عزيزي العربي

عزيزي العربي

تعقيب

عرب الأهوار

لدي تعليق على ما ورد في العرض المنشور لكتاب (لمحة عن المستنقعات وعرب المستنقعات) بقلم د.سامية حبيب في عدد (العربي) المرقم 548 في يوليو 2004.

ففي نص المقال, نصطدم بالجملة الأولى منه التي تقول: (تقدم المؤلفة كتابها تحت عنوان (لمحة عن المستنقعات وسكانها العرب) وهم من يطلق عليهم الأهوار) أي أن سكان المستنقعات في فهم عارضة الكتاب يدعون الأهوار (وتعبيرها واضح لا لبس فيه), بينما الحقيقة التي لا جدال فيها أن الأهوار هي المستنقعات وهي ما يسمى في الإنجليزية Marshes, ثم إن تعبير عرب المستنقعات أو عرب الأهوار بما يعني سكنة الأهوار يستعمله الكتّاب الغربيون فقط ولا تستعمله المصادر العربية, وخاصة العراقية, إذ أن سكنة الأهوار يسمون (المعدان) ومفردها (معيدي) وسماهم ابن بطوطة (المعادة), وهم جنس اختلف المؤرخون والنسابون في أصلهم, وقد سماهم بعض الأقدمين الزط أو الزنج واعتبرهم من مهاجري الهند, ولكنهم بالتأكيد ليسوا عربًا كما أن جيرانهم من العشائر العربية لا يعترفون بهم ولا يناسبونهم وينظرون إليهم نظرة دونية.

كما أن من الواضح أن المعلومات الواردة في عرض الكتاب عن موضوع الأهوار وحضارة العراق غير كاملة فإنها تعتمد الترجمة من الإنجليزية ولا ترجع إلى التعابير العربية المتداولة في المصادر العربية لأسماء الأعلام فتكتب (السوماريين) بدل (السومريين) و(ساراجون) بل (سرجون), كما أنها تسمي بيت الضيافة تسمية الأنثى فتقول (مضيفة) بل هو علم مذكر (المضيف) في كل أرض العراق. وتُعرّفنا على (الدهن) وكأننا لا نعرفه (بمعنى زبد مصفى) وتكتب باسم قشدة الجاموس (جيمار) بينما يكتبها العراقيون وأهل الخليج (القيمر) ثم هناك كلام تعزوه العارضة إلى المؤلفة (تأخذنا الكاتبة في جولة للتعرف على معالم المنطقة, هذه هي الغابات الكثيرة بها أشجار الصفصاف وأشجار الزان التي تنتج الخشب الذي يستعمل في بناء القوارب وإقامة الدعامات في الماء أو على الأرض)!! أي غابات هذه وأي أشجار تلك? ما عرفت الأهوار إلا غابات القصب والبردي. ثم تقول: (وهناك أيضًا أشجارعرق السوس, وهي قديمة الوجود في المنطقة وتنمو حتى ارتفاع ستة أقدام)!! أي شجر عرق سوس بهذا الارتفاع وفي ذلك المكان?!

ثم تضيف بعدئذ عن خشب غابات الأهوار المزعومة (وتاجروا فيها مع الإسبان)!! ولا أدري في أي عهد كانت هذه التجارة وكيف وصل الإسبان إلى الأهوار?!

د. يحيى عبدالمجيد رءوف
كلية طب الكندي
جامعة بغداد - العراق

عن واقع ثقافتنا

تناولنا كثيرًا واقع ثقافتنا العربية بالدرس والتحليل, ووقفنا على جملة العوامل التي دفعت ثقافتنا إلى هذا الواقع المتردّي.

ركزنا اهتمامنا طويلاً على جملة العوامل والأسباب الخارجية, أي التي تحيط بالعملية الإبداعية, كقلة الانتشار, وصعوبة النشر, والأمية, وعزوف المواطن العربي عن القراءة, وغياب النقد الجاد.

والحق أن أزمة ثقافتنا العربية بشكل عام, والكتاب العربي بشكل خاص, تعود أسبابها إلى جملة من العيوب تعاني منها, فالمبدع العربي عامة يعاني أزمة خانقة, قد يعي أسبابها, فيعمل على تدارك مواطن الخطأ في إبداعه, وقد لا يعيها فيبقى قلقًا حائرًا, ناقمًا على مجتمعه, وبالتالي فإنه يغدو منبوذًا من قبل القارئ.

أما أسباب أزمته فكثيرة, وعلى رأسها: أن كثيرًا من مبدعينا الذين يعانون من ابتعاد المتلقي عنهم, نشأوا في بيئة ثقافية معينة, واستخدموا لغتها في التعبير عن مواقفهم النابعة من ثقافة أخرى, استقوها من معطيات الحضارة الأوربية المعاصرة, في الوقت الذي ابتعدوا فيه كليًا أو جزئيًا عن التعبير عن مشكلات مجتمعهم, فهم لم يكتبوا له, ولم يكتبوا عنه. لذلك فإن كثيرًا من خطاباتهم جاءت غريبة عن طبيعة مجتمعهم وعن طبيعة المتلقي.

أضف إلى ذلك أن بعضهم لم يعد يستخدم اللغة العربية الاستخدام الشائع في المجتمع. لذا فإن نتاجهم بات بحاجة إلى ترجمة وليس إلى قراءة, والترجمة عملية صعبة قد لا يتقنها معظم جمهور القراء, كما أنهم لا يتقنون استخدام مفاتيحها.

ثم إن اختلاف الرؤية بين المبدع والمتلقي, يعد أحد أهم الأسباب التي باعدت بين قطبي العملية الإبداعية (المرسل - المستقبل).

إن الرؤية أو الوعي الاجتماعي عند المبدع, هي جزء من الوعي الجماعي للمجتمع والتاريخ, وهي محكومة به ولا يمكنها التخلص منه. ولعل هذه الرؤية المشتركة هي ما يربط بين الفنان المبدع والمتلقي, وفي حال انفصام الرؤية الفردية عن الرؤية الجماعية, فإن التواصل بين المبدع والمتلقي يصبح مهدومًا.

ولعل اختلاف الرؤى بين المبدع والمتلقي ناجم عن اختلاف منابع الثقافة التي نهل منها كل منهما. حيث إن لكل إنسان, سواء أكان مبدعًا أم متلقيًا, ثقافة اجتماعية أصيلة نشأ عليها, واستمد مكوناتها من مكونات مجتمعه من خلال العادات والمعتقدات و...ثم إنه يبدأ في سن معينة بتكوين ثقافته الخاصة, التي يستمدها من الكتب والصحف ووسائل الإعلام والاتصال المختلفة.

وعلى صعيد اخر, نجد أن المبدع العربي الحديث يعاني من القلق الروحي والشعور بالدونية أمام الإبداع الغربي, لذا فإنه يقوم بـ(استيراد نماذج حضارية من خارج تاريخنا وحضارتنا). ويحاول تضمين إبداعه أسماء أعلام المبدعين الغربيين, والإشارة إلى مؤلفاتهم إشارات لا تغني ولا تسمن.

أما وقد وقفنا على بعض أسباب أزمة المرسل/المبدع, فإننا أحوج ما نكون إلى البحث عن أساليب معالجة أزمته انطلاقًا من المبدع نفسه, ولعلنا لا نغالي إذا قلنا: إن المبدع - على اختلاف مجالات الإبداع - رسول بمعنى من المعاني, فالحضارات لا تقوم إلا على أكتاف أبنائها من المبدعين.

وعليه فإننا نلقي بجانب كبير من المسئولية على عاتقهم, لأن المبدع إنسان فاعل في بنية مجتمعه, ذو تأثير مباشر في طبيعة العلاقات الناظمة لهذا المجتمع, ويتعين عليه الوقوف على مشكلات مجتمعه والبحث لها عن حلول, ثم كتابتها بأسلوب يفهمه أبناء المجتمع, ويستطيع فك رموزه, وتمثّل خطابه. وبالتالي فإنه سيغدو مبدعًا أصيلاً ينطلق في رؤاه من مجتمعه, فيقرؤه المجتمع ويعرفه.

وفي اعتقادنا أن أهم عامل يشكل أزمة التلقي هو ارتفاع نسبة الأمية في الوطن العربي, حيث الأمية الأبجدية والعجز الكلي أو الجزئي عن القيام بعمليتي القراءة والكتابة. هذا إلى جانب الأمية الثقافية التي عملت على توسيع الهوّة بين الإنسان العربي والمطبوع بشكل عام.

