المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

تحديث الثقافة العربية في الكويت

تشهد الثقافة العربية في الوقت الراهن عددا من المتغيرات والتحديات التي تجعل من الالتفات لتلك المتغيرات ومراعاتها في عملية التنمية الثقافية أمرا حيويا وجوهريا. من هذا المنطلق شهدت الكويت مجموعة من الجلسات جمعت عددا من خبراء الثقافة العرب، بحضور وزير الإعلام الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، من أجل تحديث الخطة الشاملة للثقافة العربية. أكد وزير الاعلام الشيخ صباح الخالد الصباح أهمية اجتماعات تحديث الخطة الشاملة للثقافة العربية التي تستضيفها الكويت لأنها «تعبر عن أماني وتطلعات أمتنا العربية وسعيها الدائم لنهضة ثقافية تكون عونا لها على نهضتها الشاملة». وأضاف أن الكويت أبدت استعدادها لتبني المشروع للسير قدما في التنمية الثقافية العربية، مؤكدة بذلك دورها كرافعة للتنمية الشاملة وللوحدة العربية الحقيقية باجتهاداتها ورؤاها المنوعة. وشكر الشيخ صباح الخالد باسم الكويت كل من ساهم بوضع الخطة الشاملة، خصوصا المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) الدكتور محيي الدين صابر الذي أعطى هذا المشروع التاريخي كل اهتمامه واللجنة العليا للخطة التي ترأسها أول رئيس للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب المرحوم الأستاذ عبدالعزيز حسين. وقد انعقدت هذه الاجتماعات وفقا لقرار الدورة الـ 15 لمؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي المنعقد في العام 2006 في مسقط. شارك في الاجتماعات، بالإضافة إلى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون الكويتي بدر الرفاعي كل من: د.جابر عصفور، د.سليمان العسكري، خلدون النقيب، د. نديم النعيمي، د. أسعد خير الله.

كان بين المشاركين في الجلسات مديرة إدارة الثقافة في (ألكسو) الدكتورة ريتا عوض التي قالت في كلمتها في الافتتاح: إن «اليوم وبعد ربع قرن من إعداد تلك الخطة هناك عديد هي الظواهر التي استجدت في العقدين الأخيرين من القرن العشرين والتي عصفت بدول العالم أجمع، منها انهيار نظام القطبين الذي شكل طبيعة العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين الأمم طيلة عقود طويلة من القرن». وأضافت: إن «النظام العالمي الجديد تزامنت معه ثورة المعلومات التي اجتاحت العالم بأسره في العقد الاخير من القرن الماضي وحولته إلى قرية واحدة، وعمت آثارها البشرية جمعاء مما أوجد أنماطا جديدة من السلوك للأمم والجماعات». وشددت على أن العرب يعيشون منعطفا تاريخيا خطيرا، داعية إلى وضع خطة ثقافية شاملة تستجيب لجميع التحديات التي تعصف بأمتنا العربية مع التركيز على التنسيق بين الدول العربية لوضع هذه الخطة موضع التنفيذ، معتبرة إياها مسئولية تاريخية وأخلاقية وقومية ستحاسب عليها الأجيال القادمة. أما الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت بدر الرفاعي فقد رحب في كلمته بالمشاركين في الاجتماع، مؤكدا أهميته كونه سيحدد ملامح الخطة الثقافية العربية. كما أشار إلى جملة من التحديات التي تواجه الوطن العربي والثقافة العربية وخصوصا التطور التكنولوجي المتسارع الذي يستوجب التنسيق بين مختلف الدول العربية.

وحدد الدكتور جابر عصفور عددا من المحاور لتحديث خطة الثقافة العربية تضمنت: العولمة وتحدياتها، وثقافة التنمية، وتنمية الثقافة وهو محور يتضمن قضايا تطوير التعليم ووسائل الاتصال الثقافي والإعلام، وثقافة البيئة. كما أضاف د.عصفور محورين آخرين هما الثقافة العربية، والعالم والتصنيع الثقافي. وشدد رئيس تحرير «العربي» الدكتور سليمان العسكري على التحديات التي تواجهها اللغة العربية في التعليم ووسائل الإعلام، وعلى أهمية مراعاة تحديث خطة الثقافة العربية لقضية اللغة، وخاصة لغة الطفل العربي، إضافة إلى عدد آخر من الظواهر، منها الوحدة والتنوع في إطار الوحدة. كما تناول د. نديم النعيمي شروط التخطيط لأي عمل ثقافي، موضحا أن الشرط الأول هو تأهيل الفرد العربي للتعرف على المعاصرة الحضارية، ليس من حيث منتجاتها ومظاهرها، بل من حيث البنى الذهنية والمعرفية التي تصنعها، وإلا ظل خارج العصر، يستعطي منجزاته استعطاء، من غير أن تكون له البنية الذهنية التي تمكنه من الدخول فيه والإسهام في صناعته والتأثير في مساره نحو المستقبل.

بورتريه.. كاتبة عالمية من أصل سوداني

تعتبر ليلي أبوالعلا الروائية السودانية والتي تحمل درجة الدكتوراة في الإحصاء من بريطانيا واحدة من أميز الكاتبات اللائي يكتبن بالإنجليزية في بريطانيا، حيث عاشت لسنوات استطاعت أن تنجز خلالها العديد من الأجناس الأدبية والتي يجمعها قاسم مشترك واحد تقريبا وهو الصعوبات التي يواجهها العرب في بريطانيا والمنافسة بين الحداثة والتقاليد، وهذا ما يتضح منذ روايتها الأولي «المترجمة» والتي نشرت في العام 1999 ثم في مجموعتها القصصية «أضواء ملوّنة» المنشورة في العام 2001 وأخيرا في «منارة» والتي نُشرت في العام 2005.

تُرجمت أعمالها إلى (11) لغة من بينها التركية والإندونيسية والعربية وفازت بجائزة (Caine) للأدب الإفريقي عن قصة «المتحف» من مجموعتها القصصية «أضواء ملونة» كما رشحت روايتاها «منارة» و«المترجمة» لجائزة (اورانج) لأكثر من مرة، وعندما نُشرت الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية اختيرت من قبل «نيويورك تايمز» ككتاب مميز للعام 2006، بالإضافة إلي ذلك فلليلى مسرحيتان تاريخيتان هما «أسد الشيشان» و«الحياة الخفية» تم تقديمهما دراميا علي حلقات مسلسلة علي القناة الرابعة لمحطة الـ BBC، وهي اليوم تعيش بمدينة أبوظبي.

  • كيف كانت بدايتك؟ وهل كنت تتوقعين أن تكونِِِِِيِ كاتبة؟

بدأت الكتابة في العام 1992 عندما كنت أقيم في اسكتلندا وكنت أشعر بحنين وشوق شديدين للخرطوم وللثقافة العربية, لم يكن الناس من حولي يعرفون الكثير عن السودان أو عن الإســــلام، وهما الشيئان اللــــذان كوّنا هويتي مما أضاف إلىّ إحساسي بالعزلة.

كانت أوائل التسعينيات تمثل بداية الأحاسيس المعادية للعرب وللإسلام في الإعلام الغربي، وقد جعلني وجودي في بريطانيا دفاعية.

كنت موجودة وسط ثقافة ومكان يؤكد في كل لحظة أن «الغرب هو الأفضل» وأن إفريقيا عبارة عن فوضى وأن الإسلام يضطهد النساء، وأنه يجب أن أكون شاكرة لأنني كامرأة عربية قد استطعت الفرار. ولكن الشباب والكرامة جعلاني أقاوم هذا الوصف.

الاغتراب إذن هو الذي جعل مني كاتبة وزودني بالموضوعات التي أكتب عنها. كنت درست الإحصاء في جامعة الخرطوم وكانت خطتي هي التدريس في الجامعة. صحيح أنني قرأت العديد من الروايات ولكنني لم أتخيل بأنني سأكتب في يوم ما رواياتي ولم تكن لدي فكرة بأنني كنت موهوبة!. لقد اقتحمت مجال الكتابة بالصدفة.

  • تدور معظم تفاصيل أعمالك حول الاغتراب والهجرة، مشاكل المرأة المسلمة المهاجرة إلى الغرب، وقضية الإنسان المغترب وإشكاليته الحضارية . هل كانت تلك مرحلة.. باعتبار أنك اليوم تعيشين في بلد عربي؟.. هل سنرى رؤى أخري واتجاهات جديدة في المستقبل؟

في التسعينيات وأثناء كتابتي لرواية «المترجمة» كان المجتمع المسلم في بريطانيا مهمشا أكثر مما هو عليه الآن. وقد كانت ثقافة المسجد هي ثقافة الجيتو (الأقليات) ثقافة خاصة للغاية ومقيدة ولم يكن السواد الأعظم من الناس مهتما بها. لكن تغيّر كل ذلك بعد أحداث 11 سبتمبر، وهناك الآن اهتمام بالغ بالمسلمين في الغرب. أشعر بأنني نجحت في تقديم وجهة نظر شخص من الداخل عن طريق أعمالي، وعبر شخص يعرف المجتمع المسلم في بريطانيا بصورة لصيقة أكثر من شخص يكتب عنه من الخارج.

في كتابتي لرواية «منارات» وضعت الغربي/المتحرر في صورة درامية ومضخمة لرحلة المتدين المسلم للنساء في حياة جيلي لكي أنتج منها قصة مقنعة. لقد كنت أريد أن أكتب عن نوع الإيمان الذي مررته أمي وجدتي لي وأن أبيّن أن احتياجات النساء للإشباع الروحي هي احتياجات ملّحة وحقيقية مثل احتياجهن إلى الحب والأسرة والمهنة.

  • ما الذي تعملين عليه اليوم؟

- تزامن نشر آخر رواية لي «منارات» مع انتقالي إلى الإمارات العربية المتحدة. وقد وجدت نفسي لبعض الوقت غير قادرة على كتابة أي شيء مهم أو بداية رواية جديدة وشعرت بأنني فقدت المكان والموقف اللذّين ألهماني. حتى جددت زيارة لي إلى السودان وحديث مع احدي عماتي اهتمامي بالكتابة. وأصبحت مفتونة بسودان الخمسينيات قضيت فترة طويلة في البحث حول هذه الفترة. من المشوق القراءة عن تاريخ السودان وعلاقته مع مصر وبريطانيا. ويعكس ثلاثي بريطانيا ومصر والسودان حياتي الشخصية (فأمي مصرية وأنا متأثرة بالثقافة المصرية بصورة كبيرة) وأريد أن استكشف ذلك من بين مواضيع أخرى في الرواية.

وهكذا فأنا الآن في منتصف الطريق في كتابة هذه الرواية التاريخية التي تدور في السودان في بداية الخمسينيات وهي تحكي عن أسرة من أم درمان في السنوات التي تسبق الاستقلال.

  • لمن تدينين بالفضل في نجاحكِ هذا؟ وهل تهتمين بمعرفة آراء البعض في أعمالك قبل نشرها؟ ومن هم هؤلاء؟

- أشعر بالفضل والامتنان لوالدي ووالدتي لاهتمامهما بتعليمي وتشجيعهما لي على القراءة. وقد وفرت لي والدتي على وجه الخصوص الكثير من الكتب وكانت قدوة ممتازة في جمعها لدور الزوجة والأم مع المهنة فهي أستاذة جامعية «بروفيسور» في الديموغرافيا وقد كانت عميدة كلية التجارة في جامعة القاهرة فرع الخرطوم.

كما أدين بالفضل أيضا إلى فصول الكتابة الإبداعية التي درستها أثناء إقامتي في المملكة المتحدة. كانت هذه الفصول غير رسمية وكانت تُعقد في المساء ومفتوحة للجمهور. كان يتم تكليفنا في العادة بمهمة الكتابة عن موضوع معين. وفي الأسبوع التالي كنا نقرأ عملنا للمجموعة التي كانت تقدم مرئياتها ونصائحها المفيدة للكاتب. تعلمت قدرا كبيرا من رؤيتي لكيفية تحوّل قطعة مكتوبة شخصية وخاصة, إلى شيء للاستهلاك الجماهيري العام.

أكتب باللغة الإنجليزية لأن كل تعليمي كان بالإنجليزية في كل من المدرسة الثانوية والجامعة. إن الكتابة هي عبارة عن امتداد للقراءة وقد كان معظم قراءاتي (ولكن بالتأكيد ليس كلها) بالإنجليزية. إنني أعتبر اللغة الإنجليزية لغة عالمية وليس مجرد لغة الغرب فحسب، وهي اللغة الوحيدة التي أستطيع التواصل بها مع الباكستانيين والنيجيريين والإندونيسيين وأطفال العرب المهاجرين في الغرب. لقد أصبحت الإنجليزية عالمية وإنني أرى أن أعمالي تنتمي إلى هذا الاتجاه العالمي.

  • هل ترين أن الأدب قادر علي إيصال صوتنا إلى الطرف الآخر؟

- إن المسافة بين الشرق والغرب ليست كبيرة مثلما كانت في الماضي كما أنهما ليسا مفصولين تماما بالجغرافية إذ إن الشرق يوجد الآن داخل أوربا (تجسده حياة المهاجرين وبناء المساجد وتوفر الطعام العربي) كما يوجد الغرب داخل الشرق (انتشار التقنية الغربية وتبني عادات العمل الغربية والاستهلاك المتزايد للمنتجات الغربية). إننا نعيش في زمن يحتاج فيه الناس إلى الحوار ويرغبون فيه. يتواصل المزيد والمزيد من الناس مع أناس آخرين مختلفين عنهم تماما وأحيانا يكون هذا التواصل قريبا للغاية وهذا يثير الاهتمام بالثقافات الأخرى والناس الآخرين، ويمكن للأدب أن يلعب دورا في مساعدة الناس على استكشاف هذه الاختلافات الجديدة في الثقافة والمكان.

لقد جعلت العولمة والحركة الكثير والكثير من الناس مسافرين ثقافيين تواقين إلى الحوار والفهم. ويمكن للأصوات العربية والإسلامية أن تكون جزءا من هذا التبادل الأدبي العالمي التي تصل عن طريق وسط الكتابة الإبداعي إلى عالم أوسع.

رسالة جامعية
أبوالمعاطى أبوالنجا والفن القصصي فى دار العلوم المصرية

شهدت كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، مناقشة الرسالة التى تقدم بها الباحث خالد راضى لنيل درجة الماجستير فى موضوع (الفن القصصي عند محمد أبو المعاطي أبوالنجا.. دراسة نقدية)، وقد ضمت لجنة المناقشة الدكاترة: محمد شفيع السيد(مشرفا) ومحمود الربيعى، وحسن طبل (عضوين). وفى تقديمه للرسالة ذكر الباحث،الذى يعمل مدرسا بمدارس الرياض، أن محمد أبو المعاطي أبو النجا ينتمي إلى جيل الستينيات الذي عاشَ مناخَ الانتصاراتِ ومناخَ الهزائمِ القوميةِ في آن، فشهد على التوالي تفتح حلم ثم ذبول حلم، وفي أعماله القصصية نلمس أثرا لكل تلك الأحلام التي عصفت بوجدان النخب في مرحلة لها ما لها وعليها ما عليها، وقد استطاع أن يخترق بالفكرة، والموضوع، ورسم الشخصية، وأسلوب التوصيل- الواقعَ الاجتماعي في الريف والمدينة على حد سواء، فكتب ثماني مجموعات قصصية وروايتين كبيرتين، صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.وأوضح الباحث أن هذا الكاتب - رغم ذلك، ورغم إنتاجه القصصي والروائي الوفير - يعتبر أحد الكتاب الذين لم ينالوا حظهم من الدراسة والاهتمام ؛ فقد أغفلته الدراسات النقدية بشكل واضح، إلا ما جاء من إنتاجه القصصي والروائي متشظيًّا في صورة دراسات جزئية.

كما خلتِ البحوثُ الأكاديميةُ من تناول إنتاجه القصصي والروائي معاً بالدراسة والتحليل.

ومِنْ هنا كانتِ الحاجةُ مُلِحَّةً والحافزُ قوياً لإنجاز هذه الدراسة.وهى تتناول بالتحليل التطبيقي كاملَ إنتاجه القصصي والروائي،وبذا تكون الدراسةُ الأولى التي تتناول أعمالَ محمد أبو المعاطي أبو النجا من بداياته الإبداعية عام 1960م إلى آخر ما ظهر إلى النور من إنتاجه عام 1999م.

ويضيف الباحث: بتأمل الدراسات السابقة التي تناولت بعض أعمال أبو المعاطي أبو النجا نجد أن القصة القصيرة عنده كانت أكثر جذباً للنقاد من الرواية؛ فمعظمُ مَا كُتِبَ عنه سواء أكان في كتبٍ نقديةٍ أم في مقالاتٍ صحفيةٍ تناول القصة القصيرة عنده؛ فقد بلغ عدد الكتب النقدية التي تناولت بعض أعماله في القصة القصيرة، والتي وقعت بين يدي، أربعة عشر كتاباً، في حين كان عدد الكتب التي تناولت بعض أعماله الروائية خمسة كتب، والأمر كذلك بالنسبة للمقالات النقدية، ولعل هذا يرجع إلى الآتي:

أن معرفة الجمهور والنقاد للكاتب قاصَّاً كانت متقدمةً على معرفتهم له روائيًّا؛ حيث قدم نفسه للجمهور والنقاد قاصَّاً عام 1960 من خلال مجموعته الأولى «فتاة في المدينة»، ثم توالت مجموعاته الأخرى، في حين أنه قدم نفسه روائياً عام 1969م من خلال روايته الأولى «العودة إلى المنفى»، ثم «ضد مجهول» عام 1974. كثرة إنتاج الكاتب من القصة القصيرة بالنسبة للرواية؛ حيث صدرت له ثماني مجموعات قصصية، في حين صدرت له روايتان فقط.

ويرصد الباحث مقومات الافتتاحية في روايتي أبو النجا: «العودة إلى المنفى» و«ضد مجهول»؛ فافتتاحية «العودة إلى المنفى» اهتمت بتحديد الزمان والمكان، وبدأت افتتاحية «ضد مجهول» من نقطة متأزمة في وسط الأحداث، ثم تشعبت مسارات واتجاهات السرد بعد ذلك في الروايتين في سير متأرجح بين العودة للوراء والانتقال للأمام حتى استوفت الأحداث كلها، مما أدى إلى تشويق القارئ. ويختتم بمجموعة من الخصائص منها، أن الحذف كان أقل عناصر السرعة السردية حضوراً في أعمال الكاتب القصصية والروائية، في حين كانت الوقفة أكثر عناصر السرعة السردية وجوداً في أعمال الكاتب، وذلك لاهتمام الكاتب بالتوقف للتحليل النفسي للشخصيات والوصف وكذلك لانشغاله بمناقشات وجهات النظر المختلفة التي يطرحها حول الموضوع الواحد.

كانت لحياة «أبو النجا» الخاصة في عالم الريف المصري ثم في عالم المدينة ثم سفره إلى الكويت، وكذلك الوظائف التي عمل بها (مدرساً ثم صحفياً) دخلٌ كبيرٌ في تنوع المكان في أعماله؛ حيث كان الريف مسرحاً لأحداث الكثير من قصصه القصيرة، كما كانت كل أحداث رواية «ضد مجهول» تدور في الريف المصري (قرية الزهايرة)، وكانت المدينة كذلك مسرحاً لعدد من قصص الكاتب القصيرة، كما دارت - أيضاً - معظم أحداث رواية «العودة إلى المنفى» في المدينة، كما كان المكان السردي لمعظم قصص مجموعة «الزعيم» هو بيئة الكويت، كما كانت المدارس بيئة مكانية لبعض قصصه القصيرة، وكانت معظم أحداث قصة «مفاجآت سلمى عواد التي لا تنتهي» تدور داخل مؤسسة صحفية. وقد استطاع الكاتب أن يحدث تواءمًا وترابطًا بين الشخصية والمكان في أعماله، حيث عكس المكان في مواضع كثيرة الحالة النفسية والشعورية للشخصيات. كما كان وصف المكان الذي تقطن فيه الشخصية مرآة تعكس طبقاتها الاجتماعية وطباعها وتقاليدها. كما اختلط المكان الواقعي بالمكان الميتافيزيقي في بعض قصص الكاتب، مثل قصة «الصواب والخطأ» من مجموعة «الوهم والحقيقة»، حيث جاءت القصة على طريقة «ألف ليلة وليلة»، وفي قصة «عندما بكى سيدنا الخضر»، وقصة «ذلك الحلم» من المجموعة نفسها، حيث كانت كل أماكنها تقريباً في حلم الشخصية الرئيسية.

مصطفى عبد الله

في قاعة سلطان معرض «الشرق» للفنان أحمد المعلا

أقام الفنان السوري أحمد المعلا معرضا فنيا بعنوان «الشرق» في قاعة سلطان بمدينة الكويت في ضاحية صبحان خلال الشهر الماضي.

تضمن المعرض عددا من أحدث لوحات المعلا التي قدمت عددا من التيمات التي مزج فيها بين الخط العربي مع عناصر التشكيل، في مزيج فني أوضح جماليات الفن العربي في امتزاجها بفن الجرافيك.

وبالرغم من أن أغلب أعمال الفنان المعلا في هذا المعرض قد نحت صوب التجريد، والاعتماد على الرمز، لكن عددا منها أيضا مزج التجريد بالتشخيص، في إيحاء فني ربط بين الحرف العربي بإحالاته ومدلولاته باستعارة شعر المتنبي، وبين نماذج لعناصر بشرية مستلهمة من التراث العربي، أعطت للوحات بعدا روحانياً شرقياً له خصوصيته. وأبرزت الطاقة الجمالية التي يتيحها الاستخدام المعاصر للحرف العربي كعنصر تشكيلي في اللوحة، أسبغ به نوعا من الحيوية على الأعمال الفنية، كما أبرز طاقة الحرف العربي الجمالية وطاقته التشكيلية التي تتكيء على المرونة والليونة.

كما استخدم أحمد المعلا في لوحات أخرى طاقة اللون كتيمة أساسية في العمل، لإبراز حالة فنية ووجدانية تعتمد على لون واحد، مثل اللون الأزرق في واحدة من اللوحات اعتمدت الطابع التجريدي لمضمونها، فبدت طبقات اللون الأزرق كأنها حائل فني رمزي لمعنى مجرد عميق يختبئ في الخلفية.

حضر المعرض عدد كبير من الفنانين والمهتمين بالفنون في الكويت، الذين استقبلتهم السيدة فريدة سلطان مديرة الجاليري، في الأمسية الافتتاحية للمعرض، والذي لاقى إعجابا، حيث أثارت الأعمال المعروضة إعجاب الحضور.

ويعد هذا هو المعرض الثاني الذي يقيمه الفنان احمد المعلا في الكويت، فقد سبق له المشاركة في معرض خاص لأعماله في الكويت في عام 2001.

الفنان أحمد المعلا من مواليد عام 1958 في سورية، درس الفنون في كلية الفنون بجامعة دمشق، واستكمل دراسته العليا في باريس، وعمل أستاذا للفنون في جامعة دمشق عام 1989.

ومنذ عام 1988 بدأ في إقامة عدد من المعارض الخاصة في العديد من قاعات الفنون في سورية، ثم أقام معارض دولية منذ منتصف التسعينيات في باريس، واسطنبول والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة. كما شارك في معارض جماعية مع كبار الفنانيين في عدد من عواصم العالم.

شارك المعلا أيضا في العديد من المسابقات الفنية الدولية مثل بينالي الشارقة وبينالي القاهرة، ومعارض دولية في كل من جنيف والنمسا.

كما شارك في عدد من الفعاليات النقاشية الفنية، كما أنه صمم العديد من أغلفة الكتب والملصقات، كما صمم سينوغرافيا مجموعة من الأعمال الفنية المسرحية والدرامية والسينمائية، وشارك في تحكيم عدد من المسابقات الفنية الدولية.

حصل المعلا على عدد من الجوائز بينها الجائزة الأولى في مسابقة كيللر ولش بألمانيا، عام 1988، وجائزة بينالي لاتاكيا عام 1999، وجائزة بوردا عن الخط العربي في أبو ظبي عام 2007.





سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح مستقبلا بمكتبه وزير الاعلام الشيخ صباح الخالد الصباح وبصحبته مجموعة الخبراء المكلفة بتخطيط مشروع تحديث الخطة الشاملة





ليلى أبو العلا