أهوى الربيع

أهوى الربيع

شعر

سموه أمي أو أبي
سموه عائلتي ومرج قصائدي
قلمي الذي يتدفق الحبر الربيعي المصفى
من شبا غدرانهِ
أهوى الربيع كأنه قلبي
كأني واقع في عشقهِ الأبدي
منحاز إلى ما فيه من صورِ
الكلُّ فيه فتى..
الوقتُ والزمنُ الجميلُ وعشيهُ الضفافِ
والبسطُ المزركشةُ الجميلةُ
ثوبُ قافيتي
أهوى الربيعَ لأنه بيتي المؤقتُ، سربُ أوراقي
ومكتبتي، ومائدتي التي تُطهى على
حدقاتِ شمس اللهِ والقمرِ
إذا سافرتُ أحملهُ بأجفاني
أناديهِ فيحضرُ مسرعاً
أتأبطُ النسماتِ مثل مسافرٍ
في كُمِه إضبارةُ السفرِ
النهر مهرٌ جامحٌ يحصي الفراشاتِ
العصافيرَ الزواحفَ كلها
في عرسها المخضوضرِ
والفجر توقظه الحشاشُ من كراهُ
ويسرحان معاً في كُمِّ ساقيةٍ
إلى الأفق الفسيحِ المقمرِ
والليل برادُ السما
والأرض أمُّ الطلِ وهو يمرُّ من فوق الشجر
كي يُلبسَ الأغصانَ
آنيةَ الشذى والعنبرِ
والشمسُ في جلبابها
نرجيلةُ الماءِ العليلِ وقاربٌ من عنبرِ
قُلْ لي، ألم تلبسك مدرعةُ الربيع الحلوِ
قبعة الشذى والسُّكرِ
غجريٌّ ليلك يا ربيع
هنا... وسلطان الصبا والمنبرِ

-----------------------------------
* شاعر من لبنان، والرسم للفنان اللبناني أمين الباشا

 

 

حسن جعفر نورالدين