المفكرة الثقافية.. سعاد الصباح تنشد قصائد الحب بالعربية والفارسية

المفكرة الثقافية.. سعاد الصباح تنشد قصائد الحب بالعربية والفارسية

مجموعة شعرية للدكتورة سعاد محمد الصباح صدرت بحلة قشيبة تحت عنوان «قصائد حب»، مرفقة بترجمة شعرية موزونة باللغة الفارسية للمترجمين موسى بيدج الشاعر الإيراني وسمير ارشدي أستاذ اللغة والأدب الفارسي بجامعة الكويت.

قصائد حب لاحدود لها انشدتها الشاعرة المبدعة سعاد الصباح في محاولة لهدم كل الحيطان الحجرية التي تفصل بين الأنثى وانوثتها، وبين المرأة وحقها الطبيعي في ان تتنفس وتتكلم وتعيش.

هكذا تبدأ سعاد الصباح مجموعة «قصائد حب» وتضيف: إذا كان حق المرأة في الكلام العادي حقاً مرفوضاً ومكروهاً ومستهجناً في المجتمعات المتضخمة الذكورة، فإن الكلام عن الحب في تلك المجتمعات يعتبر فضيحة كبرى وجريمة موصوفة. لقد قاتلت المرأة طويلاً لاستعادة صوتها المحجور عليه، والخروج من مرحلة الخرس الطويلة حتى تمكنت من إعادة تشغيل حنجرتها بعدما غطاها الصدأ وان الحجر على صوت المرأة ووضعه تحت الحراسة جعل المجتمع العربي ينطق بصوت واحد هو صوت الرجل بكل خشونته ونبرته المعدنية.

وتؤكد الدكتورة سعاد الصباح ان لدى المرأة كلاماً عاطفياً مخزوناً منذ آلاف السنين تريد أن تقوله فاسمحوا لها ان تفجر ينابيعها الداخلية وتطلق آلاف العصافير المحبوسة في صدرها، فالمجتمع العربي رغم كل مظاهر الحداثة والانفتاح الثقافي والحضاري على العالم لايزال يضع «الفيتو» على المرأة ويعتبرها امرأة ناشزة يشكل كلامها عن الحب خدشاً للحياء العام وخطراً على الأمن القومي.

ويصف الدكتور سمير أرشدي الشاعرة سعاد الصباح بأنها نجمة مشرقة في سماء الحركة الشعرية في العالم العربي حيث عبّرت من خلال قصائدها عن أهم التحديات الوطنية والانسانية التي تواجه أمتها، وطالما حملت هم الإنسان ومعاناته في المواقع العلمية والأدبية التي شغلتها.

وها هي اليوم تهدي «قصائد حب» الى ابناء شعب بوان إحدى جنائن الارض الاربعة التي تغـنّى بها المتنبي خلال إقامته في شيراز، والى كل الناطقين باللغة الفارسية في أرجاء المعمورة، لتعبّر عن اهمية التلاقح الادبي والتواصل الحضاري والثقافي بين أبناء الأمة العربية والاسلامية.

وتستهل الشيخة سعاد الصباح مجموعتها بهذه الأبيات:

الكتابة تخلق جُزراً لازوردية
إن الكتابة
تبتكر لي جنات صناعية
لا أستطيع دخولها
وتعطيني حريةًً..
لا أستطيع ممارستها
وتخلق لي جزراً لازوردية
لااستطيع السفر اليها..
الكتابة لك
هي صمام الأمان الذي يمنعني من الانفجار
والمركب الوحيد الذي أصعد اليه..
حين تمضغني العاصفة..

***

وتضيف الدكتورة سعاد الصباح: في بدايات هذا القرن بدأت المرأة تتخلص شيئاً فشيئاً من الحجاب المفروض على وجهها.. ولكن الحجاب المفروض على صوتها لم يتزحزح سوى سنتيمترات قليلة.. وظلت المراة رغم انفتاح أبواب العلم والمعرفة واتساع أفقها الثقافي تُعبّر عما يدور بعالمها الداخلي بنصف لغة ونصف صوت ونصف حرية..فالمجتمع العربي لايزال رغم التحولات التي طرأت على بنيته يعتبر الصوت النسائي مؤامرة على دولة الرجال وسلطتهم ويعتبر المرأة الفصيحة ظاهرة شاذة أو مرضية لابد من معالجتها بالعقاقير والمضادات الحيوية.. وهكذا ظل فم المرأة مختوماً بالشمع الأحمر وغير صالح إلا لارتشاف الماء ومضغ الطعام.. ومثل هذا الامتياز تتمتع به جميع الحيوانات بشكل غريزي.

ويهدف المترجمان موسى بيدج وسمير أرشدي لأن تكون هذه المجموعة الشعرية الصادرة عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع في اكثر من مائتي صفحة منطلقاً للتلاقح الأدبي العربي - الإيراني وتبقى مرجعاً وموئلاً لكل الباحثين ولاسيما طلبة اللغة العربية في الجامعات الإيرانية وطلبة اللغة الفارسية في الجامعات العربيةلاسيما في خضم الإقبال المتزايد الذي تشهده الجامعات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية على دراسة اللغة العربية، واهتمام الجامعات العربية بتدريس اللغة الفارسية وآدابها على أمل أن تلقى اهتماماً من النقاد والمثقفين.

جامعة القاهرة تكرم باحثاً عراقياً
اكتشف تزوير ألف ليلة وليلة!

اختار مركز التراث العلمي بجامعة القاهرة أن يكون إسهامه فى احتفالات مئوية هذه الجامعة بعقد مؤتمر دولي محوره فيلسوف عراقي صاحب كرسي شهير فى جامعة هارفارد هو محسن مهدى الذي انضم إليها في عام 1969 أستاذاً بترشيح من البروفيسور جيمس ريتشارد جيويت إثر إعجابه برسالته حول «فلسفة ابن خلدون التاريخية: دراسة في الأساس الفلسفي لعلم الثقافة».

وقد ظل محسن مهدى أستاذاً في قسم لغات الشرق الأدنى وحضاراته في هذه الجامعة، ومديراً لمركز دراسات الشرق الأوسط بها حتى تقاعده فى عام 1996.

ومهدى هو أحد مترجمي «ألف ليلة وليلة» إلى الإنجليزية، وهو الذي أسهم في إطلاع الغرب على منجزنا كعرب ومسلمين فى مجال الفكر الفلسفي كما جسده المعلم الثاني (الفارابي) الذي جعل منه محسن مهدي منطلقاً لدراسة مفكرين آخرين مثل: الرازي وابن رشد وابن سينا وابن خلدون من القدماء، ومحمد إقبال وجمال الدين الأفغاني وطه حسين من المحدثين.

ويوضح لنا د.حامد عيد، مدير مركز التراث العلمي بجامعة القاهرة، كيف أنه دعا إلى عقد هذه الاحتفالية في الوقت نفسه الذي يقيم فيه احتفالية أخرى لتكريم الأجانب الذين أسهموا في ازدهار الجامعة المصرية على امتداد نحو مائة عام بعقد ندوة بعنوان «الأجانب فى الجامعة المصرية» وافتتاح معرض للفنان محمد عفت يضم بورتريهات لأربعين مستعرباً وأستاذاً أجنبياً أسهموا فى مسيرة هذه الجامعة العريقة بدءاً من: الفرنسيين جستون ماسبيرو وجورج فوكار، والإيطالي أوجو لوزينا والبريطاني شيلدون إيموس «الأعضاء بمجلس الجامعة»، مروراً بجورج برنارد شو الكاتب المسرحي الأشهر الذي كان أستاذاً بكلية الطب في الفترة من 1929 إلى 1937 وألقى محاضرة على طلبة قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب في عام 1930، ومواطنه روكسي الذي ألقى هو الآخر محاضرة في القسم نفسه، والعام نفسه، والسويدي كهنل الذي ألقى على طلبة كلية العلوم محاضرة تذكارية في عام 1930 أيضاً، وصولاً إلى: النمساوي جوتلف برجستراسر والروسي بولجاكوف والسويسري شفيتز هيرمان؛ وفي هذا السياق نود الإشارة إلى كتاب بنفس العنوان «الأجانب فى الجامعة المصرية» صدر متزامناً مع هذا الحدث عن المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة بقلم د. حسن نصر الدين.

