المفكرة الثقافية.. فعاليات ثقافية في مهرجان القرين الثقافي الـ 15

المفكرة الثقافية.. فعاليات ثقافية في مهرجان القرين الثقافي الـ 15

مهرجان

تخير مهرجان القرين الثقافي الذى افتتح يوم الإثنين 22 ديسمبر 2008 بالكويت، ضمن فعاليات دورته الخامسة عشرة، «مدينة القدس» كشخصية المهرجان لهذه الدورة، تقديراً لما تمثله من مكانة رفيعة في الوجدان الإسلامي والعربي، وتدشينا للاحتفاء بالقدس كعاصمة للثقافة العربية للعام 2009، بالرغم من كون القدس لاتزال خاضعة للاحتلال الإسرائيلي، وهو ما مثل تحدياً ثقافياً صريحاً على كل محاولات تهويدها، وتأكيداً على عروبتها، بالرغم من كل ما يحدث.

واحتضن المهرجان احتفالية «الأيام الثقافية الفلسطينية»، التي تضمنت معرضاً للفنون التشكيلية وحفلاً للفرقة الوطنية المركزية للفنون الشعبية الفلسطينية، ومعرضا للتراث الشعبي الفلسطيني، إضافة إلى أمسية شعرية فلسطينية.

وعلى مستوى الفنون الاستعراضية، استضاف المهرجان للمرة الأولى حفلاً للفن العراقي أحيته سيدة المقام العراقي فريدة، وعرضاً تراثياً فنياً لفرقة إنانا السورية، وحفلات فنية قدمتها فرقة رودكي الإيرانية، وفرق عدة للفنون الشعبية الكويتية.

كما تضمن المهرجان أيضاً عدة أنشطة للفنون التشكيلية شملت معرضاً للفنانة الإسبانية إنجي، والفنانة السعودية شادن التويجري، إضافة إلى معرض القرين الشامل للفنون التشكيلية.

كما تضمنت فعاليات مهرجان القرين محاضرة حول أعمال التنقيب عن الآثار في مختلف مناطق الكويت، وزيارة لمواقع أعمال الترميم والصيانة للمباني التاريخية في بيت العثمان بمنطقة النقرة والمتحف القديم (ديوان خزعل) بمنطقة دسمان. بالإضافة إلى افتتاح معرض المكتشفات الأثرية في متحف الكويت الوطني، وافتتاح مشروع المتحف البحري بمنطقة شرق، ووضع حجر أساس مشروع مسرح السالمية في مدينة الكويت.

توالت هذه الفاعليات الثقافية المهمة، على مدى الفترة من 22 ديسمبر 2008 وحتى 14 يناير 2009.

شهد اليوم الأول افتتاحية المهرجان، حيث وزعت جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية للعام 2008، وقد انطلقت، برعاية كريمة من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، حفظه الله، في السابعة من مساء يوم الاثنين 22 ديسمبر 2008، على مسرح الدسمة أنشطة مهرجان القرين الثقافي في دورته الخامسة عشرة.

وفي كلمته، وصف وزير الإعلام الشيخ صباح الخالد مهرجان القرين الثقافي بأنه موسم عربي للتلاقي الفكري والفني، مؤكداً أن الكويت راهنت على الثقافة كرافعة أساسية للتنمية الشاملة، ومشيراً إلى أن الكويت ضاعفت عنايتها بالتنمية الثقافية من خلال أكثر من محور ومشروع وإنجاز، إذ تتواصل سلسلة المشاريع ذات الصلة بتطوير البنية الثقافية التحتية.

وقال الخالد في كلمته، إن اختيار القدس كشخصية للمهرجان تزامن مع قرب الاحتفالات بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009، مؤكداً أنها رمز لعروبة فلسطين، ورمز لقهر بشع تعرض له شعبها ولايزال منذ أكثر من ستين عاماً.

وأكد أن الدولة تعي تماماً أهمية تشجيع البيئة الحاضنة للإبداع، لذلك تولي تكريم المبدعين أولوية قصوى، موجهاً أحر التبريكات للفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية.

كما ألقى السيد بدر سيد عبدالوهاب الرفاعي، الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كلمة أكد فيها أن اللجنة المنظمة العليا للمهرجان تحرص دائماً على أن تكون بداية هذا المهرجان الكبير الذي أصبح أحد المعالم البارزة في المهرجانات الثقافية العربية بتوزيع جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية تقديراً من الكويت لأبنائها من جيل الرواد وعرفاناً بدورهم التنويري، بالإضافة إلى تشجيع الطاقات الإبداعية في المجالات المختلفة، وحتى تكون هذه الجوائز حافزاً للأجيال الواعدة.

