عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

الكويت وصباحها الجديد

تستيقظ الكويت على صباح عهد جديد, بعد غمرة من الأسى والحزن في وداع أمير راحل, عرفه الكويتيون على مدى 28 عاما كقائد ووالد للجميع, تأتي بشائر الأمل حتى تخفف من وطأة هذا الحزن بعد أن تولى الشيخ صباح الأحمد الصباح شقيق الأمير الراحل, ورفيق مسيرته, أمانة الحكم في الكويت, وقد شاركهما في هذه المسيرة الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح, الذي تولى مسئولية ولاية العهد منذ منتصف السبعينيات, وأصبح أميرا للكويت لمدة عشرة أيام, لتدفعه ظروف مرضه ـ شفاه الله ـ للتنحي عن مسئوليات هذا المنصب الجليل.

وتسجل ولاية الأمير الجديد تجربة سياسية جديدة للشعب الكويتي, وهو تطور سياسي مهم يركز عليه رئيس تحرير (العربي) في مقاله الافتتاحي لهذا العدد, فهو يحتسب نقطة إضافية للشعب الكويتي, الذي تميز دومًا بحسه الديمقراطي وبتلاحمه الدائم مع الأسرة الحاكمة, وقد تحول هذا التلاحم إلى واقع حين تشاركا معًا في اختيار القائد, وبدلاً من أن يأتي الأمير الجديد من دار الإمارة فقط, أتى أيضًا من مجلس الأمة, وبعد أن أجمعت عليه إرادة ممثلي الشعب الكويتي, الذين بايعوه في سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ الكويت.

يحق لأهل الكويت إذن أن يتمسكوا بهذا الصباح الذي شاركوا في صعود شمسه, خاصة أن العهد الجديد يتطلب منهم مواجهة التحديات الكبرى التي يفرضها عليهم العالم المعاصر. وتشارك(العربي) فرحة أهل الكويت فتقدم ملفًا صغيرًا حول إنجازات الأمير الجديد, وبعض شهادات من الذين عملوا تحت إمرته, وهي ترجو أن تقدم للقارئ العربي صورة عن قرب لهذا القائد الذي يعرفه الجميع, والذي كان يعد واحدًا من أشهر الدبلوماسيين العرب الذين عرفهم العالم.

وتقدم (العربي) أيضا وجبتها الفكرية المتنوعة, وسوف نكتفي هنا بالإشارة إلى موضوعين رئيسيين على صفحات العدد, أولهما الاستطلاع, الذي يرصد العلاقة بين العرب والهند, وكيف تداخلت الحضارتان معًا منذ سنوات بعيدة. وثانيهما هو الملف المهم عن أزمة البحث العلمي في العالم العربي, وهي قضية يجب أن تشغل بالنا دومًا, لأنها تهدد تطورنا الحضاري وتعوق دون دخولنا في خضم عمليات المعاصرة والتحديث, ويحفل العدد أيضا بالمزيد من الموضوعات المهمة التي ندعوك عزيزي القاري لاكتشافها بنفسك, والمشاركة مع أهل الكويت في صباحهم الجديد.

 

المحرر

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات