رجل وحيد يضحك في الليل محمد إبراهيم أبوسنة

رجل وحيد يضحك في الليل

شعر

كان الرجل وحيدا تحت مظلته...
يتغنى..
ليقاتل وحشته..
...
ويقلقل صخرته..
والشفق الدامي..
يهمي..
بسهـامٍ طائشة.. والليل يجيء..
"ببطء" يتكتم أصارا هائلةً
ويحاور عاصفة قادمةً..
والأرض تميدُ..
فلا يبقى شيء إلا دخلته الرعشة
زلزالٌ أم طوفانٌ؟..
يترجل عن صهوته..

ليحيل الأرض هشيما ورياحاً؟
أم تلك هواجسهُ..
تتراقص فوق مراياه.. المعتمة..
فهل يكتب. في هذا الشفق وصيته..
كي يقرأها البحر المذعن للنسيان؟
أم أن النيران العطشى

ترث الأحلام الزرقاء
وتلتهم السحب الجائعة والقمر الجوعان

***

امرأة في طرف سماء داكنةٍ
تشعل "أعواد" ثقاب الأحزان
في ذاكرة تتداعى وسط حطام الأيام
امرأة كاسرة تتجرد من فتنتها..
تذبحها الأوهام

*****

تتثاءب يعض قواقع خالية
فتجيء الأفعى تزحف في منتصف الليل..
تصافح راحته..
تلدغه..
لا يهتم...
يظل يراقب من تحت مظلته
قاربه المندفع إلى بحر الفوضى
ليناطح موجاً من أسنان القرش الحمراء
لا شيء سوى الليل
الآن. وهذي
بعض بتقايا لغة مزقها..
رعب المتوقع قي آت السنوات
لا شيء سوى بعض أغانٍ
تتهجاها الطير وتهوي في الطرقات
لا ظل لأحباب الأيام البيضاء

***

الرجل وحيدا...
يجلس مهموما
فوق البركان
يتحرق شوقا.. لامرأة حانية
..
لصديق.. لجدارٍ..
لبحار ليس لها شطآن..
لفضاء.
كي يتنفس..
.. يركض خارج لحظته..
لا شيء سوى الليل حواليه..
ومركبة يحدوها أعمى نحو الهاوية
الرجل يحس الكون يموت بداخله مختنقا
ويلف الكون دخان
يتراءى طيف سؤال في خاطرهِ..
هل يبكي أم يضحك
في الليل الملعون
وإذا ضحك مجنون
يتفجر بين جوانحه ويباغته

ملء الشدقين يدمدم هذا الضحك
الدامي المجنون
الرجل يطوح أركان مظلته

يتحرر
يضحك.
يضحك
يخشى ان يقتله الضحك فيضحك
حتى يتصبب عرقا
فتهز الكون الضحكات
الضحك يقعقع ملء الأرجاءِ
يقعقع ملء فضاء الغابات العذراء
الضحك.
يسيل من الأشياء
الرجل وحيدا يضحك..
حتى فر الليل
تراجعت الأفعى..
انفسخ الكونُ

انبلج نهار يضحك في شمس بيضاء.

 

محمد إبراهيم أبوسنة

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات