الطعنة محمد فهمي سند

الطعنة

شعر

إنها طعنة واحدة
لم تخنك قواك،
ولم تمسح البسمة الجامدة
عن شفاهك،
حتى تفجرت الأوردة
إنها طعنة واحدة
معها انتفض الجسد الغض،
وانفتحت مقلتان،
على ومضة خامدة
إنها صرخة الفزع المستحيل،
ولعنة أحلامها في الولوج،
إلى النار،
لم تشتبك بلهاثك،
صرختها الباردة
لم تزل تمسح الدم،
عن صدرك المتأجج بالصرخات،
وتغمض عينيك،
عن فتحتين تفجرتا بالذهول،
تشبثتا بالفراغ،
وها أنت تركض في الدم،
تهرب من صرخة شاردة
لم تزل هائما في فراغ التجاذب،
بين المدارات،
تبحث عن كوكب يصطفيك،
وتخلع عنك رداء الجنون،
أأنت الذي يتشقق،
في الوردة المنعقدة؟!
هل برودة خنجرك المتسلل،
في موجة المد،
كان قيامة لحظتك الواعدة؟!
هل تحجرت فوق نداء الأنوثة،
صرت عموداً من العرق الشبقي،
عليه انحنت دورة الأوردة؟!
أيها الدم،
أنت انسكبت من النار،
أم من شظاياك،
في صرخة العربدة؟!
إنها صرخة واحدة
أطلقتها بقاياك في الريح،
أو في تراب التناسخ،
أو في رماد الزمان،
الذي جمَّدته شظاياك خلف المرايا
التي أسكنت نارك الموقده
فانطفئ يا صراخ البدايات،
واسكن على الصرخة الواحدة..!

 

محمد فهمي سند

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات