المخترعون الكويتيون والجوائز الدولية

المخترعون الكويتيون والجوائز الدولية
        

          في التاسع من أبريل من العام الماضي 2005 استطاع أحد المخترعين الكويتيين الشباب, تحقيق إنجاز مهم في أحد المحافل الدولية, بعد أن حصل على الأوسكار الوحيد في معرض للاختراعات, أقامته المنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية والاتحاد العالمي للمخترعين في مدينة جنيف السويسرية خلال الفترة من 6 إلى 10 أبريل 2005. تمكن أحمد الحشاش من الحصول على أهم الجوائز التي تنافس عليها أكثر من 900 مخترع مثلوا 43 دولة, في سابقة لم يشهدها المعرض منذ بدء فعالياته قبل 33 عاما. غير أن هذا الحدث لم يمثل المرة الأولى التي يحقق فيها مخترعون كويتيون مراكز متقدمة في المعارض العالمية, فالسجل يضم العديد من الإشراقات في بلد يعطي اهتماما خاصا لتوفير القاعدة العلمية الكفيلة بدفع مخترعيه كي يصلوا الى مكانة مرموقة.  ويمكن في هذا الاستطلاع سرد العديد من أسماء الذين استطاعوا رفع اسم بلدهم في المحافل الدولية المتخصصة, غير أن الحصول على جائزة الأوسكار الخاصة بالمعرض الدولي للمخترعين, كان له الكثير من الدلالات, كما حمل أيضا الكثير من علامات التفاؤل.

          في هذا المعرض شاركت دولة الكويت بوفد ضم المخترعين الثلاثة أحمد عبدالعزيز الحشاش وصادق أحمد القاسم وعبدالله حسين اليتيم.

          فاز أحمد الحشاش بجائزة (الأوسكار) عن اختراعه سترة هوائية واقية لراكبي الدراجات البخارية, إضافة إلى ميدالية ذهبية مع مرتبة الشرف, وهو هنا يقول بعد أن أذهلته المفاجأة نظرا لانها المرة الاولى التي تحصل فيها دولة عربية علي جائزة كتلك منذ بدء أعمال المعرض قبل 33 عاما: إن الفضل لله ولمكتب رعاية المخترعين في الكويت, خاصة أن هذا التقدير جاء من معرض عالمي للمحترفين وليس للهواة.

          ويشرح الحشاش اختراعه قائلا: إنه عبارة عن تصميم لباس مخصص لسائقي الدراجات النارية يعمل على حماية السائق من الإصابات الجسدية, ويتكون من ثلاثة أجزاء, بعد أن انتهيت منه قدمته لمكتب رعاية المخترعين بالنادي العلمي الذي ناقش الفكرة, ثم باشر عملية التسجيل للحصول على براءة الاختراع, ثم رشحه للمشاركة في المعرض العالمي.

          أما المخترع صادق أحمد غلوم القاسم الذي كان أصغر المشاركين سنا في تلك المنافسة الدولية, فهو طالب في كلية العلوم بجامعة الكويت وعضو في النادي العلمي الكويتي, وقد حصل على الميدالية الذهبية عن اختراعه (نظام الإضاءة الخلفية للسيارة مع الفرامل), وهو نظام يعنى بحماية المركبات من أخطار التوقف المفاجيء, لكن صادق أيضا كان قد حصل سابقا على ميدالية ذهبية في معرض أقيم في الولايات المتحدة, عن الاختراع الخاص بالمكنسة الكهربائية وكان ذلك وهو في سن الخامسة عشرة.

          وهو هنا يقول إن الاختراع الأخير هو الـ (13) له ويترجم مسيرة 10 سنوات له في النادي العلمي, حيث قام قبل ذلك باختراع الحارس الإلكتروني وكاشف الرطوبة, والباب الآمن وغيرها من الاختراعات, مشيرا إلى أن الاختراع الأول له كان قد حصل على ميدالية ذهبية, اضافة الى الميدالية الذهبية التي حصل عليها من معرض جنيف. ويؤكد صادق أنه يعمل حاليا على اختراعات جديدة, لكنه يفضل أن تظل دون إعلانها في الفترة الحالية.

