الترجمة ولقاء الحضارات.. المترجم من منظار مغاير

الترجمة ولقاء الحضارات.. المترجم من منظار مغاير

قديما قال الشاعر ريدار كبلنج: «الشرق شرق والغرب غرب ولا يلتقيان»، وبعيدا عن هذه النغمة المتشائمة تحاول الترجمة ان تملأ هذه الهوة بين الحضارات المختلفة وتبني جسرا من التفاهم فيما هي المشكلات التي تواجه المترجم؟

المترجم من منظار مغاير

يصرح أمين معلوف في مقابلة نشرتها مجلة العربي تحت عنوان «كتبت بالفرنسية لأصحح فكرة الآخر عنا» ردا على سؤال للمجلة: «وإذا سألتني أنا الذي هاجرت إلى أوربا منذ حوالي سبعة وعشرين عاما، عما إذا كان هناك اليوم فهم أفضل لواقع العالم العربي في الغرب، من الوضع الذي كان عليه قبل 27 سنة، لأجبتك بصراحة : لا».

ثم يردف: «ربما حصل بعض التقدم في نواح معينة. لكن الهوة بين العالمين لا تزال واسعة. كل عالم من هذين العالمين يتصوّر أنه يفهم تماما ما يقوله الآخر. ولكن الحقيقة أن كلا منهما لا يفهم كيف يتصرف الآخر بهذه الطريقة أو تلك، وكيف يحصُل هذا الذي يحصل، ولماذا.

ثمة هوة واسعة جدا بين هذين العالمين، وليس لدي أي اقتناع بأنها تضيق مع الوقت. فالواقع أنها لا تضيق أبدا». اختار معلوف أن يكلم الغرب بلغته بالرغم من إتقانه العربية ولم يعتمد الترجمة لاعتباره أن تقارب الثقافتين لم يتمَّ بعد. فهل أسقط من حسابه ما يُذكر عن مرتبة الترجمات والمترجمين في لقاء الحضارات؟

من المنحى المنهجي لن نهتم بأساليب الترجمة وآلياتها بل بأهدافها وتداعياتها وأساليبَ اختيار نصوصها وأوجهِ استعمالاتها وكيفيةِ تلقيها متسائلين: لئن تحكّم المترجم بترجمته بحرية، أما لحريته من حدود؟ هل يتحكم المترجم بمصير ترجمته؟ وما مرتبة الترجماتِ من الدراساتِ والشروحات والتعليقات في نقل الحضارة؟

قد يبدو خطابي في الإجابة عن هذه الأسئلة، ناشزا خاصة أن من يكتبه مترجم، منظر في الترجمة يدرّسها... ناشزا، إذ إنني سأضع الترجمة على المحك في دراسة موضوعية تقييمية لدور المترجم والترجمات بمنأى عن الانحيازات والتعصب. وقد يؤدي بي الأمر إلى تحجيم الإيجابية المفترضة بداهة لهذا الدور وذلك انطلاقا من محاور ثلاثة: المترجم، الترجمة، والقارئ.

المترجم

السؤال المطروح في هذا الباب هو التالي: ألا نميل إلى تعظيم إيجابية الصورةِ الرائجة عن المترجم كوسيط بين حضارتين؟

من نافل القول أن النصوص تُفرض على المترجم بالامتهان. هكذا، وبغض النظر عن واقع قدراته وحذقه وصدقه ونزاهة اخلاقياته وجَودة عمله وكل ما يسيطر عليه خطاب البحّاثة في الترجمة، وهي حقيقة لا غبار عليها، وتقتصر إرادة المترجم، في أحسن الحالات، على القبول أو الرفض وعلى تعيين قيمة أتعابه. ولئن قام بالترجمة فقد يغيب كليا كفرد له اسم ووجه وآراء خلف ترجمته، او يهمّش وفقا لطبيعة النصوص المعنية ؛ من عملية براجماتية إلى أدبية بالمعنى الواسع للمصطلح.

لو أخذنا مثلا ترجمة دليل استعمال آلة ما أو دليل زيارة متحف - أتحريريا كان أم صوتيا - فضلا عن ترجمات طرق استعمال العقاقير، فلن نجدَ أثرا لاسم مترجمها، وكذا الحال في الترجمة الفورية أو التعاقبية، حيث لا تحفظ ذاكرتُنا اسما ولا وجها لمترجم. لكننا بالمقابل نرى اسم المترجم ظاهرا بخفر شديد وبخط صغير، غالبا طي الكتاب تحت اسم المؤلف فيما يحتل الصدارة بمفرده في الترجمات المحلّفة أو الموثّقة لما عليه فيها من مسئولية لا تدركه في تلك. وبالرغم من أهمية هذه النقطة الأخيرة لن تستوقفنا إذ تبعدُنا عن موضوعنا.

كل هذه من المسلمات التي قد لايختلف عليها اثنان، ولكنّ إدراجَها في إطار تقارب الحضارات يفرض علينا تعديلَ تلك الصورة الإيجابية وتصنيفَ المترجمين من مؤثر فاعل إلى عديم التأثير مرورا بالمخل أو بالمروّج المغرض.

وللتمكن من هذه العملية التقييمية يتعين علينا منهجيا تثبيتُ آلياتها ومعاييرها وذلك بتمرير الانتاج الترجمي عبر مناخل ثلاثة : اللغة والسياسة والتجارة.

ارتباط الترجمات باللغة والسياسة والاقتصاد

أ- الترجمة واللغة

بات المعيار اللغوي شغل الباحثين الشاغل في الدراسات الترجمية التي احتلت فيها مسألة المصطلحات الدرجة الأولى من اهتماماتهم. لكننا، على أهمية هذه المواضيع، لن نتناولها بالبحث بل سنكتفي بالتطرق إلى صدق اللغة الهدف في نقل الخطاب الأصل.

واقع لا يحتمل النقاش ان اللغة تُعد من ابرز أدوات التعبير عن الثقافة والحضارة. من هذا المنطلق، نلاحظ ان العملية المنوطة بالمترجم في نقل الحضارة والثقافة عبر اللغة تصطدم لا محالة بفوارق التراكيب اللغوية، بما تحمله من مضامين معنوية قد تكون مغايرة للتباعد الشديد بين اللغات السامية واللغات الهندوأوربية. وما تصريف الأفعال والتعامل مع الزمن وصياغة الجمل إلا أمثلة ساطعة لذلك التباين المشار إليه، وقد يكون شاسعا في بعض الحالات.

هكذا وبالرغم مما يتوفر للمترجم من آليات وامكانات معرفية ولغوية، تبقى عمليتُه الترجمية في نقل بعض التوريات والكنايات الثقافية والحضارية صعبة التحقيق على الوجه الأتم نظرا لغياب المرجع Référent في بعض الحالات ولما تتضمنه المفردات والعبارات والصياغات في اللغة الهدف من دلالات معنوية، قد تزيد في المعنى تارة وتنقص أخرى، مقارنة بضمنيات خطاب اللغة الأصل.

من جهة أخرى، لم تشكل اللغة يوما أمثل وأوحد تعابير الثقافة والحضارة إلا باعتبارنا أن مظاهر حضارة شعب ما تتدرج في سلّمية طبقية وأن بعضَها لا يستحق الاهتمام. فلئن صح هذا الافتراض نتجت عن ذلك تداعيات خطيرة، أقلها وبالقرينة إدراج الحضارات في سلمية تفضيلية مماثلة، والتوجّبُ علينا قياسا أن نسلّم بوجود درجات ثقافية وحضارية على مستوى العالم بأسره، من شأنها تصنيفُ الشعوب درجات مما يُسوّغ فكرة تفوق البعض على البعض الآخر والخُلوص إلى تبريرِ النظريات الداعية إلى هيمنة المتفوق على من دونه والدعاءِ له والترويج لثقافته. ولكم يُبعدنا هذا عن تقارب الحضارات وتفاعلها الإيجابي المرجو والمنوه به سابقا.

من هنا تبرز المفارقات الصعبة: ماذا يُترجم؟ على أي ركائز يُتكأ في عملية الانتقاء؟ من يقوم بها ولأي هدف؟ ألا يعني الاختيار فرزا وإبعادا ورفضا؟ أي آليات تُستعمل للحكم بصلاح مؤلّف ما للترجمة؟ أوليس ما يُتْرك جانبا ثقافة وحضارة؟

ترانا نحور وندور، ولا مندوحة لنا عن التطرق للمرشَحين التاليين، السياسي والتجاري، للإحاطة بواقع دور المترجم والترجمات في لقاء الحضارات.

ب - الترجمة والسياسة

للترجمة في ميزانية الدول مرتبة إذ تشكل بندًا أساسيًا من مشروعها في تكوين المجتمع. هكذا تخصص الدول أموالا وتقرر الوزارات البرامج التعليمية والكتب المدرسية وتملي الإرشادات وتهيئ المعلمين والمدربين والأساتذة وكل ذلك في إطار سياسة الدولة ورقابتها. في هذه الحالة، يغيب دور المترجم كفرد لمصلحة سياسة الدولة، هذا فضلا عما تقوم به بعض مصالح الدولة من تراجم بغية التنصت على الآخر والتجسس عليه واحصاء حركاته وتحركاته، لأن معرفة ما يقوم به الآخر وتقصّي أحواله أساس في العلاقات بين الدول وبأمنها، ولا يحتاج هذا الى برهان. أما المترجم، والحالة هذه، فهو أشبه بشبح لا تمت ترجماته بأي صلة بتقارب الحضارات.

هذا والحضارات في عصرنا في سباق إن لم نقل في صدام كما يذكر صموئيل هنتنجتون لم نشهدْ له مثيلا. كما وللدول في هذا المضمار وفي علاقاتها الخارجية سياسات ومواقف تحتل الترجمة في تأطيرها مركزا مرموقا. ويندرج في هذا السياق تعريب البرامج التربوية التعليمية والعلوم ولغة المؤسسات والإدارات العامة.

خلاصة القول، عندما تدخل السياسة حيز الترجمة يصبح تحديد الأهداف منوطا بالسياسيين لابالمترجمين، وتقع تبعة ما تئول إليه هذه السياسة من تقارب أو تباعد بين الحضارات على القيمين على أحوال الأمة بما يحققونه من مشاريعَ تكوينيةٍ لمجتمعهم. وقد لايتحقق المبتغى إن لم يساعدِ الوضع الاقتصادي.

إن ألقينا نظرة تقييمية شمولية على الإنتاج الترجمي العربي، على قلته، لا يسعنا إهمال العامل التجاري الذي يلعب، - نظير السياسة - دورا اساسا في ماهية ونوعية هذا الإنتاج.

ج - الترجمة والتجارة.

إن نظرنا إلى الترجمات من منظار دور النشر تمسي مقاربة تقارب الحضارات مغلوطةً في الأساس إذ لا تهدف الترجمة جوهريا إلى نقل الحضارة قدر ما تهتم بنقل ما يروج بيعه. في هذه الحال، قد لا نخطئ كثيرا إن زعمنا أن مصير الخطاب ومدى تأثيره على المجتمع يأتيان في أواخر اهتمامات المترجم.

وربّ سائل : أوليس ما يَروجُ تعبيرا حضاريا قاطعا؟

قد يكون هذا الاعتراض في محله فقط في بعض الحالات، شرط أن ننسى ما لوسائل الإعلام وما لرءوس الأموال من «أياد بيضاء» في الترويج لهذا الكتاب أو ذاك والدعاية لهذا المؤلّف دون الآخر.

هكذا إن اكتفينا بهذه المقاربات السياسية والتجارية، قد نستلخص أن هدف الترجمة مغلوط في الأساس، وأن ذا المترجمَ يخدمُ السياسة، وذاك يخدم دور النشر، وأن تي الترجمةَ لا تهدف جوهريا إلى تقارب الحضارات قدر مصلحة ممّوليها فضلا عما تحوّر به اللغة الهدف في الخطاب الأصل. ولنا عودة الى تقييم هذه النتيجة.

وإذ ذكرنا السبب والمسبب بقي علينا أن ننوه بشيء عن المسّبب له. هكذا نصل إلى النقطة الثالثة من الموضوع.

القارئ

إنما وقْع الترجمات يظل نظريا ما لم يستهلكها أحد. من هنا أولوية أهمية المستخدم في الثلاثية التي ذكرناها سلفاً لأن الترجمة ليست هدفا بذاتها. من هنا تبرز إشكاليات إرضاء القارئ في عملية انتقاء المواضيع وأساليب الكتابة وما ينتج عنها من تغيير أو تهميش لبعض من جوانب ثقافة الغير.

فلنأخذ مثلا ترجمة أنطوان الان لكتاب «ألف ليلة وليلة» الى الفرنسية نرى أنه حور المضمون ليتماشى مع نسق العصر ومتطلبات القراء. هل نقل ثقافة أم عصرن أدبا؟

من جهة أخرى لا يسعنا إهمال العلاقة الوثيقة بين مستوى ما يُترجم ومستوى ثقافة الشعب. من هنا أهمية تبسيط وتسهيل موارد المعرفة لكي تكون في متناول القاصي والداني وبالارتقاء بمستوى ثقافة الشعب بتعليمه. ويقصُر أن يقومَ واقع الترجماتِ وحدُه بهذه المهمة وعلى الوجه الأكمل.

هل يعني هذا أن أثر دور المترجم ثانوي لا يستحق أن نوليَه الاهتمام؟

الجواب نعم ولا.

نعم في بعض الحالات ولما ذكرناه آنفا من غلو في تقدير دوره من تقارب الحضارات، ولأن ترجماته لاتحمل جوهريا دعاء سلم أكثر أو أقل من إشهار حرب. هذا فضلا عن أن الشعوب باتت في احتكاك مباشِر ومتواصل وأصبح التعرّف على الآخر يتم دون وسيط، ومعرفةُ أحواله ومشاكله تصلنا عبر وسائل الإعلام والاتصال المباشر من تلفزة وشبكة وما شاكلها... كذا لا تحتاج تصرفات الشعوب إلى مترجم كما موسيقاهُم وفنونهُم أمعماريةً كانت أم تصويريّة، وقس على ذلك من تقاليدهم في مأكل ومشرب وملبس. كل هذا من شأنه حثُّنا على تعديل المعايير التي نستعملها في تقييم الترجمات وتحديد اهدافها.

ونذهب أبعد من ذلك مؤكدين ان أثر الترجمات في التقارب الحضاري لا يرقى إلى فعالية العامل البشري وتهيؤ الشعوب وارادة الاشخاص. وقد تلتقي الحضارات أو تتباعد بمنأى عن أي علاقةٍ سببية جوهرية بالترجمات. هي إرادة البشر التي تُقِيم العلاقات أو تقوّضُها وتأتي الترجمات في المنزلة الثانية سندا.

ويكون الجواب بالنفي، لما يساهم فيه المترجم من تدعيم عالم المعرفة ولما تُلمُّ به الترجمات من جوانب الحضارات وان لم تعبر عنها تعبيرا شاملا. هذا، وبالرغم من أننا لا نعرف مسبقا نوعيّة أثر دور الترجمات في لقاء الحضارات، تبقى فعاليتها في فتح باب حوار الثقافات حقيقة لا نزاع عليها.

وقد ندعّمُ إيجابية هذا الدور بالنهوض بالمهنة وبتطوير مفاهيمها. ولهذا الحديث صلة لاحقا.

لم تهدف الترجمة في العصور الذهبية للحضارات إلى التقرّب من الآخر بل اكتساب معارفه ومقدراته الفنية والتقنية، بغية التغلب أو التفوّق عليه. ولربما بقيت مخلفات من هذه الأهداف حسبنا لو تعديناها.

