شوقي عبد الأمير وفخري صالح

شوقي عبد الأمير وفخري صالح

«كتاب في جريدة» إنجاز وتواصل

المشروع يسلط الضوء على ظاهرة الشعر العربي في الربع الأخير من القرن العشرين

انضمت «العربي» منذ شهر نوفمبر الماضي إلى العديد من كبريات الصحف العربية في نشر «كتاب في جريدة» في دولة الكويت مساهمة منها في دعم هذا المشروع الذي حقق إنجازاً مهماً للثقافة العربية وأوصل أمهات الكتب في الأدب العربي مجاناً إلى أيدي ملايين القراء.

هذا المشروع الذي يجمع منظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) وراعيا للمشروع يتكفل بمصاريف الإعداد للكتاب والتواصل مع معدي الكتب أو أصحاب الكتب، يضاف إلى ذلك عدد كبير من الصحف العربية في محيط العرب وخليجه، في مشرقه ومغربه، إضافة إلى «العربي»، بحيث يصبح بالإمكان نشر هذا الكتاب الشهري على شكل صحيفة في أول أربعاء من كل شهر. ما يقترب من مليونين أو ثلاثة ملايين نسخة من «كتاب في جريدة» تظهر كل شهر عن صحف عربية كثيرة لتصل إلى أيدي ما يزيد على ثلاثة ملايين قارئ عربي محتمل.

في كل كتاب نلتقي بمنتخبات من أمهات الكتب العربية القديمة أو المؤلفات الحديثة شعرا وقصة ورواية وفكرا، ما يمثل وجبة معرفية دسمة للقارئ العام الذي يتعذر عليه، لأسباب عديدة، الوصول إلى الكتب الكثيرة المطروحة في السوق. كما أن مؤسسة «كتاب في جريدة» تخطط هذا العام لإصدار اثني عشر عددا من مختارات الشعر العربي أسمتها «موسوعة الشعر العربي» لتقديم الظاهرة الشعرية العربية في الربع الأخير من القرن العشرين للقراء العرب.

إنه مشروع يستحق الالتفات والدعم والحرص عليه لكي يظل زادا لقراء الصحف السيارة.

وبمناسبة مشاركة مجلة «العربي» في هذا المشروع الطموح، كان هذا الحوار مع المدير العام لـ «كتاب في جريدة» الشاعر شوقي عبدالأمير وقد أجرى الحوار الكاتب والناقد الأردني فخري صالح.

  • ما حقيقة الإنجاز الذي حققه مشروع «كتاب في جريدة» من وجهة نظركم؟

- إن عملية إصدار عمل معرفيّ إبداعيّ نصّي تشكيليّ كامل وعلى أعلى المستويات في جريدة يومية هو بحد ذاته نقلة نوعية لدور الصحيفة ولدور الكتاب في آن. وقد جاء ذلك في وقت ينحدر فيه مستوى العلاقة مع الكتاب والقراءة في عالمنا العربي إلى درجة كارثيّة حسب إحصاءات المنظمات العالمية المختصة وعلى رأسها اليونسكو والأرقام نعرفها: كتاب واحد لكل 300.000 عربي. وكل ما يستهلكه العالم العربي من ورق في صناعة الكتب يوازي ما تستهلكه دار نشر غربية كبيرة. إن النقلة النوعية لكتاب في جريدة تتلخص في أنه كسر حاجز النخبة الضئيلة التي لا تتجاوز الآلاف أو المئات فاتحاً صفحاته أمام الملايين. كما تحطم أيضاً الشكل التقليدي للكتاب وأصبح بحجم التابلويد مع الصور والألوان وفي هذا أيضاً تحول شكلي سمح للكتاب بالوصول إلى أيدٍ لم تكن تألف التعامل مع صفحاته بشكله المعروف والذي ظل نخبوياً من الدرجة الأولى. يضاف إلى ذلك وحدة الشكل ويوم النشر المشترك أي الموعد مع الملايين وهذا أمر لم تألفه الكتب وقد قدّمته الصحيفة في خدمة الكتاب. أما ملامح هذه النقلة لدى الصحافة العربية فإنها واضحة وعميقة، فقد صارت الصحافة العربية مجتمعة تحت شعار منظمة اليونسكو «معهداً معرفيّاً جماهيرياً» وهذا تأسيس في نقل المعرفة تقدمه المنطقة العربية كنموذج أول في العالم تتدارس اليونسكو اليوم أهميته الرياديّة على مستوى المجموعة الدوليّة، ذلك لأن مشروع اليونسكو الذي سبق «كتاب في جريدة» في إسبانيا وأمريكا اللاتينية قد توقف في العام السادس بعد إصدار قرابة 66 كتاباً، ولم يحصل أثناء تلك التجربة من الإرهاصات والتفاعلات مثل تلك التي جعلت من «كتاب في جريدة» اليوم الصرح الثقافي العربي المشترك الوحيد.

  • رغم تركيز كتاب في جريدة على نشر ما هو منشور من قصص وروايات وشعر، فقد نشرتم في عدد كبير من الأعداد مختارات قصصية أو شعرية. ألا تظن أن ذلك يلتقي مع مشروع «موسوعة الشعر العربي» الذي تعدون له خلال العامين المقبلين؟

- بالطبع ولكن بشكل مُصغّر فقد نشرنا بالفعل «مختارات من قصص المرأة» و«مختارات للشعر الفلسطيني» و«شعر الخليج العربي» وكذلك «الشعر السوداني» أخيراً وكانت أعداداً متباعدة مختصة، كل في منطقته. ولكنها المرّة الأولى التي نتصدى فيها لظاهرة شعرية عربيّة شاملة جغرافيًّا وتاريخيًّا. يضاف إلى ذلك أن هذه المنطقة الكثيفة والمعقّدة والحساسة من تاريخنا الأدبي وهي التي حددناها في «الشعر العربي في الربع الأخير من القرن العشرين» ظلّت بعيدة عن التناول بشكل إجمالي وضمن مسار تأريخي نقدي متكامل ومتصل بمرحلة الروّاد على عكس هذه الأخيرة وكل المراحل التي سبقتها. من هنا تتأتى أهميّة هذا العمل على المستوى النقدي حيث تعلم وأنت ناقد أن السؤال الشعري بين قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة والذي يحتل صلب هذه المرحلة ما زال مفتوحاً على مصراعيه. وقد قامت قبل أشهر في بيروت ندوة خاصة بقصيدة النثر في الجامعة الأمريكيّة، فشلت تماماً في الرد على هذا السؤال وظلّت مداخلات المشاركين أشبه بردود أفعال شخصيّة من محاباة لطرف أو هجوم على آخر.

كما أن لجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة في مصر تهيّئ هذه الأيام لمهرجان شعري عربي لشعراء هذه المرحلة وقد انفجر الصراع قبل بداية المهرجان بأشهر حول السؤال ذاته: قصيدة النثر وموقعها. إنني أعتقد أن «كتاب في جريدة» سيسهم عبر مشروعه هذا ببلورة الصورة إلى حد كبير أو على الأقل تقديم مساهمة عبر الملايين من قارئيه لإيضاح هذا السؤال خارج أسوار النخبة. لعل الجواب سيأتي كما أقول دائماً من «القارئين» وهم بالملايين لا من «القرّاء» وهم بالألوف في أحسن الأحوال.

موسوعة الشعر العربي

  • هل يمكن أن تحدثنا عن مشروع «موسوعة الشعر العربي» الذي ينوي كتاب في جريدة إطلاقها بدءا من عام 2007؟

- كتاب في جريدة يتحول في مشروعه لنشر ديوان الشعر العربي في الربع الأخير من القرن العشرين من مجرد مشروع معرفي يعنى بإيصال المادة المعرفية والإبداعية إلى عموم القراء إلى ورشة نقدية لدراسة أهم ظاهرة شعرية لمرحلة ما بعد الرواد على مستوى الوطن العربي بأكمله، وبالتالي نشر هذه الظاهرة وتوزيعها. ففي المائة عدد السابقة كان «كتاب في جريدة» ينشر النتاج الإبداعي والمعرفي فقط. الآن يقوم المشروع بتقييم ودراسة واستخلاص قيم وأسماء ومعطيات تتعلق بأهم ظاهرة شعرية خلال السنوات الأخيرة. وهذا بحد ذاته انتقال نوعي وتطور يفتح لـ«كتاب في جريدة» آفاقا لم يضطلع بها أو يتصد لها أي ناقد، على مستوى الفرد، لأنه لا يستطيع ذلك بمفرده. بهذا المعنى لم تعمل أية مدرسة نقدية على مواجهة هذه الظاهرة الشعرية المتعاظمة والمعقدة. و«كتاب في جريدة» بهذا يدخل في صلب سؤال مستقبل الشعر العربي.

كم عددا سيصدر من «كتاب في جريدة» حول الشعر العربي خلال هذا العام والعام المقبل، وهل هناك توزيع خاص بالأقطار العربية في هذه الأعداد المرتقبة؟

- نعم، سوف نصدر عشرة أعداد ما بين عامي 2007 و2008. وأتمنى أن تتحول هذه الأعداد، بالتعاون مع رؤساء تحرير الصحف، إلى منبر نقدي جماهيري، من ناحية، وإلى موضع للجدل والحوار بين المثقفين والمختصين ليصدر عن ذلك عمل نقدي ضخم يسهم في الدورات التي تلي (2009 ـ 2010) في عملية فرز انتقائية أخرى داخل هذه المرحلة (أي مرحلة ما بعد الرواد) لاستخلاص عدد أقل من الأسماء المؤثرة والمتميزة تنشر هي بدورها في أعداد خاصة فيما بعد.

  • هل يمكن أن تعطينا فكرة عن توزيع هذه الأعداد واللجنة التي كلفت بإنجاز المختارات والتعليق النقدي عليها؟

لقد اختار مجلس إدارة المشروع عددا من النقاد والشعراء والباحثين العرب المشهود لهم بمعرفتهم بالشعر العربي لكي يقوموا باختيار البارز من الشعري العربي المعاصر وتقديمه للقراء وذلك تنفيذاً لما أُقرّ في المؤتمر الأخير لـ «كتاب في جريدة» الذي عُقد في باريس في الفترة 14 و15 /نوفمبر / 2005 حيث بدأ العمل في إعداد أنطولوجيا (مختارات) شعرية في عشرة أجزاء لتقديم الشعر العربي في مرحلة ما بعد الروّاد تحت عنوان «ديوان الشعر العربي في الربع الأخير من القرن العشرين»، وقد كُلّفت بإعداد المختارات والتقديم لها هيئة تشكلت على النحو الآتي: جابر عصفور ومحمد بدوي (جزء واحد عن مصر)، هاشم شفيق وشوقي عبد الأمير (جزء عن العراق)، شوقي بزيع وعبده وازن (جزء عن لبنان)، حسين بن حمزة وبندر عبد الحميد (جزء عن سورية)، أمجد ناصر وفخري صالح (جزء عن الأردن وفلسطين)، عبد العزيز المقالح وسيف الرحبي وسعد الحميدين (جزءان عن الجزيرة والخليج)، عبدالله زريقة وواسيني الأعرج ومحمد علي اليوسفي (جزءان عن المغرب والجزائر وتونس وليبيا).

الأعمال الشعرية

  • هل تخططون لشيء آخر إضافة لنشر هذه المختارات في «كتاب في جريدة»؟

- نعم، ستصدر هذه الأجزاء بعد الانتهاء من نشرها في «كتاب في جريدة» بالتعاون مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر في ثلاثة مجلّدات ضمن سلسلة «الأعمال الشعرية». وستقام ندوات ولقاءات نقدية وشعرية عبر العواصم العربية لدراسة وتقييم هذه المرحلة الشعرية الخصبة والتي شكلت منعطفاً في مسيرة الشعر العربي.

  • ألا تعتقد أن عددا خاصا من كتاب في جريدة لنشر مختارات لا يكفي في الحقيقة للتعرف على حركة الشعر العربي المعاصر وسيقع الكثير من الظلم على شعراء أساسيين في ربع القرن الأخير؟ حتى أن المساحة المخصصة لكل شاعر في المختارات قليلة والتعريف به لا يكفي للتعرف على تجربته الشعرية؟

- إنني أعتقد أن الأمر عكس ذلك، فالمساحة التي خصصناها هي عشرة أجزاء بمعدل 80 صفحة A4 لكل عدد، أي بمجموع 800 صفحة A4، أي بمعدل 250 إلى 300 شاعر في جميع الدول العربية. أعتقد أن هذا يكفي حتى وإن كان هناك قرابة ألف شاعر لكن العملية النقدية تكمن في الاختيار بعد الدراسة والتحليل المعمق، لا بد أن نخطو باتجاه مرحلة أولى من الغربلة توخيًّا للاقتراب من الملامح الحقيقية لهذه المرحلة الشعرية. لا أعتقد أن المساحة المخصّصة لكل شاعر قليلة في المختارات لأننا خصصنا ثلاث صفحات مع صورة تشكيليّة وأعتقد أنها تعطي فكرة لا بأس بها. إنني أعرف العديد من كتب المختارات العالمية المشهورة لا تعطي للشاعر أكثر من صفحتين.

  • هل يتوجه مشروع كتاب في جريدة ليكون أشبه بدار نشر للكتب الجديدة التي يتوقع أن تحقق رواجا عبر نشرها في «كتاب في جريدة»؟

- لا، على الإطلاق. إن «كتاب في جريدة» هو منطقة وسطى بين الناشر والقارئ، لأنّه يقرب الكتاب إلى أيدي أناس عديدين لم يألفوا ولم يجرّبوا التعامل مع «الكتاب» بشكله الكلاسيكي في محاولة لجرّهم وتعويدهم على هذه الممارسة الحضارية، خاصة وأنهم يعرفون القراءة والكتابة. وهذا يعني أن الشرط الأساس متوفر ولكن إحجامهم عن القراءة متأتٍ من أسباب إما ماديّة أو في عدم قدرتهم على الاختيار أو حتى برفضهم التعامل أو التعاطي مع «الكتاب» باعتباره حالة نخبويّة بامتياز. ولهذا فإن فلسفة وصيغة «كتاب في جريدة» هي القفز على كل هذه «المعوّقات» كما تعلم.

هذا من ناحية، أما عن الناشر فإننا لا نريد أن ننافسه. على العكس لأننا نرغب في تشويق الناس بعد الاطلاع على الكتاب على شكل جريدة لكي يذهبوا لشرائه فيما بعد والاحتفاظ به. وهذا بالفعل ما يحدث فقد أخبرني العديد من رؤساء دور النشر مثل الأستاذ ماهر الكيالي رئيس المؤسسة العربية للدراسات والنشر أن الكتب التي يوزّعها «كتاب في جريدة» تحقق طلباً متصاعداً عليها ككتب. أي أننا نقدم نوعاً من الإعلان الضخم. وفي آخر لقاء لي مع دار النهار، للحصول على الموافقة على نشر عمل للروائي اللبناني الراحل يوسف حبشي الأشقر، اتفقنا أن يقوم الأستاذ فارس ساسين، مدير الدار، بنشر طبعة ثانية للرواية وطرحها في السوق. هنا تكمن أهمية «كتاب في جريدة» لأنه لا ينافس أحداً وهو يسدي خدمة للجميع.

بعيداً عن الربح

  • يبدو العمل في «كتاب في جريدة» نوعا من التكافل والتضامن بين جهات عديدة: الكتاب ومعدي المختارات، والصحف والمجلات المشاركة، والجهة الداعمة. هل يمكن في المستقبل أن يتحول «كتاب في جريدة» إلى مؤسسة قابلة للربح؟ وما الأسباب التي تمنع تحولها إلى مؤسسة من هذا النوع؟ هل يعود ذلك إلى قلة عدد القراء؟ إلى عدم رواج الكتاب؟ إلى أي شيء تعزو ذلك؟

- «كتاب في جريدة» خليّة إنتاجية لنقل المعرفة وهو يعمل بتكامل وتكافل بين جهات عدّة ابتداءً من المؤلف فالناشر فالموزع فالصحيفة. و«كتاب في جريدة» يواكب كل هذه العمليّة من منطلق تقديم الخدمة للجميع كما أوضحت وبالأخص طبعاً القارئ، لأنه المحطة الأخيرة لكل هذه المسيرة.

في الواقع أن فكرة «كتاب في جريدة» عبقرية في حد ذاتها، وهي السر الأكبر في كونه نقطة التقاء لكل المساهمين فيه. ولهذا لا يمكن أن يتحول إلى مؤسسة ربحيّة لأنه قائم على فلسفة العطاء البعيدة عن المراهنات وصراعات السوق. إننا كخليّة إنتاجية للمشروع ندين للجهة الراعية التي تقف وراء تمويل المكاتب وتقديم الدعم المالي لما يعرف بـ«الخليّة التنفيذية» والتي تعمل من بيروت. وبهذه المناسبة أود أن أحيي الموقف الداعم والسند الكبير الذي قدّمه ويقدمه الشيخ محمد بن عيسى الجابر رئيس مؤسسة MBI Foundation بصفته راعياً للمشروع ومبعوثاً شخصيًّا للسيد كويشيرو ماتسورا، مدير عام منظمة اليونسكو والذي بعد توقيعه بروتوكول التعاون مع اليونسكو قد أرسى المشروع على أُسس ثابتة وفتح أمامه آفاقاً كبيرة.

  • ألا تعتقد أن دور الهيئة الاستشارية في «كتاب في جريدة» تقلص في السنوات الأخيرة وأصبحت اجتماعات مؤسسة «كتاب في جريدة» تتباعد ما أدى إلى ضعف الحوار بين المشاركين في المؤسسة؟

- على العكس تماماً فقد تطورت العلاقة مع الهيئة الاستشارية في السنوات الأخيرة، فبعد أن كنّا نجتمع كل سنتين في المرحلة الأولى، صرنا في الانطلاقة الجديدة نجتمع كل سنة ونقرّ عدداً من المؤلفات نعودُ لمناقشة بعضها في السنة التالية. ولهذا فإن الحوار صار أقوى وأكثر تواصلاً علماً بأننا نتعاون مع الهيئة الاستشارية في إنجاز العديد من المؤلفات أو حتى العروض والمقدمات التي تكتب لبعض الكتب. وأكثر من هذا فإن التواصل عبر الانترنت والهاتف واللقاءات أيضاً لا يتوقف.

الكلمة والريشة

  • «كتاب في جريدة» يمزج بين إبداع الكلمة والفن التشكيلي، فكل عدد يجمع كاتبا أو أكثر مع رسام وفنان تشكيلي عربي بارز. هل تظن أن هذه الظاهرة الأدبية التشكيلية قد لفتت الانتباه؟

- المؤسف في المتابعة الصحفية والنقدية لـ«كتاب في جريدة» طيلة السنوات العشر السابقة غياب التركيز، وبشكل ملحوظ، على المساهمة المهمة التي قدمها عدد كبير من الفنانين التشكيليين العرب في «كتاب في جريدة»، حيث بلغ عددهم ما يقارب مائة فنان. فلا بد أن يكون «كتاب في جريدة» قدم هؤلاء الفنانين للجمهور العام، وأحدث نقلة نوعية، ويمكن أن أقول انفجارا في عملية التواصل بين التشكيليين العرب والقراء في عموم العالم العربي. لكن ما يبعث على الدهشة والتساؤل أن هذه الظاهرة غابت كليا عن ردود الفعل النقدية، وكأن وصول الفن التشكيلي إلى عموم الناس أمر هامشي، وأن العقل الثقافي العربي منحصر بالنص والعبارة.

  • هل أنت مطمئن إلى مستقبل «كتاب في جريدة» خصوصا أنه توقف سابقا لانعدام التمويل؟

- في الواقع لقد طمأنني إلى حد كبير رؤساء تحرير الصحف وهم العصب النابض الذي من دونه لا يوجد «كتاب في جريدة»، وذلك أثناء الذكرى العاشرة في مؤتمر باريس 2005. لقد أكّدوا جميعاً أن السنوات العشر المنصرمة لم تخفف من حماسهم في شيء، وهم مستعدون لمواصلة هذه المسيرة الحضارية وهذا الصرح الذي بنيناه معهم حجراً حجراً حتى أن بعضهم قال لي: «إن أردت التوقف فهذا شأنك. لا أحد يمنعني من مواصلة نشر كتاب في جريدتي».

هذا من ناحية كما أن الدعم الكريم والوقفة التاريخية للشيخ الجابر مع منظمة اليونسكو والذي تكلّل أخيراً بتخصيصه مكاتب لـ «كتاب في جريدة» في موقع رائع من بيروت واستجابته الدائمة لحاجات العمل، كل هذا يدفعنا أكثر إلى التفاؤل وأكثر منه إلى العمل والعطاء.

  • إلام يطمح «كتاب في جريدة» في السنوات المقبلة؟

- قلت ذلك منذ الأيام الأولى. إن ما نطمح إليه هو الخروج من هذه البركة الضحلة التي تجف يوماً بعد يوم وهي ما يعرف بالقرّاء العرب، لنصل إلى محيط القارئين العرب. أن نجعل من الكتاب والقراءة محيطاً حضارياً حقيقياً وهذا يعني التوصل إلى رفع منسوب القراءة في نهر الإبداع والفكر العربيين.

ذلك هو طموحي. إنني أعتقد أن المسيرة التي بدأت منذ عشر سنوات قد قطعت شوطاً في هذا الاتجاه ولكننا لم نتعود أن ننظر إلى الوراء.





عدد ديسمبر 2008 الذي أصدرته «العربي» من «كتاب في جريدة»





شوقي عبد الأمير





فخري صالح





الشيخ محمد بن عيسى الجابر يقلد مدير منظمة اليونسكو كوشيرو ماتسورا جائزة «كتاب في جريدة» التقديرية





عدد أكتوبر 2008 الذي أصدرته «العربي» من «كتاب في جريدة» لقرائها داخل الكويت