          المخترع الثالث كان عبدالله حسين اليتيم, وهو أيضا عضو في النادي العلمي, وقد حصل على الميدالية الفضية عن اختراعه (مفعل الكيمو كهربائي) الذي يعمل على تحويل المواد العضوية الموجودة في مياه الصرف الصحي عن طريق البكتريا إلى طاقة كهربائية يستفاد منها واستغلال المياه في إنتاج الكهرباء والحفاظ على البيئة البحرية والهوائية.

منافسات أخرى

          قبل المعرض الدولي للمخترعين في جنيف, بأربعة أشهر فقط, كان مخترعون كويتيون آخرون قد حصدوا جوائز متقدمة في معرض دولي آخر شهدته سيئول عاصمة كوريا الجنوبية, وتحديدا في ديسمبر من عام 2004, يطلق عليه (المعرض العالمي للاختراعات) وهو يعقد تحت مظلة المنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية (وايبو) والاتحاد العالمي للمخترعين (إيفيا) واتحاد المخترعين الكوريين. وشاركت فيه جهات عالمية عديدة وشركات صناعية كبرى في العالم وقدم فيه المتنافسون آخر اختراعاتهم في مختلف تطبيقات العلوم والتكنولوجيا.

          في هذا المعرض شاركت دولة الكويت بوفد مشكل من المكتب الكويتي لرعاية المخترعين الذي تحتضنه كل من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والنادي العلمي الكويتي, و قام الوفد بعرض الاختراعات في جناح دولة الكويت بالمعرض, لتحوز على تقدير لجان التحكيم.

          وكان أن فاز مخترعو الكويت بست ميداليات (ذهبيتين وفضيتين وبرونزيتين) ودرع استحقاق, اذ حصل الشيخ المهندس صباح الناصر السعود الصباح على ميداليتين: واحدة ذهبية وأخرى برونزية ودرع استحقاق وشهادة تقدير عن اختراعيه, الأول الخاص بتطوير الدراجات الهوائية وفاز عنه بالميدالية الذهبية, والثاني الخاص بجهاز الانذار الصوتي للرطوبة في حفاضات الاطفال بالميدالية البرونزية.

          وفاز الاستاذ في كلية العلوم جامعة الكويت الدكتور جاسم محمد الحسن بميداليتين فضيتين عن اختراعه الأول المتعلق باستخراج مواد طبيعية فعالة, وعن الاختراع الثاني الخاص باكتشاف طريقة لدمل الجروح مستخرجة من سمكة الصلور (أو الجمة) التي توجد في مياه الخليج العربي أثناء هجرتها للتكاثر خلال فترة الصيف, وهذه السمكة لها جسم انسيابي ممتد بلا قشور ورأس مضغوط قليلا من أعلى الرأس إلى أسفل, ومغطى بجلد رفيع أو بدرع عظمي. ويوجد في مقدمة الرأس ثلاثة أزواج من الشوراب ولها زعنفة ظهرية بين زعنفتين صدرية وبطنية. ويوجد في مقدمة كل من الزعنفتين شوكة منشارية من الاتجاهين كما توجد زعنفة دهنية خلف الظهرية تسمى الزعنفة الشرجية.

          ويقول الدكتور جاسم الحسن: إن المواد التي تستعمل في العلاج هي عبارة عن خليط مكون من عدة مركبات بروتينية ومركبات دهنية جميعها مستخلصة من إفرازات السمكة حيث توضع على مكان الجرح والقرح, وهذه المواد تحتوي على مركبات تسرع في تجلط الدم وتساعد على انكماش منطقة الجرح كما انها تحيي المناعة عن طريق إكثار خلايا المناعة لمكافحة البكتيريا في منطقة الاصابة, وعندئذ تتوالى عملية بناء الخلايا الجديدة ومنها تنمية الشعيرات الدموية لتغذية المنطقة بما يتطلب من خلايا الدم المختلفة, و ينتج من ذلك العلاج الإسراع في التئام الجرح بشكل لافت للنظر, ودون أن يترك العلاج نتوءات أو بروزا كما يحدث عادة عند خياطة الجروح.

          وفي هذا المعرض أيضا فاز المشارك الثالث جاسم الجاسم القناعي بالميدالية الذهبية عن اختراعه الخاص بجهاز التحكم في سرعة وأمان السيارة بأربع عشرة طريقة.

          كما فاز عضو هيئة تدريس بقسم الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت الدكتور أسامة محمد حسن الحواج بميدالية برونزية عن اختراعه المتعلق بماكينة احتراق داخلي (Rorary engine) تعمل بنظام الإزاحة الدائرية وأهم ما يميزها العزم والقدرة النوعية مع صغر الحجم وبساطة التركيب مقارنة بالمكائن المستخدمة تجاريا, ويتركب محرك الماكينة من كتلة أسطوانية متصلة من جهة بمحور القوى (Shaft) وتشمل مجموعة من 12 أسطوانة.

اختراع نادر

          قبل ذلك وتحديدا في مايو 2003 كانت باحثة كويتية تحضر لنيل درجة الدكتوراه في بريطانيا, قد تمكنت من الحصول على براءة اختراع اثر توصلها الى نتائج غير مسبوقة في بحوث كانت تجريها في تخصص علم المناعة.

          الباحثة هي الدكتورة فاطمة محمد الحبيب التي كانت تدرس في جامعة (ستراثكلايد) بالمملكة المتحدة. وقتها اعتبرت النتائج التي توصلت إليها غير مسبوقة, الأمر الذي منحها حق تسجيل براءة هذا السبق العلمي باسمها.

          غير ان الدكتورة الحبيب التي حصلت على الدكتوراه في علم المناعة من جامعة بريطانيا وقامت بالإشراف على طلبة الماجستير في جامعة ستراثكلايد,

          واصلت أبحاثها بعد البراءة الاولى التي كانت في داء المفاصل والروماتيزم, وتمكنت من الحصول على براءة الاختراع الثاني عن MRSA وهي البكتيريا العنقودية المقاومة للمضادات الحيوية, التي تقول إنها جاءت بالمصادفة عندما عثرت على عشبة برية تحمل في داخلها سائلا.. كان بمنزلة معجزة, بعد أن وجدته في البداية يقاوم المضادات الحيوية, خلال التجارب التي أجريت بالمختبر الجامعي في غلاسكو, ثم بدأ هذا السائل يقتل البكتيريا بالتدريج, حتى راح يقضي عليها تماما, وهنا تم نشر الخبر في الصحافة البريطانية وتلفزيون BBC وجريدة الجامعة ثم جريدة الديلي تلجراف ليحصل هذا الاكتشاف على اهتمام كبير.

          وترى المخترعة الكويتية د. فاطمة الحبيب ان مشوارها العلمي بدأ منذ الطفولة حيث عاشت في بيئة مشجعة تدفع بها نحو التميز والاختراع, وهي هنا تتذكر والدها وتترحم عليه فهو المعلم لها, بعد أن وجدت نفسها منذ أن وعت, أمام مكتبة ضخمة, تنقلت عبرها بين أمهات الكتب ونهلت العلم منها, وهي تشير إلى أن والدها اشترى لها ميكروسكوبا صغيرا كانت تجمع بعده النباتات وتشاهدها تحت المجهر وتتفحص الخلايا, في الوقت الذي تذكرت فيه الدكتورة الحبيب دور الوالدة التي أهدتها, في سن مبكرة, الموسوعة العلمية الميسرة والتى كانت تغمرها الفرحة حين تتصفحها.

البيئة المحفزة

          رعاية الأسرة وتوفير البيئة المحفزة للإبداع هو ما يؤكده أيضا المخترعان الكويتيان هاشم الرفاعي وخالد الأحمد اللذان فازا بجوائز مهمة في مسابقات عالمية خلال السنوات الأخيرة كان آخرها فوزهما بالجوائز الأولى من بين 700 متنافس ينتمون إلى 27 دولة, في المعرض الدولي العالمي للمخترعين في ألمانيا الذي كانت الكويت هي الدولة الوحيدة المشاركة من منطقة الشرق الأوسط, فهما يشددان على ضرورة تشجيع العائلات لأطفالها على مبادرات الاستكشاف والفضول العلمي, كما يؤكدان في الوقت نفسه أيضا أهمية ربط هوايات الطفل بالمناهج الدراسية, وضرورة إعادة صياغة هذه المناهج لتعزز قيم الإبداع والعلم بدلا من الحفظ والتلقين.

