الشاطئُ الورديُّ ... موعدُنَا

الشاطئُ الورديُّ ... موعدُنَا

شعر

يَامُنْيَتِي.. يَا قِطعَةَ الحَلْوَى
وَحَبيبتي... في الجَهْرِ، والنَّجْوَى
أَزِفَ النَّوَى... وَأطَلَّ عَلْقَمُهُ
مُتَرَبِّصًا.. بالمَنِّ، وَالسَّلْوَى
فغدًا... يَحينُ وَدَاعُ فاتِنةٍ
َأمَرَتْ خَلِيَّ القَلْبِ... أنْ يَهْوَى
وَالحُبُّ في قَلْبِي... تَغلْغُلُهُ
فَاقَ الْمَدَى... يَا قِطْعَةَ الحَلْوَى

***

مُنْذُ انْبَعَثْتِ عَلَى دُجَايَ سَنًى
وَمَحَوْتِ آيَةَ لَيْلِهِ مَحْوَا
فَاضَتْ حَياتِي بَهْجَةً، وَشَذًى
وَغَدَتْ رَبيعًا نَاضِرًا، حُلْوَا
وَأشَعْتِ في شَتَّى جَوَانِبهَا
الْعِطْرَ... وَالأنْسَامَ... وَالصَّحْوَا
وَزَرَعْتِ فيها اللَّوْزَ، وَالدِّفْلَى
وَالْوَرْدَ... وَالأزْهَارَ... والسَّرْوَا
وَلأنْتِ أحْنَى سَرْحَةٍ، تُهْدِي
عُمْري الظِّلاَلَ، وَتَمْنَحُ الصَّفْوَا
فَوَجَدْتُ في أفْيَائِها سَكَنِي
وَسَكينَتي... وَالأمْنَ... وَالمَهْوَى

***

هَذَا المُحيَّا... في وَضَاءَتِهِ
وَجَمَالِهِ... أُسطورَةٌ تُرْوَى
وَالمُبْسَمْ الوَرْدِيُّ... يُضرمُ لِي
شُعَلاً مِن الإغْواءِ.. بَلْ أَغْوَى
والسِّحْرُ في عَيْنَيْكِ... يَقْهرُنِي
وَعلَيْهِمَا... أَصْبحْتُ لاَ أَقْوَى
وَصِباك... أنْغَامٌ مؤرَّجَةٌ
تُمْلِى الْهَوَى... والشَّوْقَ... والشَّجْوَا
وَالشَّعْر عِطِريُّ... وكَمْ رَقَصَتْ
زُمَر الْفِراشِ... بِعِطْرِهِ نَشْوَى
وَحَديثُكِ العَفْوِيُّ.. أغنيةٌ
مِنْهَا الْهَزارُ... تَعَلَّم الشَّدْوَا
وَقَوامُكِ الفَتَّانُ... إبْدَاعٌ
مُتَنَاسِقٌ... سُبْحَانَ مَنْ سَوَّى!
ونعومة الفلّ الرقيق كَسَتْ
هذا القوام، فلم تدع عضوا
وجمالُ روحِكِ في تفرّدِهِ
ألقٌ.. على الأيّام لا يُطوى
وذكاؤُك اللّماح، تستهدي
حيرى العقول به، وتستهوى
وأنوثةٌ جبّارَةٌ راحتْ
تخْتالُ - في جَبَروتها - زهْوا
وحياؤك الفطريّ ضاعفها
يا حلوةً.. لا تَعرِفُ الّلهْوا

***

يا جنّةَ الأحلام.. يا أملي
يا واحةً.. من نَبْعها أُرْوى
نذرُ الرّحيل.. بدتْ بوادرها
ونفيرُهُ - في غلظةٍ - دوّى
لكنْ سأستعلي على ألمي
وإليكِ أطوي الأرض، والجوّا
وأواصل الإبحار.. منطلقًا
لجزيرة.. خلفَ المدى.. قُصْوى
حيثُ التلاقي في خمائلها
وهناك.. يحْلُو البَوحُ، والشّكوى
والشاطئُ الورديُّ موعدنا
يا جنّتي.. يا جنّة المأوى!.

 

 

عبدالملك عبدالرحيم