عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

لوكليزيو.. الأديب العولمي

لعل الكثير من قراء الآداب المترجمة إلى العربية قد عرفوا الكاتب الفرنسي، «جان ماري لوكليزيو» من خلال روايته الشهيرة «صحراء»، التي يصف فيها عادات بعض القبائل العربية والبربرية، وحالة الهجرة المتواصلة التي يعيشونها في الصحراء الكبرى بشمال إفريقيا، كما عرفوه أيضاً من خلال المجموعة القصصية الوحيدة التي نشرت تحت عنوان «الربيع ومواسم أخرى»، وربما كان هناك كتاب آخر أو كتابان مترجمان، ولكنها جميعاً لاترتقي إلى تعريف القارئ العربي بهذا الكاتب المتميز، الذي بلغ عدد مؤلفاته حوالي الأربعين كتاباً، شملت الرواية والقصة القصيرة وكتب الأطفال وأدب الرحلات، هذا غير العشرات من البحوث والدراسات التي كتبها عن كل مكان ذهب إليه. وهو يعيش الآن في عزلة تامة في إحدى ولايات الجنوب الأمريكي، ولكنه قبل ذلك لم يكن يكف عن الطواف بكل مكان في العالم، باعتبار أن الكرة الأرضية هي جزء صغير من وطنه الأكبر الذي يحتوي الكون بأكمله.

إنه نموذج للكاتب العولمي الذي آمن بتنوع البشر وتفاعل الثقافات وعدم استعلاء أي حضارة على أخرى، وظهرت في أدبه نزعة إنسانية عالمية تخطت الحدود الإقليمية الضيقة، وهو الأمر الذي أهّله للحصول على جائزة نوبل للآداب عام 2008، وبهذه المناسبة تنشر «العربي» واحدة من المقابلات الفريدة، التي أجريت مع الكاتب في عزلته، وتكشف عن جوانب خاصة من شخصيته ومكوناته الثقافية.

وفي حديثه لهذا الشهر يتعرض رئيس تحرير «العربي» إلى قضية الفضائيات العربية، التي أصبحت تنمو كالفطر، دون أن تقدم لنا جديداً إلا المساهمة في عملية تغييب العقل العربي، ويرى رئيس التحرير أن هذه الفضائيات تقوم بدور سلبي وخطير يتعارض مع روح النهضة التي نريد للمجتمع العربي أن يأخذ بها ليتخلص من تخلفه، ويطالب بوضع إستراتيجية ملموسة، تستهدف التعامل مع ذهنية المشاهد العربي بشكل مدروس ومنهجي بما يحقق الخطط التنموية التي نطمح إليها.

وتلقي «العربي» الضوء على المؤتمر الاقتصادي العربي الذي تستعد دولة الكويت لاستضافته في هذا الشهر، وسيبحث هذا المؤتمر إمكان تكامل الاقتصادات العربية في مواجهة الأزمات المالية الطاحنة التي يشهدها العالم الآن، فتقدم ملفاً حول مستقبل الاقتصاد العربي وما فيه من نقاط للقوة تؤهله للتطور والمنافسة، وهو حلم كل عربي في أن نتخذ خطوة جادة في هذا السبيل.

وتزور «العربي» دولة إسلامية مهمة هي أوزبكستان التي لعبت دوراً نشطاً في انتشار الإسلام في وسط آسيا، حتى وصلت به إلى حدود الصين، وهي الآن من الدول الناهضة التي نالت استقلالها في التسعينيات بعد طول غياب تحت الحكم الشامل للاتحاد السوفييتي السابق، وهي تبحث عن شخصيتها وتجدد هويتها. ويحفل العدد أيضاً بالعديد من قضايا الفكر والفن، فهي تقدم من الأردن رائداً من رواد فنها المعاصر، وتلقي الضوء على السينما الكوميدية، وتحاول أن تستعرض آخر البشائر في علاج مرض «الإيدز» ومع كل هذا تحرص «العربي» على أن تنوع وجبتها الشهرية حتى ترضي كل عشاق الثقافة الجادة.

 

 

 

 

المحرر