ارتفاع ضغط الدم ذلك القاتل الصامت عثمان إبراهيم الفريح

ارتفاع ضغط الدم ذلك القاتل الصامت

أولى الخطوات لمواجهة هذا المرض الفتّاك هو اكتشافه أولاً.. ثم العلاج بالأساليب غير الدوائية.. ثم الدوائية إذا لزم الأمر.

ارتفاع ضغط الدم (Hypertension) يحدث عندما تضيق أوعية الدم في الأطراف ذات الحجم الصغير في الجسم, مما يجعل الدم يضغط على جدران الأوعية الدموية أكثر من السابق, ويحتم على القلب أن يعمل بصورة أشد وأن يبذل جهداً أكبر, وعلى الرغم من أن القلب قادر على تحمل هذا الجهد الزائد عدة أشهر فإنه في النهاية سوف يصاب بالتضخم ومن ثم العطب, كما أن الضرر سوف يصيب أوعية الدم في الدماغ, والكلى والعيون. هناك رقمان لتحديد ضغط الدم: الرقم الانقباضي والرقم الانبساطي. فمثلاً ضغط الدم المثالي تحت 120 / 80 (120 على 80) الأول (120) انقباضي والثاني (80) الانبساطي.

الضغط الانقباضي

(الأعلى) يعبر عن القوة التي يبذلها القلب ليضخ الدم إلى الأطراف عبر أوعية الدم.

2- الضغط الانبساطي (السفلي والأقل):

يعبر عن ضغط الدم الذي ينتج بعد ارتخاء عضلة القلب والذي يسمح بعودة الدم إلى داخل القلب.

في الآونة الأخيرة يقسم ضغط الدم (حسب الدليل السعودي لارتفاع ضغط الدم 2004) إلى:

الضغط الطبيعي: أقل من 120 /80.
مقدمات ارتفاع: بين 120 /80 و 140 /90.
ارتفاع درجة أولى: بين 140 /90 إلى 160 / 100
ارتفاع درجة ثانية: فوق 160 /100.

إلا إنه من المتفق عليه أن ضغط الدم المرتفع هو ما كان فوق 140 أو 90 مم زئبقي (انقباضي /انبساطي), وهناك دراسات أثبتت أن ضغط الدم في فئة البالغين عندما يكون عند حد أعلى من الطبيعي سوف يعرّض الشخص المصاب لحوادث القلب وجلطة المخ خاصة للمصابين بداء السكري.

كيفية التشخيص

إذا كان أحد الرقمين الانقباضي أو الانبساطي مرتفعاً والآخر غير مرتفع فذلك يكفي لتشخيص ارتفاع ضغط الدم وتحديد مستوى هذا الارتفاع.

في الماضي ركز الأطباء على حالة ارتفاع ضغط الدم الانبساطي لكونه دليلاً قويًا على تعرض المصاب لتجلط شرايين القلب والدماغ لدى ذوي الأعمار أدنى من 60 عاماً, إلا أن ذلك الاعتقاد خاطئ بالنسبة للأشخاص فوق عمر 60 عامـًا وقد يؤدي ذلك - إذا اعتبرنا فقط الضغط الانبساطي مهماً - دون الاهتمام بالرقم الانقباضي إلى عدم علاج هؤلاء الأشخاص عندما يكون الضغط الانقباضي مرتفعاً بعض الشيء, لذلك لابد من الاهتمام في كلتا حالتي ارتفاع الضغط الانقباضي والانبساطي خاصة لكبار السن.

قياس الضغط ومتابعته في المنزل

إن متابعة ضغط الدم في المنزل بين زيارة وأخرى قد تساعد في تحسين وضع المصاب خاصة لدى أولئك المصابين بتزايد الضغط بين زيارة وأخرى, وكذلك بالنسبة لمن لديه ظاهرة المعطف الأبيض (انظر ما سبق لشرح هذه الظاهرة) أو من يُعتقد أن لديهم صعوبة في التعامل مع العلاجات. وقد أظهرت إحدى الدراسات أن قياس الضغط خلال يوم كامل في المنزل قد ينبيء بما يمكن أن يحدث للقلب أكثر من قياس الضغط في عيادة الطبيب كالمعتاد. ويتضح مدى ضرورة قياس ضغط الدم أكثر من مرة خلال يوم واحد من حقيقة معروفة ألا وهي أن مستوى ضغط الدم لدى كل فرد يتذبذب بين قيمة وأخرى خلال اليوم وليس بثابت عند قيمة معينة طوال اليوم.

ليس من المعقول أن تُحدد كمية الأدوية التي يحتاج إليها المصاب فقط حسب قياس الضغط مرة واحدة في ظروف غير عادية لدى الطبيب.

إنه من المعروف أن ضغط الدم يرتفع أثناء العمل وبذل جهد جسمي أو غيره, وينخفض عند العودة إلى المنزل والاسترخاء, ويصل إنخفاض الضغط إلى أدنى ما يكون خلال النوم, كما يعود ضغط الدم إلى الارتفاع بسرعة عند الاستيقاظ من النوم, وهي الفترة التي يكثر فيها حصول أزمات القلب وجلطات المخ لدى من لديهم ارتفاع شديد في ضغط الدم.

ولقد طُوِّرت وسائل حديثة لمتابعة ضغط الدم على مدى طويل بطريقة آلية إلكترونية لتسجيل الضغط عن طريق كمبيوتر وتحليل النتائج بعد ذلك.

ولكن هذا الفحص السريري على أهميته لا يكتمل إلا إذا قام الطبيب بأخذ القصة المرضية للشخص نفِسه وتاريخ حالته وتاريخ الحالة الصحية لوالديه وأولاده وإخوته وأَخواته, وكذلك مدى وجود حالات من القلق والضغوط النفسية لدى المصاب.

فإن كان لدى أحد الوالدين أو كليهما أو بعض الإخوة والأخوات إصابة بارتفاع ضغط الدم كانت فرصة المصاب أكبر بأن يكون من المرضى الذين يسمى إرتفاع الضغط لديهم بالأولى والذي يكثر بالوراثة. كما أن ظهور ارتفاع ضغط الدم لدى فرد معين بصورة حادة ومفاجئة في مستقبل العمر أو عند تقدمه يدل على أن السبب يعود لأمر معين يمكن التعرف عليه وليس أولياً.

ولا بد من معرفة الطبيب بما يتعاطاه المريض من أدوية أخرى وحتى الشعبية منها, كذلك فإنه من المهم معرفة إذا كان المصاب من النساء أن تخبر الطبيب إن كانت تتناول موانع للحمل التي قد ترفع الضغط لدى عدد قليل من النساء.

وهناك بعض الفحوصات الضرورية عند اكتشاف حالة ارتفاع الضغط لمعرفة الأضرار التي حصلت حتى الآن على بعض الأعضاء وربما أمكن التعرف على سبب ارتفاع الضغط إن كان من النوع الثانوي وإلا تقرر أن السبب أوليّ (أو غير معروف سببه) هذه الفحوصات هي:

1 - صورة كاملة للدم تحدد كمية كريات الدم الحمراء وصفائح الدم وكريات الدم البيضاء.

2 - يقاس أيضاً الكرياتينين واليوريا لمعرفة عمل الكلى, والصوديوم والبوتاسيوم وحامض اليوريك, وقياس السكر (صائمًا) لمعرفة وجود مرض السكري من عدمه.

3 - ومن الضروري قياس المواد الدهنية في الدم كذلك (الكوليسترول).

4 - عمل تخطيط القلب كهربائياً (ECG) لمعرفة تأثير ارتفاع ضغط الدم على عضلة القلب بصورة تقريبية.

5 - فحص البول لمدى وجود الزلال فيه يدل على تأثر الكلى أو كون الكلى هي السبب خاصة عند ظهور صفائح دم حمر في البول مما يشير إلى مرض أولي في الكلى.

وقد يكون هناك حاجة إلى إجراء فحوصات أخرى سوف نتحدث عنها عندما نناقش موضوع ارتفاع الضغط الثانوي فيما بعد.

ارتفاع الضغط الأولي (أو ما يسمى بالضروري) يعني أنه عندما يكون الطبيب غير قادر على التعرف على سبب محدد للحالة بعد إجراء الفحوصات الضرورية وهذا سيكون في الغالبية العظمى في المصابين من ذوي إرتفاع ضغط الدم وبنسبة تقارب (98) في المائة من جميع المصابين أي أن ما نسبته (2) في المائة فقط سيكون هناك سبب يمكن التعرف عليه.

يبدو أن العوامل الوراثية تلعب دوراً مهما في استعداد فرد معين لأن يصاب بارتفاع ضغط الدم العالي الأولي إذا توافرت عوامل أخرى مصاحبة كالسمنة وميل الشخص لتعاطي كمية زائدة من الملح أو وجود ضغوط عملية ونفسية لديه. ولقد توصل الخبراء لتحديد الكروموزومات 13 و 18 في الإنسان لتكون مكان الجينات الخاصة بضغط الدم مع أنه لم يتضح حتى الآن أي منها ذلك الجين المسبب لرفع ضغط الدم. وهناك نظريات كثيرة لشرح مسببات ارتفاع ضغط الدم لكن ليس هناك جزم بأن أيًا منها هو السبب الوحيد.

أهم النظريات حول أسباب المرض

أولى هذه النظريات تقول إن نظام الهرمونات أنجيوتنسين - رينين - الدوستيرون (Angiotensin-Renin-Aldosteron) مضطرب لدى المصابين, ويُرى أن الجين المنظم لضخ هذه الهرمونات المرتبطة ببعضها البعض فيه خلل. وهذا النظام من الهرمونات يسيطر على تحديد ضغط الدم عن طريق تضييق أو توسيع عروق الدم والقدرة على الموازنة بين كمية الماء والصوديوم في الجسم ونمو خلايا القلب.

هذا النظام من الهرمونات وجد منذ ملايين السنين للحفاظ على حياة الكائنات بتوفير الماء والملح وعدم إضاعتها عن طريق البول وكذلك شد عروق الدم وتضيقها عند الحاجة لتوفير الدم للأعضاء الضرورية (المخ, القلب), في حالات معينة يكون هذا النظام في المحيط الذي يعيش فيه الشخص أكثر من الحاجة. ويؤدي ذلك إلى أن يرتفع الضغط ويتجمع الصوديوم والماء حتى في أوقات لا حاجة إليه بها مما يؤدي إلى استمرار ارتفاع ضغط الدم حتى في الأوقات العادية التي لا يحتاج فيها الجسم إلى زيادة ضخ هذه الهرمونات مما يرفع مستوى ضغط الدم بصورة مستديمة. وهناك سبب آخر يمكن أن يكون رافعاً للضغط هو اضطرابات عصبية لنظام أعصاب تسمى بـ Sympathetic الذي هو جزء من الأعصاب اللا إرادية التي تنظم عمل الأعضاء الداخلية كالقلب والأمعاء وعروق الدم إلخ مما يجعلها تميل إلى أن تحفز الأعصاب المؤدية لعروق الدم مما يجعلها تحت مفعول هذه الأعصاب التي تؤدي إلى تضييق الشرايين وهذا من جانبه يرفع ضغط الدم داخلها.

- السبب الثالث هو زيادة إدرار الأنسولين وعلاقته بالسمنة وداء السكري من نمط 2: إن ارتفاع الضغط هو أكثر المشاكل الصحية شيوعاً لدى مرضى السمنة. والسمنة بذاتها مرتبطة جداً مع داء السكري من نمط 2 (الذي يحصل بسبب السمنة عند من لديهم استعداد لذلك).

إن الأشخاص المصابين بالسمنة مع ميلهم لوجود سكرى وارتفاع ضغط الدم, في الغالب ما يكون لديهم مستوى عال بعض الشيء للأنسولين المهم لموازنة كمية السكر في الدم, ولكن المصابين بداء السمنة غالباً ما يكونون غير قادرين على الاستفادة من هرمون الأنسولين مما يؤدي حسب بعض الدراسات إلى تنبيه جهاز الأعصاب اللاإرادي (Sympathetic) الذي يعمل على قبض الصوديوم والماء في الجسم مما يساعد على رفع ضغط الدم سواء أكان المريض سميناً أو غير سمين.

ولكن عامل السمنة مهم في رفع ضغط الدم حيث يمكن أن يسبب تقليل مفعول الأنسولين على توسعة عروق الدم بالإضافة إلى تغيير في نسيج الكلية وهذا يؤدي إلى حبس الصوديوم في الجسم مما يؤدي بدوره إلى رفع ضغط الدم.

- السبب الرابع هو:عند بعض المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم قد يكون مستوى أوكسيد النيتريك (Nitric -Oxide) أقل من اللازم, حيث إن هذه المادة لها مفعول على عضلات عروق الدم اللينة المحيطة بها تساعد على جعلها مرنة ومرتخية قادرة على الاتساع وهذا قد يكون عاملاً في حصول ارتفاع في ضغط الدم الأولي بسبب نقص هذه المادة.

ولقد لوحظ أن عددًا غير قليل من الناس الذين ولدوا بوزن أقل من الطبيعي يصابون بارتفاع ضغط الدم في الطفولة وحتى بعد البلوغ, إلا أنه من غير المعروف لماذا يصاب بعض الناس أثناء الحمل بـصغر الوزن, قد يكون ذلك بسبب ضعف في الدورة الدموية للمشيمة المغذية للجنين.

على أن كل ما ذكر سابقاً من الأسباب الممكنة لم يثبت أنه سبب ارتفاع ضغط الدم وهذه كلها إمكانات نظرية فقط.

ارتفاع ضغط الدم الثانوي

هي الفئة الأخرى من حالة ارتفاع ضغط الدم ذي السبب الممكن اكتشافه وربما إزالته ومن ثم عودة ضغط الدم إلى الحالة الطبيعية. كما ذكرنا سابقاً هذه الفئة من حالة ارتفاع ضغط الدم هي الفئة النادرة وتصل فقط إلى نسبة (2) بالمائة من جميع حالات ارتفاع ضغط الدم.

وأمراض ضعف عمل الكلى هي أكثر هذه الأسباب شيوعا,ً حيث إن ضعف عمل الكلى في التخلص من الصوديوم (الملح) وتجمع هذه المادة في الجسم يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم, ويظهر ذلك عندما يتم علاج ضعف الكلى إما بإجراء الغسيل الكلوي أو ربما زراعة كلية حيث يمكن للضغط أن يعود إلى حالته الطبيعية.

هناك حالات زيادة إدرار بعض الهرمونات التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم كزيادة إدرار الغدة الدرقية الذي يؤدي إلى ميل المصاب إلى تجنب الجو الدافئ وزيادة العرق والشعور بعدم الراحة وارتفاع دقات القلب وارتفاع ضغط الدم, وعندما يتم علاج هذا المرض يعود ضغط الدم إلى حالته الطبيعية.

وزيادة إدرار الغدة فوق الكلوية لمادة الكورتزون يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم كذلك, ويمكن علاج هذا المرض جراحياً ومن ثم يعود الضغط إلى الطبيعي (هذه الحالة تدعى بمرض كوشنق).

ويمكن في بعض الأحيان أن يرتفع الضغط أثناء الحمل وخاصة في الأشهر الأخيرة منه إلا أنه يعود إلى الوضع الطبيعي بعد الولادة بقليل.

من الذي يتعرض لارتفاع ضغط الدم?

1- العمر:

سواء للذكور أو للإناث بتقدم العمر يزداد خطر التعرض لارتفاع ضغط الدم. وحتى عمر 55 سنه يكون تعرض الذكور أكثر منه للنساء, وبعد هذه السن تتحول النسبة فيكون تعرض الإناث أكثر منه للذكور.

2 - الوزن:

إن ثلث من لديهم ارتفاع في ضغط الدم مصابون في الوقت ذاته بالسمنة, وخطر تعرض المرء لارتفاع ضغط الدم هو ضعفه بالنسبة للأشخاص المصابين بالسمنة مقارنة بذوي الوزن المعتدل. ويبدو أن السبب الرئيسي لتعرض كبار السن لارتفاع ضغط الدم سببه الحقيقي هو ميل كبار السن - خاصة الإناث فوق عمر 55 سنه - لارتفاع الوزن. أما الأطفال والمراهقون ذوو الأوزان الزائدة وكذلك أولئك الأطفال الذين ولدوا بأوزان تحت الطبيعي فإنهم معرضون لإرتفاع ضغط الدم لدى بلوغهم.

3 - العامل الأسري:

بعض الخبراء يقولون إن 30 إلى 60 في المائة من حالات ارتفاع ضغط الدم الأولى أسبابه وراثية. ومن المعلوم أن من لديه أخا أو أختا أصيب أحدهما بتصلب شرايين القلب المبكر يكون معرضاً للإصابة بارتفاع ضغط الدم أكثر من لو كان المصاب أباً أو أماً.

4 - العامل النفسي:

الأشخاص الذين يميلون لحالات الخوف والوجل أو لديهم سوداوية في الطبع يكون خطر تعرضهم لارتفاع ضغط الدم ضعف الأشخاص الطبيعيين. إلا أنه غير معروف ما إذا كان العامل النفسي بحد ذاته يؤدي إلى التأثير على عروق الدم أو أن حالة المصابين النفسية تقودهم لتصرفات مضرة بالصحة كزيادة تناول الأطعمة التي تؤدي إلى السمنة أو إلى تعاطي السموم الكحولية أو عدم الراحة وراحة البال.

ما أخطار ارتفاع ضغط الدم?

إن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى الوفاة عندما لا يتم علاجه, حيث إن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى حدوث جلطات المخ والقلب في حوالي 75 في المائة من الإصابات.

عندما يكون الضغط غير منضبط تحت العلاج تزداد نسبة حصول جلطات المخ عشر مرات وحصول جلطات القلب بنسبة خمس مرات ويمكن تفادى ذلك بضبط العلاج ومواصلته.

ضرر ضغط الدم المرتفع على أعضاء الجسم:

ضغط الدم العالي يؤدي إلى فشل عضلة القلب مع الزمن إذا لم يتم علاجه حيث يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تغير في نسيج عضلة القلب وذلك حسب ما يلي: في البداية ومع طول مفعول الضغط العالي على عضلة القلب تتضخم العضلة شيئاً فشيئاً كي تعادل ارتفاع الضغط مما يمكن من ضخ الدم إلى جميع عروق الدم. هذا يجعل عضلة القلب غير قادرة على الارتخاء والتوسع من الداخل لاحتواء الدم العائد إلى القلب عبر الأذينين الأيمن والأيسر إلى البطينين الأيمن والأيسر. لذا فإن منع ذلك التغيير في عضلة القلب منذ البداية عندما يكتشف ظهور الحالة ضروري جداً.

ضرر ارتفاع ضغط الدم على الكلى ناتج من أن شرايين الدم التي تتخلل أعضاء الجسم ومنها الكليتان تتأثر بارتفاع ضغط الدم مع الوقت وتتضخم جدارنها مما يقلل مع الزمن من قدرة الدم على السير بسهولة داخلها وهذا يؤدي إلى نقص تغذية العضو (الكلية) وفقدانها لوظيفتها ومن ثم فشلها. وارتفاع ضغط الدم الأولي إذا أدى إلى ضرر الكلى مع الزمن يؤدي إلى حاجة المصاب إلى تعويض عمل الكلى عندئذ بالغسيل, إلا أن مرض الكلى هو نفسه سبب لارتفاع ضغط الدم وإذا لم تتم السيطرة عليه يؤدي ذلك إلى زيادة التأثير على الكلى:

أولاً: بسبب مرض الكلية.
ثانياً: بسبب ارتفاع ضغط الدم.

تأثير ضغط الدم على العينين ناتج عن تضخم جدران عروق الدم التي تغذي قاع العين وأحياناً انفجارها مما يؤدي إلى ضعف الرؤية في العين المصابة وربما تفقد تلك العين القدرة على الرؤية تماماً.

هذه التأثيرات تظهر كثيراً ويسهل ملاحظتها إلا أن جميع أعضاء الجسم تتأثر بارتفاع ضغط الدم خصوصا الأعضاء المهمة التالية: المخ, العينين, القلب, والكليتين.

ضغط الدم أثناء الحمل

قد يرتفع ضغط الدم بشكل مفاجئ وحاد أثناء الحمل عند بعض الإناث وهذه المضاعفات تسمى بمقدمات التسمم. حيث إن هذا الوضع يؤدي إذا لم يتم علاجه على وجه السرعة إلى ضرر كبير بالطفل والأنثى الحامل. لحسن الحظ فإن هذا ممكن حصوله فقط لدى حوالي (5) في المائة من الحوامل وعادة أثناء أول حمل وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة منه. ومن المعتاد أن يعود الضغط إلى الوضع الطبيـعي بعد الولادة.

قد يكون هناك مرض مسبق يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يزيد من احتمال حصول هذه الحالة مثل وجود ضغط دم مرتفع مسبقاً للحمل أو وجود مرض في الكلى, ومن علاماته وجود زلال في البول أكثر من الطبيعي وتضخم الساقين بسبب تجمع الماء فيهما بصورة حادة أكثر من المعتاد أثناء الأشهر الأخيرة من الحمل, وهناك احتمال أن يكون سبب ذلك المرض هو عدم تمكن المشيمة من الالتحام تماماً في جدار الرحم وعجزها عن تقديم كمية كافية من الدم للجنين مما يرغم الحامل على رفع ضغطها لإيصال دم كاف للجنين. وقد يكون هذا سبب صغر وزن الجنين وربما إلحاق الضرر بمخه وعينيه, والحالات المتقدمة بسبب عدم علاجها في فترة مبكرة قد تؤدي إلى ضرر كلوى على الحامل, وحصول صرع وربما غيبوبة تفضي في النهاية إلى وفاة الحامل والجنين. من أجل هذا لا بد من أن يقاس ضغط الأنثى الحامل في بداية الحمل ووسطه وأثناء الأشهر الثلاثة الأخيرة, كما أنه من الضروري فحص البول للتأكد من عدم وجود زلال فيه.

أعراض ما قبل تسمم الحمل هي كما يلي:

- ارتفاع شديد مفاجئ في ضغط الدم.

- تجمع السوائل في جسم الحامل مع انتفاخ الوجه وتضخم الساقين.

- ظهور زلال زائد في بول الحامل.

وعلاماته تكون بإشارات قد تلاحظها الحامل مثل الصداع, زغللة في النظر, كره الضوء الحاد, الشعور بالأرهاق, الغثيان في الأشهر الأخيرة من الحمل, نقص البول, ألم حاد في الجانب الأيمن من البطن وضيق في التنفس.

وقد يحتاج علاج هذا المرض إلى الراحة في المنزل وإن كانت الحالة شديدة قد يُضطر إلى دخول المستشفى لضبط ضغط الدم وإجراء الفحوصات اللازمة لمعرفة مدى الضرر الحاصل للجنين والحامل لمعرفة مدى الحاجة للإسراع بالولادة إذا لم يمكن السيطرة على المرض أو ظهرت أضرار على أي من الأم والجنين.

كيفَ السّلوّ عنِ الّذي مثوُاهُ من قلبي السّوادُ?
ملكَ القلوبَ بحسنِهِ, فَلَها, إذا أمَرَ, انْقِيادُ
يا هاجرِي كمْ أستفيدُ الصّبرَ عَنْكَ, فَلا أْفَادُ
ألاّ رثيْتَ لمنْ يبيتُ, وحشوُ مقلتِهِ السّهادُ?


(ابن زيدون)

 

عثمان إبراهيم الفريح 





لايستطيع القلب أن يتحمل الضغط طويلاً. فارتفاع ضغط الدم يمكن أن يصيبه بالتضخم ثم بالعطب