تراثنا والاعتراف.. الخوف من تعرية الذات يوسف الشاروني

تراثنا والاعتراف.. الخوف من تعرية الذات

ذلك الخوف المبالغ فيه من كشف طوايا النفس العربية.. أهو مبالغة في الخجل أم إفراط في العفة؟ أم أنه صورة غير مباشرة من صور عدم مواجهة النفس بصراحة والاعتراف بنقاط الضعف بدلا من المباهاة بنقاط القوة الزائفة؟

"دعني أخبرك: أنى أحببت في صباي جارية لي شقراء الشعر، فما استحسنت من ذلك الوقت سوداء الشعر.. وإني لأجد هذا في أصل تركيبي.. ولا تؤاتيني نفسي على سواه ولا تحب غيره البتة. وهذا العارض بعينه عرض لأبي رضي الله عنه، وعلى ذلك جرى إلى أن وافاه أجله.

... دعني أخبرك أنني أحد من دهى بهذه الفادحة (يقصد الموت) وتعجلت له هذه المصيبة، ذلك أني كنت أشد الناس كلفا، وأعظمهم حباً بجارية لي، كانت فيما خلا اسمها نغم. وكانت أمنية المتمني، وغاية الحسن خلقا (بفتح الخاء وتسكين اللام) وخلقا (بضم الخاء واللام)، وموافقة لي.. وكنا قد تكافأنا المودة. ففجعتني بها الأقدار.. وصارت ثالثة التراب والأحجار. وسني حين وفاتها دون العشرين سنة. وكانت هي دوني في السن. فلقد أقمت بعدها سبعة أشهر لا أتجرد عن ثيابي، ولا تفتر لي دمعة على جمود عيش.. فوالله ما سلوت حتى الآن، ولو قبل فداء لفديتها بكل ما أملك من تالد وطارف، وببعض أعضاء جسمي العزيزة علي، مسارعا طائعا. وما طاب لي عيش بعدها، ولا نسيت ذكرها، ولا أنست بسواها. ولقد عفى حبي لها على كل ما قبله، ولا وحرم ما كان بعده. ومما قلت فيها..."

تلك فقرات قل أن نجد لها مثيلا في تراثنا العربي من حيث جرأة كاتبها على تعرية نفسه أمام قرائه فيما نعتبره من أخص شؤونه العاطفية، اقتطفناها من كتاب "طوق الحمامة، لابن حزم الأندلسي (384 ه/ 994 م 456 ه/ 1064 م)، وهو كتاب لم يقصد به مؤلفه أن يكون اعترافا أو سيرة ذاتية، إنما قصد به أن يكون دراسة لظاهرة الحب بشتى ألوانها ودرجاتها ومراحلها، لكنه لم يجد حرجا في أن يكون الرجوع إلى خبرته الشخصية ومشاعره الخاصة من بين ما يؤيد به تحليله لهذه الظاهرة العاطفية.

عدم تعرية النفوس

فدراسة أدب الاعتراف أو السيرة الذاتية في تراثنا العربي لها طرافتها ودلالتها على مدى جرأتنا على الاعتراف، وعلا أثر تقاليدنا الاجتماعية والأخلاقية في وضع حدود لهذه الجرأة. ومن الملاحظ بوجه عام أننا كما حرصنا في تراثنا التشكيلي الشرقي حتى قبل انتشار الديانات السماوية في منطقتنا على سيادة عدم تعرية الجسم الإنساني بوجه عام والأعضاء الجنسية بوجه خاص وهو ما يعرف في الفن التشكيلي باسم التعفف وذلك على نحو ما نرى في النحتين الفرعوني وما بين النهرين (العراق حاليا) فإننا حرصنا كذلك على عدم تعرية نفوسنا حين نتحدث عنها، على عكس ما نجد في الغرب: فنه التشكيلي وسيرة الذاتية على حد سواء.

لهذا فإننا عندما نقرأ الفصل الطويل الذي كتبه المستشرق الألماني فرنتس روزينتال (المولود عام 1914) في سلسلة "مجموعة الأبحاث الشرقية" عن تاريخ الترجمة الذاتية في الإسلام وذلك ضمن مجموعة بحوث ثلاثة تحت عنوان " دراسات عربية" صدرت عام 1937، الذي لخصه الدكتور عبدالرحمن بدوي في كتابه "العبقرية والموت" الصادر عام 1945، تحت عنوان "الترجمة الذاتية في العربية"، نكتشف أن روزينتال يتناول السير الذاتية في التراث العربي من وجهة نظر غربية، فيحاول عبثا. أن يعثر فيها على ذلك الشعور الواضح القرى من أصحابها بشخصيتهم. لهذا لا عجب أن ينتهي إلى القول إن السير الذاتية في التراث العربي من القرن الثالث حتى القرن العاشر الهجري كانت تفتقد وتفتقر إلى الشخصية بمعنى الوحدة الروحية المستقلة. ولم يكن من كتبوا ترجمات ذاتية لأنفسهم ينظرون إليها على أن لها قيمة في ذاتها كصورة حية قوية لشخصياتهم الروحية الخالصة، وإنما كانوا يقصدون من ورائها منفعة خارجية كأن تكون للدفاع والتبرير، أو للفائدة التاريخية الصرفة، مما لا دخل للعنصر الذاتي فيه. بل إنه يذهب إلى القول بأن الذين كتبوا هذا اللون من الترجمة الذاتية لم يكونوا عربا خلصا بل ينتسبون إلى أجناس أخرى من فرس وموال.

ويرى روزينتال في بحثه أن النماذج التي احتذاها مؤلفو السير الذاتية في العربية أتت إلى العالم الإسلامي من مصدرين: أحدهما يوناني والآخر فارسي. وأوضح مثال للمصدر اليوناني هو الطبيب اليوناني الشهير "جالينوس" (131 301 م) الذي ألف كتابين عن حياته، عرفهما العرب معرفة جيدة، وذكرهما حنين بن اسحق (194ه / 810 م 260 ه/ 873 م) المترجم المشهور في العصر العباسي، وذلك في رسالته إلى على ابن يحيى في ذكر ما ترجم وما لم يترجم من كتب جالينوس. ويقتبس ابن أبى أصيبعة (600 ه / 1203 م668 ه/ 1270 م.) في كتابه "عيون الأنباء في طبقات الأطباء " عند حديثه عن جاليوس فقرات من هذين الكتابين اللذين تأثر بهما أيضا حنين ابن اسحق نفسه في الرسالة المنسوبة إليه "رسالة فيما عما أصابه من المحن والشدائد" ويتحدث فيها عما أصابه من حساده الذين أوقعوا به حتى كاد الخليفة المتوكل (232 ه/ 847 م، أن يقتله. وكذلك محمد ابن زكريا الرازي (250 ه/ 864 م 313 ه/ 925 م) في كتابه "السيرة الفلسفية" الذي دفع فيه عن نفسه تهمة ابتعاده عن مثله الأعلى سقراط على نحو ما اتهمه بذلك خصومه. وكذلك ابن الهيثم (354 ه/ 965 م 430 ه / 1039 م) في كتابه "مقالة فيما صنعه وصنفه من علوم الأوائل ".

أما المصدر الآخر للتراجم الذاتية في التراث العربي فهو مصدر فأرسى وإن كان أثره أقل من أثر المصدر اليوناني، ولعل أبرز هذه التراجم هو باب برزويه الوارد في أول كتاب "كليلة ودمنة" الذي ترجمه عن الفارسية وأضاف إليه ابن المقفع (الذي أعدم عام 139 ه /757 م). لكن المؤلفين الإسلاميين لم يتأثروا في تراجمهم الذاتية ببرزويه إلى النهاية، لأن برزويه ينتهي إلى الشك والتوقف بعد طول البحث، بينما تجمع كل التراجم الذاتية العربية على وصول الشخص إلى الإيمان بمذهب ما من المذاهب أو دين ما من الأديان.

ويؤيد الدكتور شوقي ضيف رأي روزينتال في كتابه "الترجمة الشخصية" (1956) حين ذكر في مقدمته أنه كان لكل طائفة في تراثنا العربي منهجها الخاص في سيرها الذاتية: فالفلاسفة والعلماء عنوا بالتحدث عن حياتهم الفلسفية أو العلمية، وما ألفوا وخلفوا من مصنفات. وقلما وقف شخص منهم عند طفولته ونشأته والمؤثرات الخارجية المختلفة التي وقعت عليه وأثرت في حياته. ومن ثم كانت هذه التراجم فقيرة من حيث المادة النفسية والاجتماعية، إذ تصبح في أغلب الأمر ثبتاً لمؤلفات الفيلسوف أو العالم غير معنية بشيء من بيئته أو حياته.

المتصوفة وتجارب الروح

كذلك عنى المتصوفة بالحديث عن تجاربهم الروحية، وكأنهم يريدون جذب الناس إلى طريقهم وما فيه من مواجد ومشاعر ومقامات ومشاهدات ، لكنهم قلما اعترفوا بأخطائهم أو تحدثوا عن نقائضهم. ومع أنهم يطرفوننا أكثر من الفلاسفة والعلماء بوصفهم لتجاربهم الروحية، إلا أنها تجارب محدودة لا تخوض بنا في الحياة البشرية بكل ما فيها من قبح وحسن، ونقص وكمال، وضعف وقوة.

ويستطرد الدكتور شوقي ضيف قائلا: كذلك كتب بعض الساسة ورجال الحرب تجاربهم في حياتهم السياسية أو العسكرية، وهي تجارب خارجية في أكثرها، وإن كانت تصور جوانب مهمة في أحداث العصور الوسطى، إذ اتفق أن كان من هؤلاء الرجال دعاة لبعض النخل الدينية والسياسية، أو أبطال أسهموا في الحروب الصليبية شرقا وغربا في الأندلس فقدموا لنا مذكرات ووثائق تاريخية خطيرة، لكنهم قلمت قدموا حياتهم الخاصة في شكل يوميات مفصلة.

كما أبرزت السير الذاتية في تراثنا العربي قضية حرية الكاتب والعلاقة بين العالم أو الفيلسوف أو الفقيه وبين السلطان، على نحو ما أشار إلى ذلك مصطفى نبيل في مقدمة كتابه "سير ذاتية عربية" (1992). تلك العلاقة التي لا تكاد تصفو حتى تتكدر خاصة عندما يتدخل الدور الفكري مع الدور السياسي الذي كثيرا ما يطمح إليه الكاتب، بحيث يؤثر هذا الدور في هامش الحرية المتاح، حتى إن بعض كتاب هذه السير دفع حياته ثمنا لما تصوره من حرية متاحة مثل لسان الدين الخطيب (713 ه/ 1358 م 776 ه/ 1421 م) مؤلف كتاب "الإحاطة في أخبار غرناطة" الذي يتضمن الجزء الرئيسي من سيرته الذاتية، فقد قتل وأحرق رفاته. كذلك حدث الأمر نفسه مع الشاعر عمارة بن الحسن اليمني الذي أعدم بالقاهرة عام 527 ه/ 1173 م، الذي ترك لنا سيرته في كتابه "النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية". أما الشيخ الرئيس ابن سينا (370 ه / 980 م428 ه/ 1036 م، فقد تعرض للسجن نتيجة العلاقة بين الشيخ العالم الفيلسوف والسلطان ، بل كاد أن يذهب ضحية هذا الخلل. وقد أملى ابن سينا سيرته على تلميذه أبي عبيدة الجوزجاني وهو في الثانية والثلاثين من عمره، ثم أكمل تلميذه بقية قصة حياة أستاذه، وسجلها لنا ابن أبى أصيبعة في كتابه.

معنى هذا أن سلطة العرف والتقاليد كان لها أثرها القوى في وضع حد لأدب الاعتراف في تراثنا العربي، كما أن سلطة الحاكم كان لها بدورها أثرها الواضح. ولعل هذا هو الذي طبع معظم سيرنا التراثية بهذا الطابع اللا شخصي تجنبا للصدام مع السلطتين الفوقية والتحتية، أو السلطان والعرف.

لقاء التقاليد

وهناك استثناءات نادرة لذلك مثل تلك الفقرات التي أوردناها لابن حزم في كتابه "طوق الحمامة" حين يطلعنا فيها وفى غيرها على أشد المواقف حميمية في حياته، ذلك لأن منهج كتابه كان قائما على أساس الاستشهاد على ما يقول بقصص وقعت لغيره وأحيانا له، وبأبيات من الشعر قالها فيما شاهده أو عاناه، وبذلك يقودنا بدرجة ما داخل أغواره النفسية، وهو ما لم يتحه لنا غيره ممن قصدوا كتابة سيرهم الذاتية في تراثنا. ولعل للخلفية الأندلسية لابن حزم دورها في ذلك وكل من الأسبان والعرب يتنازعون نسبته إليهم ( أنظر كتاب الدكتور الطاهر أحمد مكي" دراسات عن ابن حزم وكتابه طوق الحمامة، مكتبة وهبة القاهرة 1976، المقدمة)، فعلى أرض الأندلس كان لقاء التقاليد الشرقية المحافظة والغربية المتحررة، على نحو ما لاحظها وانتقدها بل تهكم عليها فارس عربي شارك في الحروب الصليبية في المشرق العربي بعد ذلك بأكثر من قرن، هو أسامة بن منقذ (488 ه/ 1095 584 ه/ 1188 م) في سيرته الذاتية "الاعتبار". ومما هو جدير بالملاحظة أننا نعلم من خاتمة كتاب "طوق الحمامة" أن ابن حزم ألفه وهو في المنفى، حتى ليقول إن الكلام في موضوع مثل موضوع الحب إنما هو من فراغ القلب، ويعجب لاستطاعته حفظ شيء وتذكر فائت بالرغم مما هو فيه.

ويقودنا "طوق الحمامة" إلى أن السيرة الذاتية قد نستخلصها من فقرات مبثوثة في كتاب لم يقصد به مؤلفه أن يكون سيرة ذاتية خالصة. وقد فعل آخرون الشيء نفسه مثل " جلال الدين السيوطي" (849 ه/ 1445 م 911 ه/ 1505 م) الذي دون سيرته الذاتية في أول كتابه "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة". وكان قد قصد منه أن يكون دائرة معارف لمصر.

كما قد تتسع السير الذاتية فتشمل رواية الرحلات الجغرافية، حيث لا تكون الرواية هنا مجرد معلومات جغرافية، بل يعبر راويها عن متاعبه وأفراحه دهشته، ويتعرض لذكر حياته الخاصة فيواجه وطلاقه، وذلك على نحو ما روى ابن بطوطة (703 ه/ 1304 م 779 ه/1377 م) على سبيل المثال في كتابه "تحفة النظار، في غرائب الأمصار، وعجائب الأسفار".

وقد تكون السيرة الذاتية أشبه بشهادة ميلاد صاحبها فيذكر بيان نسبه، ثم ما تلقاه من تعليم وشيوخه الذين تلقى عنهم في زمن لم تكن الشهادات قد عرفت فيه بعد، ثم يتتبع ما تقلده من مناصب على نحو ما فعل ابن خلدون (732 ه/ 1332 م 808ه/ 1406 م) في كتابه "التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا".

كما أن السيرة الذاتية قد تكتب لذاتها مستقلة على نحو ما نجد في "المنقذ من الضلال " للغزالي (450 ه/ 1059 م 505 ه / 1111 م) الذي عبر فيه عن تجربة الروحية التي مر بها من حالة الشك إلى حالة اليقين. وكتاب "الاعتبار" لأسامة بن منقذ الذي روى فيه بطولاته كصياد على وفارس من فرسان الجيوش العربية التي اشتركت تحت قيادة صلاح الدين الأيوبي (532 ه/ 1138 م 589 ه/ 1193 م، في صد الغزاة الصليبيين.

كذلك فإننا نجد من يترجم لنفسه في كثير من الزهو والخيلاء مستعرضا تاريخ حياته العلمية على وجه خاص كما فعل ابن سينا، وقيل في تعليل ذلك إنه كان من أسرة ميسورة الحال وفرت لابنها الأساتذة والمربين، بينما هناك من يترجم لنفسه في تواضع شديد على نحو ما فعل علي بن رضوان المصري المتوفى عام 460 ه/ 1096 م في كتابه "السيرة" الذي أورد فصولا منه ابن أبى أصيبعة في ترجمته له، وقيل إن سبب ذلك أن والده كان خبازاً أو فرانا على حد تعبير ابن أبى أصيبعة.

كما لوحظ أن المؤلفين حتى القرن الخامس الهجري كانوا يقتصرون عند التعرض إلى نسبهم على ذكر الوالد، أما ابتداء من القرن السادس فقد بدأوا يبالغون في اهتمامهم بأنسابهم بحيث يصلون بها إلى آدم، ومن أمثلة ذلك ما فعله علي بن زيد البيهقي (المتوفى عام 565 ه/ 1204 م) في كتابه " مشارب التجارب " الذي كتب فيه فصلا عن نفسه حفظه لنا ياقوت الحموي (574 ه/ 1179 م 626 ه/ 1229 م) في "معجم الأدباء" حاول أن يصل فيه نسبه إلى آدم.

الندرة والفيض

وواضح من هذا العرض السريع أن المفهوم التراثي العربي للسيرة الذاتية يختلف اختلافا بينا عن المفهوم الغربي، إذا هو أبعد ما يكون عن الاعتراف ويرجع ذلك إلى اختلاف البيئة والنظم والمناخ الاجتماعي والسياسي. وأن ما يعتبر تفاخرا بالجرأة والصراحة هناك، يعتبر لدينا خدشا للآداب وانتهاكا للأعراف وتطاولا على السلطة. وربما لهذا السبب نفسه اختفي أدب الرسائل الخاصة من حياتنا قديما وحديثا، وحلت محلها الرسائل العامة والأدبية كرسائل الجاحظ والمعري.

لكن السيرة الذاتية في أدبنا العربي لم تتوقف عند هذا الوضع، فقد تطورت في الأدب العربي الحديث ضمن ما تطورت إليه فنون الأدب الأخرى من شعر وقصة. تطورت كما وكيفا: فالندرة تحولت إلى فيض. ولئن كان معظم ما ينشر من سير ذاتية معاصرة لا يجرؤ بعد على مواجهة القارئ بأخص خصائص أصحابها، إلا أن سبل عدم المواجهة المباشرة تغيرت، كأن تستعير السيرة الذاتية زي الرواية بحيث أصبح كثير مما ينسب إلى الرواية ليس في حقيقته إلا سيراً ذاتية من بعيد أو قريب، وكأن لا يتذكر صاحب السيرة إلا بطولاته وينسى أو يتناسى تماما سقطاته ولحظات ضعفه وهزائمه، فهو دائما بريء وغيره مدان. وكأن يحتمى صاحب السيرة بضمير الغائب ذلك الستار الشفاف بدلا من أن يغامر بالاعتراف بضير المتكلم.

 

يوسف الشاروني

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات