مقبرة الظلال شوقي بزيع

مقبرة الظلال

شعر

تجلت بأقمارها البيض من خلف ظهر الجبال
تجلت كما تتجلى لسرب حمام
سماء من القمح
أو كسحابة صيف
لشدة ما أوغلت في الغياب
استحالت حبيبات دمع مصغرة
عند خط الزوال
كأن ليس في جسمها ما يدل عليها
سوى خفة الروح
أو رغبة في ارتجال اليانبيع
من ظمأ في الخيال
يحف بها طائران رضيعان من برتقال وفل
لكي يحرسا وجهها من صليل السيوف
وتنشق أحلامها
عن نوافذ محلولة الشعر
تبكي على كوكب في أقاصي الشمال
تنام على صدرها الغض سجادة من دموع
وأضيق من قبلةثغرهاغرها المتفتح مثل صراخ عميق
لجرح السؤال
يتدفق ريحانها أينما شاء
حتى إذا غلبتها العذوبة
سالت على ظمأ الروح أطرافها
وانحنى سحرها المتبقي على نفسه كالهلال
وأنا لم أكن لمناديلها غير تلويحة
لم أكن في تموج أطيافها
غير مقبرة للظلال.

 

شوقي بزيع

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات