عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

«العربي» و «كتاب في جريدة»

تأخرت «العربي» قليلاً عن الإعلان عن بداية اشتراكها في تقديم مشروع «كتاب في جريدة» لقرّائها في داخل الكويت، حتى تسير فيه خطوات عدة، وتتأكد من ردود فعل القرّاء، وربما كان قرّاء «العربي» في الكويت هم القرّاء الوحيدين في العالم العربي الذين لا يصلهم هذا المشروع، فقد ظلت الكويت محرومة لفترات طويلة من ثمار الثقافة العربية التي يقدمها، في الوقت الذي كانت كبرى الصحف في العالم العربي تواصل إصدار العدد الشهري مجاناً لقرّائها مع جريدة الصباح، لسنوات عدة، حتى وصلنا الآن إلى العدد رقم 29، وهاهي «العربي» تسعى لسد هذه الفجوة، معترفة بحق قرّائها في الكويت - مثلهم مثل بقية القرّاء العرب - في الحصول على هذه الخدمة الثقافية.

وتقوم فلسفة هذا المشروع الطموح على إيصال أمهات الكتب العربية إلى يد القارئ بأيسر الطرق وأسهلها، وبالرغم من أن الكتاب قد أخذ شكل الجريدة، فإنه لم يتخل عن مستواه الراقي مضموناً وشكلاً.

في كل عدد نجد منتخبات من إبداعات العقل العربي قديماً وحديثاً، وقد اجتمعت مع ريشة فنان معاصر من الفنانين العرب مما يضفي على النص رؤية بصرية وجمالية جديدة.

ويمثل «كتاب في جريدة» وجبة ثقافية مهمة للقارئ العربي الذي تعجزه الظروف عن الوصول لهذه الكتب، ويأمل المشروع بواسطة هذه الصيغة الاقتصادية أن يرفع من نسبة القراءة في العالم العربي، التي تدنّت إلى أدنى مستوياتها، وأن يفتح صفحات أمهات الكتب مجاناً أمام الملايين من القرّاء العرب، وسيجد القارئ لهذا العدد حديثاً مفصلاً مع مدير هذا المشروع الشاعر والباحث العراقي الدكتور شوقي عبد الأمير ننشره في إطار الاحتفال بهذه المناسبة المهمة.

وتثير «العربي» عدداً من القضايا المهمة، ففي الافتتاحية يكتب رئيس تحرير «العربي» عن الشروط التي يجب أن تتوافر فينا كعرب قبل الشروع في الحوار مع الآخر، وهو حوار تزداد أهميته في ظل عوامل الوقيعة والدعاية، التي تشوّه الصورة العربية لدى الغرب، ويرى الكاتب أن علينا أولاً أن نعي قواعد الحوار ونتغلب على التناقضات العربية، وأن نقتلع جذور التعصب وغير ذلك من الأمور التي تجعل الحوار يتمتع بالنديّة الكافية.

وترحل «العربي» في هذا العدد إلى أقصى نقطة في عالمنا العربي لتقدم استطلاعاً عن المرأة الموريتانية، التي تتمتع بشخصية مميزة تجعلها نموذجاً للاقتداء بها في العديد من المجتمعات العربية الأخرى. وتقدم «العربي» في عدد واحد أكثر من ملف، أولها ملف عن «العربي» والذكريات المتعلقة بإنشائها، تختتم به احتفاليتها بعيدها الخمسيني الذي استمر على مدى عام كامل. وثاني هذه الملفات عن الفنان المصري حسن سليمان الذي رحل عنا أخيراً في صمت، بعد أن نأى بنفسه لسنوات طويلة عن أضواء الإعلام وعمل في صمت من خلال اللون، ينسج أسطورته الخاصة من خلال الضوء والظل. وأخيراً تقدم كشافاً يضم كل ما نشرته خلال العام 2008 مفهرساً ومبوّباً ليكون دليلاً وعوناً للباحثين والمهتمين من قرّاء «العربي».

 

 

المحرر