النفس وأزمة التقاعد

مساحة ود

النقد والتدخل في شئون الآخرين

يوجد النقد في حياتنا بصورة أو بأخرى، نمارسه في كثير من الأحيان من دون أن ندري.. عندما ندخل محلًا ما لشراء شيء.. قد يعجبنا نوع معيّن من المنتجات أو المعروضات، نتفحص ما نود شراءه، قد نجد فيه عيبًا يتعارض وميولنا الشرائية، في بعض الأحيان يسألنا البائع عن أوجه الاعتراض، وذلك حتى يضعها في حسابه ويتلافى ذلك في المستقبل، يعد ذلك في حقيقة الأمر نقداً من جانب المشتري لهذا المنتج.

في كثير من الأحيان يتذمر البائع، خصوصًا إذا كان هو صاحب المحل، ولكنه يحتفظ بتذمره داخل نفسه، وإلا أصبح مكان البيع ساحة قتال بين الطرفين.

إن النقد له أصول وقواعد، فهو يبين محاسن الشيء موضوع النقد وعيوبه.

أما التعرض للشخص من دون نقد أعماله بموضوعية، أيا كان نوعها من قصة أو رواية أو قصيدة شعر، فإنه يعد انتقادًا.. وليس نقدًا.

في بعض الأحيان يحتفظ الإنسان بنقده داخل نفسه وإلا تعرض لبعض المضايقات التي هو في غنى عنها.

من الملاحظ أن النقد يلعب دورًا مهمًا في الارتقاء بالذوق العام.. كما يساعد على التطور إلى الأفضل دائما، بل ويتشعب إلى مختلف المجالات.. بالطبع خلاف النقد الأدبي.. ولنضرب لذلك مثالاً: عندما تطلق إحدى شركات صناعة السيارات نوعًا جديدًا من السيارات يدخل السوق لأول مرة تبحث عن أي شكوى تصلها من العملاء، وأي اعتراض من جانبهم، حتى يمكن وضعه في الحسبان المرة القادمة، ويعد ذلك في حقيقة الأمر نقدًا.. ولكنه تطرق للمجال الصناعي كما في أي مجال آخر.

في الحقيقة قد يعد النقد تدخلاً في شئون الآخرين.. ولكن من أجل المصلحة العامة، والأخذ بيد كل موهوب وإظهار المبدع الحقيقي ومساعدة من في أول الطريق، ولكن من الملاحظ أن البعض قد يشعر بأن النقد شيء مؤلم خصوصًا الذين لا تحوز أعمالهم إعجاب الناقد، وأعتقد أن هذا شيء طبيعي.. ولكنه لا ينفي ما للنقد من مكانة في عالم اليوم.

كلمة أخيرة: إذا كان النقد يبغي، أولاً وأخيرًا الرقي بالشعوب وتحقيق الأفضل في كل المجالات، فلماذا لا نمارسه عن اقتناع؟.

 

 

 

نشأت رشدي منصور