المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

الكويت

تكريم كويتي... لجمعة الماجد

يحظى مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في الإمارات العربية المتحدة بشهرة عربية وعالمية واسعة, بفضل ما قدمه من خدمات إنسانية وثقافية وتراثية في شتى المجالات.

وعلى هذا الأساس اختارت الكويت مؤسس المركز جمعة الماجد لتكريمه كشخصية مهرجان (القرين) الثقافي الثاني عشر.

وعلى مدى يومين متتاليين احتفلت الكويت بهذه الشخصية الإماراتية - التي عملت على إرساء قواعد الثقافة العربية من خلال مجهودات بناءة وصادقة - ليقام لمركزه معرض, إلى جانب محاضرة ألقت الضوء على سيرته, وحفل تكريم حضره وزير الإعلام.

وأقيم معرض مخطوطات مركز جمعة الماجد في قاعة (الفنون) في ضاحية عبدالله السالم, والذي حضره نخبة من المثقفين, في الكويت, وافتتحه وزير الإعلام د.أنس الرشيد, وتضمن نسخًا نادرة من القرآن الكريم, ومخطوطات قيّمة, تؤرخ للمنطقة وتتحدث عن مسيرتها عبر الأزمان, إلى جانب نسخ نادرة لبعض الجرائد والمجلات العربية التي صدرت منذ مطلع الصحافة العربية, ولوحات تشكيلية من مقتنيات جمعة الماجد, وغيرها من الوثائق التراثية والتاريخية المهمة.

وعلى هامش المعرض ألقى د.سعد حارب محاضرة تحدث فيها عن دور جمعة الماجد الرائد في مجال الثقافة العربية, كما كشف عن ملامح متوهجة في سيرته الذاتية, وعلاقته الخاصة بالكويت وأبنائها, تتجاوز العلاقات التجارية, وهي علاقة تقوم على الصداقة, والحب, والانتماء, ولقد ظهرت هذه المعاني في فترة الغزو الصدامي البائد, حينما حوّل الماجد المدارس التي يملكها إلى أماكن إقامة لأهل الكويت الموجودين وقتها في الإمارات, كما كوّن مع تجّار إماراتيين آخرين لجنة الإخاء الكويتية - الإماراتية.

وشرح حارب بداية نشأة شخصية جمعة الماجد والذي باشر عمله التجاري من خلال متجر صغير اتخذه لنفسه في سوق دبي, وفي الخمسينيات أقام أول شركة له مع أحد أصدقائه, ثم شق طريقه بجهوده ليؤسس مجموعة من الشركات الناجحة, وليساهم في تأسيس عدد من البنوك الوطنية, وحصل الماجد على العديد من الجوائز وشهادات التقدير بفضل الأنشطة التي قام بها,وخدماته في مجال التراث الإسلامي, ليحصل على جائزة سلطان العويس عام 1992, وجائزة دبي للجودة عام 1994,وكرّمته وزارة العدل الكويتية لاستضافته الأسر الكويتية عام 1990, ولدوره في تأسيس لجنة الإخاء الكويتية - الإماراتية في العام نفسه.

وتبوأ الماجد العديد من المناصب المهمة في الحياة الاقتصادية والثقافية في الإمارات, كما أسّس كلية الدراسات الإسلامية والعربية, ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث, إلى جانب تأسيسه المدرسة الأهلية الخيّرة في الإمارات عام 1983, والتي استوعبت أبناء الوافدين من الدول العربية والإسلامية في الإمارات.

ويعد مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث - الذي يتخذ من دبي مقرًا - أحد أهم المعالم الحضارية في المنطقة, لاحتوائه على خدمات أساسية تقدم لطلاب العلم, وعلى أهم نتاجات العصر الحديث والقديم من الفكر والثقافة.

ويقدم المركز لرواده الباحثين والدارسين خدمات كثيرة لعل من أهمها الاستفادة من المصادر الثقافية والمخطوطات والفهارس المتوافرة فيه, والاستفادة من الوسائل السمعية والبصرية التي يقدمها, إلى جانب وجود عدد من الباحثين والخبراء الذين يقدمون خدماتهم للرواد في مختلف المجالات.

ويضم المركز دوائر عدة منها: دائرة المكتبة والمعلومات, والدائرة الثقافية التي يصدر عنها كتب متنوعة دورية وفصلية, ونشرة شهرية, إلى جانب قسم المخطوطات, وقسم الشئون المالية والإدارية.

ونظم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للمحتفى به جمعة الماجد حفلاً في فندق الماريوت حضره نيابة عن راعي مهرجان القرين الثقافي سمو رئيس مجلس الوزراء وزير الإعلام د.أنس الرشيد, والذي ألقى كلمة أشاد فيها بالماجد وبإنجازاته وعطاءاته, سواء في ميادين الثقافة والتعليم أو ميادين العمل الإنساني والاجتماعي على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة والخليج والعالم العربي والإسلامي.

وأكد الرشيد أن الرجال المميزين يظلون كبارًا من خلال أفعالهم وأعمالهم وإنجازاتهم, وقال: (انطلاقاً من ذلك نقول إن تكريم الماجد في مهرجان القرين الثقافي من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب, ليس إلا جزءًا مما يستحق, بالرغم من كل ما سبق وأحيط به من تكريم من قبل العديد من الدول الشقيقة, بل إن الكويت لتعتز بهذا التكريم, وتعتز بأن تحتفي هذه الأيام بضيفها الكبير, وبشخصية مهرجان القرين الثقافي).

وألقى د. سعيد حارب كلمة نيابة عن الماجد, قال فيها: (العلاقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة, ودولة الكويت علاقة جذورها إلى عمق التاريخ, وتلقي بظلالها الوارفة على مختلف جوانب الحياة, ولعل الجانب الثقافي هو الأبرز, والأعمق, فقد كان للكويت سبق الريادة الثقافية والعلمية, التي امتدت لتلقي بروافدها في مختلف دول المنطقة, بل امتدت إلى الدول العربية, والدول الصديقة الأخرى).

وأكّد حارب في كلمة الماجد أن حـضارتنا العربية الإسلامية لم تزدهر, وتمتد إلى أطراف الأرض, إلا من خلال دينها الإسلامي الحنيف, وثقافتها العريقة المستمدة من هذا الدين, والتي حملت من قيم التسامح, والتعارف والتواصل مع الآخر, ما جعلها محـط قبول ورضا من مختلف الشعوب والدول.

مدحت علام

بيروت

مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية
تكريم (برهان علوية).. وتحية إلى (مصطفى العقاد)

في قصر الأونيسكو للثقافة, افتتحت الدورة السابعة من (مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية), بكلمة ترحيب ألقاها الأستاذ محمد هاشم, مؤسس ومدير المهرجان, حيث أكد أن المهرجان, في دورته السابعة, لم يعد بحاجة إلى التعريف, خاصة بعد أن انضم, منذ عامين, إلى طائفة المهرجانات الدولية المتخصصة في مجال الفيلم الوثائقي.. وهو الاتجاه الذي أخذ بالانتشار والتوسع, في مختلف أنحاء العالم. ومن ثم تحدث الأستاذ طارق متري, وزير الثقافة في لبنان, عن أهمية السينما, ودورها في رسم الهوية الوطنية, وفي تأصيلها, وتعزيز الثقافة.. كما قدم مداخلة نقدية عرضت رؤية فنية وجمالية تجاه العديد من أفلام المخرج برهان علوية, الذي عزم المهرجان في دورته الحالية على تكريمه, تقديراً لتاريخه الفني, ومساهماته المتميزة في مجال بناء السينما اللبنانية الحقيقية, منذ مطالع السبعينيات من القرن العشرين, وحتى اليوم.

وبعد أن تسلم درع التكريم, ألقى علوية كلمة مليئة بالحب, والشكر والامتنان لمن بادروا إلى هذا التكريم, معبراً عن قناعاته بأن التكريم إنما هو للسينما اللبنانية, وللسينمائيين اللبنانيين, متطلعاً إلى استعادة الحميمية التي ينبغي أن تكون سمة العلاقات بين السينمائيين, حتى يتمكنوا من المساهمة في بناء عالم من الإبداع المتألق..

وكان من المؤثر فعلاً, أن تكريم المخرج اللبناني الكبير برهان علوية تمَّ وسط حشد كبير من الحضور المهتم بالشأن الثقافي عموماً, والسينمائي خصوصاً, فكان في مقدمة الحضور عدد من أبرز المخرجين العاملين في مجال السينما الوثائقية, في العالم العربي, من طراز المخرج العراقي قيس الزبيدي, والمخرجة الفلسطينية مي المصري, والمخرج اللبناني جان شمعون, ومخرجون كبار من طراز المخرج جورج نصر, وكريستيان غازي.. فضلاً عن المئات من الشباب والشابات, من طلبة الجامعات والكليات والمعاهد التي تقوم بتدريس فن السينما, أو الفنون السمعية البصرية. ربما يبدو من نافل القول أن المخرج برهان علوية هو أحد أهم الأعمدة التي نهضت على منجزاتها السينما اللبنانية, بل والعربية, إذ من المعروف أن برهان علوية هو من أنجز فيلم (كفر قاسم) عام 1974, ليكون واحداً من أهم الأفلام في تاريخ السينما العربية في القرن العشرين. كما أنه عمل للسينما في لبنان وسورية ومصر, وبذل الكثير من الجهود للاستمرار في الإبداع السينمائي في وقت كانت تنغلق فيه الأبواب في وجه السينما الحقيقية, السينما الجادة, التي تهتم بمصالح الناس البسطاء, المهمشين, وقضاياهم, وترصد أحلامهم, وآمالهم, كما تصور آلامهم, وتعبهم.. الأمر الذي جعل سينما برهان علوية بيانات حبّ للناس..

من فيلم (ملصق ضد ملصق) 1972, مروراً بفيلم (كفر قاسم) 1974, إلى أفلام من طراز: (لا يكفي أن يكون الله مع الفقراء1977, بيروت اللقاء1983, رسالة من زمن الحرب 1984, رسالة من زمن المنفى1988, أسوان1990, إليك أينما تكون).. وأفلام غيرها, استطاع برهان علوية التأكيد على أهمية الصورة, والسينما, في بناء الهوية والثقافة الوطنية, والاتصال مع الآخر, (أينما يكون).

من جهته, فقد بدأ مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية فعالياته بفيلم الافتتاح الذي جاء بعنوان: (آشاق)/قصص من الصحراء. وهو فيلم وثائقي طويل (مدته 110 دقائق), صنعته مخرجة سويسرية متمكنة, تُدعى أولريك كوش, التي رهنت الكثير من وقتها في سبيل رصد جوانب من حياة قبائل الطوارق, التي تنتشر في الصحراء الممتدة على حافة العمق الأفريقي, انطلاقاً من جنوب ليبيا والجزائر والمغرب..

في (آشاق), وهذه الكلمة تعني في لغتهم كل القيم النبيلة, تصوّر المخرجة تفاصيل حياة الطوارق من فرح وحزن, من ولادة وموت, وفي سياق الوجود والاستمرار, ما بين جفاف قاحل, على هيئة موت محقق.. ومطر داهم, على هيئة سيل مدمِّر.. تتشقق الأرض تحت أقدامهم, إذ يغيب المطر, وتندثر آثار خطاهم, إذ يأتي المطر.. كأنهم مرصودون بكل هذه القسوة, ومع ذلك فهم يمارسون كل فنون الحياة!

تضمنت فعاليات الدورة السابعة من المهرجان عرض 57 فيلماً مشاركاً من 31 دولة, من مختلف أنحاء العالم, مغربه ومشرقه. وكانت الأفلام على عدة أنساق: أولها أفلام الطلبة, أي الأفلام المحققة على هيئة مشاريع تخرج, أو الأفلام التي يحققها الطلبة بإشراف من أساتذتهم, في الجامعات والكليات والمعاهد التي تقوم بتدريس السينما. وثانيها الأفلام القصيرة (تحت 30 دقيقة), وثالثها الأفلام الطويلة (حتى 60 دقيقة), فيما تم عرض العديد من الأفلام التي تفوق ذلك الوقت, خارج المسابقة.

في مسرح المدينة, كان الجمهور الذي تميز بكونه من الفئات الشبابية, على موعد مع أفلام تفاوتت في مستوياتها الفنية, وخطاباتها المضمونية, وتنوع في الموضوعات والقضايا التي تناولتها. وإذ غلب على الأفلام محليتها المغرقة, فإن هذا مما منح المشاهدين فرصة التعرف على الآخر, في ثقافته المحلية, وهمومه, وقضاياه, في عاداته, وتقاليده, ولغته, ومعتقداته.. عالمياً, من المكسيك وكندا وكوبا والولايات المتحدة الأمريكية, إلى قرغيزستان والهند ومينمار وكوريا الشمالية وأستراليا, ومن فنلندا والدانمارك ولاتفيا وبلجيكا وبولندا وألمانيا, إلى رواندا.. وعربياً, من المغرب ومصر إلى السعودية وقطر واليمن والعراق, ولبنان.. كما كان المخرجون والمنتجون على موعد في (ملتقى بيروت الدولي للفيلم الوثائقي), حيث تضمن ثلاث جلسات للحوار, تناولت واقع حال الفيلم الوثائقي, ومستقبله, ومتطلبات النهوض به.. كما تضمن جلسة نقاش عملية, عُرض فيها 10 مشروعات لأفلام وثائقية..

الاختتام
تحية إلى مصطفى العقاد

حضر المخرج السوري الكبير مصطفى العقاد بقوة, ملقياً ظلالاً من الحزن العميق, بسبب الفاجعة التي نالت منه, وابنته الشابة ريما, التي كانت في السنوات الماضية, واحدة من العاملين في هذا المهرجان. ربما لم يتمكّن محمد هاشم, مدير المهرجان, من توليف (الكليب) الذي كان ينوي عرضه في الاختتام, بسبب ضيق الوقت, لكن كلمته المؤثرة التي ارتجلها كادت تتبلل بالدموع من عمق المصاب الذي ألمَّ بالسينمائيين العرب كافة, وكبر الفاجعة التي صنعها مهووسون بالقتل العبثي..

أعلن أعضاء لجنة التحكيم المكوَّنة من الدانماركي تيو ستين مولر, والإيطالي لوكا ماتسيوكّا, والعراقي قيس الزبيدي, والبرازيلية آنا غلوغوفسكي, والمصرية عرب لطفي, النتائج التي انتهوا إليها, وكانت على النحو التالي:

- أفضل فيلم وثائقي دولي (أقلّ من 60 دقيقة) لفيلم (مدار السرطان), للمكسيكي أوغينيو بولغوفسكي.

- أفضل فيلم وثائقي عربي (أقلّ من 60 دقيقة) لفيلم (غير خدوني) للمصري تامر السعيد.

- أفضل فيلم وثائقي دولي (أقلّ من 30 دقيقة) مناصفة لفيلم (صُنع في إيطاليا) للبلجيكي فابيو ويتاك, وفيلم (أنا معك) للبولندي ماسيا آدامك.

- أفضل فيلم وثائقي عربي (أقلّ من 30 دقيقة) لفيلم (كرتي) للّبنانية روان ناصيف.

- تنويه خاص بأفضل تقنية لفيلم (لون الحب) للإيرانية مريم كيشافارز.

- تنويه خاص بأفضل موضوع وبحث لفيلم (نساء بلا ظلال) للسعودية هيفاء المنصور.

ومن ثم عرض فيلم (ارتجال) الوثائقي الطويل (مدته 60 دقيقة) للمخرج الفلسطيني رائد أنضوني, الذي حضر من رام الله, للمشاركة, والحوار حول فيلمه الأول, الذي تناول حكاية ثلاثة أشقاء (سمير, وسام, عدنان) يشكلون ثلاثيًا موسيقيًا, ويتجولون في أنحاء العالم, يعبرون بموسيقاهم عن قضيتهم.

بشار إبراهيم

القاهرة

جائزة ساويرس للمخزنجي

منحت مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية جائزتها للأدب المصري في القصة القصيرة لكبار الكتّاب في دورتها الأولى للأديب الكبير د.محمد المخزنجي عن مجموعته القصصية (أوتار الماء) وقيمتها مائة ألف جنيه مصري, موضحة أنها حققت التجديد في البنية, والرؤية الفنية, فلم يلتزم الكاتب ببنية تقليدية تنسج الحبكة مثلما في بنية القصة الواقعية, بل ابتعد عن السرد المباشر والحبكة المحكمة, لتتداخل الأزمنة وتتواتر الأمكنة, حتى يتمحور السرد حول لحظات التجلي أو الوعي المكثف.

لذا نبعت الواقعية السردية في هذه المجموعة عن رؤية ذاتية, يتناوب فيها الكاتب والراوي الأدوار, يتنازع فيهما التضاد بين التجربة العلمية والحس الروحاني, وفي محاولة تحقيق التواصل بين الكاتب والراوي من جهة, والراوي والمروي عليه من جهة أخرى, محاولة للتعرف على العلاقة بين التجربة من حيث هي واقع معيش, ونص ينتج بالتخيل.

كما يستخدم الكاتب اللغة الموحية لتمثيل حالة مزاجية أو مشاعر دفينة, لغة تنتقل ما بين التصوير المرهف, والمصطلحات الدارجة المستخدمة في المعيش, ومن ثم يتمثل للقارئ تغاير الخواص في التجربة المعيشة, ومدى تكثيفها, فتبتعد بذلك عن الواقعية السردية التي تزعم التوصل إلى الحقيقة القاطعة بربط العلاقات بين المسببات والوصول إلى الحقيقة المكتملة.

لهذا التجديد المبدع في التجربة القصصية, من حيث هي تجربة فنية مستقلة, تم اختيارها كأفضل مجموعة قصصية قصيرة.

وقد تشكلت لجنة التحكيم التي منحت المخزنجي الجائزة من: مصطفى نبيل, رئيس تحرير مجلة الهلال السابق (مقررا), والدكاترة: محمود الربيعي, ماري تريز عبدالمسيح, سحر عبد الحكيم, والروائي محمد أبو المعاطي أبوالنجا (أعضاء).

وفي تعليقه على منحه هذه الجائزة أكد المخزنجي أنها أول مرة يقدر فيها إبداعه ماديا, إذ أنه سبق أن حصل على تقدير أدبي في عام 1992, عندما فازت مجموعته (البستان) بجائزة أفضل كتاب في معرض القاهرة الدولي. ويوضح المخزنجي أنه لم يحدث أن تقدم لنيل جائزة ساويرس, وإنما لجنة التحكيم هي التي اختارت مجموعته القصصية.

وأضاف: لقد أسعدتني هذه الجائزة التي تمثل إسهام المجتمع المدني في إعلاء شأن الآداب, وخاصة القصة القصيرة التي نلت جائزتها. وأعتبرها جرأة وشجاعة من هذه اللجنة وتحّملاً نبيلاً لمسئوليتها النقدية. وأنا أحيي مؤسسة ساويرس التي تعطي مثالا للرأسمالية الوطنية المستنيرة المدركة أن رفع الذائقة الجمالية هو عمل وطني واستثمار حضاري على المستوى الاستراتيجي. وأتمنى أن تتواصل الجائزة لينالها المبدعون الحقيقيون وهم كثر في مصر.

وفي فرع الرواية فاز الكاتب النوبي حجاج حسن أدول بروايته (معتوق الخير) بجائزة ساويرس كأفضل عمل روائي نشر ما بين عامي 2002 و2004 وقيمتها 100 ألف جنيه مصري أيضا.

وبالنسبة لجائزة ساويرس للكتّاب دون الخامسة والثلاثين- والتي تكونت لجنة تحكيمها من: الروائي جمال الغيطاني (مقررا), وكل من الروائي خيري شلبي, والدكاترة: عماد بدر الدين أبوغازي, سامية محرز, ومحمد بدوي (أعضاء) - فقد فاز بالمركز الأول فيها: ياسر عبد اللطيف عن روايته (قانون الوراثة), وهيثم الورداني عن مجموعته القصصية (جماعة الأدب الناقص) وقيمة كل منهما 30 ألف جنيه.

في حين فاز حسن عبدالموجود عن روايته (عين القط), ونسمة يوسف إدريس بمجموعتها (ملك ولا كتابة) بالمركز الثاني وقيمة جائزة كل منهما 20 ألف جنيه.

وفي كلمة المحكّمين لجوائز الكتّاب دون الخامسة والثلاثين قال الروائي خيري شلبي: أتاحت لنا هذه المسابقة فرصة أن نلمس كيف أن ثمار نجيب محفوظ ويوسف إدريس قد أينعت وأن السنوات القادمة ستقدم لكم قامات سامقة في مجالي القصة والرواية, لكننا توقفنا عند الأعمال التي نتوسم فيها ملامح مشروع مستقبلي, بمعنى أن يكون عند الكاتب مشروع واضح, ولديه القدرة والموهبة والاستعداد ما يؤهله لتنفيذ هذا المشروع, ومن هنا يكون لهذه الجائزة دورها الإيجابي المهم.

مصطفى عبد الله

امستردام

يوسف كارش...
المصور الفوتوغرافي الأبرع في العالم

تمر هذه الأيام ذكرى مرور 60 عامًا على صدور أول أعمال المصور يوسف كارش (الكندي الجنسية, المتحدّر من أصل أرميني). الذي استطاع أن يرفع منزلة الصورة الفوتوغرافية إلى مصاف اللوحة التشكيلية, بحيث باتت صور كارش أو تُحَفه الفنية, على الأصح, تُعلَّق إلى جانب اللوحات المهمة لكبار الرسامين في العالم, بل إن بعض صوره حظيت بشهرة واسعة يندر أن تحصل عليها لوحات تشكيلية مميزة مثل صورة (الأسد الزائر) لونستون تشرشل, فما هو السر الإبداعي الذي يكمن في صور كارش? وما هي أوجه التشابه والاختلاف بينه وبين غيره من فناني الفوتوغراف في العالم? وكيف تسنّى له أن يلتقط صوراً مميزة لعدد كبير من الرؤساء, والملوك, والسياسيين, والأدباء, والمفكرين, والفنانين وما إلى ذلك, بينما لم تسنح هذه الفرصة الذهبية لعدد كبير من أقرانه المصورين? إنه من الطراز الغني المتميز من الأرمن الذين يُفضَلَون على سكان البلدان الأصليين, ويمتلكون أستوديوهات مرموقة يقصدها محبو التصوير الفوتوغرافي الذي ينطوي على براعة تقنية, ولمسة فنية تستطيع أن تُمسك بالمشاعر الحقيقية المراوغة التي غالباً ما تختبئ وراء الملامح البشرية (المقنّعة). ففي العراق, وإيران, وتركيا, ومصر, وبلاد الشام, عموماً, ثمة مصورون أرمن هم الذين يحتكرون الشهرة في التصوير (هذا الاحتكار الجميل الذي لا يحتج عليه أحد!), وهم الذين يجدون أنفسهم إلى جوار الرؤساء والمسئولين من دون أن يؤرقهم أحد, كما أنهم حققوا الشهرة ذاتها في كندا وأمريكا وأستراليا ومعظم البلدان الأوربية التي احتوتهم في سنوات الشتات, ولعل كندا هي أبرز هذه الأمثلة, وربما لولاها لما وصل كارش إلى ما وصل إليه من منزلة رفيعة, ولما حقق هذه الشهرة الواسعة التي كانت تتمسح بأذياله. وثمة تساؤل آخر أود أن أثيره هنا مفاده: هل أن المجازر المروّعة, وحملات الإبادة الجماعية التي تعرّض لها الشعب الأرميني على يد الأتراك في أوائل القرن العشرين قد ساهمت في تعميق العلاقة بين المواطن الأرمني المُهَدَد بالانقراض وعدسة الكاميرا التي تسجل بأمانة, وتوثّق بدقة كل ما يصادفها من مواقف, ومَشاهد, وحكايات? أتمنى على النقاد الذين يستجيرون بأدوات ورؤى نقدية سيكولوجية أن يدرسوا طبيعة هذه العلاقة الشائكة بين الإنسان المُهدد بالتلاشي والانطفاء, والكاميرا التي تستطيع أن توثق كل شيء, وتقف بالضد من فكرة الموت مجازياً في الأقل? وقبل الخوض في تفاصيل ومقوّمات وأبعاد هذه التجربة الفنية الفذة لا بد من التوقف عند المحطات الرئيسية في حياة هذا المبدع الكبير الذي نحت له محبوه ومريدوه جملة واحدة تخصه وحده من دون البشرية كلها. وهذه الجملة هي: (Have you been karshed?) وهي تعني من دون لبس (هل صوّركَ كارش?) أو بمعنى أوسع (هل ظفرت بسانحة الحظ, وصوّرك كارش?).

التحق يوسف بالمدرسة لمدة قصيرة من الزمن, لكنه سرعان ما غادرها, وبدأ يساعد خاله في الأستوديو. وخلال عمله اكتشف خاله مخايل الذكاء عند ابن أخته, ولاحظ بوادر موهبته وفطنته في فن التصوير الفوتوغرافي, الأمر الذي شجعه عام 1928 على أن يبعثه للتدريب تحت إشراف المصور الأرميني البارع جون غارو الذي كان يعيش في بوستن حيث أمضى هناك أربع سنوات نهل فيها الكثير من المعرفة والخبرة الفنية في التصوير الفوتوغرافي, ثم قفل عائداً إلى كندا لكي يبني عالمه الفوتوغرافي الفذ, ويخلق بصمته الخاصة به التي تميزه عن مجمل أقرانه المصورين المجايلين له آنذاك.

عدنان حسين أحمد

فيينا

دعوة لرفع الأذان بالبرلمان النمساوي

اعتبر رئيس البرلمان الاتحادي النمساوي د.أندرياس كول أن رفع أذان الصلاة داخل مبنى البرلمان النمساوي ووجود مسلمات يرتدين الحجاب داخل أروقته ظاهرة صحية تجسّد روح التسامح بين مختلف أبناء المجتمع النمساوي.

وقال رئيس البرلمان الاتحادي إن بلاده تعدّ نموذجا يحتذى به للتعايش بين معتنقي مختلف الأديان, ووصف كول, العضو بمجلس قيادة حزب الشعب الحاكم في كلمة له خلال مأدبة إفطار رمضاني جمعته بأعضاء وقيادات الأقلية المسلمة, الدينَ الإسلامي بأنه دين عظيم يكرس قواعد المحبة والتسامح والتعاون والتعايش الحضاري, وأكد أنه يكن للدين الإسلامي وتعاليم العقيدة الإسلامية السمحة كل تقدير واحترام, وأشاد رئيس البرلمان في كلمته بمستوى الوعي لدى ممثلي وأبناء الأقلية المسلمة في النمسا, وحرصهم الشديد على التعايش والتعاون مع معتنقي بقية الأديان والطوائف داخل المجتمع النمساوي, ورفضهم لمختلف أشكال التطرف والعنف والإرهاب, وتطرق رئيس البرلمان النمساوي في كلمته إلى الانتخابات المحلية التي جرت في مقاطعة فيينا, واعتبر أن ما رافقها من شعارات دينية أو سياسية ظاهرة صحية تندرج في صلب الحياة الديمقراطية والتنافس الحر, وأشار إلى أنها لا تتعارض مع مبادئ أي من الديانات السماوية.

وردا على سؤال يتعلق بالحملة التي يقوم بها حزب الأحرار اليميني المتطرف وما يثيره برنامجه الانتخابي من كراهية الأجانب والمسلمين, حذر رئيس البرلمان من أن كل من يحاول انتهاك القانون ويعمل على إثارة النزعات العنصرية أو الفتن الطائفية بين المواطنين ينبغي أن يُعاقب, وشدّد على أن (النمسا بلد ديمقراطي, ويقرّ العدالة والمساواة لجميع أبنائه, ويحترم حقوق الإنسان وحرية التعبير, وممارسة المعتقدات الدينية), وأشار رئيس البرلمان النمساوي إلى أن بلاده كانت من بين أوائل الدول الأوربية التي شرّعت قانون حرية الأديان والمعتقدات, كما كانت أول بلد أوربي اعترف بالدين الإسلامي وكرسه في الدستور منذ عام 1912, كما أعرب كول عن اعتقاده القوي أن النمسا تُعدّ نموذجا يحتذى به للتعايش بين معتنقي مختلف الأديان والثقافات والأعراق, وهو أمر يبعث على الشعور بالفخر والاعتزاز, على حد تعبيره.

وتناول رئيس البرلمان النمساوي في حديثه زيارته الأخيرة إلى أنقره, ووصفها بأنها كانت أكثر زياراته (تعقيدا وصعوبة); لأنها تزامنت مع استئناف جولة المفاوضات بين تركيا والمفوضية الأوربية في بروكسل, ومع إعلان موقف النمسا المتشدّد تجاه رفض عضوية تركيا الكاملة في الاتحاد الأوربي, واقتراح حل بديل يقوم على أساس علاقات شراكة اقتصادية مميّزة بين الجانبين, ونفى كول أن يكون موقف النمسا المتشدّد جاء على خلفية تاريخية عندما حاصر الجيش العثماني فيينا في القرن السابع عشر, وقال: (إن كل ما يتذكره النمساويون في الوقت الراهن هو أن الأتراك جلبوا لهم القهوة التركية, والكعك ذا الشكل الهلالي).

جدير بالذكر أن مأدبة الإفطار التي أقامها رئيس البرلمان النمساوي لنخبة من أبناء الأقلية المسلمة غالبيتهم من الأصول التركية, تأتي بعد أسبوع من مأدبة الإفطار التي أقامها حاكم فيينا د. ميخائيل هويبل, والتي حضرها حشد كبير من المسلمين كان أبرزهم د. أنس الشفقة رئيس الهيئة الإسلامية, والمهندس عمر الراوي عضو البرلمان المحلي في مقاطعة فيينا, وعدد من الأئمة وخطباء المساجد في النمسا.

ويحظى مسلمو النمسا (400 ألف من إجمالي تعداد السكان البالغ 8 ملايين) بوضع متميز يندر أن يوجد مثله في الدول الأوربية الأخرى, ويرجع الفضل في ذلك إلى الاعتراف الرسمي من قبل الدولة بالدين الإسلامي منذ عام 1912 في عهد القيصر (فرانس يوسف) الذي أصدر ما عرف بـ(قانون الإسلام).

