شعر

العِشْـقُ شِـعْرٌ غَريبٌ

حَسَـدْتُ نَفْسي فَما أَتْعَبْتُ حُسّـادي
وَلُمْتُهـا حَذَراً مِـنْ لَوْمِ أَنْدادي
حَتّى وَطِئتُ اللَظى والشَوْكَ من أَنَفٍ
ورُضْتُ نفسي على إذلالِ أَحقادي
ورُحْتُ أَعْجِـنُ ذاتي ثُمَّ أَسْـكُبُها
في قالَبٍ، وأُواخي بينَ أَضْـدادي
لَعَـلَّ أَلْقـاً مُشِـعّاً يَرْتدي أُفُقي
ويورِقُ العَقْـلُ مُخْضَلاًّ بِأمجادي
وهَـلْ يُرَمَّمُ عَقْـلٌ فِـيّ أو جَسَـدٌ
وقدْ نَما العُشْبُ في أَوْراقِ ميلادي؟
أَشْـدو أَنيني وما صَـوتي بِذي عُرَبٍ
وما الكَنارِيُّ مِنْ أَسماءِ أَجدادي
والكُلُّ يُبْصِـرُ في المِصْباحِ شُـعْلَتَهُ
ويَسْـتَحيلُ بِعَيْني زَهْـرَ عَبّـادِ
يَغيظُنِي أنَّ شَــكْلي كاذِبٌ فَأُرى
نَضْراً وتَحْتَ رِدائي رَتْلُ آمـادِ
وقـدْ تَغُـرُّ الغَـواني طَلْعَتي ويَدي
ومُسْـحةٌ مِن ربيعٍ مُزْهِرٍ شـادِ
فَيَبْتَسِـمْنَ بِغُنْجٍ لـي وفي أَمَــلٍ
كطالبٍ في بُخارى نَخْلَ بَغْـدادِ
وَبـي بقيّةُ نــارٍ قَــدْ تُراوِدُني
لكنَّها لَيْسَ تَشْفي الناهِدَ الصادي
مـا لي ولِلعِشْـقِ والأَيّامُ تَأْمُـرُني
أنْ يَسْـتَريحَ فُؤادي بَعْدَ إِجْهادِ؟
هَلْ أَشْتكي السُـهْدَ والأَفلاكُ ساهِرةٌ
أَمْ أُخْبِرُ الناسَ عَنْ إِخْلافِ مِيعادِ؟
ومـا يَقـولُ سَـوادي لِلبَياضِ إذا
شُغِلتُ بِالغِيدِ عَنْ أَحْلامِ أَولادي؟
إنَّ السِــنينَ لأصْــفادٌ تُكَبِّلُنا
وَمَـنْ لِرُوحٍ إذا غُلَّتْ بِأَصْـفادِ؟
جَهْدُ المشِـيبِ إذا يَهـوَى مُداعَبةٌ
وقُبلَةٌ في مَهَبِّ الرِيحِ ، بِالكـادِ
وآهَـةٌ مِـنْ رَصيدِ الأَمْسِ باقِيةٌ
ورِعْشَـةٌ تَتَلَـوّى فَـوْقَ أَكْبادِ
وهَجْمـةٌ لِقَتِيلٍ نَحْــوَ قاتَلـةٍ
بِلا سِـلاحٍ سِـوى وَعْدٍ وإيعادِ
العِشْـقُ شِـعْرٌ غَريبٌ حِينَ يَسْكُننا
والشِـعْرُ عِشْـقٌ لأَحْلامٍ وإِنْشادِ

مُضِيفة من الهند

قُلْ لها: أنتِ حُلوةٌ
- كاذبٌ!
حُلوةٌ كثيرا!
ضَحِكَتْ
راوَحَتْ
عَدَتْ
قَفَزَتْ
أَوْشَكَتْ تَطيرْ!
أوشكتْ؟؟
إنّ جُنحها
يَنثرُ الريشَ في الأَثيرْ
وهْيَ تنسابْ في الشذا
تمزجُ الغُنْجَ بالعبيرْ!
كُلُّنا صارَ طائرا
كلُّنا صارَ بُلْبلا..
آهِ ما أروعَ الغِوى
في فضاءٍ بِلا حُدودْ
تُرقِصُ الريحُ رُوحَنا
تَغزِلُ اللَحْنَ والقُدودْ
ثُمَّ تَنْثالُ في الخُدودْ
مانعاتٍ مِنَ الصُدودْ..
إيهِ يا نفْحةَ الجنوبْ
مُذْ مَتى أنتِ في الغيوبْ؟
هامِساً رَدَّ دِلُّها:
"بلْ أنا...
ابنةُ الهندِ والطُيوبْ
مُنْذُ أنْ كانتِ القُلوبْ
والذُنوبْ...".
صفَحاتٌ ضواحكٌ
في جبينٍ وفي خُدودْ
في عيونٍ وفي نُهودْ
في شَهيٍّ مُشاكسٍ
تَحْتَهُ شامِخٌ عَنيدْ...
إنّها الهِنْدُ لا تزالْ
أَرَجَ الحُسنِ والخيالْ
قارِبَ العِطْرِ والسُيوفْ:
يَقتلُ العطرُ مرةً
يَقتلُ السيفُ مرةً
بعدها تُقتلُ الحُتوف