          هاشم الرفاعي الذي يعمل في شركة البترول وحصد جوائز ذهبية وفضية في عدد كبير من المؤتمرات الدولية, يرى أن الإبداع يبدأ بفكرة خلاقة غير مسبوقة يتم تجسيدها على أرض الواقع بمجموعة من الخطوات اللاحقة, الرفاعي الذي سبق له الحصول على الميدالية الفضية بعد أن اخترع مصباحا متعدد الاستعمالات اختير من بين 20 ألف طلب براءة اختراع, كما حصل أيضا على ميدالية العبقرية من منظمة المخترعين الهنغارية وكذلك على درع النبوغ من المنظمة الامريكية للمخترعين (انباكس), وحصل أيضا على الميدالية الذهبية في المعرض العالمي للاختراعات التي قامت بتنظيمها المنظمة العالمية للملكية الفكرية واتحاد كوريا الجنوبية للمخترعين عام 2002.

          يقول: ان موقف الأسرة وتشجيعها لمبادرات أبنائها من أهم الدوافع التي تساعد على خلق المخترع, وهو هنا يتوقف قليلا ليتذكر أن والده كان يشجعه على تفكيك الألعاب واستكشاف كيفية عملها.

          وعن ظروف اختراع المصباح متعدد الاستعمالات يقول الرفاعي إن الفكرة طرأت في ذهنه عندما أرسل ابنه لشراء مصابيح, فوجد المحل مغلقا, وكانت اللحظة الحاسمة عندما سأل: لماذا نقوم برمي المصباح, وهل من الممكن إعادة تشغيله? وتحولت الفكرة الى اختراع فيما بعد.

          ويضيف الرفاعي قائلا: إنه تقدم بعد ذلك إلى النادي العلمي بطلب براءة الاختراع وكان المطلوب لتسجيل الطلب دفع مبلغ يترواح بين 12 إلى 15 ألف دولار, وعندئذ كانت المكرمة المقدمة من سمو أمير الكويت بمنح مبالغ معينة للشباب الكويتي لتسجيل براءة الاختراع, وكان الرفاعي من بين الذين استفادوا منها, لينجح في الحصول على براءة الاختراع عالميا.

          ويقول الرفاعي إن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح احتضن الإبداع وقام بالاجتماع مع أبنائه المخترعين, وأبدى إعجابه بالاختراعات التي شرفت الكويت ووعد ببذل الجهد لدعم المخترعين.

          ويقول الرفاعي: ان اختراعه سيساعد على التحكم في قوة إضاءة المصباح ويخفض التكلفة المالية فهو عبارة عن مصباح إضاءة مطور يتيح له فترة استخدام أطول وذلك من خلال تعديل تقني على فتائل اشتعال المصباح الداخلية بجعلها اربعة فتائل داخل المصباح بدلا من واحدة. وبين هنا ان المصباح (اللمبة) المطور يمتد عمره الافتراضي إلى عشرة أضعاف المصباح العادي وربما اكثر لان الدائرة الكهربائية دائما في طور التشغيل مشيرا ألى أن المصباح الكهربائي ليست له صفة المحلية أو الخليجية بل هو عالمي الانتشار.

          أما زميله المخترع خالد الاحمد وهو مهندس في شركة نفط الكويت, فقد حصل على الميدالية البرونزية عن اختراعه جهاز (مراقبة السير وجهاز التحكم) وشهادة تميز من المنظمة الأمريكية للمخترعين (انباكس), فيشدد على أهمية تشجيع حب الفضول لدى الاطفال, معتبرًا أن المشكلة تكمن في أنه حين يقوم أحد الطلاب بحل مسألة في الفيزياء أو الرياضيات بأكثر من طريقة, فإنه يعاقب لأنه لم يتقيد بالحل الذي يذكره الكتاب المدرسي, الأمر يرى فيه الأحمد قتلا للإبداع.

          ويشير الأحمد إلى أن متابعته للصحف وخصوصا قضايا المرور ونسب وفيات حوادث الطرق قادته إلى اختراع جهاز يكشف لقائدي المركبات ظروف الطريق ومواقع الحوادث ويحذرهم عند تجاوز السرعة, وهو هنا يقول: إن الفكرة بدأت بسؤال: لماذا لا نضع لواقط مرسلة ومستقبلة تقوم بالاتصال مع السيارة في صندوق الكمبيوتر لتحمي السائق من خلال إبلاغه إذا كان هناك حادث أمامه أو خلل معين ?, عندها جاء هذا الاختراع الذي هو عبارة عن نظام لمراقبة حركة السيارات على الطريق عبر الموجات اللاسلكية عن طريق وضع مجسات مرسلة ومستقبلة في الطرق وعند محطات الوقود والتقاطعات ومداخل البلاد ومخارجها والأماكن المحظورة عسكريا, تستطيع التقاط الإشارات التي تطلقها المركبات فيتم استقبالها ومعرفة البطاقة التعريفية عن السائق والسيارة, وإرسال إشارة إرشادية في الحال عن الحوادث أو تحذيرات من السرعة الزائدة وإيقاف عمل المحرك في حالة الضرورة القصوى, إذ من الممكن المساهمة في تقليل الحوادث.

          إلى جانب الرفاعي والأحمد هناك المدير السابق لمكتب رعاية المخترعين في النادي العلمي الكويتي المهندس طارق البعيجان الذي أنجز العديد من الأبحاث العلمية العالمية, في الوقت الذي انجز اختراعات وحقق الميدالية البرونزية عن اختراعه (صمام الامان عالي التقنية) خلال مشاركته في المعرض العالمي للاختراعات الذي نظمته المنظمة العالمية للملكية الفكرية والاتحاد العالمي للمخترعين واتحاد كوريا الجنوبية.

براءات جديدة

          المخترع الكويتي المهندس عبدالله العيدان بدأ رحلته العلمية الفعلية في عام 1972, عندما التحق للدراسة في معهد للاتصالات, ومنذ ذلك التاريخ بدأ يلاحظ ان قوة ارسال موجات الراديو تضعف وتقوى, لا سيما الموجات الجانبية لموجة FM التي كانت شيفرة حينها, وبدأ يهتم بالأمر, وفي عام 1980 بدأ دراسة أجهزة الملاحة الجوية والرادار في الولايات المتحدة, وبعد عودته عام 1981, انضم الى النادي العلمي, حيث قام بتصنيع وتشغيل أول نموذج وإجراء الفحوصات عليه, وقد جاءت النتائج مشجعة, واتبع في ذلك تصميم دائرة للتخلص من التشويش المصاحب للموجة, وسجلها كبراءة اختراع.

          ومن عام 1983 إلى عام 1993 استكمل دراساته على الابتكار حتى عام 1994, حيث سجل براءة اختراع ضغط موجات المجال المغناطيسي لتحسين نظم الاتصال, بعدها سافر إلى المانيا وسجل البراءة في العام نفسه.

          وفي عام 1995, تم قبول الطلب كفكرة جديدة وإصدار نشرة دولية بذلك. وقام بإنتاج نموذج تجريبي بحضور مجموعة من العلماء الألمان, وفي العام نفسه سافر إلى أمريكا, وسجل براءة اختراع أخرى للمشروع هناك. وفي العام التالي, أنجز نموذجا تجريبيا محليا في معهد الأبحاث. وفي عام 1999, حصل على براءة الاختراع الاوربي وعام 2001 براءة الاختراع الأمريكي, تم توثيقه وقبوله عام 2002 واعتباره فكرة جديدة بعد إنتاج نموذج تجريبي.

          وشارك العيدان في معرض للمخترعين أقيم في الولايات المتحدة وقدم خلاله ثلاثة اختراعات: الأول يتعلق بموجات الراديو FM وتطبيقاتها, والثاني تطويرات لتفعيل أداء موجات الراديو بضغط الموجات, وإنشاء دائرة لتنقية الموجات وإنتاج موجة خالية من التشويش داخل جهاز استقبال, والاختراع الثالث هو تطوير للاختراعين الأولين للتخلص من الموجات الجانبية لتكون كل الطاقة المرسلة داخل طاقة الإرسال بنسبة 100% مما يزيد عدد الموجات.

          يقول العيدان إنه جرى تقييم للاختراع الأول في كاليفورنيا وحصل على تقدير بصحة الابتكار طبقا لجميع المعادلات التي تمت دراستها كمشاريع تخرج خاصة بالأهداف الرامية لمضاعفة الموجات في الإرسال.

          واستند التقييم إلى فوائد المشروع وهي أن الاختراع يكتشف الطريقة المثلى للاتصالات ويقضي على مشاكل الاتصالات الدولية ويسرعها كما يزيد عدد قنوات الاتصال والاستقبال ويمتاز بسهولة الفكرة ورخص تكاليف التصنيع ويمكن استخدامه في المجالات المدنية والعسكرية.

وللزوارق أيضا

          وتوصل الفلكي الكويتي عادل حسن محمد في عام 2002 الى اختراع جهاز يجنب زوارق السباق السريعة خطر الانقلاب إلى الوراء بعد أن تطير في الهواء لثوان معدودة.

          وتدور فكرة الاختراع الذي سجل في قسم براءة الاختراعات في وزارة التجارة والصناعة بالكويت حول تركيب جنيحات في مقدمة الزورق تكون مخفية مع جسمه ويرتبط بها نظام هيدروليكي وإلكتروني, وفي اثناء ارتفاع مقدمة الزورق وقبل انقلابه الى الوراء وعند الوصول الى نطاق الارتفاع الحرج (سي اتش زد) تبدأ المجسمات الإلكترونية المرتبطة بنظام الجاذبية الأرضية بإعطاء أوامر الى النظام الهيدروليكي برفع الجنيحات التي ستقاوم الهواء وكذلك تعطي الأوامر للمحرك بتخفيض سرعته وترغم مقدمة الزورق على العودة والهبوط بمستوى آمن.

          ويقول الفلكي عادل إنه عند هبوط مقدمة الزورق وفي اللحظة الآمنة (اس اتش ام) تبدا المجسات الإلكترونية بإعطاء الأوامر للنظام الهيدروليكي بخفض الجنيحات إلى المستوى الأول ورفع القيود عن سرعة المحرك بحيث يستمر الزورق بسرعته المعتادة. ويؤكد أيضًا أن هذا الاختراع يحمي الزوارق السريعة المخصصة للسباق والمعرضة للانقلاب أثناء مواجهتها لتيار قوي من الهواء أو من الموج العالي الذي تحدثه الزوارق الأخرى المشاركة في السباق.

          وكان هناك إنجاز مهم في المجال الطبي يتيح العلاج للأشخاص الذين يعانون آلامًا مبرحة في الرقبة بسبب الانزلاقات الغضروفية واعتلالات الحركة, قد تحقق عندما تمكن ثلاثة مبدعين كويتيين من إبداع جهاز طبي حديث, منحهم تقديرا عالميا مثلته شهادة لبراءة الاختراع أصدرها لهم المكتب الأمريكي لبراءة الاختراع وحقوق الملكية.

          الفريق الكويتي الذي شارك في الاختراع تكون من اختصاصي العلاج الطبيعي في كلية الطب المساعد في جامعة الكويت الدكتور سعود العبيدي ومدير المكتب الكويتي لرعاية المخترعين الدكتور عمر عبدالخالق البناي والمهندس فوزي احمد الاسطى.

          ويقول الدكتور العبيدي إن نموذج الجهاز وبساطة تصميمه الميكانيكي والكهربائي جعلاه تصميما فريدا لعلاج آلام الرقبة, إذ إن فكرة عمل الجهاز تراعي الأسس التشريحية والفسيولوجية لمفاصل وعضلات الرقبة وحركتها الطبيعية, مشيرا إلى أن الحركات التي سيقوم الجهاز بأدائها وضعت على أسس ومعايير علمية وفق علم الميكانيكا الحيوية, مشددا على أن الحاجة إلى هذا الجهاز كانت الدافع وراء التفكير فيه وتصميمه, نظرا لأن معظم الأجهزة الحالية تعاني مشاكل وعيوبا كلاسيكية مثل زيادة الضغط أو الشد أو زيادة الاحتكاك وردود الفعل داخل المفاصل.

          أضاف أن التصميم والتفكير وعرضه بهذا الشكل أمور تطلبت معالجة معظم العيوب بشكل مبسط ليساعد أخصائي العلاج الطبيعي إضافة إلى المريض الذي يتطلب الوقت الكثير في بعض الأحيان لتلقي العلاج, وهو ما سيساعد على تكثيف العلاج في الجلسة الواحدة دون ملل من جانب المريض أو أختصاصي العلاج الطبيعي.

          وقد تم نشر التصميم ونماذج الجهاز في النشرة الرسمية لمكتب الاختراع الأمريكي كما تم نشره على الموقع الإلكتروني.

          وفي شهر أبريل من عام 2004 شارك المكتب الكويتي لرعاية المخترعين في معرض المخترعات العالمية الذي عقد في مدينة جنيف بسويسرا لعرض الاختراعات الجديدة لاثنين من المخترعين الكويتيين هما المهندس أمير ياسين العلي والمهندس فوزي قاسم بهبهاني.

          وحصل العلي على الميدالية الذهبية لاختراعه الخاص المتعلق بتطوير نوع جديد من كاشطات الزيت يمكن استخدامها لتنظيف المياه عند تلوثها بالزيت, فيما فاز بهبهاني بالميدالية الفضية وميداليتين برونزيتين لاختراعات شارك بها في المعرض وتتعلق بنظام آلي جديد للإضاءة يستوعب عددا كبيرا من مصابيح الإضاءة تعمل أتوماتيكيا وعند احتراق أحدها يشتغل الاخر, واختراع آخر يتعلق بتطوير مجفف شعر يعمل أوتوماتيكيا حسب نسبة الرطوبة.

جهات راعية

          في الكويت تهتم العديد من الجهات بدفع مسيرة العلم والعلماء, فإلى جانب جامعة الكويت و معهد الابحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي, ولدى كل منها مساهمات مهمة في توفير الدعم المادي والمعنوي للمتميزين والمخترعين, فإن هناك ركيزة مهمة في هذا الجانب, فالمكتب الكويتي لرعاية المخترعين الذي يرعاه كل من النادي العلمي الكويتي ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي هو أحد المبادرات الكريمة لسمو أمير دولة الكويت الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح رئيس مجلس إدارة موسسة الكويت للتقدم العلمي, وقد تم تشكيل لجنة تنفيذية عليا تشرف على أعمال مكتب رعاية المخترعين بهدف دعم الأفكار المبدعة لدى الشباب الكويتي والمساهمة في تسجيل براءات اختراعاتهم في المكاتب العالمية وتقديم الدعم المادي والعلمي للمخترعين وإيفادهم للمشاركة في المعارض الدولية للاختراعات من أجل تقديم اختراعاتهم في المحافل الدولية.

          ويرى مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور علي الشملان أن (النتائج الباهرة التي حققها أبناء الكويت من المخترعين في السنوات الأخيرة في المحافل العالمية تؤكد ما يتمتع به سمو أمير البلاد رئيس مجلس إدارة المؤسسة من نظرة ثاقبة ومستقبل واعد للشباب الكويتي في مجال الاختراعات, معتبرا أن الانجازات تلك هي نتاج للتقدم العلمي وثمار عقود عدة من العمل العلمي المشترك ونتيجة لتشجيع الشباب الكويتي على الإبداع وتقديم إبداعاته للعالم).

          ويؤكد الشملان أن إنجازات أبناء الكويت المتعاقبة على صعيد الاختراعات والأفكار العلمية المميزة ستعطي دافعا كبيرا لطلبة المدارس والجامعات ليعملوا بجد من أجل الابتكار, ويحاولوا الوصول إلى مستوى الاختراعات نفسها.

          في الوقت نفسه اعتبر رئيس مجلس ادارة النادي العلمي الكويتي إياد الخرافي أن الانجازات التي تحققت, تتوج جهود المؤسسات العلمية الكويتية في تعزيز التفوق العلمي وإبراز المنجزات الكويتية في المحافل الدولية.

          معتبرا أن تلك الانجازات هي نتاج التقدم العلمي وثمار عقود عدة من العمل العلمي المشترك ونتيجة لتشجيع الشباب الكويتي على الإبداع وتقديم إبداعاته للعالم.

          وفي هذا الإطار يقول رئيس اللجنة التنفيذية للمكتب الكويتي لرعاية المخترعين الدكتور جاسم بشارة: إن الاعتراف العالمي بالمستوى العلمي والتقني المتقدم الذي وصل إليه المخترعون الكويتيون كان بسبب الاهتمام الذي تبذله دولة الكويت في رعاية المخترعين بعد أن سعت لنشر الثقافة العلمية بين شرائح المجتمع المختلفة, وهو الأمر الذي أدى إلى تحقيق العديد من الأفكار الإبداعية التي يقوم مكتب رعاية المخترعين برعاية مخترعيها والعمل على تسجيل إبداعاتهم كبراءات اختراع في مكاتب براءات الاختراع العالمية وعرضها في المعارض العالمية, مشيرا إلى أن إجراءات تسجيل براءات الاختراع تقتضي أولا القيام ببحث مبدئي حول إمكان التسجيل عالميًا يفيد بأن فكرة الاختراع جديدة وأصيلة ولم يتم تسجيل شيء مشابه لها سابقا, فيما تقتضي المرحلة الثانية من التسجيل طلب إدراج براءة الاختراع في المكاتب العالمية لتحكيمها تمهيدا لمنح الشهادة النهائية للاختراع ولفت إلى أن هذه المرحلة عادة ما تستغرق وقتا وجهدا أكثر من المرحلة الأولى.

