ذكران.. في ليل المدينة محمد مهران السيد

ذكران.. في ليل المدينة

شعر

ما زلت أذكرهم..
أطفال نجع الشيخ والجسر الجديد
وقوارب الصيد القديمة والشباك
تمتاح من رزق المياه نصيبها وتعود تلعق في السماء

أصابع الجوع العنيد
وحمام دار في مهب الصهد يلقط من حصاها ما تجود..
به المباخر من وعود
وأزيز طنبور بعيد
خشن الغناء يود لو رقصت على ألحانه الذرة الرفيعة
وتأودت كيزانها قبل اجتياح الماء للقنوات في صخب..

"الدميرة" والقطيعة
ما زلت أذكرهم..
حتى وإن غابوا وراء الليل واحتملوا صقيعه
حملوا الشموع وخلفوا قلبي تناوشه الفجيعة

***

كل الوجوه تشابهت والبومة العمياء سيدة المكان
حتى الشجيرات التي سمدتها بالصبر والأشواق لم

تعط الذي أملت في ماضي الزمان
والوقت غير الوقت كذاب بلا ثمن وقواد بلا أجر
ودجال بضاعته الكلام
وشوارع خلفية لكنها حبلى بأطفال الأنابيب الذين أتوا

من المال الحرام
لا البنك يسعفهم ولا خطب الذين تنطعوا .. بين
الخرافة والعظام
ومباركات الجهل ، والذهب المسندة التي تهوى اللجاجة والخصام

***

تتصاعد الشهقات من أبراجها وينام مخملها على صوت الكمان
وتخزم الآهات خاصرة ترش البوح موصولا بأعطاف اللواتي
قد شربن من العطور ثمينها وغرقن في سحب الدخان
يتفتح اللوز المسكر في ليالي الأنس ، حتى لا ترى إلا التماع

السيف في العاج المرصع بالجمان

***
ذكران في ليل المدينة
متخاصمان إلى الأبد
شتان بين الخضرة الغناء والناي يهب الحضور

لكل أولاد البلد
أو بين من باعوا لنا الأحلام في الورق الملون والقراطيس
المليئة بالزبد

 

محمد مهران السيد

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات