عزيزي العربي

عزيزي العربي

  • الميثالوجيا.. وكتابة التاريخ

السيد رئيس التحرير المحترم

بداية أود أن أشكر مجلة العربي على جهودها المتواصلة لأكثر من خمسين عاماً، كان لها أثرها في إغناء ثقافة وفكر القارئ العربي أينما وجد من المحيط إلى الخليج.

ولا نغالي إن قلنا إن مجلتنا العزيزة «العربي» خلال هذه السنوات الطوال انتزعت مركز الريادة، وأصبحت في مقدمة المجلات العربية التي تقدم للقرّاء العرب على اختلاف مستوياتهم الثقافية مادة ثقافية علمية محققة تزيل اللبس وتوضح الغامض - وخاصة مع صدور الملحق العلمي - فتحوّلت مجلتنا العزيزة بفضل هذه الريادة منارة ثقافية حقّ لكل مواطن عربي أن يفتخر بها.

وفي الأسطر القليلة القادمة أود أن أطرح بعض الاستفسارات والتعقيبات حول مقالة للدكتور جميل قاسم في العدد «596» تحت عنوان «أوربا وقدموس.. أسطورة تجمع الشعوب».

فقد ورد تحت هذا العنوان في الصفحة «110» العبارة التالية: «وولدت له الحورية صور، قدموس، أوربا..».

إلا أنه وبالعودة إلى المصادر الموثوق بها نجد أن الملك أجينور أنجب من زوجته أكثر من ولدين، والغالب أنهم ثلاثة أبناء هم: أوربا - قدموس - فينيقس - وقد وردت هذه المعلومة في كتاب «تاريخ سورية القديم: تصحيح وتحرير/ أحمد داؤود». - (سلسلة سورية وعودة الزمن العربي، الكتاب الأول). - ص786».

وفي المقالة نفسها ورد النص التالي: «قدموس ويعني بالعربية القادم أو المقدام، هو أخ غير شقيق لأوربا من أبيها أجينور - أشنار - أمه الملكة تيليفاسا..».

فهل قصد الكاتب بالملكة تيليفاسا والدة الملك أجينور أم أنها والدة قدموس..؟

وتعقيباً على هذا، فإنني أريد أن أذكر هنا أن والدة الملك أجينور اسمها ليبيا حيث ورد في المصدر المصدر السابق نفسه في الصفحة 788 النص التالي: «وتجدر الإشارة هنا إلى أن والدة الملك أجينور كانت تسمّى ليبيا، وقد خلع السوريون اسمها على الشمال الإفريقي كله».

وفي الصفحة نفسها في الحواشي ورد التالي: «لقد استخدم هيرودت هذا الاسم للدلالة على قارة إفريقيا، حين حديثه عن دوران الفينيقيين حول القارة عن طريق رأس الرجاء الصالح، فسبقوا البرتغاليين بأكثر من ألفي سنة.

وعند اقتراب فصل الخريف كان ينزل الملاحون أينما وجدوا ويزرعون القمح وينتظرون نهاية الموسم ثم يرحلون من جديد.

وبعد أن قضوا سنتين على هذه الحال، عبروا في السنة الثالثة أعمدة هيركوليس - مضيق جبل طارق - وعادوا إلى مصر، هناك قالوا ما يصدقه البعض، ولكنني لا أصدّقه أنهم بدورانهم حول ليبيا كانت الشمس على يمينهم».

وفي النهاية، أجد أننا نحن العرب اليوم أصبحنا بحاجة أكثر مما سبق إلى كتابة تاريخنا العظيم بأقلام مؤرخين موضوعيين من أبناء جلدتنا لا يغفلون عن أي شاردة كبيرة أو صغيرة وبخاصة في مناهجنا التاريخية الدراسية، بل أنه، ولسخرية القدر، فإننا كأمّة لها تاريخها المشترك لا يوجد لدينا أي موسوعة تاريخية عربية تتضمن هذا التاريخ المشترك، وتستطيع أن تنافس الموسوعات التاريخية المتخصصة، والأعمال في هذا المجال لا تعدو كونها أكثر من محاولات فردية تنتهي بموت صاحبها، أو تستمر لفترات قصيرة، ثم تتوقف.