وأكد ناشط حقوقي مسلم ارتكاب تجاوزات بحق كثير من المسلمين في الآونة الأخيرة بالنمسا تتمثل في تعرضهم للتمييز في سوق العمل وإجبار الفتيات على خلع الحجاب إلى جانب احتواء الكتب المدرسية على معلومات مغلوطة عن الدين الإسلامي, وانتقد ما يعرف بـ(ميثاق الاندماج) الذي يلزم الأجانب الراغبين في الإقامة الدائمة بتعلم اللغة الألمانية, وأوضح (طرفة بجغاتي) نائب رئيس الشبكة الأوربية لمكافحة العنصرية أن هذه التجاوزات تتم على (المستوى المجتمعي) على الرغم من الاتجاه الرسمي الحكومي الذي يعد وضع المسلمين فيه متميزا مقارنة بالدول الأوربية الأخرى.

وأوضح (بجغاتى) أن الهيئة الإسلامية تتلقى شكاوى بشكل مستمر من بعض أولياء الأمور تتحدث عن قيام مدرسي التربية الرياضية بإجبار التلميذات في بعض الأحيان على خلع الحجاب بدعوى أنه يضر برقابهن أثناء الركض, وأشار في هذا الصدد إلى أن بعض الطالبات المحجبات شكون من قيام معلمة الكي في مدرسة الموضة في فيينا بإجبارهن على خلع الحجاب بحجة أنه قد يتعرض للحرق أو يسبب معوقات لإتمام الدرس, كما أشار إلى أن الكتب المدرسية تحوي أحيانا معلومات مغلوطة عن الدين الإسلامي, وأن الهيئة الإسلامية دعت من هذا المنطلق إلى ضرورة مراجعة ما يرد في تلك الكتب من معلومات عن الإسلام.

وقال (بجغاتى): المرأة المسلمة تواجه العديد من المشاكل حيث إنها لا تحظى بفرص عمل تتناسب مع مؤهلاتها الدراسية أو مكانتها الاجتماعية, وأرباب العمل في النمسا يغلقون الأبواب في وجه الأجنبيات وخاصة المسلمات المحجبات, لكنه ذكر حالات استثنائية تلقى فيها المرأة المسلمة معاملة جيدة في سوق العمل, مشيرا إلى وجود موظفة نمساوية تعمل في وزارة المالية على الرغم من إشهار إسلامها وارتدائها الزى الإسلامي, وإلى وجود العديد من المدرسات المحجبات في المدارس.

وتأسست الشبكة الأوربية لمناهضة العنصرية عام 1998 بمشاركة نحو 600 منظمة غير حكومية منتشرة في أنحاء أوربا, وتهدف المنظمة إلى مناهضة العنصرية وعداء الأجانب ومعاداة السامية ومعاداة الإسلام, وتنادي بالمساواة في التعامل بين الجميع, وقيل في هذا التقرير إن الشرطة في النمسا تسيء معاملة الأفارقة, وتناول التقرير الثالث للجنة الأوربية لمناهضة العنصرية, وعدم التسامح أوضاع الأجانب في 5 دول أوربية من بينها النمسا, وتم إنشاء اللجنة الأوربية لمناهضة العنصرية وعدم التسامح بقرار من القمة الأولى للمجلس الأوربي في فيينا عام 1993, وتعنى اللجنة بتقديم المقترحات ومتابعة ما يتخذ من إجراءات وما تنص عليه القوانين فيما يتعلق بمناهضة العنصرية ومعاداة الأجانب, وأن وضع المرأة المسلمة قد ساء منذ نشر التقرير الثاني عام 2001, حيث وردت حالات اتضح فيها تعرض المحجبات للإهانة والتحرش في الشارع وكذلك التحرش والظلم في أماكن العمل, كما أشار التقرير إلى حالات أخرى تم خلالها إجبار بعض الفتيات على خلع الحجاب في المدارس, وتحدث التقرير عن تدني الأجور الذي يمس الأجانب وبينهم أعداد كبيرة من المسلمين.

إلهام عابدين

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




جمعة الماجد





د. أنس الرشيد وبدر الرفاعي يكرمان جمعة الماجد





ملصق المهرجان





د. محمد المخزنجي





جورج برنارد شو





كيندي بعدسة كارش





همنجواي بعدسة كارش





جيا كومتي أمام عدسة الفنان





صوفيا لورين أمام عدسة الفنان





تشرشل أمام عدسة الفنان





رئيس البرلمان الاتحادي النمساوي د. أندرياس كول