          وأوضح د.بشارة أنه من أهم اعمال المكتب رعاية ودعم المخترعين الكويتيين وتسجيل الاختراعات الكويتية لدى المكاتب العالمية المانحة لشهادات براءات الاختراع, وتشجيع المواهب الكويتية على الابتكار والاختراع إسهاما في تكوين رأس المال البشري الذي يمثل إحدى آليات التنمية الشاملة, وكذلك تكوين قاعدة بيانات شاملة عن المخترعات والمخترعين الكويتيين, والتنسيق مع الجهات العالمية المتخصصة بقضايا الاختراعات.

تطبيقات عملية

          وقد اعتمدت وزارة الداخلية في الكويت اختراعا كان قد صممه المهندسان عمر البناي وفوزي الأسطى ويتمثل في (ساعة إلكترونية) يمكن استخدامها في الاشارات الضوئية لتنبيه مستخدمي الطريق للوقوف عند الاشارة الصفراء قبل أن تنطفيء الخضراء عن طريق عد تنازلي يبدأ من 7 الى صفر الثانية, ويقلل هذا الاختراع من حوادث الطرق التي يسببها تجاوز الإشارة الحمراء, اذ يتيح للسائق معرفة دقيقة بموعد تحول الإشارة من الخضراء الى الصفراء, ثم الحمراء من خلال الساعة الالكترونية التي تثبت في الاشارة الضوئية. أما التطبيق العملي لهذا الاختراع فيتم عن طريق تصنيع عدادات إلكترونية وتثبت على إشارات المرور ثم توصل بدائرة إشارة المرور الإلكترونية عن طريق مفتاح المجمع الإلكتروني لإشارة المرور الموجودة في الشوارع.

          .. هكذا, تحصد الكويت ثمار رعاية بدأت منذ سنوات طويلة, سعت فيها لنشر ثقافة العلم وتهيئة المناخ المحفز على الإبداع, والابتكار, في زمن بات المفتاح السحري له, يبدأ بكلمة العلم, وينتهي بها.

 

 

زكريا عبد الجواد   




رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد يكرم أحمد الحشاش الفائز بالأوسكار في المعرض الدولي للمخترعين في جنيف





شعار ندوة (العربي) عن (الثقافة العلمية واستشراف المستقبل العربي) وشارك فيها المخترعون الكويتيون





رئيس النادي العلمي إياد الخرافي ود. جاسم بشارة ود. عمر البناي مدير مكتب رعاية المخترعين في لقطة تذكارية مع المخترعين بعد فوزهم في إحدى المسابقات الدولية وإلى اليمين مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور علي الشملان يكرّم المخترع هاشم الرفاعي





رئيس النادي العلمي إياد الخرافي ود. جاسم بشارة ود. عمر البناي مدير مكتب رعاية المخترعين في لقطة تذكارية مع المخترعين بعد فوزهم في إحدى المسابقات الدولية وإلى اليمين مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور علي الشملان يكرّم المخترع هاشم الرفاعي





د. فاطمة الحبيب





المخترع جاسم القناعي يتحدث في ندوة (الثقافة العلمية) عن المناخ العلمي





واحد من المخترعين الشباب في معرض أقامته مجلة (العربي)





ملصق اختراع للمهندس خالد الأحمد خاص بجهاز لمراقبة السير والتحكم





شهادة براءة الاختراع الممنوحة لأحد المخترعين الكويتيين (يمين), وإحدى الجوائز التي فازوا بها





المخترع طارق البعيجان يقدم شرحًا لأحد اختراعاته لوزير الإعلام الكويتي د. أنس الرشيد ووكيل وزارة الإعلام الشيخ فيصل المالك ورئيس تحرير مجلة (العربي) د. سليمان العسكري





مخترعون من ورشة علماء المستقبل بالنادي العلمي يعرضون بعض ما توصلوا إليه