ثم عُرض فيلم تسجيلي رائع الإخراج عن الفائزين بجوائز الدولة للعام 2008 استغرق 12 دقيقة من إنتاج المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وسيناريوالزميل محمود حربي وإخراج نبيل أبوبكر. وفيه عرضت أعمال المكرمين كما تحدثوا عن تقديرهم لنيل جوائز الدولة لهذا العام، واستعرضوا بعض المحطات خلال مسيرتهم، معربين عن سعادتهم بهذا التقدير.

وعقب انتهاء الفيلم التسجيلي اعتلى وزير الإعلام الشيخ صباح الخالد والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي المسرح، وأعلن عريف الحفل المذيع نادر كرم أسماء الفائزين بجوائز الدولة التشجيعية، ثم أعلن أسماء الفائزين بجوائز الدولة التقديرية، وهم الأستاذ بدر الخالد البدر والأستاذ عقاب الخطيب والفنانة حياة الفهد. ونظراً إلى ظروف الأستاذ عقاب الصحية ناب عنه شقيقه الدكتور أحمد الخطيب في تسلم الجائزة، ثم أخذت الصور التذكارية للمكرمين مع وزير الإعلام والأمين العام.

في لقطة تعبر عن الوفاء والتقدير احتفى الجمهور بالمكرمين بوصلات حارة من التصفيق، وحازت الفنانة حياة الفهد نصيب الأسد من وصلات التصفيق والاحتفاء نظراً إلى شهرتها الواسعة وعطائها اللامحدود الذي يلمسه الصغير والكبير من أبناء الوطن والوافدين على هذه الأرض الطيبة.

مسك ختام حفل الافتتاح، وعلى غير ما اعتادته حفلات الافتتاح في الدورات السابقة للمهرجان والذي كان ينتهي بتوزيع جوائز الدولة، قدمت فرقة إنانا السورية عرضاً باهراً تحت عنوان «الملكة صيفة خاتون»، حيث دأبت فرقة أنانا على تقديم المسرح الغنائي الشامل الذي يعتمد على لغة الموسيقى والأداء الحركي لأعضاء الفرقة.

وجاءت بداية تقديم مسرحية فرقة أنانا الاستعراضية، كما يلي: «يتنازع العالم فريقان، أحدهما يحمل تباشير الدمار و«الفوضى الخلاّقة» والخراب المبرمج، والآخر يحاول أن يدافع بأظفاره عن بقايا حلم، أن يكون الإنسان عزيزاً وكريماً ونزيهاً وشريفاً بالرغم من استحالة الحلم! لقد اخترنا في أنانا أن نكون من الفريق الذي يتواصل مع الإنسان الآخر ويتحاور معه باللغة التي يفهمها جميع البشر... نأمل أن نكون استمراراً لمشاريع إبداعية إنسانية حمل شعلتها أناس أوفياء.. ومازالوا... اقتناعنا بأن الإنسان السليم ذهنياً لا بد بأن يمد يده إلى أخيه الإنسان ليكملا معا مسيرة إعمار الأرض. وأن الإنسان المختل ذهنياً ستقتله وساوسه وهلوساته وأحلام يقظته وسيكون خارج الزمن والتاريخ... هذه ليست نبوءة... هذه دروس التاريخ وعبره... ومَنْ يَعشْ يرَ..!».

وكانت فرقة أنانا قد تأسست في العام 1990 وقدمت عدة أعمال مسرحية راقصة أكسبتها شهرة عربية وعالمية.

وقد تفاعل الجمهور بشكل واضح مع عرض فرقة أنانا. ومع كل لوحة من اللوحات الفنية الباهرة كان الجمهور يعبر عن سعادته ورضاه، بوصلات من التصفيق الحار ألهبت حماس أعضاء الفرقة الذين اجتهدوا في تقديم أفضل ما عندهم.

ومن جانبه، قال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي: «لقد سعدنا اليوم بهذا الافتتاح لمهرجان القرين الثقافي في دورته الخامسة عشرة. وما شاهدناه هو ثمرة جهود لفريق متكامل استعد منذ فترة طويلة لإنجاز هذا العرض في الافتتاح».

