البدانة... ذلك الحمل الثقيل هـل مـن وسـيلـة للخـلاص؟

البدانة... ذلك الحمل الثقيل هـل مـن وسـيلـة للخـلاص؟

مع كل طلعة شمس, يتوافد قادمون جدد إلى نادي (البدانة) التي هي واحدة من أعداء أربعة: التدخين, الدهون, الكسل, البدانة.

و (الرجيم) موضوع قديم... متجدد والكلام فيه أكثر من الفعل, والنوايا الحسنة حوله تفوق النتائج, هذا رجيم (الموز) وذاك (الأرز) وذاك (الرجيم الكيميائي) وربما نسمع عن الكيميائي المزدوج, والشاهد أن هناك أنواعاً وأصنافاً وكأن الموضوع بلا حصر, ومثل قوائم الريجيم مثل المنشورات السرية فأنت تجدها بين يديك, فوق مكتبك, أو في بيتك, من أين أتت? خبرها عند علام الغيوب, وهناك عيادات يكسب أصحابها الكثير من وراء موضوع (السمنة) هذا... فلا البدانة اختفت ولا العيادات توقفت (وكل في فلك يسبحون).

إن 67 مليون أمريكي بالغ هم من البدناء يموت منهم 300 ألف سنوياً بسبب هذه البدانة, والتي تجيء بعد التدخين كثاني أهم سبب مميت من تلك المجموعة من الأمراض التي يمكن تلافيها, وهي حقيقة تلقي بظلالها الرمادية الكئيبة على النظرة إلى البدانة, وبالرغم من ذلك فإن هاجس الرجيم يخطر على البال من باب إصلاح الديكور الخارجي للجسم بغرض تسوية بروز هنا أو تضخم هناك, والهدف الأسمى أن تقرأ في عيون الآخرين عن استواء جسمك, وهو هدف لو تعلمون ضئيل.

ما رأيك أن تسدي لنفسك خدمة, وأعد ترتيب أولوياتك في مقابل مشقة النفس والجهد المصاحب للحمية, فما ينبغي أن يأتي أولاً هو الوقاية من السكر والضغط والجلطة وآلام الظهر والمفاصل والتبوّل اللاإرادي وغيرها, وأنه لأمر غير مستساغ, ولا هو منطقي أنه بالرغم من كل هذه البلايا, فإن الواحد منا يأتي بقضية تضاريس جسمه إلى المقدمة, فمما هو معلوم في الطب بالضرورة, أنه لا يسلم الجسم البدين من الأذى, حتى تراق من جوانبه الدهون على كل أشكالها وتنويعاتها, ولكي يصب الرجيم في ميزان حسناتك, فينبغي أن تطب كفة (الرياضة) لكي ترتفع كفة (الخمول), وضع علامة (x) كبيرة على الكنبة المقابلة للتلفزيون, ولا تصادق كرسي المكتب أو الكمبيوتر إلا بقضاء ولتكن القضية (أن تكون أو لا تكون), إما أنت أو البدانة, هكذا وبهذا الوضوح ابدأ النزال وجهاً لوجه, واستجمع ما يتطلبه الموقف من بذل ومثابرة, وامض في اتجاه التخلص من السمنة في موقعة واحدة ونهائية, وبعدها اجن ثمار النصر, فقل وداعاً لآلام الظهر والركبتين, سيطرة أفضل على الكوليسترول, كبح جماح الضغط, إجهاض مبكر للجلطة القلبية أو الدماغية, خفة في الحركة, وأخيرا وليس آخرا حسن الهيئة وجمال المنظر.

وبالنظر إلى الوزن, فإن جسمك يقع في واحد من ثلاثة تصنيفات, الصنف الأول (وزن صحي) والثاني زائد الوزن, والأخير (بدين), ذلك التصنيف مازال يرتكز على العلاقة بين الطول والوزن من خلال معادلة جديدة اسمها (معامل كتلة الجسم - BMI), وللتسهيل فإن الشركات المعنية تطرح بالأسواق مسطرة حاسبة لإجراء هذه الحسبة في ثوان معدودة, فإن كان رقمك يقع ما بين 18-25 فأنت من جماعة (مارلين مونرو), وأما مَن كان رقمه يقع بين 26-29 فهو مصنف (زائد الوزن) ما يجعل صاحبه من أفضل المرشحين للقب (بدين) فإذا وصل الرقم إلى 30-35, فصاحبه لا ريب عضو في نادي (البدانة) بالتأسيس.

أهمية معامل كتلة الجسم

وتأتي أهمية معادلة (معامل كتلة الجسم - BMI) من أن الميزان العادي يعطيك مجرد رقم أصم, فإن كان على سبيل المثال 128 كج, فإذا افترضنا أن الوزن النموذجي لهذا الشخص هو 86 كج, فيصبح الوزن الزائد هو 42 كج, ولكن المسألة حسب المفهوم الجديد ليست على هذا النحو, إذ إن بعضا من هذه الـ 42 كج هو وزن عضلات, التي لا ينبغي التخلص منه, فنحن نسعى للتخلص من الوزن الزائد من الدهون فقط, وهكذا تبرز أهمية التعامل مع وزن الجسم من خلال (معامل كتلة الجسم), ولعله من نافلة القول أن نحيطكم علماً بأن الجسم البشري ليس لديه القدرة على اختزان البروتينات أو النشويات, فتراه يحوّل الزائد منها إلى الدهون التي يجيد تخزينها كمستودع للطاقة.

وما إن علمنا أن رقم الميزان هذا غير دقيق لتصنيف البدانة, وإنما الأدق هو استعمال حاسبة (معامل كتلة الجسم) إذا بخبراء البدانة الذين اجتمعوا في 28-10-2000 يتحدثون عن المزيد من الدقة والتحديد في قضية تصنيف البدانة عندما طرحوا أن يصبح الأساس الجديد هو تحديد النسبة المئوية من الدهون في الوزن الزائد عن النموذجي, وابتدعوا لهذا الغرض معادلة أخرى.

وهناك خواطر طبية عدة تتصل بموضوع البدانة نود أن نتعرض لها من خلال أحدث الدراسات الصادرة عن مراكز (البدانة المتخصصة في الولايات المتحدة وبريطانيا, نبدؤها باستفسار يقول: هل وجبة طعام واحدة في اليوم تؤدي إلى البدانة? والإجابة نعم, ثم نعم, فالوجبة الوحيدة هي غالباً وجبة تحوي أكثر مما يحتاج إليه الجسم وقت تناولها, ويتبقى منها فوائض نشوية ودهون تذهب للتخزين, وهذه الكلمة الأخيرة (التخزين) هي التعبير الدبلوماسي عن (البدانة), هذا فضلاً عن أن الوجبة الوحيدة تجعل إمدادات الطاقة للمخ غير ثابتة, وهو عضو ذو مسئوليات حسّاسة ولا يحب الهزل في قضية ثبات إمداد الطاقة له ما قد يظهر في شكل تقطّع متكرر في الذاكرة, يخبو خلالها التركيز, وخلاصة هذه الدراسة تقول إن هندسة الجسم البشري مصممة بحيث يتزود بالطاقة ثلاث مرات يومياً, والشطارة ألا نحشر بينه إكراميات صغيرة من المكسرات والشوكولاته وغيرها.

نحن والوجبات السريعة

وبالمناسبة, فليس كل بدين أكولا - أي (كثير الأكل) - فثمة عيوب في الجينات الوراثية تبدل من تفاعل الجسم مع الغذاء بحيث ينتهي الأمر بالبدانة, وثمة مشكلة سلوكية تجعل بلوغ الشبع من رابع المستحيلات, فقد يكون الإفراط في الأكل تعبيراً عن عقاب النفس أو عقاب الآخرين أو بغرض لفت الانتباه.

وعلى الرغم من الجهد المرير المستثمر في مجاهدة البدانة, فإن نسبة كبيرة من البدناء تظل تراوح في فقد العدد نفسه من الكيلوجرامات حتى أن أرقامهم لا تتبدّل, فسرعان ما يعودون لاكتساب نفس هذه الكيلوجرامات المرة تلو الأخرى, وتلك وضعية قد تنتهي بالإحباط والقنوط, ونحن في هذا المقام نسوق لهؤلاء المجاهدين معلومة مهمة تقول إن الخفض المؤقت للوزن يظل ذا فائدة مؤكدة لصحة القلب من أن يبقى الجسم بديناً طوال الوقت.

إن الحفاظ على ثبات الوزن ومنع اكتسابه مرة أخرى هو المهمة الأصعب لدى الكثيرين من الذين يخضعون أنفسهم للرجيم, وهناك دراسة نُشرت في 4 يناير 2000 توحي باستراتيجية من كلمات قليلة موجزة (دهن أقل... كربوهيدرات ورياضة أكثر), ذلك خير وأبقى إذا ما قورنت بطريقة التقيّد بعدد محدد من السعرات الحرارية لأن الأولى تحافظ على ثبات إنجازك لفترة أطول كثيراً من الثانية, وعلينا أن نقدم التحدّي الضروري للثقافة الغذائية المرتكزة على مبدأ (الوجبة السريعة) لاحتوائها على الدهون المخفية باللحوم المصنّعة والأجبان بريئة المظهر.

كما ينبغي علينا أن نعلم أن رياضة المشي لمدة 30 دقيقة يومياً أمر رائع لصحة القلب والجهاز الدوري, ولكنها ليست كافية أبداً لقضية تخفيض الوزن الذي يلزمه 30 دقيقة من الرياضة القوية مثل استعمال الدراجة الثابتة أو جهاز صعود الجبال المنزلي أو قفز الحبل, ولذا ينبغي أن تصبح الرياضة مكوّنا مهما في يوم الإنسان العربي, والبدن لديه الآلة التي تجعله يزيد من قدراته لكي يستوعب في النهاية ما تقدمه له من تدريب رياضي, وحينها عليك أن تستمر في زيادة الجرعة الرياضية إن أردت أن تستمر الرياضة في الإسهام في إنقاص وزنك, وقبل أن نغادر فقرة الرياضة, فإن الدراسة التي نُشرت في 28-10-2000, والتي استمرت لمدة خمس سنوات, تؤكد أن في الحركة بركة حتى لو كانت لدقائق معدودة, وحتى لو كانت من نوع أن تصف سيارتك في نهاية موقف السيارات للمتجر الذي تقصده أو أن تتجاهل وجود المصعد, وأن تشق طريقك عبر الدرج إلى الطابق الثاني أوالثالث أو أن تحتفظ بوصلة تليفون واحدة في منزلك أو أن تنزل من الباص محطة واحدة أبكر لكي تستكمل الباقي على الأقدام, الشاهد أن التوصية تقول إن لم تستطع توفير 45 دقيقة للمشي الهمام, فلا بأس من تبخير بعض السعرات الحرارية من خلال الجهد البدني البسيط, فذلك بالفعل خير من لاشيء, وحاول أن تقاوم إغراء الصعود فوق الميزان خلال تنفيذ البرنامج, ذلك أنك إذا اكتشفت أنك فقدت زوجا من الكيلوجرامات فغالباً أنك سوف تسارع بالاحتفال بهذه المناسبة السعيدة بإعداد وجبة انتقامية تسر العين والنفس.

وعلى صعيد عقاقير (البدانة), فإن ذلك الباب ينبغي ألا يطرق إلا لمن استعصت عليه (الحمية), واحتار دليله معها, ومراكز بحوث البدانة تؤكد بكل وضوح أن الدواء يأتي في المركز الثاني من الأهمية بعد الحمية والرياضة اللذين يتقاسمان معاً المركز الأول.

ما بين 1985-1995, زاوج فقهاء البدانة الأمريكيون بين عقارين يبدأ اسم كل واحد منهما بالمقطع (فن) بكسر الفاء, وذاع صيت هذا الخليط تحت اسم (فن-فن) هكذا شاء الأمريكان أن يكون اسمه, وقدرنا ألا نرد لهم مشيئة, المهم هو أن هذا الـ(فن-فن) كان أشهر من كلينتون في أمريكا رغم أنه لم يحظ بموافقة (إدارة الغذاء والدواء الأمريكية), الصارمة بغرض الاستعمال طويل الأمد كخافض للوزن من خلال السيطرة على الشهية, وخلال ربيع 1996 منحت تلك الإدارة موافقتها السامية لعقار آخر اسمه (رودكس) وأجازت استعماله على المدى الطويل للسيطرة على الوزن, وذلك بعد أن حجبت ثقتها عن كل الأدوية الشبيهة لمدة 22 عاماً, كما أن هناك دواء مازال تحت البحث والفحص ربما يصبح ثورة حقيقية في مجال تخفيض الوزن, والوافد الجديد يعتمد في عمله على إقلال امتصاص الدهون من الطعام, وفضلاً عن أن الآثار الجانبية له تنحصر في الإسهال الخفيف, فيقال إن له تأثيراً محموداً في تخفيض السكر والكوليسترول وكذلك السيطرة على ضغط الدم, وقد يصبح نجم العقد الأول من الألفية الثالثة إذا ما أجيز بواسطة إدارة الغذاء والدواء, وإن غدا لناظره قريب.

وقبل أن نغادر محطة العقاقير, لعلنا نعرج على قضية الأعشاب وأشهرها عشب هندي يدعى (جارسينيا) والذي طرحت عنه الثقة في دراسة نُشرت في نوفمبر 1999 وأثبتت أن فيه من الوهم أكثر مما فيه من الحقيقة, وأنه لا فائدة تُذكر من استعماله للسيطرة على الشهيّة.

الجراحة... هل هي حل?

ولأن البدانة تنطوي على مثالب صحية ونفسية عدة, فقد كان من الطبيعي تثوير الفكر الطبي لمواجهة هذه البلية, وكانت الجراحة آخر هذه الأفكار والتي بدأت بعملية لإزالة ما طوله خمسة أقدام من الأمعاء والتي كانت موضة عقد السبعينيات من القرن الماضي, ثبت أن ميزان سيئاتها أكبر مما ينبغي متمثلاً في حرمان الجسم من جزء مهم من الفيتامينات والمعادن, إضافة إلى المعاناة من الإسهال المستمر ومآخذ أخرى ليس أقلها هبوط وظائف الكلية والكبد, ولكن لأن (الإزالة) هواية محببة وأصيلة عند الجراحين, فإن ذلك لم يوقفهم عن التفكير في (إزالة) جزء آخر غير الإمعاء, ومن ثم داعبت (المعدة) أفكارهم, وكان لهم ما أرادوا, وأجريت أول جراحة لإزالة الجزء الأكبر من المعدة منذ ثلاثين سنة في جامعة (أيوا) وترتكز الفكرة على إلغاء أغلب تجويف المعدة تاركة فقط ما يسع حجم خمسة من ملاعق المائدة, الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالاكتفاء والرضا بعد تناول وجبة صغيرة وهكذا تتدنى السعرات الحرارية التي يمتصها الجسم, ومن ثم يتراجع الوزن بشكل ملحوظ قد يصل في حالات كثيرة إلى فقدان مائة رطل, فضلاً عن نتائج أخرى طيبة ومثمرة, ذلك أن 83% من مرضى السكر الذين كانوا أعضاء في نادي (البدانة) وتم وقف نادي عضويتهم تلك بعد إجراء عملية المعدة قد تخلصوا نهائياً من وخز إبر الأنسولين صباحاً ومساء وكذلك وخز الضمير المصاحب للبدانة, هذه واحدة, أما الثانية فلها قصة مهمة, ذلك أنه بعد أن افتضحت علاقة البدانة بارتفاع ضغط الدم وأصبحت سيرتهما على كل لسان, جاء اليوم الذي نكشف فيه المستور عن كون هذه البدانة متعددة العلاقات, فالجرّاحون في كلية طب فيرجينيا بأمريكا قطعوا الشك باليقين وضبطوها متلبّسة بجرم آخر هو علاقتها الحميمة بارتفاع الضغط في سائل آخر بالجسم هو السائل الذي ينغمر فيه المخ والحبل الشوكي ما قد يتسبب في الإضرار بوظائف المخ والأعصاب, ولكن مشيئة الرحمن سخّرت لنا جراحة المعدة, تلك التي تقلل ذلك الضغط في 50% ممن خضعوا لهذه العملية, فضلاً عن الوزن الذي ينخفض, بل قل يهوي بنسبة 50% خلال العام الأول الذي يعقب الجراحة يؤدي إلى تحسّن ملحوظ في ضغط الدم والكولسترول وآلام المفاصل وأسفل الظهر واستعادة التحكم في البول لمن فقدوه ما يعني إجمالاً تقدماً متعاظماً في التصالح مع الذات وعودة الثقة بالنفس.

