قراءة الأدب إلكترونياً.. إبراهيم فرغلي

قراءة الأدب إلكترونياً.. إبراهيم فرغلي

من اللافت للانتباه في المعالجة الصحفية والإعلامية العربية لفكرة مستقبل القراءة في ضوء تنامي ظواهر المكتبات الرقمية، وابتكارات الوسائط الجديدة مثل الكتاب الإلكتروني وغيرها، أن الأسئلة تطرح كأن الجديد لا بد أن يلغي القديم بالضرورة، بمعنى أن السؤال عادة ما يكون هل يؤدي شيوع ظاهرة الكتاب الإلكتروني إلى إنهاء عهد الكتاب المطبوع؟

ولأن القاعدة العامة تقول إنه لكي تحصل على إجابات جيدة لا بد أن تطرح سؤالاً جيداً، فإن هذا السؤال، بالطريقة التي يطرح بها عادة ما يقود إلى نتائج خاطئة.

فالسؤال عن مستقبل القراءة الرقمية في العالم العربي بالطريقة التي يطرح بها هو من الأساس سؤال ناتج عن ذهنية نشأت واعتادت على أن كل مسألة لها وجهان اثنان فقط: حلال وحرام، أو أبيض وأسود، أو صحيح وخطأ، إلى آخر هذه الثنائيات. بينما مثل هذه الأسئلة لا تطرح في الغرب بهذا الشكل، لأن الثقافة الغربية ثقافة عقلية، مرنة، ترى أن كل ظاهرة يمكن أن يتم النظر إليها من أكثر من جانب، وعلى أكثر من مستوى.

على سبيل المثال، عندما طرح سؤال القراءة الإلكترونية في الغرب لم يطرح انطلاقا من كون التقنيات الرقمية الجديدة ستلغي القديمة، بل طرح السؤال بهذه الكيفية: «كيف يمكن استغلال الوسائط الرقمية الجديدة في زيادة الإقبال على القراءة، وزيادة متوسط معدلاتها؟» بالرغم من أن تلك المجتمعات لا تعاني أصلا ندرة في عدد القراء، وإنما العكس صحيح على طول الخط.

السؤال إذن طرح في إطار كيفية توازي الوسائل الجديدة للقراءة مع الوسائل الورقية القديمة، فماذا كانت النتيجة؟

ارتفاع الإقبال على القراءة، والإقبال على شراء الكتب، وهو ما تشير إليه مؤشرات عديدة، سأكتفي بواحد منها، هو ارتفاع مبيعات الكتب عبر الموزعين الإلكترونيين مثل شركة أمازون، وفقا لإحصائية عام 2006 من 15 في المائة إلى 23 في المائة، ومن 5 في المائة إلى 9 في المائة زيادة في حجم مبيعات بارنز آند نوبل لنفس العام.

ففي الوقت الذي بدأت فيه الشركات الإلكترونية في إنتاج وسائط القراءة الحديثة المزودة بشاشة وتماثل حجم الكتاب، وتتيح تخزين عدد من الكتب عليها، فإن شركات النشر العالمية بدأت بإنشاء مواقع إلكترونية لزيادة الترويج لكتبها. وأشهر هذه المواقع الآن هما أمازون amazon.com وموقع بارنز آند نوبل barnezandnobel.com ، بالإضافة إلى عدد آخر من المواقع التي ظهرت تباعا، مثل e bay، وغيره، وهو في الأساس موقع للبيع الإلكتروني لمنتجات عديدة، وبينها الكتب والأعمال الفنية.

الآن فهناك ملايين من القراء الذين يقرأون الصحف على شاشات الإنترنت، وبجوارهم ملايين ممن يفضلون أن يقرأوا كتبا جديدة على وسيط رقمي، تخفيفا من حمل الكتاب الورقي خاصة لو كان ثقيلا، كبير الحجم، وأيضا ملايين ممن لا يجدون متعتهم إلا في القراءة الورقية، ومشاهدة الحروف مطبوعة على ورق وليس على شاشة. والنتيجة في مصلحة النشر، وسوق الكتاب والمؤلفين بطبيعة الحال، وارتفاع نسبة القراءة إجمالا، على بالرغم من مخاوف العديد من الدول الأوربية الآن من انحسار معدلات قراءة الأجيال الجديدة مقارنة بالأجيال الأقدم بشكل عام.

أظن أن الثقافة العربية، انتبهت إلى المسألة بشكل من الأشكال، الآن، سواء من خلال إنشاء مواقع بيع إلكترونية للكتاب مثل النيل والفرات وكتب عربية وغيرها، أو من خلال إنشاء الكثير من دور النشر العربية لمواقع إلكترونية للترويج لمنشوراتها، ومع ذلك فما زال الطريق لتشجيع القراءة في العالم العربي يحتاج إلى كثير من المعجزات.

كيكا

يعتبر موقع كيكا www.kikah.com ، واحدا من أنشط المواقع العربية المعاصرة لنشر نصوص الكتاب العرب المعاصرين، استطاع أن يستقطب اهتمام العديد من القراء والكتاب العرب خاصة من الأجيال الجديدة، بسبب المرونة، وسهولة التصفح، والسقف المرتفع الذي يوفره الموقع.

ويعتبر الموقع «جريدة الكترونية ثقافية مستقلة أسسها الكاتب العراقي صموئيل شمعون في مارس 2003، لتشجيع ونشر الأدب الجديد من العالم العربي، كما يهمها أن تقدم للقارئ العربي ترجمات من الادب العالمي، وليس لجريدة كيكا أي أهداف سياسية، وتناهض الافكار المتزمتة بكل أشكالها الدينية والسياسية والعرقية.

وحول سبب تسمية الموقع

بـ «كيكا» يقول شمعون: «في بداية القرن الماضي، ولد طفل أصم وأبكم، نشأ يتيما وسط حروب طاحنة بين القبائل والملل والنحل القاطنة في جبال وسهول شمال العراق. كبر ذلك الطفل وصار ذات يوم أبي. كان الناس يسمونه «كيكا»، وعندما سألت أمي من أين جاءت هذه التسمية. قالت بكل قسوة «لانه أخرس وأطرش». لقد أحببت أن أسمي هذه الجريدة باسم الإنسان الذي ولد يتيما وبلا لغة، في جغرافيا هلامية، تُرسم في كل فترة بشكل مختلف، لأنني متأكد من أنه لا يمكن أن ينحاز في الأخير إلا للقيم الانسانية».

كتب عربية .. موقع للنسخ الرقمية

أنشيء هذا الموقع الإلكتروني (www.kotobarabia.com) قبل ما يناهز أربع سنوات، بهدف الترويج للنسخ الإلكترونية من الكتب الورقية، في محاولة للتغلب على ضعف شبكة تسويق الكتاب العربي الورقي، ليس فقط في العالم، وإنما بين الدول العربية بشكل أساسي، ويوفر الموقع نسخا إلكترونية من الكتب لأهم المؤلفين العرب في جميع المجالات.

وتوضح إدارة المكتبة الرقمية أنه «لمّا كان التعامل في حقوق الطبع الإلكترونية جديدًا على مجتمعنا العربى فإنه لزاماً علينا أن نوضح الصورة أكثر، حيث إنه ـ بالقياس إلى تجارب المجتمعات التي سبقتنا في هذا المجال ـ استقر الوضع في أوربا والولايات المتحدة على التفرقة القانونية بين حقوق الملكية الفكرية للنسخة المطبوعة من الكتاب أو المؤلَّف وكل من النسخة الإلكترونية و الطبعة المنسوخة على اسطوانات مدمجة والنسخة المسموعة، واعتبار كل هذه الأشكال مؤلفات مستقلة، ما لم يُنَصّ صراحة على شكل المؤلف في العقد الحصري».

يوفر الموقع نسخا إلكترونية لآلاف الكتب في فروع المعرفة كافة، وهي مصنفة لتبويبات عديدة، وفقا لموضوعات، أو مؤلفين وغيرها.

«نيل وفرات». . ترويج إلكتروني للكتاب

يعد موقع نيل وفرات من المواقع المهمة لترويج الكتاب العربي بين الأقطار العربية كافة، ومن خلاله يمكن شراء الكتب، التي تصل للمشترك بالبريد كما هو الحال في أمازون أو ما يشبهها من المواقع الإلكترونية الغربية المختصة بترويج الكتاب. صلاح شبارو المسئول عن الموقع ودار النشر التي أطلقته يقول: «الهدف من المشروع هو نشر العلم والمعرفة للإنسان العربي والرقي به إلى تحديات العصر مع المحافظة على قيمنا وأخلاقنا المميزة في مجتمعاتنا الشرقية. المستقبل الواعد للبيع على الإنترنت يفتح آفاقاً لا حدود لها ونحن نطمح إلى أن يصبح موقعنا موقعاً رائداً لبيع ملايين السلع عبر سوقنا الافتراضية».

بدأ الموقع العمل في بيروت في 16 / 12 / 1998 من مكتب صغير من مكاتب الدار العربية للعلوم. ابتدأت المكتبة بحوالي 50.000 كتاب وكانت قاعدة البيانات بسيطة من دون معلومات مفصلة للكتب فكانت المهمة إكمال المعلومات وإدخال الكتب الجديدة وفتح مراكز جديدة وبالطبع تطوير الموقع. وهناك الآن حوالي 300،000 كتاب ومجموعة واسعة من البرامج والألبومات والأفلام من لبنان وسورية والأردن ومصر.

عنوان الموقع هو: www.neelwafurat.com

نجيب محفوظ.. إلكترونياً

منذ حصلت دار النشر المسئولة عن طبع أعمال محفوظ الآن (دار الشروق) حقوق نشر أعماله، أنشأت له موقعاً إلكترونياً يضم نبذات عن حياته وأعماله، وتصنيفاً بكتبه كلها ونبذة عن كل منها، بما يعطي فكرة جيدة عن أعمال أديب نوبل العربي، ويعطي فكرة جيدة عن كل كتاب لمن يرغب في الاطلاع عليها، لمساعدته في الاختيار بينها، وفقا لما يفضله القارئ من بينها.

الموقع يضم أيضاً عدداً من أهم الكتابات التي تناولت نجيب محفوظ وأعماله، إضافة إلى حوارات ولقاءات أجريت معه، وقسم خاص بنوبل يضم خطاب محفوظ في تلك المناسبة التاريخية، وكل الوثائق المتعلقة بها، بالإضافة إلى قسم خاص بصوره وغيرها. عنوان الموقع هو:

www.shorouk.com/naguibmahfouz

 

 

إبراهيم فرغلي