أمير الغندور

مؤتمر
الإسبان والمصريون ينصفون ابن عربي في دار الكتب

في افتتاح مؤتمر «ابن عربي في مصر.. ملتقى الشرق والغرب» الذي افتتحه الدكتور محمد صابر عرب، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، وأنطونيو لوبيث، سفير إسبانيا بالقاهرة، ود. أحمد الطيب، رئيس جامعة الأزهر، تساءلت: هل يكون كل هذا الاهتمام بالشيخ الأكبر راجعاً إلى قوة تأثيره في مبدعي زماننا بحيث أصبح يجسد عند شعرائنا المعاصرين ما يمكن أن نطلق عليه أنموذجاً رمزياً تراثياً في بنية الشعر العربي المعاصر؟

وسرعان ما جاءني الرد عبر ورقة الدكتور عبدالناصر حسن، رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب: ربما كان الهدف من وراء توظيف الشعراء المعاصرين لشخصيات مثل ابن عربي والنفري والحلاج في رمزيتها الوصول إلى إعطاء القصيدة الحديثة عمقاً أكثر، ونقل التجربة من مستواها الشخصي إلى مستوى إنساني جوهري أو هو بالأحرى حفر القصيدة في متن التاريخ.

وقد استرعى انتباهي ما جاء في كلمة السفير الإسباني الذي رأى في ابن عربي جسرا يربط بين عالمين: الشرق بروحانياته وفنونه، والغرب بعلومه ومادياته، ولعل هذا هو نفسه ما سعى لتأكيده الصديق العالم الدكتور أحمد مرسي، أستاذ الأدب الشعبي بجامعة القاهرة، والمدير السابق للمعهد المصري للدراسات الإسلامية بمدريد.

ويأخذنا الدكتور أحمد الجزار إلى إنجاز ابن عربي اللافت «وحدة الوجود» في بحثه وفيه يذكر أن: ابن عربي يعد واحدا من كبار صوفية الإسلام، بفضل صياغته لمذهب وحدة الوجود لأول مرة في تاريخ التصوف الإسلامي، والذي ظل بسببه موضع جدال بين أنصاره وخصومه من المسلمين، بل وموضع خلاف في تقويم مذهبه بين الباحثين سواء كانوا من المسلمين أو غيرهم. وهو إلى جانب ذلك صوفي له مكانته في الحياتين العقلية والروحية في الإسلام بفضل تلاميذه وشُرَّاح مذهبه في وحدة الوجود، وهو بالإضافة إلى هذا وذاك صوفي له طريقة عملية هي الطريقة الأكبرية، وإن لم يكن لها من الذيوع والانتشار ما للطرق الصوفية الأخرى كالقادرية والرفاعية والشاذلية، بينما يشير الدكتور عبدالحميد مدكور في بحثه إلى أن الدكتور أبو العلا عفيفي واحد من أكبر دارسي محيي الدين بن عربي في لغتنا، وهو في علاقته بابن عربي أشبه بماسينيون في علاقته بالحلاج. وقد أوضح الدكتور عفيفي أنه عانى كثيرا في أول الأمر من صعوبة شديدة في فهم نصوص ابن عربي لما يكتنفها من غموض، وميل إلى الإخفاء والإلغاز وقد تجلى ذلك بصفة خاصة في كتاب «فصوص الحِكَم»، ثم بدأت مغاليق فكر ابن عربي تنفتح بعد أن اتجه إلى قراءة «الفتوحات المكية» التي تعد أكبر مؤلف صوفي باللغة العربية، وعلى هدي هذا الكتاب الضخم واصل دراسته حتى أنجز بحثه لنيل درجة الدكتوراه عن الفلسفة الصوفية لابن عربي، ثم استمرت صلته به وبفكره بعد ذلك، فنشر «فصوص الحِكَم» وصدَّره بمقدمة علمية أودعها العناصر الأساسية لمذهبه، ثم خصه بنصيب كبير من كتابه «التصوف.. الثورة الروحية في الإسلام».

وفي قراءته لكتاب «الكوكب الدري في مناقب ذي النون المصري» يشير الدكتور محمود مكي إلى أن أبا الفيض ثوبان بن إبراهيم الإخميمي المعروف بذي النون المصري هو أول صوفي مصري كبير يباشر تأثيراً عظيماً في الحياة الروحية في العالم الإسلامي شرقاً وغرباً من خراسان إلى المغرب والأندلس، إلا أنه وعلى الرغم من شهرته الواسعة فإننا لا نرى من المؤلفين القدماء من عني بإفراده بمؤلف خاص فيما عدا هذا الكتاب الفريد الذي ألفه عنه الإمام الأكبر محيي الدين بن عربي المرسي بعنوان «الكوكب الدري في مناقب ذي النون المصري» وهو لايزال مخطوطا في مكتبة جامعة ليدن بهولندا.

ويرصد المستعرب الإيطالي جوزيبى أسكاتولين العلاقة الجدلية بين ابن الفارض وابن عربي، مبينا أن العلاقة بينهما كانت دوما مثاراً للجدل حيث قيل إن ابن الفارض كان تلميذا لابن عربي وإن لم يوجد ما يثبت أو ينفي ذلك.

ومن خلال التحليل اللغوي يتبين الاختلاف الكبير في استخدام المفردات اللغوية بينه وبين ابن عربي مما يثبت عدم تأثر كل منهما بالآخر، ومن جانب آخر نلحظ رابطة قوية بين أفكارهما المستلهمة من ذات الخلفية الصوفية وخاصة فيما يتعلق بمفهوم الإنسان الكامل التي عبر عنها ابن عربي من منظور فلسفي بينما عبر عنها ابن الفارض من منظور شخصي قائم على التجربة.

ويتأمل العالم الإسباني الدكتور خورخيه ليرولا في بحثه «ابن عربي وطائفة الأندلسيين فى مصر» العلاقات التي ربطت بين ابن عربي وبني وطنه الذين أقاموا في مصر.

بينما يؤكد الدكتور أحمد درويش، أن ديوان «ترجمان الأشواق» لابن عربي يشكل ظاهرة فريدة في الشعر الصوفي، وفي استخدام الرمز على نحو يجمع ما بين معطيات عالم الحس ومعطيات القلب.

أما الدكتورة هالة عمر إبراهيم فعرضت لأسباب اختلاف المؤرخين حول الشيخ الأكبر.

ويتوقف بنا الشاعر الدكتور حسن طلب أمام مصطلحي «الرمز» و«الإشارة» في تراث ابن عربي الشعري والنثري، لبيان دلالة هذين المصطلحين عنده، وعند المتصوفة بشكل عام، على لغة أهل الباطن، في مواجهة لغة أهل الظاهر، أو بمعنى أدق: اللغة الرمزية، مقابل اللغة الحرفية المباشرة.

وفي بحثه «تأويل القصة القرآنية بين الرمز والتطبيق عند ابن عربي» يقدم الدكتور عفت الشرقاوي، الأستاذ بجامعة عين شمس، محاولة لفهم مصطلح «التطبيق» كمنهج من مناهج التأويل عند ابن عربي، موضحا أنه يشيع عنده في مقام تفسير القصص القرآني.

ويجزم الدكتور سليمان العطار، أن ابن عربي نقل التصوف تمامًا من مرحلة الأفكار المتفرقة الغامضة، التي تنوء التفسيرات والشروح بمحتوى ألفاظها، إلى مستوى الفلسفة ذات الأبعاد المرتبطة بالعلاقات المتبادلة بين الله والإنسان والعالم.

وكان د. محمد صابر عرب، قد افتتح المؤتمر بكلمة جاء فيها: قد يتفق البعض أو يختلف حول أراء وأفكار ابن عربي لكن سيظل فكر هذا العالم الفيلسوف الصوفي الكبير بمنزلة مشروع ثقافي وفكري ربما لقرون قادمة, بل وسيبقى بمنزلة أحد الجسور الحضارية التي ربطت الشرق بالغرب خلال فترة قلقة اتسمت بالصراع والتوتر في العلاقات.

