وَطَن جوزف حرب

وَطَن

شعر

أُقْسِمُ أنِّي لاَ أدينُ بالوَلاءْ,
إلاَّ لعرشٍ مِنْ رُخامِ الصَّيْفِ,
تَسْتوي عَلَيْهِ الأرضُ, صولجانُها نايٌ, وتاجُها
جناحانِ, وخُفُّها تُرَاُبٌ, وَوِشاحُها حِريرُ
غيمةٍ بيضاءْ
وحَارسانِ عنْ يمينِها, وعَنْ شِمالِهَا,
مِنْ سِنديَانٍ, يحملُ كُلٌّ مِنهُما للأرضِ
رُمْحَ مَاءْ.
ولاَ قُضاةَ غَيْرُ قَاضٍ مِنْ حَمامٍ
يُصْدرُ الحُكْمَ عَلَى الرِّيحِ إذَا أَيْبَسَتِ
الأشْجَارَ, أنْ تعيدَهَا مسْكيَّةٌ خَضْرَاءْ.
لاَ خُوَذٌ, لاَ جُوَعَ, لاَ كآبَةٌ
وَإنْ يَدانِ التقتَا, خلت عَلَى بَنَفْسِجٍ,
غَطَّتْ فَراشةٌ, لهَا أجنحةٌ تَشَرَّبَتْ
أنْدَلُس المَساءْ
يَا أيُّهَا البَحْرُ, وَيَا أَُّتُهَا السَّمَاءْ
يَا كُلَّ مَا أُحْرِقَ مِنْ شَرَائعٍ,
وَكُلَّ ما أُريقَ مِنْ دِماءٍ,
أُقْسِمْ أَنِّي لاَ أَدِينُ بالولاءْ,
إلاَّ إلى مَمْلَكةٍ, رَايَتُها الزَّرْقاءْ
مَرْسومَةٌ سُنْبُلَتَانِ فَوْقَهَا, تَفَتَّحَتْ بَيْنَهُمَا
كَتاجِ طفْلٍ,
وَرْدَةٌ حَمْراءْ.

 

جوزف حرب