إن دراسة التلقي الفني يجب أن تصبح عنصرًا مكونًا في عملية الكشف عن قوانين الفن ووظائفه ودوره في الماضي والحاضر. وفي اكتشاف اهتمامات المتلقين وأذواقهم وحاجاتهم, وفي رفع سوية تلقيهم للنصوص الإبداعية.

صباح فاروق كيالي
محاضرة في جامعة حلب - سورية

تعقيب

قرابين النيل

لفت نظري ما ورد في العدد (564) نوفمبر 2005 عن نهر النيل بخصوص عادة المصريين القدماء قبل الفتح الإسلامي بإلقاء أجمل الفتيات في نهر النيل تقربًا من النيل وجلبا لبركته. الكاتب العزيز يقول إن هذا غير صحيح وأنهم كانوا يقومون برمي دمية ولهذا فسوف أورد الحادثة بالتفصيل ولمن يريد الرجوع إلى المصدر فقد ذكر في كتاب (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) قيل: إنه لما ولي عمرو بن العاص مصر أتاه أهلها حين دخل بؤونة من أشهر القبط المذكورة فقالوا له: أيها الأمير إن لنيلنا عادة أو سنة لا يجري إلا بها فقال لهم: وما ذاك قالوا: انه اذا كان في اثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر (يعني بؤونة) عمدنا إلى جارية بكر من عند أبويها وأرضينا أبويها وأخذناها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في هذا النيل فيجري, فقال لهم عمرو بن العاص: إن هذا لا يكون في الإسلام وإن الإسلام يهدم ما كان قبله. فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى لا يجري النيل قليلا ولا كثيرًا حتى هموا بالجلاء فلما رأى ذلك عمرو كتب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب إليه عمر بن الخطاب: قد أصبت إن الإسلام يهدم ما قبله وقد أرسلنا إليك ببطاقة ترميها في داخل النيل إذا أتاك كتابي.فلما قدم الكتاب على عمرو بن العاص فتح البطاقة فإذا فيها: من عبدالله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر. أما بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك. فعرفهم عمرو بكتاب أمير المؤمنين وبالبطاقة ثم ألقى عمرو البطاقة في النيل قبل يوم عيد الصليب بيوم وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج منها لأنه لا يقيم مصالحهم فيها إلا النيل فأصبحوا يوم عيد الصليب وقد أجراه الله ست عشرة ذراعًا في ليلة واحدة وقطع تلك السنة القبيحة عن أهل مصر.

عمرو سعيد الطور

تعقيب

شخصيات عربية

شكرًا جزيلاً للجهود المبذولة تجاه مجلة (العربي) والتي أصبحت لها توابع أخرى وجديدها ملحق (العربي العلمي) الذي صدر في أول يونيو 2005, ولقد طرقت مجلة (العربي) كل أبواب الثقافة العلمية والأدبية والاجتماعية بكل مناهجها وموادها التعليمية ليس مدحًا فيها وإنما لما تحتويه من علوم قيّمة من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل.

وإنني من قراء مجلة (العربي) منذ زمن ومازلت أعترف أن مجلة (العربي) هي مجلة الشخص العربي, ومازالت المجلة تحتفظ بعطائها للقارئ منذ أن تأسست إلى الوقت الحالي. وقد قرأت في العدد 557 أبريل 2005 صفحة 110 شخصيات للدكتور محمد الجوادي يتحدث عن سيرة حياة د. أحمد زكي وهنا ليس لدي نقد او تعليق وإنما أعجبت بتلك الشخصية التي طرقت أبواب العلوم والأدب وملأت كتاباته الكتب والمجلات في كل مجالات العلوم والأدب.

ومازال والدي يحتفظ في مكتبه بأعداد قديمة لمجلة (العربي) منذ الستينيات وكان د. أحمد زكي رئيس تحريرها آنذاك, وكان يسعى لتثقيف الشخصية العربية بالعلوم الكيميائية والجيولوجية والأدبية فقد كان يكتب في صفحة (العربي) (في سبيل موسوعة علمية), وهذا أحد الموضوعات العلمية التي كتبها د.أحمد زكي في العدد (108) نوفمبر 1967م بعنوان (الصحراء رمالها, كثبانها, عواصفها) وبين أن للصحراء عواصف غبارية تختلف تسميتها من دولة إلى أخرى ففي الكويت تسمى (طوز) وفي مصر (خماسين) وفي السودان (هبوب), موضوع ممتاز علمي جيولوجي بحت يتحدث عن حركة الكثبان الرملية. وأيضًا قرأت في العدد (145) ديسمبر 1970م بعنوان (الكيماويات البترولية) فقد كان يسعى لتعريف وتعليم الشخص العربي نبذة عن البتروكيماويات وعن أصول البترول وتكويناته ويتحدث في موضوعاته بشكل دروس تعليمية مبسطة وشافية المعلومة ليس فيها تعقيدً لتصل إلى القارئ بشكل أفضل وسهل.

ومن هذا المنطلق أتمنى أن تكون هناك صفحة أو أكثر تتحدث وتبث عن شخصيات عربية لها دور كبير في المجتمع العربي والإسلامي بدءًا من الشخصيات العلمية القديمة مثل ابن سينا والرازي وابن الهيثم وابن النفيس وغيرهم الى وقتنا الحاضر مثل شخصية د.أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل في علوم الكيمياء إن تلكم الشخصيات تبعث في نفوس أهل العلم الثقة بالنفس لتحفيزهم وسيرهم نحو طريق علمي يخدم الوطن العربي والعالم أجمع.

فوزي باسلامة
حضرموت - اليمن

إضاءات عن عدن

(إن أهمية عدن بالنسبة لنا لا تقدّر بثمن, إذ إنه يمكن استخدامها كمخزن ومحطة لتموين السفن التجارية طيلة فصول السنة. كما أنها مركز التقاء ومرفأ ممتاز لرسو السفن التي تعبر طريق البحر الأحمر, فضلاً عن أنها قاعدة عسكرية قوية تؤمن الاستفادة والسيطرة على تجارة البحر الأحمر والخليج العربي والساحل المصري المواجه.

وإذا ما أصبحت عدن ملكًا لنا, فإنها كجبل طارق وإنني أنظر إلى الموضوع بشمول وبعمق).

ذلك ما ذكره (السير روبرت جرانت) حاكم بومباي حول أهمية احتلال عدن في خطابه المرسل إلى رئيس مجلس إدارة شركة الهند الشرقية في لندن في فبراير سنة 1838م وذلك قبل عام واحد فقط من احتلال عدن.

وهكذا تبرز الأهمية الإستراتيجية لميناء عدن في استخدامه للأغراض الاقتصادية والعسكرية من قبل الإنجليز لتحقيق طموحاتهم في المنطقة, ومما يؤكد استفادتهم من ميناء عدن استمرار احتلالهم له مدة قرن وثمانية وعشرين عامًا من الزمن بالرغم من المقاومة الشديدة التي واجهها الاحتلال من قبل الأهالي.

وقد شهدت عدن نشاطًا كبيرًا في المجالين الاقتصادي والعسكري طوال فترة الاحتلال, إلا أنها فقدت أهميتها وعاشت في جمود وذلك بسبب الصراعات الدامية, ولكنها لبست بعد الوحدة ثوب الحرية منطلقة إلى غد مشرق بعد إعلانها منطقة تجارية حرة.. لماذا لم يعد استطلاع عنها من قبل النبراس الثقافي الرائد مجلة (العربي) طوال عقد التسعينيات?

فيصل سعد الفقيه
صنعاء - اليمن

وتريات

هديل

عام مضى...
وأنا أحبك في الدقيقة..
ألف عام.
يا كوكبي الوردي...
يا نجما تدثر بالغمام.
قد مرّ عام.
وأنا أفكر فيك...
أرحل فيك...
أسبح فيك حتى الانعدام.
فالحب أنت...
الشوق أنت...
العشق أنت...
وكل ما يحوي الغرام.
قد مر عام.
والضوء في عينيك مرتجف...
كأجنحة الحمام.
والليل في هذي الضفائر...
مثل عصفور صغير ليس يصحو...
أو ينام.
وأنا وأنت ولحظة التكوين...
تمزجنا بأقداح المدام.
ودفاتر الشعر العتيقة تنزوي..
حتى نعلمها الكلام.
قد مر عام.

حمدي نافع
سوهاج - مصر

لعيونك

وإذا الصبح تنفسْ
وصحا الطير على همس الزهورْ
خرجتْ للشارعِ دُورْ
وأعادتْ لدروبٍ موحلاتٍ بسمةُ الشمس الحياة
ومشى العطر الهوينى يغزل الحب شفاه
ويغذّي بلعاب الشمس هاتيك الجباه
عندها يأتي إليّ
ذلك الوجه النقيّ
كهدوء الليل في قريتنا, كالوقار
ساكن كاللؤلؤ في بطن المحار
نافذ كالسهم من غير ضجيج عبقريّ
وحَيّ
وجه هند إنه آذار بالفتنة آتِ
يبعث الموتى إلى عيد الحياةِ
وجه هند هو في الصمت يجيءُ
هو في الهمس يجيءُ
هو في ضجة الآثام بكر وبريءُ
إيه يا هند عجيبٌ ما ألاقي
شائه بعدَك تائِهْ
وبلا قبله
حنطت وجهي دروبٌ أفرغتني بدلاء الناس والفاضل مني فاقد القيمة تافه
أرجعيني لك يا هند بنورِك أتوضأ
ومن العالم أبرأ
وأغني لعيونك

مصباح المهدي
المنصورة - مصر

متكأ للموت

هي النارُ تخمُد في مقلتيكَ
فتذوى كما الوردة الذابلة
وتصفرُ فيك الرياحُ السمومُ
فتهرب منك الرؤى الماثلة
ويغريك بالمكث وعدٌ قديمٌ
وجعجعةُ الأهلِ والسابلة
وطنطنةٌ الشعرِ:
أنت العظيمُ وذو الحول والخطوة الطائلة
فتجمع في الركن ما قد تبقى من الرمح والزاد والراحلة
وتزعم أنّ المدى والسيوف سبيلك
والشغلة الشاغلة
وتقعد عن فرَّة تحتويكَ
لتدخل في حسبةٍ قاتلة
يُمنّيك بالملك من ضللوكَ
وإن صدقوا فالمنى غافلة
سيطلبك اليوم كأس خئونُ
وغايةُ عمرك أن تنهله
طريقك يبغيك إذ لا بديل
وفرصتك الثلة الراحلة
وحلمك بالملك لن يفتديك إذا القوم مالت بهم مائلة
هي القعدة الخوف والانهزام
ومتكأ الموت والمقصلة

لطفي فؤاد حسن
القاهرة - مصر

آثار ثلاء

خلال اقتنائنا ومطالعاتنا الدائمة لمجلة العرب (مجلة العربي) جذبتنا زاوية استطلاعات وتحقيقات والتي تميزت بالتركيز والاهتمام في كثير من موضوعاتها على الموروث التاريخي والحضاري للبشرية على مستوى تاريخنا العربي والإسلامي, وهذا التوجه يلزمنا تجاهكم التقدير والاحترام خاصة أن وطننا العربي في حاجة إلى مثل هذه اللفتة الكريمة في ظل قصور وسائل الإعلام العربية حيال هذا الواجب الذي تميزت به مجلتكم الغرّاء, وهذا ما شجعنا للتواصل معكم من خلال هذه الرسالة المتواضعة حول مدينة ثلاء التاريخية والتي تعتبر من أهم المناطق والمدن التاريخية في اليمن لما تمتاز به من معالم أثرية لكونها تقبع في أحضان حصنها الشامخ والحصين والمسمى (حصن الغراب) وسورها المنيع الذي يحيط بالمدينة من جميع الجهات والذي يحوي بداخله المنازل والبيوت الشاهقة التي يتراوح عدد طوابقها من 5 إلى 8 طوابق جميعها مبنية من الأحجار, ويعود بناء بعضها إلى ما قبل ألف عام, ولاتزال مأهولة بالسكان ومحافظة على طابعها الأثري إضافة إلى وجود الأسواق والمساجد ودور العلم وحواجز المياه وغيرها, وهناك محاولات جادة لضم هذه المدينة في قائمة التراث العالمي لما لها من ميزات فريدة.

ونطمح إلى أن يكون لكم دور بارز في التعريف بها وصقل تاريخها وإبراز معالمها الأثرية من خلال استطلاعات مجلتكم الغراء على خطى ابن بطوطة والهمداني وغيرهما.

عبدالله عبد رافع
ومحمد احمد الصديق
مدينة ثلاء - اليمن