القاهرة: مصطفى عبدالله

مجالس أدبية
النادي الثقافي العماني يدشّن مجلس الإثنين

تواصلاً مع المجالس الأدبية التقليدية التي عرفتها الساحة الثقافية العمانية على امتداد تاريخها افتتح النادي الثقافي في سلطنة عمان «مجلس الإثنين» الذي تطمح من ورائه إدارة النادي إلى تعزيز دوره الثقافي، وتعزيز قيم الحوار الثقافي، إضافة إلى بناء تواصل فاعل بين الأجيال الأدبية والفكرية، كما يسعى إلى جعل المؤسسات الثقافية موئلاً للمثقفين والأدباء والمعنيين بقضايا الفكر، وتعزيز العلاقة بين تلك المؤسسات وبين المثقفين الفاعلين خاصة في خدمة قضايا الثقافة الوطنية، وقد افتتحت القاعة الرائعة للمجلس التي أعيد تجهيزها لتكون حاضنة مناسبة لهذا الملتقى الإثنيني، افتتحت بجلسة جمعت لفيفاً من المثقفين والأدباء تحدث فيها السيد عبدالله بن حمد البوسعيدي رئيس جهاز الرقابة المالية في السلطنة عن تجربته في تأسيس ورعاية المجالس الأدبية عندما أسس «صالون الفراهيدي» حين كان سفيراً للسلطنة في جمهورية مصر العربية، حين كان هذا المجلس جامعاً للأدباء والمفكرين العرب في التسعينيات، وقد جمعت حواراته والأبحاث التي ألقيت فيه في إصدارين بعنوان «حوارات صالون الفراهيدي»، وقد تأسس على الحديث عن هذه التجربة حوار بين السيد عبدالله البوسعيدي والحاضرين في مجلس الإثنين دارت حول أبعاد تلك التجربة والإصدار المتعلق بها وتوثيق نقاشاتها، كما تحدث الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة في السلطنة عن تجربة مماثلة أخرى حين أسس في عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية «مجلس العوتبي» الذي أخذ اسم العلامة سلمة العوتبي الصحاري العماني صاحب معجم «الإبانة» وكتابي «الأنساب» و«الضياء» وأحد علماء اللغة والفقه العمانيين في القرنين الرابع والخامس الهجريين، وقد جمعت أجزاء من حوارات «مجلس العوتبي» في إصدار خاص يوثق وقائع تلك الحوارت، كما تحدث في الجلسة ذاتها الأديب العماني الشيخ أحمد الفلاحي عن المجالس العمانية الأدبية التقليدية خاصة تلك المجالس المرتبطة ببعض الأدباء العمانيين كمجلس الشاعر العماني الكبير عبدالله بن علي الخليلي الذي كان يؤمه رواد الشعر والأدب إبان حياة الشيخ الخليلي.

يجدر بالذكر أن «مجلس الإثنين» يضم أيضاً ركناً جميلاً للكتاب العماني يتضمن مجموعة قيمة من الإصدارت القديمة والحديثة. وقد حيا الحاضرون مبادرة النادي الثقافي لإحياء هذا التقليد الأدبي العماني وإخراجه في صورة حديثة، وطالبوا باستمرار هذه المبادرة، ويجدر بالذكر هنا أن رئيس النادي الثقافي الأستاذ سالم المحروقي أكد أن مجلس الإثنين ينوي أن يستضيف خلال العام 2009م مجموعة من الأسماء الأدبية والفكرية العربية من بينهم الناقد المصري الدكتور جابر عصفور، والباحثة الإماراتية الدكتورة موزة غباش، وبعض المسئولين في الدولة خاصة أولئك الذين يكونون على تماس مع العمل الثقافي.

مسقط: محمد بن سعيد الحجري

كتاب
«خربوشة» في فيلم وكتاب لـ «خالد الخضري»

صدر أخيراً للناقد والباحث السينمائي المغربي خالد الخضري كتاب من الحجم المتوسط بعنوان «خربوشة، المرأة العيطة»، ويعتبر هذا الإصدار إفرازاً شائقاً لسيناريوالفيلم الروائي الطويل الذي سبق للمؤلف كتابته وقام بإخراجه حميد الزوغي بعنوان: «خربوشة، ما يدوم حال» محصلاً به على جائزة أفضل دور نسائي بالمهرجان الوطني المغربي العاشر للفيلم الذي انعقد أخيراً بمدينة طنجة، وكانت من نصيب الممثلة هدى صدقي.

يشتمل الكتاب على دراسة تحليلية لمقاطع من العيوط الحصباوية التي يفترض افتراضاً قوياً أنها من نظم الشيخة حادة الزيدية الملقبة بخربوشة لاسيما تلك التي تهجو فيها القائد عيسى بن عمر الثمري الذي لم يكن بمستطاع الفيلم إبرازها لاحتكامها إلى فن القول أكثر من الصورة.. كما تحدث المؤلف عن ملابسات وظروف اشتغاله على السيناريو لسنوات عدة كان حافزه الأقوى في ذلك حبه للعيطة وولعه بها معززاً مخطوطه بعدد من الصور التي التقطت أثناء تصوير الفيلم بإقليم الجديدة في صيف 2007، ليذيله بالعيوط التي ألفها خصيصا للفيلم نفسه ولحنها الفنان بوشعيب الجديدي كما غنتها الفنانة خديجة مركوم وأدتها بطريقة البلاي باك هدى صدقي.

