته ومعاصرته للسياب أثناء رقوده في مستشفيات الكويت ووفاته وتشييع جثمانه إلى البصرة. وقد انتهت الأمسية بقراءة نص لحسن ناصر بعنوان «نهر في حقيبة».

أما الاحتفال الثاني فقد كان الاحتفال الذي نظمته رابطة «ثقافة بلا حدود» في مدينة بريزبين عاصمة ولاية كويزلاند تخليداً لذكرى الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وقد عرض في بداية الاحتفال فيلم وثائقي عن حياة درويش وإبداعه، ثم قرئت مختارات مهمة من إبداعه الشعري باللغتين العربية والإنجليزية.

وقد تحدثت خلال الاحتفال القاصة والروائية دينا سليم، فتوقفت عند سمات وملامح إبداعه الشعري، وتنقلت بين أهم المحطات الحياتية والإبداعية التي مر بها الشاعر الراحل. وفي هذا الإطار ذكّرت الحاضرين بأن درويش كان قد ولد في 13 مارس 1941 بقرية البروة التي دمرتها إسرائيل عام 1948 لتبني في مكانها قرية زراعية يهودية باسم حي هود. وبعد النكبة لجأت عائلته لجنوب لبنان ثم عاد متخفيا بعد سنة مع عائلته إلى فلسطين، ليبقى فترة قصيرة في قرية دير الأسد في الجليل قبل أن تستقر العائلة في قرية الجديدة المجاورة لمسقط رأسه. وتنقل درويش بين قرى الجليل لإكمال دراسته الإعدادية والثانوية، ثم استقر في مدينة حيفا، وتنقل بعد ذلك بين العديد من الدول العربية والأجنبية.

وفي إطار حديثها عن الآثار التي تركها رحيله استشهدت بالشاعر موسى حوامدة الذي قال في تأبينه له: نحن يتامى اليوم بعد رحيلك يا محمود فقد كنت الجدار الذي نستند إليه والأخ الأكبر الذي نطاول به عنان السماء والمعلم الذي مهد لنا طريق الشعر وحب فلسطين وعشقها. لكم كنا عاجزين عن حبك كما يليق بالنجوم، لكم نحن ضعفاء ومتردون أمام خسارتك الكبرى، خسارة سماء سقطت في قلب الحقيقة القاسية. كما استشهدت بسفير فلسطين في حركة شعراء العالم الذي نعى الشاعر الراحل قائلا: لقد توقف قلب محمود درويش عن الخفقان ليخفق أكثر قلب فلسطين التي أحبها وأحبته وكتب لها بدمه ودمعه أجمل الكلمات وحملها إلى العالم لتبقى خالدة وحية لا يقوى عليها الموت.

وقد ألقى الشاعر سعد حمزة خلال الاحتفال قصيدتين لامستا بحرارة وبنفس شعري نابض الجراح العربية وإشكاليات الواقع العربي الراهن، كما قرأ كاتب هذه السطور قصيدتين باللغة العربية، قرأت بعده ترجمتهما إلى اللغة الإنجليزية المحامية سوار سليم مقدمة الأمسية، وكان قد قام بالترجمة الأديب الدكتور رغيد النحاس.

أستراليا - خالد الحلي

  • طبيعة

السعودية تمنح الجنسية للنمور أيضاً

على الرغم من أننا توجهنا إلى الطائف بدعوة ملكية لحضور الدورة الثانية لسوق عكاظ بعد إحيائه، إلا أننا سعدنا بزيارة محمية طبيعية تضمها هذة المنطقة السياحية تعرف بـ»المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية»، وقد كان في استقبالنا فيها الشاعر أحمد البوق الذي سبق ان عرفناه من خلال ديوانيه: «جنة» و«منكسِر باعتدال» الصادرين في القاهرة، باعتباره مديراً عاماً لهذا المركز الذي يتبع الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها الذي تأسس في الرياض في عام 1986 بهدف حفظ وإدارة التنوع النباتي والحيواني الفطري المستوطن في المملكة العربية السعودية من خلال شبكة تضم 16 محمية طبيعية .

وقد أوضح لنا البوق أن المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية يقوم بإكثار طيور الحبارى والمها العربي والنعام أحمر الرقبة، فيما يقوم مركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية بإكثار الظباء العربية، وقد أعيد توطين كل تلك الأنواع في واحدة أو أكثر من محميات المملكة.

وفي هذا المركز الوطنى الذي نقوم بزيارته تجرى العديد من المشاريع البحثية بتعاون دولي وبمشاركة خبراء من مختلف أنحاء العالم، وكذا تنظم برامج للتوعية البيئية.

ومما يجدر بالذكر أن هذا المركز هو أول من بدأ مشروع إكثار طائر الحبارى في الأسر بعد جلبه من الطبيعة. وقد كان نجاح هذا المشروع خطوة نحو إعادة توطين طيور الحبارى في أرجاء المملكة.

وأشار البوق إلى أن المركز يهدف إلى انتاج عدد يتراوح ما بين 150 إلى 300 طائر في العام.

أما المها العربي -الذي يعاني من التهديد بالانقراض في أرجاء العالم- فقد نجحنا في إعادة توطينه في محميتى «محازة الصيد» و«عروق بني معارض» حتى أصبحنا نمتلك أكبر قطيع برى في العالم يضم نحو 700 رأس.

كما تم عمل مسح آخر بهدف التعرف على أعداد النمر العربي الذي يهدده الانقراض أيضاً للتعرف على حقيقة وضعه بالمملكة، وامتدت مشاريعنا أيضاً إلى دراسة خطر يهدد مزارعنا ويتمثل في زيادة أعداد قرود البابون بشكل مفزع وقد اكتشفنا أن هذة الظاهرة ترجع إلى اختلال الهرم الغذائى نتيجة لتناقص أعداد المفترسات الكبيرة مثل النمور والذئاب والضباع.

وقد أكد البوق أن اختفاء المفترسات الكبيرة التي تتربع على قمة الهرم الغذائي سيؤدى إلى انهياره بأكمله، فاختفاء النمور و الذئاب والضباع سيؤدى إلى انتشار فرائسها مثل «الأرانب والفئران البرية والوبر وقرود البابون» وهذا سيسفر عن انهيار النظم البيئية.

ويشير إلى أن رعاة الأغنام والماشية يقومون بقتل هذه المفترسات إما بالسموم الرخيصة بالغة الضرر بالبيئة أو بالأسلحة لكونها تهاجم قطعان الماشية نظراً لاختفاء فرائسها الطبيعية من البرية نتيجة للصيد الجائر وتدهور بيئتها بسبب ذلك اختفت من على سطح الأرض التجمعات الكبيرة من الوعول والظباء.

وكذا جاءت التنمية العشوائية السريعة للاحتياجات البشرية المتمثلة في شق الطرق ومد الكباري في قلب البوادي على حساب سلامة هذة الحياة الطبيعية كما أثر الاستيطان العشوائي على معظم صور الحياة البرية.

وإن كان الرعي الجائر يظل هو السبب الرئيسي في تدمير الطبيعة فحينما تنخفض مجموعات الأحياء البرية فإن أعداد المواشي تزداد بشكل كبير ولاسيما الضأن و الماعز مما يسهم في التدهور البيئي.

صحيح أن كلاً منا بحاجة إلى التجارة لكسب المال لنعيش، ولكن يبقى التنوع مسألة جوهرية حتى لا تظل التقاليد الاجتماعية تربط الثروة بحجم قطعان المواشي، ويبقى أن نعلم أن المفترسات الكبيرة ذاتها من الممكن أن تتحول إلى مصدر دخل كبير لكل مَن يسهم في الحفاظ عليها، فجبال السروات تعتبر محمية طبيعية للنمور العربية وبإمكاننا أن نجعل منها أكبر جاذب للسياحة وسبباً رئيسياً لازدهار المنطقة، فعلى الرغم من قلة أعداد هذه النمور العربية - التي يطلق عليها البعض النمور السعودية - إلا أنها مهيأة للتأقلم مع الحياة في هذه البيئات القاسية.

ويرى البوق أن هناك عدة سبل للقضاء على هذة المشكلة البيئية وفي مقدمتها تشجيع الرعاة على استخدام الكلاب التي قد تردع المفترسات أو ينبه نباحها إلى اقتراب الخطر، وكذا استخدام الحظائر المسيجة بالكامل لتوفير حماية ليلية للمواشي.

لكن هذا الحل لا يمكن أن يضطلع به الأفراد وحدهم لضخامة تكلفته، إذ يجب مناقشة هذا الخطر في ما بين الإدارات المحلية وأعيان المجتمع وجموع المواطنين، فضلا عن ضرورة حماية الفرائس الطبيعية لهذة المفترسات مثل الأرانب والفئران البرية والوبر وقرود البابون وغيرها والمحافظة على البيئات البرية وحماية قطعان المواشي أثناء الليل عن طريق تسكينها في حظائر مسيجة.

وفي النهاية يصرح الأمير بندر بن سعود بن محمد آل سعود، الأمين العام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، بأن النمور السعودية لها هى الأخرى حق المواطنة على أرض المملكة، ويضيف بأن المفترسات العربية الكبيرة تعد الرمز الأقوى لتراثنا الفطري.

الطائف: مصطفى عبدالله





الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد يفتتح المعرض





فنانة مع لوحتها





فيليب آرجان





أحمد درويش يتسلم جائزة الأركانة نيابة عن شقيقه الراحل الشاعر محمود درويش





ملصق المعرض





إحدى لوحات الفنان التشكيلي بكري بلال





إحدى لوحات الفنان التشكيلي بكري بلال





جانب من حضور ندوة السياب في سدني