كان اسمه دمي.. محمد يوسف

شعر

هذا الذي واريته التراب.. واحتسبته
خرقة يتمي: كان اسمه دمي..
كانت له خريطة.. ونهرٌ ودلتا؛
ورفقة، وصحبةٌ؛
كان اسمه ابن رشد
كان اسمه الغزالي
كان اسمه الأرض التي تسأل عن غوايتي
تردُ غيبتي في فجوة السؤال
تكسو رمادي جمرة في دفتر الأحوالِ
لكي أشد قامتي،
آخذ زينتي،
من التجسد الملتاع في حوارها..
أبذر نطفة النشيد في أسرارها.

...
- هل كانت الأرض التي توقفت عن غيها
مصيدة فانكشفت؟
أم كانت الأرض التي تكلست
من صمتها مكيدة.. فانطمست..؟
أم كانت الأرض طيوراً من زبدْ..؟
تورمت.. وانتشرت
في فورة الغثاء رغوة من الكَبَدْ؟
تقشرت.. وانحشرت..
في شهوة الغواية التي ترمم البددْ؟
حتى إذا حبست نفسي
في كأس يأسي
سألتها: ما الفرق بين غربتين:
هجرتي إلى رماد السنبلة؟
وهجرة السؤال
من دمي إلى الرمال
... لم تجبْ..
كان الخراب قائما ومائلاً..
قبائلا.. قبائلا..
كان ابن رشد غارقا في دمه..؛
كان الغزالي
قابضا على مرارة السؤال..
وقبضة الجنرال..
تفرغ الرصاص في دم الغزالي..