وبالتالي يبقى «خربوشة المرأة العيطة» هوأول كتاب يصدر انطلاقاً من سيناريو فيلم في مسار السينما المغربية، في حين اختار له المؤلف كغلاف نحتاً معبراً يحمل اسم «خربوشة» من إنجاز الفنان الجديدي محمد العادي اشتغل عليه خالد الخضري بإضافة طعريجة مشنوقة تفرز شمعة ملتهبة مما يتماشى والطرح الفكري للسيناريو والفيلم على حد سواء، من حيث محاولة خنق فن العيطة من طرف السلطة فلم يزدها هذا القمع إلا التهاباً وإنارة. قدم للكتاب المؤلف المسرحي سالم كويندي على النحو التالي :

«إن ما يتناوله كتيب «خربوشة: المرأة/العيطة» للأستاذ خالد الخضري، هو قصة الشاعرة الشعبية حادة الغياتية الزيدية، من خلال قولها الشعري الغنائي، الذي أصبح نظماً غنائياً جارياً على كل لسان، وما أثارته معاني هذا القول من حكايات، تنتظمها حكايتها هي نفسها، في صراعها ومقاومتها لبطش وطغيان القائد عيسى بن عمر، حيث يركز الكاتب، على هذه القصة التي لم تصبح قصة إلا بما حملته «العيطة» ذلك الغناء الشعبي البدوي المتداول من أخبار ووقائع، وكأن العيطة هنا هي تلك الصحيفة التي تحمل الأحداث اليومية للقبيلة وتجعلها شائعة بين الناس».

في حين دبج المؤلف كتابه باستهلال عيطوي نقتطف منه ما أورده في غلافه الجانبي:

«خربوشة .. لكريدة .. وزروالة ... حمرة الأقدام .. وتاك الله بالأوشام ... والفيم أحمر على الدوام ... حادة الزيدية ... أيتها المرأة الكاسحة الغضب ... الساحرة النظم والإنشاد ... يا ذات اللسان الملغوم ... والهجو المنظوم..».

القاهرة: ندى مهري

معرض
معرض للفنان والخطاط العالمي الراحل عثمان وقيع الله

نظم الاتحاد العام للفنانين التشكيليين السودانيين بالتضامن مع اللجنة القومية لنشر أعمال الراحل عثمان وقيع الله معرضاً لعدد من أعماله وذلك بقاعة المتحف القومي بالخرطوم، بحضور عدد من التشكيليين وأبناء جيله وعدد من المهتمين بأعماله وأصدقائه تقدمهم مستشار رئيس الجمهورية في السودان د. منصور خالد والبروفيسور أحمد علي الإمام ووزير الدولة للثقافة د. أمين حسن عمر. وتحدث في فاتحة أعمال الافتتاح ممثل اللجنة القومية لنشر أعمال الراحل محمد الحسن عباس الذي عدد مآثر الراحل، وأثنى على جهود أعضاء اللجنة في إقامة الفعالية وإنجاحها، وخاطب الحفل الفنان التشكيلي العالمي إبراهيم الصلحي الذي تحدث عن جهود الراحل وإسهامه في مدرسة التصميم.

من جانبه اعتبر مستشار رئيس الجمهورية د. منصور خالد أن الموقع ليس للحديث بل هو مكان للمشاهدة. وقال إنّ الصورة والخط والنحت من أبلغ ما يتحدث عن الفنان، وأشار إلى أن حياة الفنان تكمن في ما خلّفه من أثر.

وضم المعرض 70 عملاً فنياً، بالإضافة لعرض عدد من المصاحف التي خطها الراحل مع قيام ليالٍ متخصصة تتماشى مع اهتمامات الراحل الفنية الأخرى، بالإضافة لفن الخط العربي مع التعرض لسيرة الراحل عبر أوراق أو مداخلات يقدمها أصدقاؤه والمهتمون بفنه الراقي مع اعتماد أفكار لاحتواء أعماله التي خلفها والدعوة لعمل صرح أو أي فكرة تخلد اسم الراحل وتحفظ للفن السوداني إرثه الجميل، وتخلل الاحتفالات عدد من الندوات حول التشكيلي عثمان وقيع الله الذي رحل عن دنيانا الفانية في الرابع من يناير من العام قبل الماضي.

وحول الراحل تحدث إلينا د. عثمان النذير مخبراً عن علاقته بعثمان وقيع الله التي امتدت لسنوات إبان وجودهما معاً في المملكة المتحدة. وأخبر عن اهتمام وقيع الله بالفن التشكيلي السوداني، ورغبته في أن ينتشر في أصقاع العالم، وأنه في سبيل ذلك عرَّف بالكثير من التشكيليين السودانيين، وقدم المساعدات للكثيرين منهم، كما أخبر د. النذير عن مساهمة عثمان وقيع الله في كتاب شركة كنانة حول الفن الحديث في السودان، إذ قدم للتشكيل السوداني من خلال أعمال إبراهيم العوام وكمال إبراهيم واحمد عبدالله، وجرزيلدا الطيب وخالد حامد يوسف.

وتحدث الأستاذ صديق المجتبى الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الثقافة والآداب والفنون، عن عثمان وقيع الله وأعماله، وطالب بضرورة قيام متحف باسم الفنان عثمان وقيع الله. وأعلن التزامه تخصيص ميزانية لطباعة كتاب بمعاونة اتحاد التشكيليين يحتوي على سيرة وقيع الله مع بعض من أعماله، كما ناشد إدارة المتحف القومي تخصيص جزء لعرض أعماله لحين إنشاء متحف عثمان وقيع الله.

وتحدث د. الهادي أحمد الشيخ عن أعمال الفنان التي قال إنها تصل إلى الألف لوحة عدا المصاحف. وأخبر عن الأمانة الكبيرة التي كان يتحملها بتسلمه للوحات وقيع الله بعد قدومه من لندن، وختم د. الشيخ حديثة بالتساؤل عن كيف يمكن أن نحافظ على أعمال وقيع الله في جو مثل جو السودان؟ وتحدث عن عدة اقتراحات يتم الحديث بشأنها ليقول إن تلك مسئولية يجب أن نقوم بها جميعاً.

وتحدث التشكيلي الدكتور عبده عثمان، عن عثمان وقيع الله الذي قام بدور مهم باعتباره سفيراً للثقافة السودانية. وأخبر من خلال عدة ملاحظات عن مميزات لوحاته الفنية.

يذكر أن «وقيع الله» ولد ببلدة «رفاعة» بأواسط السودان عام 1925، تقلب في دراسته للفنون بين كلية غردون (1942 - 1945)، ومدرسة الفنون الجميلة في الكلية نفسها (1945 - 1946)، وكلية كاميرويل للفنون بلندن، وكلية سيتي آند تميلدز للفنون بلندن، ومعهد كورتو لتاريخ الفنون بلندن (1946 - 1949)، ومعهد الخطوط بالقاهرة، وكلية الفنون التطبيقية بالقاهرة (1950 - 1951) وقد حاز إجازة خطاط من أستاذ الخط العربي، الخطاط المصري سيد إبراهيم، والميدالية في الفنون من المجلس القومي للآداب والفنون بالسودان.

ومن المعروف أنه بدأ يكتشف أبعاد جماليات الخط العربي منذ منتصف الأربعينيات، وبدأ كتابة الخط وهو في سن الثانية عشرة، وقد كان باديًا للجميع منذ ذلك الزمن الباكر أن خطوطه مشحونة بالحب للنص القرآني، الذي استوحى منه جُل أعماله.

وبعد أن أنهى «وقيع الله» دراساته في إنجلترا، وعاد في بداية الخمسينيات إلى السودان، ونتيجة لتدريبه الفني الحديث بدأ ينظر إلى أعماله الخطية من وجهة نظر معاصرة، فقام بتحرير الخط من القوانين والقواعد، خاصة تلك التي تؤكد على الزخرفية والتكرار في الأنماط والأشكال، مما جعله عن جدارة قائد هذه المسيرة ورائدها.

الخرطوم: محمد خليفة صديق

فنون تقليدية
تجليد وحباكة الكتب: مهنة تقاوم

تعتبر حرفة أو مهنة تجليد الكتب من المهن القديمة وهي من الحرف اليدوية التي أوشكت أن تكون في طريقها إلى الزوال، والسبب هو سيطرة الآلة الحديثة المتطورة يوماً بعد يوم على كل شيء في تنفيذ كل احتياجاتنا اليومية، ولكن حرفة التجليد من المهن التي قاومت الزوال فظلت تمارس من قبل محبيها كهواية لايمكن الانفكاك عنها، وإن كانت تمارس بشكل محدود من قبل البعض وفي أماكن محدودة أيضا تقتصرعلى المهرجانات لتذكير مشاهديها بتراثهم وأصالتهم القديمة وأيضاً هي فرصة لإطلاع الجيل الجديد - جيل الحاسب الآلي - على الطريقة القديمة لتجليد الكتب وترميمها في وقت كانت فيه الآله غائبة ونتساءل من هم أصدقاء الحباك؟ومن بقي منهم؟ ومن هو الأشهر على الساحة؟ كل تلك الأسئلة وغيرها وجدناها عند أحدهم الذي التقيناه دعونا نتعرف على مايقول:

يقول أحد أصحاب وعشاق هذه المهنة التي توارثها وحافظ عليها حتى يومنا هذا السيد طاهر العامر من مدينة الهفوف الذي مارس الهواية منذ العام 1394هـ أصدقائي هم مَن يحتاجون إلى مهنتي ومن يعشقون المحافظة على كتبهم وأوراقهم من التلف ويعملون على ترميم ما لديهم من كتب وغيرها هم الأدباء وأصحاب المكتبات والمثقفون والأدباء.

أسأله: هل كان فيها إبداع؟ فيرد قائلاً: نعم، حرفة التجليد في الماضي فيها فن وجمال تبدعه أنامل صاحبها بأدوات بسيطة، مثل عمل زوايا ملونة للغلاف أو لكتابة العناوين بمختلف الخطوط وغيرهما من الأعمال الإبداعية. وأساله هل عملت هذه المهنة على تثقيفك؟ يجيب بكل ثقة: نعم، فإن صاحب هذه المهنة يحصل على جرعات ثقافية يكتسبها من خلال الكتب، التي يقوم بتجليدها حيث يستغل بقاءها عنده في القراءة والاطلاع، ولو من باب الفضول وأواصل أسئلتي: هل هناك فرق بين التجليد بالأمس واليوم؟ يجيب عن سؤالي فيقول: بالطبع، هناك فرق بين التجليد اليدوي وما تقوم به ماكينة التجليد في وقتنا الحاضر، فالشخص الذي يقوم بالتجليد يعيد المخطوطات إلى الحياة ويضع لمساته الفنية عليها ويصمم أغلفتها بما يتلاءم مع تاريخها ففيها الكثير من المهنية والإبداع بعكس الماكينة التي ساعدت على الإنجاز السريع فقط دون إبداء أي لمسة فنية.

وعن الأدوات التي يستخدمها يقول: بالرغم من وجود الماكينة وتفوقها على هذه الحرفة، إلا أن ذلك لم يمنع استمرار أهل الهواية في ممارستها بأدواتهم التقليدية وهي الصمغ أو الغراء والخيوط وورق التغليف والجلد وغير ذلك من مستلزمات هذه الحرفة.

نعم بهذه الأدوات استطاع أن ينجو بمهنته من الاندثار، وكان طوق النجاة أن يحولها من مجرد مهنة أوحرفة لا تستطيع الصمود إلى هواية يتنقل بها.

واسأله هل تشارك بها في المهرجانات؟

يجيب: نعم، فأنا أشارك في مختلف المعارض والمناسبات وعلى مهنتي أجد إقبالاً من المشاهدين من داخل وخارج المملكة.

ويستطرد طاهر العامر: اختلفت مهنة تجليد الكتب اختلافاً كبيراً حيث كانت في السابق مهنة وبابا للرزق، أما في وقتنا الحاضر فأصبحت هواية وتراثاً يجب المحافظة عليه من الاندثار والضياع، في الماضي كان الناس يتسابقون لتجليد الكتب ويبقى الكتاب مدة طويلة ينتظر دوره في التجليد ولكن هذه الأيام نجلد للأصدقاء وعدد قليل من الناس لا يقارن بزمان مضى، واسأل العامر من أين كنتم تأتون في السابق بأدوات التجليد؟ فيقول خامات التجليد كانت تجلب في السابق من الهند وعمان واليمن وإيران، ويضيف: ولكن الآن كل المواد متوافرة في المملكة. ويتحسر على المهنة اليوم فيقول: الإقبال على التجليد للكتب وغيرها نستطيع أن نقول عنه إنه شبه معدوم، ولكنني اعتبرها هواية وأنا أحرص على المشاركة في جميع الفعاليات التراثية سواء في الجنادرية أو داخل المحافظة من باب الحفاظ على تراث الآباء وتعليم الجيل الجديد تراثنا الأصيل، ومكسبها غير مربح هذه الأيام، بل ونادر أن يأتيك شخص ليجلد كتاباً، إلا من يعرف قيمة المحافظة على الكتاب.

الاحساء: عبدالله القنبر





 





سيدة المقام العراقي فريدة اثناء غنائها في مهرجان القرين





فرقة أنانا السورية. واحد من العروض التي شاركت في مهرجان القرين





أنطونيو لوبيث السفير الإسبانى بالقاهرة مع الناقد الدكتور صلاح فضل الرئيس السابق لمجلس إدارة دار الكتب المصرية





الدكتور محمد صابر عرب مع بعض المشاركين





الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر مع المستعرب الفرنسى دنيس جريل (الحاج داوود) والكاتبة الصحفية أميرة خواسك





إفتتاح مجلس الإثنين في مسقط يتصدره السيد عبدالله بن حمد البوسعيدي





«خربوشة» الفيلم الذي تحول إلى كتاب





خالد الخضري





وزير الدولة للثقافة د. أمين حسن عمر متحدثاً





د. منصور خالد أمام إحدى اللوحات





طاهر العامر توارث مهنة التجليد وحافظ عليها حتى يومنا هذا