كانت عملية الترجمة إذن نفعية، أنَوية، égocentrique ذاتية كما كانت دلالاتُها أعمَّ وأشملَ مما هي عليه الآن، إذ تعدّت النقلَ إلى الشرح والتعليق وعَنَت السَيِر، كما سُمِّيَ تعريف كلمة ما في المعاجم ترجمة... لذا مثلا، وعلى غرار سابقيه من الأدباء والعلماء استعمل ابن خلدون هذا المصطلح بمعنى التفسير والبرهنة.

أما عن عدوى الأفكار الدخيلة وتداعياتها السلبية على المجتمع فابن خلدون يلقي تَبِعَة الأمرِ على من يسيء الاستعمال:

«ودخل على الملة من هذه العلوم وأهلها داخلةٌ واستهوت الكثير من الناس بما جنحوا إليها وقلدوا آراءها والذنب في ذلك لمن ارتكبه».

وخلاصة ما نعنيه هو أن نجم المترجم كفرد قد خفَتَ لمعانه وأن مقاربات الأقدمين للترجمة كانت أغنى دلالة وأقربَ إلى الصواب من مفهومنا الحصري المؤطِر لها في عصورنا الحديثة وأنه بات من الضروري أن نعيد اعتبار المترجم باعتماد الترجمة علما وفنا، لا كما يذكره أنطوان بيرمان في «تجرِبة الغريب» فقط بل باسترجاع ما نعرفه من مناقب في تراثنا العربي الذي كنا فيه سباقين. وهذا ممكن لأن من المترجمين من حلّق، ومن السياسات ما هدف إلى خير الأمة ومن دور النشر ما عفّ عن الرِبح.

خاتمة

ولنعد في الختام الى أمين معلوف بهذا السؤال: أمن السخافة أن نعتبر «الحروب الصليبية كما رآها العرب»؟ أو «ليون الإفريقي» أو «سمرقند» ضربا من ترجمة الحضارة العربية؟

يقول المثل: إن أعطيت الفقير سمكة أكل يوما، وإن علمته الصيد أكل مدى العمر.

إن تعلّمنا «صيد» اللغات لقينا الآخر بلسانه نستعمله لننقل إليه حضارتنا بذاتنا ونفهم حضارته من مصادرها. «فمن تعلم لغة قوم أمن شرهم». ولا ضير، في المقابل، إن عمل في الترجمة ذوو الكفاءة، ولكن حسبهم لو تضامنوا مع آخرين من اختصاصهم ومن غيره في جمعيات وأكاديميات وكليات ومؤسسات ذات أهداف موضوعية شمولية، همها نشر المعرفة وخير البشر والإنسانية. ولنطوّرْ في معاهدنا مفهوم الترجمة ومعاييرها معدّين العُدة من تخصيص المنح وفتح مختبرات بحوث تديرها وحَدات علمية تتكاتف لتكوين رعيل جديد متميّز من المترجمين فلا تتحكم بهم السوق ولا تقتصر مهمتهم على النقل البحت، بل تتعداه الى الشروحات والتعليقات في المقدمات والهوامش، أسوة بالأولين من طينة ابن البَطريق، وابن المقفع، ويوحنا ابن ماسويه، وإبراهيم بن حبيب الفَزاري، وجبرائيل بختيشوع، وقسطا بن لوقا، وثابت ابن قرة، وموسى بن شاكر، واسحق بن حنين، وتطول اللائحة وصولا الى سليمان البستاني فإبراهيم اليازجي ... إلخ. ولئن فعلنا ليستعيدنَّ المترجم دورا فقده، ولتكَتِسَبنّ الترجمة رونقا عرفناه متألقا في العصور الذهبية، لامعا في عصر النهضة بالرغم من أن هذه الأخيرة لم تحقق ما حققته سابقتاها العربية أو الأوربية. وقد تقوم بهذه المهمة على الوجه الصحيح معاهد الترجمة في كل الأقطار العربية التي تعمل في ميدان التثاقف سعيا إلى قلب الآية فننتقل من مستوردي ثقافة إلى مصدرين. 

نعمة الله أبي راشد