اختراقات عرش الماء... ميلود حميدة

اختراقات عرش الماء...

شعر

يقظة...

لم يكن ما رآه بعينين ساهرتين
سوى غربة تنتهي غيمة تتجول خلف الغيابْ...
لم يكن ما رآه بوحدته سائرًا في براري النشوء
على طيف خاصرة ناشدتْ سعيه
فتوارى اختلافا يتابع صحوته في انتباه...
غير لحن تشرّد عن سربه سائحا
واقتفى أثرًا من رؤاه...

صفير...

ألم تر في نشوة الجرح طيرًا هائمًا
يرتاد عرش الماء...
وصفير غربته يضاهي ما تغير في الفضاء...
ألم تر نفحات قاطرتي تصافح لون
ذاك الجسر,
حين استلمنا من غبار الأرض رائحة المدينة...
لم تقل في السر إلا ما سألتك عن هواه...
ألم نحمل زهورًا للبدايات التي راودتنا في المساء...
ألم نفرغ في فضاء التيه أحلاما تشطّر شكل ذاك المنفى...
قل إن شئتَ أن هذا البعد
سرّ لم يقُمْ من صحوهِ وقت العزاءْ...

الأولى

مدينتي...
لم تنتحل أسماء تفرضها اعتبارات النزوح...
كانت بياضا في فسحة عرجاء...
ثم اختيارا جسّده وشم البلوغْ...

مرآة

كنت معي..
وحولك موجة أعيت سفينةْ...
لم تزل في خاطري نغمات ذاك الصيف
وحجتي:
قد كنت لي أيام محنتنا
قلبا يحوي مدينةْ...

 

ميلود حميدة