ويوضح د. حامد عيد أنه حرص على الخروج بنشاط مركزه إلى أبعد من حدود حرم جامعة القاهرة فعقد الجلسة الافتتاحية لمؤتمر محسن مهدي بالقاعة الشرقية بالجامعة الأمريكية - التى منحت محسن مهدي قبل عام درجة الدكتوراه الفخرية- وهي التي استضافت جلسات اليوم الأول والمائدة المستديرة فى اليوم الأخير، في حين شهدت قاعة ابن سينا بكلية العلوم، والقاعة الرئيسية بكلية الآداب بجامعة القاهرة باقي جلسات هذا الـمؤتمر الذي حضرته د.سارة مهدي، أرملة المحتفى به، وتم تكريمها فيه باسم جامعة القاهرة، وكانت د. فريال غزول، أستاذة الأدب المقارن بالجامعة الأمريكية، قد حضرت افتتاح هذا المؤتمر الذي تحدث فيه د.حامد عيد، عن نشاط مركزه، ود.أحمد عبد الحليم، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، مستحضرا روح الفيلسوف العربي محسن مهدي، الذي تتلمذ عليه واستدعى ذكرياته معه أثناء زياراته لقسم الفلسفة بآداب القاهرة، كما ألقى الضوء على علاقة الزمالة التي ربطت مهدي بهشام شرابي، زميل الدراسة في الجامعة الأمريكية في بيروت، وفي هذا السياق ذكر أن العرب مروا بتجربتين كبريين في تاريخهم الحديث: تجربة الثورات العسكرية، التي انتهت إلى عكس ما طمحت إليه، وتجربة الأحزاب القومية الكبرى، التي لم تستطع أن تحقق ما وعدت بإنجازه. لذا لم يصبح أمام العرب سوى خط الدفاع المتمثل في الفكر والثقافة، وقد اجتمع محسن مهدي وهشام شرابي على أن الفكر والثقافة هما ضمانة هذه الأمة.

وقد أدارت غزول أولى الجلسات التي تحدثت فيها سارة مهدي واثنان من تلاميذ زوجها الراحل: تشارلز بيتروث، الأستاذ بجامعة مريلاند الذي تناول علاقته بالفارابي وتعامله مع فكره، وإليوت كولا، الأستاذ في جامعة براون، الذي تحدث عن صدق النصيحة في ألف ليلة وليلة.

وأفردت ثانية الجلسات لمناقشة واقع الفلسفة الإسلامية اليوم، وقد حرص على حضور هذه الجلسات د.فتحي التريكي، ود.صالح مصباح من تونس، وأستاذ التراث الشعبى عبدالحميد حواس من مصر، ود. منى ميخائيل، الأستاذة بجامعة نيويورك.

وقد خصص المؤتمر مساحة زمنية في ثاني أيامه للدكتور عاطف العراقي لكي يروي على الحضور ذكرياته الحميمة مع محسن مهدي، عندما عاش في القاهرة أستاذاً بجامعتها، أو عندما كان عضوا مراسلا لمجمع الخالدين وسفيراً للثقافة العربية في العالم الجديد. كما أفردت مساحة زمنية في الجلسة التالية للدكتور أيمن فؤاد سيد كي يشرح بدقة علاقة محسن مهدي بالمخطوطات العربية القديمة ومنهجه في تحقيقها.

وشهد المؤتمر مناقشة العديد من الأوراق المهداة إلى الراحل والتي تدور حوله ومنها: بحث د. حسن حنفي «قراءة في كتاب الحروف»، ود.نبيلة إبراهيم عن تعامله مع ألف ليلة وليلة، ود. زينب الخضيري عن تحقيقه لمخطوطات ابن رشد، ود. منى أبو زيد حول شروحه للفارابي، ود. مصطفى النشار عن «أصالة الفارابي السياسية»، ود. أحمد عتمان الذي دار بحثه حول مفهوم الاتصال في تاريخ العلم العربي.

ومن خلال هذا المؤتمر اكتشف الكثيرون أن محسن مهدي أنفق عشر سنوات في تحقيق كتاب «ألف ليلة وليلة» وفق أقدم النصوص ليثبت أن هذا الكتاب لم يكن يضم أكثر من 282 ليلة، وقد قام مستشرقو القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بالتدخل لكي تصبح ألف ليلة وليلة.

ولد محسن مهدي في كربلاء عام 1926، وحصل على الشهادة الجامعية الأولية من الجامعة الأمريكية في بيروت، ثم نال درجة الماجستير ومن بعدها الدكتوراه في الفلسفة من جامعة شيكاغو في عام 1954. وعاد إلى العراق، للتدريس في جامعة بغداد عامي 1947 و1948، ثم بين عامي 1955 و1957. وفي عام 1958 عاد إلى شيكاغو ليعمل في جامعتها لأكثر من عشر سنوات، ثم لينتقل للعمل في جامعة هارفارد من 1969 وحتى تقاعده عام 1996. كما عمل د.محسن مهدي أستاذاً زائراً في جامعات: فريبورج بألمانيا، ولوس أنجلوس بأمريكا، وبوردو بفرنسا، وكذلك في المعهد المركزي للدراسات الإسلامية في باكستان.

وقد ترك مهدي إرثاً كبيراً من المؤلفات والدراسات في الأدب والفلسفة وعلوم اللغة، فقد كان متمكناً من الفلسفة الإغريقية، والفلسفة العربية الإسلامية، والفلسفة اليهودية والمسيحية، والفلسفة السياسية الغربية، هذا بالإضافة إلى تبحره في اللغة العربية بتجلياتها التاريخية والجغرافية.

وقد عُرِف مهدي باكتشافه وتحقيقه وترجمته وتأويله كثيراً من كتب الفارابي ورسائله، مؤكدا أنه أحدث تغييراً جوهرياً في التراث العربي الإسلامي، ومن أهم إسهاماته في هذا المجال: «فلسفة ابن خلدون في التاريخ»، «فلسفة أرسطو عند الفارابي»، «كتاب الفارابي في الأدبيّات»، و«الاستشراق ودراسة الفلسفة الإسلاميّة».

القاهرة: مصطفى عبدالله

معرض تشكيلي
الموصل تتحدث عن الربيع الآخر

أقامت جماعة تطلق على نفسها «التشكيليون الأربعة» معرضاً خاصاً تحت عنوان «عزف لربيع آخر» في قاعة جمعية التشكيليين العراقيين في مدينة الموصل، وضم المعرض تسعة عشر عملاً فنياً لأعمال أربعة فنانين تشكيليين عراقيين، راكان دبدوب، ماهر حربي، خليف محمود ولوثر أيشو.

وقال الفنان خليف محمود رئيس جمعية التشكيليين العراقيين في نينوى وأحد الأربعة المشاركين في المعرض: «المعرض هو الثالث لجماعة نينوى الأربعة الذي يمثل تجدداً في الخطاب والانتماء لروح الإنسان والإبداع الجمالي»، مضيفاً: «أعمالي لم تبتعد كثيراً عن الواقعية حيث تبلور اتجاهي الواقعي من خلال دراسة الواقع بكل تناقضاته وصراعاته عبر استلهام التراث وواقع الإنسان المعاصر، الإنسان المستلب، الإنسان الرمز في واقع مرير مأساوي مليء بالتناقضات، صراع من أجل تقرير المصير وخلاصه من المأساة، استلهام التراث من خلال الرموز القديمة للتعبير عن الحاضر»، مشدداً على أن أعمال المعرض تمثل تحدياً واحتجاجاً وتمرداً.

وعن أعمال الفنان راكان دبدوب أشار محمود الى أنها تمحورت حول التعبير عن التراث والفلكلور الموصلي. ومضى قائلاً عن أعمال الفنان لوثر أيشو انه ركز فيها على استخدام الرموز والطقوس القديمة كبداية لظهور الكتابات منذ عصر الكهوف، متناولاً إياها بصورة معاصرة للتعبير عن معاناة الإنسان وتقلباته وتعكس روح التناقضات الاجتماعية وتناولها بأسلوب كرافيكي كالتناقض بين الأبيض والأسود، وهي تعتبر مرحلة امتداد لأعماله السابقة، حسب قوله.

أما أعمال الفنان ماهر حربي فأشار محمود إلى أنها تمحورت حول استلهام التراث بما فيه من أساطير ورموز، وتعكس التناقضات والمعاناة الإنسانية مع وجود فسحة من الأمل عبر اللون والمنمنمات المحبوكة واللون الأبيض، وعن أسلوب حربي تابع محمود: «جاءت أعماله بأسلوب كرافيكي إذ يلعب التخطيط فيه دوراً بارزاً ويتناقض الأسود مع الأبيض المشغول بزخرفية لها جذورها في الأساليب الفنية للشرق عامة والعراق خاصة»، مضيفاً: أن الفنان يعمل بشكل مسطح مع أحداث الوهم بالبعد الثالث وأحياناً بالخط المائل أو الظلال مع استخدام الإيهام بالكتلة المحددة والمكثفة.

وفي معرض حديثه ذكر الفنان خليف أن الفنانين الأربعة كانوا قد عرضوا معرضهم هذا في بغداد بالتعاون مع المركز الثقافي الفرنسي عام 2005، عندما كانت الظروف الأمنية في مدينة الموصل غير مستقرة.

يذكر أن الفنان راكان دبدوب ولد في مدينة الموصل عام 1941، تخرج في معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1961، أكمل دراسته العالية للفن التشكيلي في أكاديمية روما عام 1965، وشارك في معارض بإيطاليا، ونيودلهي وموسكو والكويت وأرمينيا وجمهورية مولدافيا السوفييتية وبيروت وتركيا ودمشق ولندن وباريس والقاهرة والأردن وأثينا وليبيا والسودان والمغرب وتونس وبرلين وأمريكا وفرنسا، كما حصل على جائزة الدولة للفنون والآداب في 1989، والفنان ماهر حربي ولد في الموصل 1945، تخرج في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد 1969، عضو نقابة الفنانين العراقيين منذ 1974، عضو جمعية التشكيليين، حائز وسام الفن، وحائز جائزتين في تصميم الملصق عام 1986، أسس أول قاعة خاصة للفن بالموصل، قاعة الساعة للفنون2000، شارك في أكثر من 98 معرضا داخل العراق وخارجه منذ عام1974 وحتى 1999 في مدن بغداد، عمان، بيروت، حلب.

الفنان خليف محمود خليف ولد في نينوى عام 1954، بكالوريوس فنون من جامعة بغداد كلية الفنون الجميلة عام 1976، ماجستير تصميم طباعي عام 2005، عضو جمعية التشكيليين العراقيين، عضو نقابة الفنانين العراقيين، حاصل على جوائز عراقية وعربية عدة، شارك فيما يقرب من عشرين معرضاً بين شخصي ومشترك مع فنانين آخرين بالإضافة إلى مشاركته في مهرجانات داخل العراق والوطن العربي، شارك في معرض بينالي العالمي في الشارقة عام 2000، عضو مؤسس في جماعة نينوى، يشغل حالياً منصب رئيس جمعية التشكيليين العراقيين فرع نينوى.

الفنان لوثر أيشو ولد في مدينة دهوك عام 1955، بكالوريوس كلية الفنون الجميلة، عضو جمعية الفنانين في بغداد، شارك في عدة معارض من سنة 1977 وحتى 2000 في بغداد، نينوى حلب، عمان، بيروت، باريس، أقام معرضه الشخصي الأول في نينوى 1979، حصل على شهادة تقديرية من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغداد 2000.

نينوى: وليد مال الله

مهرجان دولي للصورة
إطلالة على الحياة وإبحار في الذاكرة

واكبت الصورة الفوتوغرافية تحولات عصرنا .. وكانت العين الثالثة في رأس الكائن التي جمدت اشد اللحظات عصفا تلك التي مرت على هذا الكوكب لاسيما مشاهد الحروب والصراعات العنيفة، لكنها لم تكن كذلك فحسب، بل تغلغلت في ثنايا الحياة واقتربت من الإيقاع اليومي لها، للوجوه الحائرة والباسمة والحزينة والباكية والقلقة والمنفعلة والصامتة والضائعة، وكل هذا يحتشد في مواكبة الصورة للوجود الإنساني.

هذا كله وغيره الكثير يحضر في الذهن إبان إقامة أحد أكبر معارض التصوير الفوتوغرافي في العالم الذي احتضنته باريس أخيراً على مدى شهر كامل..

تنشغل باريس من خلال المؤسسات الراعية لمدة عامين في التحضير لهذا الكرنفال الصوري الهائل وكانت دورة هذا العام غزيرة في تنوعها وجماليتها وتنسيقها،شهر التصوير الفوتوغرافي في باريس كما سمي اشتمل على 79 معرضاً موزعًا في أنحاء العاصمة، ابتداء من مركز جورج بومبيدو وليس انتهاء بصالات المونمارتر وقريباً من ساحة الكونكورد وغيرها كثير.

ربما هو خريف باريس أو شتاؤها لكنه في كل حال ربيع بهيج للصورة القادمة من أغلب أنحاء العالم.

في حي المونمارتر كانت تجربة المصورة الفوتوغرافية «فرانسواز شبيكرماير» التي عايشت عن قرب حياة نساء من الشيشان عصفت بهن وبعائلاتهن ومجتمعهن تلك الحرب الطاحنة مع الحكومة الروسية، نساء محطمات معذبات شهدن محنة قتل الأعزاء عليهن وهن صامتات حزينات، أجل لقد اختارت هذه المصورة المبدعة وجوها لنساء من القرى الشيشانية في صور (بورتريه) قدمتهن في تطلع حالم إلى مستقبل مجهول بالرغم من محنة الحرب، وجوه بريئة لسيدات يحملن أطفالهن وقد وجدن أنفسهن في وسط اللجة دون ذنب، ميزة هذه المصورة المبدعة أنها اقتربت من نبض تلك الشخصيات وأشعرتهن بالطمأنينة، ومضت تلتقط تلك الصور المؤثرة.

وامتداداً لمشهد الحروب، تحضر صور المراسلين للوكالات الإخبارية التي أرسلت مصوريها لتغطية الأحداث في كل أرجاء العالم وتحضر هنا التجربة الغزيرة والمتنوعة للمصور الفوتوغرافي التركي من وكالة سيبا (جوكسن سيباكلو) فهذا المصور المبدع المولود في أواخر الربع الأول من القرن الماضي، يغوص في العديد من المفاصل، ويواكب البؤر الساخنة، كان هناك إبان الحقبة الماوية من تاريخ الصين وعايش عسكرة المجتمع عن قرب، أكداس بشرية في صورة جنود وجنديات وأطفال مدارس يشهرون الكتاب الأحمر عنوان ماو تسي تونغ صعوداً إلى يوم ساخن في موزمبيق من حروب وقتل وخراب ثم يقدم لنا مشهداً طريفاً لانتخابات في جيبوتي، ناخبون يدخلون من الأبواب وينتخبون ثم يخرجون من الشباك، ثم يشهد بواقعية لافتة للنظر ربيع باريس 1968، وحيث يشهر مالرو أصبعيه معلناً شارة النصر وهو وسط الحشود، فيما يكتظ المشهد بصور المتظاهرين الشباب الذين ملأوا شوارع باريس صخباً بالشعارات الثورية وبأطروحات اليسار المتحرر وما بين هذا وذاك ووسط الضجيج والصخب يبحث هذا المصور عن برهة زمانية يلتقط فيها حيوات غير مرئية لفتيان صغار وكهول يشهدون وجها آخر من وجوه مدينتهم.

ونخرج من عالم المصور التركي اوغلو ومن أجواء المركز الأوربي للتصوير الفوتوغرافي، ونتجه للبحث عن مكان إقامة معرض آخر يحمل كثيراً من التفرد، المكان ليس بعيداً عن ساحة الكونكورد الشهيرة وقوس النصر، ومشياً على القدمين وسط مطر باريس الذي لم يتوقف هطوله في ذلك اليوم واقتراباً من الواقعية أيضا وتماهياً معها تطرح المصورة الهولندية «الس فري» فكرتها، بل قل مشروعها الفريد، وهو كيف تتعايش وتعيش وتندمج فتيات قادمات من مجتمعات عربية وإسلامية في مجتمعهن الجديد، إنها ضاحية من ضواحي باريس تلوح في أحد أركانها عمارة رمادية اللون تقطن فيها تلك الفتيات الأربع وكل منهن تتعايش مع الكاميرا بطريقتها الخاصة. بالطبع إن فكرة نظرية كالاندماج وحوار الثقافات أو تقاطعها من الصعب التعبير عنها بالصورة، ولكن المصورة استطاعت أن تتوصل إلى شخصياتها، ليس بظهورهن المباشر أمام العدسة، بل في عفويتهن وجرأتهن في التعبير عن أنفسهن وهن يعشن حياتهن اليومية كما هي، وخلال ذلك ترافق العرض تعليقاتهن سواء المسموعة منها أو تلك التي تمت كتابتها على الأرض ومَن أراد مشاهدة المزيد، فهنالك عرض وثائقي لفيلم قصير، ولعل الميزة الأخرى للمعرض هي المهارة في استخدام الضوء إذ عمدت المصورة إلى جعل شخصياتها في مواجهة الضوء غالباً، وكل منهن تبحث عن أفق ما أو أمل ما مجهول يداعب مخيلتها.

