ملف: الكويت بلاد العرب.. توزيع جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية

ملف: الكويت بلاد العرب.. توزيع جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية

الكويت تكرّم مبدعيها

تبدو الصورة أكثر توهجاً وحضوراً، والكويت تحتفل بروّادها ومبدعيها، الذين حصلوا على جوائزها التقديرية والتشجيعية، هذا الاحتفال الذي جاء في سياق افتتاح فعاليات مهرجان «القرين» الثقافي في دورته الأخيرة.

حصل على جائزة الدولة التقديرية في دورتها الأخيرة ثلاثة روّاد، يمثلون اتجاهات ثقافية وفنية عدة، وهم: بدر خالد البدر الذي يعد من الرعيل الأول في مجال الإعلام والمطبوعات، وفي عام 1962 شغل منصب أول وكيل لوزارة الإعلام، كما كان له دور في إصدار مجلة العربي، بالإضافة إلى أنه صاحب فكرة إصدار جريدة «الكويت اليوم» الرسمية، وبعد استكماله التعليم في البصرة ولبنان، وشهادة طيار مدني من الهند وبريطانيا، شغل عام 1952 منصب سكرتير دائرة معارف الكويت، ثم تولى إدارة جريدة «الكويت اليوم» في وزارة الإعلام، كما مثل سمو أمير البلاد وقتها في لجنة الخليج، وسفيراً للكويت عام 1969، إلى جانب مشاركته في تأسيس مركز الوثائق للديوان الأميري، وصدر له كتاب «معركة الجهراء وما قبلها وما بعدها، وثلاثة أجزاء من كتاب «رحلة مع قافلة الحياة».

والرائد الثاني الحاصل على التقديرية عقاب محمد الخطيب، وهو من الرعيل الأول في مجال التعليم. وكانت بدايته التعليمية في كتّاب الملا عبدالعزيز العنجري، وفي عام 1936 انتظم في المدرسة المباركية، كما عمل في عام 1943 ناظراً لروضة البنين المستقلة، وفي عام 1950 عمل ناظراً لمدرسة المثنى، واستقال من التدريس عام 1943 كي يتجه إلى التمثيل، ليساهم مع نخبة من المسرحيين الكويتيين الروّاد في تقديم بعض الأعمال المسرحية.

والفنانة حياة الفهد، الحاصلة على التقديرية من أوائل الفنانات المشاركات في العمل المسرحي الكويتي، وتعد من الرعيل الأول المؤسس لفرقة مسرح الخليج عام 1963، كما ساهمت في وضع اللبنات الأولى للسينما الكويتية من خلال مشاركتها في فيلمي «بس يا بحر» و«الصمت»، بالإضافة إلى قيامها بالتمثيل في مسلسلات إذاعية وتلفزيونية عدة، وحصولها على جوائز عدة في المهرجانات العربية في المسرح والإذاعة والتلفزيون.

ومثلما تمنح جائزة الدولة التقديرية لجيل الرواد من أبناء الكويت على مجمل عطاءاتهم في خدمة بلدهم في المجالات الثقافية والفنية والأدبية، فإن جائزة الدولة التشجيعية تمنح للمبدعين من أبناء الكويت في مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية، وذلك تقديراً من الكويت للموهوبين من أبنائها، الذين قدموا إنجازات متميزة، وتشجيعاً لهم على مواصلة العطاء والإبداع. وفي مجال الفنون حصل عليها الفنان ناصر كرماني عن إخراجه لمسرحية «غسيل ممنوع النشر»، كما حصل عليها الفنان محمد المنيع عن دوره في مسرحية «العترة». وفي مجال الأدب، ذهبت التشجيعية للشاعر محمد هشام المغربي عن ديوانه «هو المطر»، وجائزة الدراسات اللغوية والأدبية والنقدية، حصلت عليها الناقدة فتحية الحداد عن كتابها «النص وما وراء النص»، مسرحية «عتيج الصوف ولا جديد البرسيم» نموذجاً.

وفي مجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية حصل الباحث خالد سالم محمد على جائزة الدراسات التاريخية والآثار عن عمله: «في التراث الغنائي الكويتي وإعلامه». وفي ما يخص جائزة التربية، فإنها ذهبت مناصفة لكل من: الدكتورة لطيفة حسين الكندري، والدكتور بدر محمد ملك عن بحثهما المشترك وعنوانه «الفكر التربوي عند معلم الكويت الأول الشيخ يوسف القناعي» وهو من إصدارات جامعة الكويت.

وفي حفل كبير أقيم على مسرح الدسمة قام وزير الإعلام رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ صباح الخالد، والأمين العام للمجلس الوطني بدر الرفاعي بتسليم الجوائز للفائزين بها.

ولقد أشار صباح الخالد في كلمة ألقاها في حفل افتتاح مهرجان «القرين» في دورته الأخيرة بقوله: عندما نتحدث في الكويت عن عملية الإبداع، نحرص على كل ما من شأنه تشجيع البيئة الحاضنة له، ولأن الدولة تعي تماماً أهمية هذه البيئة، فإن تكريم المبدعين يحتل أولوية قصوى لديها، ومن هنا تنبع أهمية الوفاء لهؤلاء، وتشجيعهم بأشكال مختلفة، مثل الندوات التي تتناول إنجازاتهم ومساهماتهم النيّرة، وكالجوائز وعلى رأسها جائزتا الدولة التقديرية والتشجيعية.

ومنذ انطلاق جائزة الدولة التقديرية، بعد القرار الصادر عن مجلس الوزراء عام 1991، فإن الكويت تدشن كل عام عدداً من الروّاد، لتكريمهم وإلقاء الضوء على منجزاتهم عبر سنوات كفاح امتدت كي تشمل نواحي ثقافية وفنية وإنسانية عدة.

وإنه بهدف دعم وتطوير الحركة الثقافية والعلمية في الكويت، أصدر مجلس الوزراء بتوجيهات من حضرة صاحب السمو وولي عهده الأمين، في عام 1988 قرار تأسيس جائزة الدولة التشجيعية، على أن تتولى لجنة عليا يترأسها وزير الإعلام وعضوية عدد من أعلام الثقافة والأدب في الكويت مهمة الإشراف عليها.






 





الفائزون بجوائز الدولة يتوسطهم الشيخ صباح الخالد وبدر الرفاعي وإلى جوارهما بدر خالد البدر وحياة الفهد