وأختم كلامي هذا بشعر كتبه أحدهم عن زينون على قبره في أثينا

وإذا كانت بلادك الأصلية هي فينيقيا
فهل يجب أن يضيرك شيء
ألم يأت قدموس من هناك
الذي أعطى لليونان كتبها وفن كتابتها

طريف المهايني
قسم المكتبات والمعلومات
جامعة دمشق - سورية

  • إشارة واعتذار

تعتذر مجلة العربي لقرّائها الأعزاء عن بعض الأخطاء التي وردت في عددها لشهر ديسمبر 2008. فقد ورد في صفحة 85 من المجلة تعليقاً على إحدى الصور أنها صورة من التقرير الذي قدمه أحمد السقاف حول إصدار مجلة العربي والمنشور كان لصفحة من العدد السادس من مجلة العربي. لذلك تعتذر المجلة وتنشر الصورة الحقيقية لهذا التقرير. كما نشرت المجلة في استطلاعها حول موريتانيا صفحة «55» صورة لواحدة من السيدات وورد تحتها أنها صورة للمطربة الموريتانية الشابة منى بنت دنداني وتعتذر «العربي» لها وتعيد نشر صورتها مرة أخرى. كما سقط اسم الكاتب السوداني معاوية كنة من حواره مع الروائية ليلى أبو العلا في زاوية المفكرة الثقافية ولهما نعتذر وننشر اسم الكاتب.

  • قلق حول التأسيس للسعادة

قرأت باهتمام الموضوع المعنون «التأسيس للسعادة» للكاتبة أمل الميرغني بالعدد «597» أغسطس 2008م. فوجدت أن الكاتبة تبحر في عالم السعادة بحثاً عن خيوطها الذهبية لتهديها لأطفالها. في جو لا يخلو من مناوشة القلق بين حين وحين. فتحدثت عن قدرة الأم على تأسيس سعادة أطفالها بتعليمهم القدرة على اتخاذ القرارات. وهنا أود أن أبرز نقطة أراها مهمة جداً وهي أن للسعادة أبوابا متنوعة ومختلفة، صحيح أنه من المهم جداً احتضان السعادة ولكن منحها للآخرين أيضاً يعتبر باباً أساسياً لتأسيس السعادة، فعلينا تعليم أطفالنا المشي على أساس مقياس الحدود التي تفصل كل إنسان عن الآخر، ويكون الفاصل هو الاحترام المتبادل وعدم القفز على حدود الغير. نعلّم أطفالنا كيف يحترمون ذواتهم وكيف يحترمون ذوات الآخرين في الوقت نفسه. حينها ستبسط السعادة بساطاً مزخرفاً وجميلاً للجميع. فإذا عُرفت الحدود الصحيحة، تُدرك السعادة الصحيحة، لأن الحدود تجعل الجميع يؤمن بمبدأ واحد وهو ضرورة أن تطأ قدم كل إنسان أرض السعادة، وبهذا يزول القلق حول التأسيس لها. وأخيراً نصل إلى أن القدرة على اتخاذ القرار تعتبر نقطة في بحر شاسع لا حدود له للسعادة التي ننشدها لأطفالنا.

حبيبة جيلاني
ولاية سكيكدة - الجزائر

  • خاطرة

تحية محبة واحترام لمجلة العالم العربي بالدرجة الأولى، للمجلة التي اختارت لها اسماً كلما سمعناه أثار في أنفسنا حنيناً تارة، وحرقة أخرى.

غير أني حين أجالس نفسي أشعر بالعزة والفخر لأنني عربية، فالعروبة عنوان الإباء، بالرغم من أنف الأعداء.

أتمنى لكم أيها الساهرون على أن تصل أشعة المعرفة والوعي إلى كل بيت عربي مزيداً من النجاح.

وأرسل لكم هذه الخاطرة بعد أن حررتها على هذه الوريقة فملكتكم كلماتها وحروفها لكن نفسي التي فيها مازالت معي، لذا فافعلوا بها ما شئتم.

كتبت لك رسالة كتبتها
برمش العيون
على ورق الجفون
أرسلتها بنظرة شجون
جعلتك بها في قلبي مسجون
سجينة أنت أبد السنين
لأقول: أني ليلى
فكن المجنون

أكثر ما أحب في مجلتكم القصص «سير الشعراء»، الأشعار، جمال العربية، وكذلك العربي الصغير أقدمه لتلامذتي.

عائشة بن يحيى
تارودانت - المغرب

  • وتريات

سؤال

لو أنَّ ربيعاً جاءَ بعزِّ خريفِكَ
موشوماً بالريحانِ وبالعنبرْ
طرقَ البابَ بدفءٍ
وانسابت عبر شقوقِ القلبِ أنامِلُهُ
تغزلُ وهجاً!
وتحلِّقُ أشعاراً!
وتعيد طراوةَ أيام يَبُسَتْ
وتعيدُ السكنَ إلى المهجرْ
أوَ تَملكُ أن تغلقَ بابك؟!
أو تقبعُ في شيخوخةِ أيامَّكْ؟!
مزوِيَّا تحترف الموتَ
وتستعذبُ طعمَ الغيبوبةِ؟
وتردُّ قرنفلةَ الوهَجِ
هل تقدر؟!

كريمة ثابت
أسيوط - مصر

  • القلق والاكتئاب

الأستاذ الدكتور العزيز سليمان العسكري - رئيس تحرير «العربي» المحترم

نشكركم الشكر الجزيل على جهودكم الاستثنائية التي تتواصل طوال الشهر لغرض أن تهدونا في بداية كل شهر هذه المجلة العزيزة على قلوبنا التي أصبحت، ومن دون مبالغة هي كتابنا المفضل الذي يتحدث عن همومنا وأفراحنا ومشكلاتنا وأمراضنا، والتي تجمعنا على موائدها الجميلة تحت شعار «وحدة القارئ العربي». لقد طالعت في العدد «596» مقالاً بعنوان «في بيتنا محصور» للدكتور عبدالرحمن عبداللطيف النمر، الذي كان موضوعه «القلق» والذي أعجبني في هذا المقال هو الكم من المعلومات، التي تقدم لنا النصيحة الطبية لنتعرف على أسباب ومبررات ونتائج هذا المرض، ومثل هذه المقالات الطبية تزوّدنا - نحن الآباء والمربين - بنصائح ومعلومات تساعدنا على تنشئة أبنائنا النشأة النفسية الصحيحة لما أكّد عليه المقال من أن مرحلة الطفولة هي المرحلة المهمة في بناء شخصية الإنسان البناء الصحيح الذي يجنّبه مستقبلاً الوقوع في براثن هذه الأمراض النفسية المؤذية، وفي الوقت الذي أشكر فيه الدكتور عبدالرحمن على مقالته هذه أتمنى عليه أن يزوّدنا ومن خلال مجلتنا العزيزة بموضوع عن مرض نفسي لا يقل أذى عن مرض القلق وهو مرض الاكتئاب «أسبابه ومبرراته وعلاجه» ليجنّب الله تعالى مجتمعنا العربي الأمراض وشر الأمراض، ومن الله التوفيق.

أخوكم
فرحان عبدالسادة صكبان
محافظة الديوانية - العراق

  • القصة المترجمة

تعجز كلماتي عن وصف شكري لمجهودكم الخارق للعادة للمحافظة على دقة مواضيع المجلة ودقة مواعيد صدورها، ولكن لي عتاباً عليكم هو ملاحظة قلة الاهتمام بالأدب، لذلك أرجو الإكثار من باب الأدب، وخاصة القصة المترجمة، والتي لاحظت أنها اختفت في الفترة الأخيرة، حيث يجب مراعاة وجود القصة المترجمة وسط هذا الخضم المترامي من الإنتاج الأدبي العالمي الذي من شأنه تحفيز العقل للتفكير في مواضيع متعددة، وأهمها المقارنة بين الأدبين مما يحقق الفائدة في فهم حركة الأدب عندنا في العالم العربي، ولكم جزيل الشكر على رحابة صدركم للاستماع لآرائنا ومقترحاتنا.

إيمان الرفاعي
القاهرة - مصر

  • أين فاروق جويدة؟

بالرغم من أن مجلة «العربي» تهتم بكل شعراء الوطن العربي، لكن المدهش أنكم لم تتناولوا الشاعر الرومانسي الرقيق صاحب القلم الإنساني والوطني الرائع فاروق جويدة الذي يعد واحداً من أهم الشعراء الرومانسيين في الوطن العربي عامة، وفي مصر خاصة. أثرى المكتبة العربية بأكثر من عشرة دواوين شعر وثلاث مسرحيات شعرية وكتب أخرى ما بين دراسة وأدب الرحلات، فأعتقد أنه يستحق التقدير بالإشارة إليه في باب «شاعر العدد» أو في باب «جمال العربية» للشاعر فاروق شوشة، وأعتقد أنه يستحق هذا تقديراً له، كما سيكون ذلك بمنزلة مادة تعرفنا شاعراً أثر في وجداننا كشباب عربي عرف معنى حب الوطن عبر أشعاره وعرف معنى الحب الحقيقي بشعره الراقي والحساس.

رحاب أحمد صالح
كفر الشيخ - مصر

المحرر: الشاعر المصري فاروق جويدة أحد الشعراء المهمين على الساحة الشعرية، و«العربي» تقدّره كما تقدّر كل كبار الشعراء العرب، وندعوهم جميعا إلى صفحات (العربي).

  • عتاب المحب

أستاذنا الكبير الدكتور سليمان إبراهيم العسكري - رئيس تحرير مجلتنا الغراء «العربي»..

محبة.. وسلاماً واحتراماً لا تحدها حدود المكان ولا الزمان..

وكل عام وأنتم بخير
أما بعد..

الحق أقول لكم إنني بالرغم من إعجابي الشديد بمقالاتكم الرصينة المحكمة، وبالرغم من اطمئناني على مستقبل مجلتنا الخالدة «العربي» بعد توليكم رئاسة تحريرها بصفتكم أحد كبار مثقفينا الذين نعتز بهم ونثق فيهم، وباعتباركم أحد ذوي البصائر التي تستجلي الواقع - الضبابي - لترينا ما فيه من حقائق وأوهام.. بالرغم من كل ذلك ياأستاذنا، إلا أنني عاتب عليكم عتاباً شديداً بصفتي أحد مثقفي جنوب مصر الذين تربوا على صفحات هذه المجلة العتيدة، وبين دفتيها، والذين تمثل لهم مجلة العربي الآن مرجعية مهمة وكبيرة، عاتب عليكم لشيئين اثنين لا أحسب أن هناك ثالثاً لهما. أولهما: هذا التضييق أو التقليل - الملحوظ جداً - للأعمال الأدبية من شعر وقصة ومسرح ونقد ومتابعات أدبية بالمقارنة بالفترة السابقة، قد يكون هذا اتجاهاً من المجلة، وهنا تكمن الخطورة، وقد يكون - مثلاً - بسبب قلة الوارد إلى المجلة من أعمال جيدة.. ربما!

أما ثانيهما: فهو اقتصار المجلة على أسماء بعينها في النشر في هذه المجالات على قلّتها كما أوضحت آنفاً، وهذه الأسماء معروفة طبعاً للجميع، ولست في حاجة إلى أن أذكّركم أن هذه الأسماء تنشر في «العربي» منذ السبعينيات وكأن النساء عقمن أن يلدن مثلهم. وكأن القريحة العربية العبقرية الولاّدة توقفت عند هؤلاء، وكأنه ليس هناك مبدعون شبان في حاجة ماسّة إلى أن تقدمهم مجلتهم التي أخلصوا لها زمناً طويلاً، تقدمهم إلى قرّاء العربية وتبارك إبداعهم وإنتاجهم الواعد.

معذرة يا أستاذنا على هذا العتاب، ولكنه عتاب المحب لحبيبه الذي يظن أنه يبادله الإخلاص والمحبة، فأنا شاعر وناقد ومترجم من مصر، نشرت تقريباً في معظم المجلات العربية ما عدا مجلة العربي مجلتي الأثيرة، والتي أحرص كل شهر على شراء عددين منها فور صدورها، والتي تكاد تكون المجلة الوحيدة التي أحرص على شرائها شهرياً!

وشرف ما بعده شرف أن يُنشر لي ولو سطراً في «العربي» إن رأت «العربي» أن أعمالي المتواضعة في مستواها على الإطلاق.

ولكم مني، ومن مثقفي جنوب مصر كل المحبة والتقدير والامتنان.

ابنكم
سعد السعدابي
قنا - مصر

المحرر: نشكر القارئ الكريم على رسالته، ونلفت انتباهه إلى أن المجلة قد ابتكرت وسيلة جديدة لتشجيع المواهب الأدبية المميزة عبر نشر قصصها في باب «قصص على الهواء» التي تنشر بالاتفاق مع إذاعة «بي.بي.سي»، ويتم بثها أكثر من مرة.

وهذه الزاوية وتضم أربع أو خمس قصص شهرياً هي من المساحة المخصصة للأدب في المجلة، ومع ذلك فسوف ندرس اقتراحكم، أما بالنسبة لأسماء الكتّاب، فهناك بعض الكتّاب الذين يكتبون زوايا ثابتة، وفيما عدا ذلك، فالمجلة تفتح أبوابها لكل الكتّاب من أرجاء العالم العربي. تماماً كما تفتح صفحاتها لنشر كل ما يرقى للنشر من إنتاج الشباب في الأدب.






 





من تقرير السقاف