أما المركز الثقافي السويسري، فقد احتضن تجربة المصورة الفوتوغرافية الإيرانية «شيرانا شاهبازي» وغلب على المعرض فن الكولاج واستخدام التقنيات الحديثة في تقديم صور هي خليط من الطبيعة والحياة الصامتة الجامدة وقد حشدت لذلك إمكانات التقنيات الرقمية. ومابين توظيف أحدث التقنيات الرقمية والعودة إلى صور القرن قبل الماضي وجماليات الأبيض والأسود توزعت العديد من المعارض الأخرى وهذه الأخيرة تجدها في أعمال المصور «بيير فيرج» الذي يقدم حصيلة وافرة عن أوربا في ثلاثينيات القرن الماضي، وكذلك هو معرض «ورنر بيسكوف» الذي يواكب الحياة في ما يعرف ببلدان أوربا الشيوعية كرومانيا وبلغاريا وغيرهما. ولكن جماليات الأبيض والأسود لاتنحصر في ذلك المنجز المتنوع الذي صار أرشيفاً وجزءاً من الذاكرة الجمعية بل تمتد الى صور من الحياة المعيشة اليوم ولكن بالأبيض والأسود، كما هي أعمال المصورة «سارا مون» والمصور «ميمو جودي».

باريس: طاهر علوان

ميونخ تستضيف 300 دار نشر ألمانية

بدأت فعاليات مهرجان ميونيخ للكتاب «التاسع والأربعين» في الثالث عشر واستمرت حتى الثلاثين من نوفمبر، شارك في هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة أكثر من 300 من دور النشر الألمانية الكبيرة، وقدرت الكتب المعروضة بأكثر من 20 ألف كتاب، بالإضافة إلى عالم الكتب الإلكتروني وما يشمله من أسطوانات مضغوطة، والتقنيات المختلفة في هذا المجال.

يقول الألمان إن من لم يحظ بزيارة معرض فرانكفورت الدولي للكتاب أحد أهم المعارض العالمية في عالم الكتب، فإن معرض ميونيخ هو البديل الممكن له!

المعرض لم يكتف فقط بعرض الكتب، إنما قدم للزوار برنامجاً مكثفاً في إطار ثقافي اشتمل على محاضرات ونقاشات، وعروض فنية ثقافية متميزة.

شارك في ندوات المؤتمر كتاب وصحفيون وفنانون, وناشطون حقوقيون وعلماء،باختصار كوكبة من كل التيارات والاتجاهات الثقافية في ألمانيا.

من الأمور اللافتة في المعرض ذلك الاهتمام غير العادي بثقافة الطفل ، فمعروضات الطفل من كتب وأقراص مدمجة وألعاب تحتل مكاناً ينافس مكان الكبار، زار المعرض في الأيام الأولى للمهرجان أكثر من ستة آلاف طفل، لذلك فدور المعرض في توعية الصغار كبير جداً بالقياس إلى الأهمية المتزايدة بتوعية الاطفال في ألمانيا بشأن المخاطر التي قد تهدد حياتهم كإدمان المخدرات على سبيل المثال، وحرص القائمون على المعرض على إمداد الأطفال بالهدايا خاصة أن أعياد الميلاد كانت على الأبواب.. وأيضاً لتشجيعهم على حب القراءة.

كانت أبواب المعرض مفتوحة من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشرة والنصف مساء وهو الأمر الذي أتاح للعاملين زيارة المعرض بعد انتهاء ساعات العمل.

يبدو الأمر صعباً في استعراض كل الكتب الموجودة غير أن التركيز على بعض الإصدارات الجديدة مع اختيار التباين في مضمونها قد يعطي القارئ فكرة مبسطة عن جديد الثقافة في ألمانيا.

كتاب « In 180 Tagen um die Welt» أو حول العالم في 180 يوماً للكاتب «ماتياس بولتيكي» هو فكرة جديدة في كتابة أدب الرحلات، فقد آثر الكاتب أن يقوم برحلة فاخرة حول العالم على عكس الكتابات الأخرى التي طالما قرأنا فيها روح المغامرة والمثابرة. لقد كتب «بولتيكي» عن تللك السفينة الفاخرة التي قام بالرحلة على سطحها وعن الطعام الفاخر والمتنوع، بل وعن كمية الكافيار التي يمكن للمسافر أن يتناولها على ظهر السفينة، يتطرق أيضا إلى مرض دوار البحر وإلى قراصنة أعالي البحار وكيف يمكن مواجهتهم في حال التعرض للسفينة على سبيل المثال، لقد صور يومياته في هذا الكتاب بشكل مثير ورائع ووثقها بمائة وأربع وثمانين صورة يشرح فيها أهم نقاط الرحلة المثيرة.

نوعية أخرى من الكتب، وهي الكتب العلمية، التي ما يلبث أن يجنح فيها مؤلفوها إلى تصوارت المستقبل في آفاق التطورات العلمية الحاصلة فكتاب «Technolution» للكاتب العلمي «ماتيوس هوركس» هو أحدث هذه الكتب في هذه السلسلة، يتحدث فيه بإثارة شديدة عن الآفاق العريضة التي ستحملها لنا التكنولوجيا في المستقبل، وكيف سيرحل الإنسان إلى الفضاء وستكون هناك المنازل والسيارت والمدن في ذلك الفضاء الرحب.

أشياء مدهشة وخيالية يضمنها «هوركس» كتابه، ولا يلبث أن يقول إن التكنولوجيا لم تتطور بعد كما هو مخطط لها، ولكننا نسير وفقاً لقوانين التطور، وتطورالتكنولوجيا يسير في الوقت الحالي طبقاً للاحتياجات الفردية والجماعية، ولكن سيجيء الوقت الذي ستنقلنا فيه التكنولوجيا إلى عالم أقرب إلى الخيال منه إلى عالم الواقع.

أما رواية «Drachensaatt» للصحفي في مجلة «شتيرن يان فيلر»، فأحداثها تدور في مستشفى خاص للأمراض النفسية، يديره د. «zins»، وبينما هو يحاول إعادة الثقة لفريق من المرضى يتلقى العلاج عنده، وذلك باستخدام طرق مستحدثة، فإنه لايحقق النجاح المطلوب، بل إنه يفقد السيطرة على طرق العلاج ويتحول العلاج إلى محاولات وأحاديث هزلية بين الطبيب والمرضى، ولكنها تحمل الكثير من الفلسفة التي يتداولها أبناء البشر وفي القراءة متعة فلسفية كبيرة حول أمور الحياة المختلفة.

وفي قسم الرومانسية والحب، تقف رواية «Bis zum letzten Tag» «معك حتى آخر يوم»، كأحد أحسن الروايات المتداولة الآن في عالم قصص «الحب والمأساة».فالكاتب «تيقلاس شباركاس» يبدأ روايته بسؤال عن إمكان انتصار الحب بالرغم من فقدان الأمل وينقل في الرواية روح الحب والمأساة في آن واحد، فبطل الرواية «ترافس باركر» يعيش في بيت جميل على شاطئ البحر وفيه ينعم بإجازة سعيدة مع صديقته، يستمتع بالشمس الجميلة، والسباحة في البحر، لكنه لايؤمن بأن هناك متسعاً في قلبه لعالم النساء، ولايفكر في الاقتران بأي امراة، فهو فقط يحب عمله كطبيب بيطري ويعطيه كل وقته.. غير أن المصادفة تضع في طريقه جارته الهولندية الجميلة «جابي» عندما احتاجت إلى مساعدة طارئة منه، عندئذ بدأ يشعر بشعور مختلف تجاهها إذ وقع في حبها، غير أنها لم تعره انتباهاً بالنظر إلى غطرسته وعدم اهتمامه بالنساء، إلا أنه يستمر في محاولته حتى يعرف أن لها صديقاً، وعندئذ بدأ في الكفاح من أجل الاستيلاء على عقلها وقلبها، وتدور الرواية برومانسية شديدة.

في عالم الجريمة نجد أن رواية أورلش فيكرت «Der nutzliche Freund» «الصديق المفيد»، هي من أحسن الروايات المعروضة إنها تدور حول الجريمة السياسية وما يدخل فيها من فساد مالي وغسل أموال وقتل، وكل أركان الجريمة الحقة.

وتبدأ أحداثها عندما كان القاضي الفرنسي الشهير «جاكو ريكو» يستمتع بعشاء في أحد المطاعم، عندما شهد جريمة قتل وحشية، وأصبح من المتعين عليه أن يقوم بالتحقيق فيها وأحد شهود أركان الجريمة كان صديقا له، وتشهد التحقيقات التي يقوم بها القاضي عن تورط سياسيين فرنسيين وألمان في تحقيق ثروات من عمليات احتيال وفساد وغسل أموال، وكان الكاتب يشير بشكل ما إلى الوزير الألماني الذي انتحر قبل سنوات عدة في ألمانيا هولم مولمان.

ميونخ: صلاح سليمان





 





 





جولة في معرض فناني الموصل





ملصق المعرض





من روايات المعرض «معك حتى آخر يوم»