ولأن خير الكلام ما قل ودل, فنحن نقول إن الحكمة تقتضي ألا ننظر إلى هذه الجراحة باعتبارها باباً لإصلاح ديكورات الجسم وأركانه المختلفة, بل يجب أن نعتبرها سبباً من عند العليم - تجلّت قدرته - لدفع بليات كثيرة ترافق البدانة, كذلك لا ينبغي أن ندخل إلى هذه العملية باعتبارها (خدمة سريعة), بل أن الأمر هنا يتطلب تبنّي عادات غذائية أو صحية وزيادة في النشاط البدني على مدى قد يمتد إلى خمس سنوات بعد الجراحة بغرض إعادة هندسة ودمج هذه العادات الغذائية والنشاط البدني بحيث يصبحان جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية.

هذا وقد حددت مراكز دراسة (البدانة) مَنْ مِن البدناء يصلح لهذه الجراحة وتصلح له على النحو التالي:

1- أولئك الذين ازداد وزنهم خلال سنوات الشباب بما مقداره 100 رطل.

2- مَن صاحب بدانته أحد المشاكل الصحية المشار إليها سابقاً.

3- مَن لم ينخفض وزنه بالرغم من التزامه الجدول الغذائي أو الرياضي الخاص بذلك.

4- مَن لم يستجب لحبوب التخسيس.

أما إن شئت الحداثة والمعاصرة في مسألة السيطرة على البدانة, فإن ذلك قد جاء على محاور عدة, أولها أنه وبعد أن أثبت منظم ضربات القلب فاعليته العظمى للمرضى الذي يحملونه في قلوبهم, فلقد تم تطويره في إحدى جامعات بوسطن بالولايات المتحدة لكي يوضع في جيب صغير تحت الجلد, ومن ثم يتم تثبيت السلك المستقبل لنبضاته في جدار المعدة, تلك النبضات تعطي إحساساً كامل بالامتلاء والشبع, وهكذا تبدأ أرقام الميزان في التراجع الجميل, ولكن ذلك كله قيد الدراسة الآن على مائة مريض موزعين بين أمريكا وألمانيا وأستراليا وإيطاليا وحين إقرار هذه الوسيلة, فإنها سوف تصبح نقلة نوعية في مسألة التحكم في البدانة دون رجيم ولا حبوب ولا عمليات.

أما مفاجأة الألفية الحقيقية والتي هي في طور المخاض الأخير ويتوقع ظهورها خلال سنوات قليلة, فتتمثل في إعادة هندسة مورثة (جين) معينة بحيث تأمر خلايا الجسم بتخليص (بروتين) معين له القدرة على تسريع عملية الأيض (التمثيل) في خلايا العضلات الأمر الذي من شأنه إيهام إنزيم الـATP بأن العضلات في حالة عمل, ومن ثم تتحرر الطاقة من هذا الإنزيم في شكل حرارة بدلاً من أن تستعمل تلك الطاقة في تخليق الدهون وأيضاً تخزينها, أي أن الخلاصة في القصة السابقة هي أن الهندسة الوراثية سوف تجعلك تأكل ما تريد بقدر ما تشاء دونما أي زيادة في الوزن, وليس هناك أروع ولا أبدع من هذا الخبر لعشاق الموائد الممتدة وأساتذة البوفيهات المفتوحة العامرة, وإلى كل هؤلاء نقول (إن مع العسر يسراً... إن مع العسر يسراً).

 

ماجد رأفت