في الغابة محمد علي شمس الدين

في الغابة

شعر

1

في الغابة كان رئيسُ قبيلتنا
يأمرنا أن نقتُلَ حتى لا نُقتَل
وكثيرًا ما كنّا نقتُل قاتلَنا لنعيش
لكنْ ذات صباح
جاء إلينا رجل من نوع آخر بالحكمة
قال:
لا يمكن أن يحيا إنسان بالقتل
وحياتك لا يحييها
إلا أن تعطيها
فجلسنا في منطقة وسطى
بين الغابة والسيرة
تدعى الحيرة
وسألنا أنفسنا:
مَنْ يقتُل مَنْ في هذا العالم يا الله?

2

في الغابة كانت تعبُرُ أسرابُ الطير
وتعشش فيها أسراب أخرى
وأنا أنظر أصغي للمشهد:
كلبٌ ينبح كلبًا
ثورٌ ينطح ثورًا ينطح ثورًا حتى آخر ثيران الساحة
ذئب يفترس الحملان
نسران على الجيفة يقتتلان
وغراب يضحك في عب السروة مسرورًا

3

في الغابة نمنا حينًا من دهر
لم يكُ شيئًا مذكورًا
وأفقنا ذات صباح:
كانت شمس وقعت في المستنقع
وطيور الحب الزاهية الألوان
ماتت بالأنفلونزا
وعظام تتراكم في مقبرة أرضية
لا يمحوها غير الطوفان
كان الناس سكارى ينتظرون خلاصًا
يأتي من جهة في الريح أو الشيطان
ضحك السعدان
وتدفق فوق الصورة في رأسي
نمل غامض.

 

محمد علي شمس الدين