لا يقدم هذا المعجم
خدمة إلى الشعراء والباحثين والمثقفين فقط ولكنه يعد إحدى الوشائج التي تربط
المبدعين العرب معًا دون تمييز بين واحد وآخر من حيث الإقليمية والنخبوية. إذ يضم
بين دفتيه تراجم لألف وستمائة وخمسة وأربعين شاعرًا معاصرًا من كل البلدان العربية
ومن مختلف المذاهب والتيارات الفكرية.
لعل الإلمام بهذا
المعجم ومن خلال هذا العرض أمر فيه صعوبة نظرًا لضخامته، إذ يناهز عدد صفحاته
الخمسة آلاف تقع في ستة مجلدات، ولقد وجدت أن أفضل ما يعبر عن هذا المعجم وصفا
وجوهرًا كلمة عبدالعزيز سعود البابطين صاحب الفكرة ومن ثم ممول المشروع حين التقى
جموع الشعراء القادمين إلى الكويت في نوفمبر 1995 م للاحتفال بصدور هذا النتاج
الضخم شكلًا وجوهرًا وزاد عددهم على المائتي شاعر قدموا من أرجاء الوطن العربي كافة
وعاشوا أيامًا ثلاثة أشبه ماتكون بعرس أدبي وشعري جادوا بما لديهم من إبداع أفرح
وأشجى المستمعين جميعًا.. ثم عادوا إلى أوطانهم سعداء مسرورين بما لاقوا من حفاوة
وتكريم عدا أن إبداعاتهم قد خلدت على مر الأجيال.
في هاتيك الكلمة التي رحب بها صاحب مؤسسة
البابطين بالشعراء تحدث عن المعجم فقال: "إن في ميلاد معجم البابطين للشعراء العرب
المعاصرين لآيتين اثنتين من آيات الثقافة العربية الكبرى، فآيته الأولى أنه يرمز
إلى النهضة الفكرية التي تحمل الكويت لواءها من عشرات السنين ولقد أراد العدوان
الغاشم. تدميرها وأبى الله ذلك، فله الحمد والشكر، وآيته الأخرى في دلالته على أن
الجهد العربي إذا جد والعزم إذا صدق، والنية إذا خلصت، كل ذلك جدير بأن يصنع
الأعاجيب، فهذا المعجم الذي بدأ خاطرة تختلج في الصدر وهاجسًا يجيش به الفؤاد، أفضى
به مرةً إلى الأصدقاء وأخرى إلى مجلس الأمناء فلا يخلو الإعجاب بفكرته من الإشفاق
على من يتصدى له، لما يقتضيه من جهد وما يحتاج إليه من مثابرة، وما يتكلفه من
أعباء، هذا المعجم الذي كان حلمًا فخاطرًا فاحتمالًا ها هو اليوم يغدو حقيقة تتجسد
عبر ستة مجلدات كاملة تناهز خمسة آلاف من الصفحات وتؤرخ لألف وستمائة وخمسة وأربعين
شاعرًا وتطرح نماذج من فيض قرائهم، وتضيف إلى هذا وذاك مجموعة من أدق الفهارس
المصممة وفق أحدث المناهج العلمية، بما يمكن للباحثين والدارسين والنقاد من التعرف
على الشعراء وبيئاتهم وإبداعاتهم الشعرية وبما ييسر لهم ذخيرة من المادة الشعرية
جديرة بأن تحدث طفرة في الدراسات الأكاديمية حول الشعر ونقده ". يعد معجم البابطين
من أقوى الروابط وأمتن الوشائج التي تربط بين المبدعين العرب في عصر ضعفت فيه
الوشائج وتهلهلت الروابط بين أقطار وطننا العربي.. وتأتي مكانة هذا المعجم من كونه
خلد كل المبدعين الناطقين بالعربية مهما تباعدت أوطانهم وتنوعت مذاهبهم الفكرية
والمعجم حلقة في سلسلة بدأت بالضبي في "المفضليات" والأصمعي في "الأصمعيات" وإن كان
للمعجم خصلة محبذة أيضًا فهي في كونه يعد خير دليل على نشاط الحركة الثقافية في
الكويت وعلى أن الكويت استعادت عافيتها إثر هاتيك الصدمة التي لاقتها من العدوان
العراقي الغاشم.
في رحاب المعجم
ولو تجولنا في رحاب هذا المعجم لا تضح لنا أنه
قد بدأ جزأه الأول بتعريف بأسماء الذين ساهموا به من أمناء وأعضاء وهيئة المعجم
وأعضائها، ومن ثم بمكتب التحرير ولجنة الشعر وفريق التصحيح والمراجعة وقسم
الكمبيوتر والسكرتارية والمتابعة وبعدئذ شملت الصفحات الأولى تعريفًا بالمكاتب
الإقليمية وبالمندوبين والمراسلين وذلك يعد من قبيل العرفان بجميل اولئك المساهمين
والعاملين على إخراج هذا النتاج إلى حيز الوجود.
ويطالعنا في الصفحات الأولى الإهداء
والافتتاحية اللتان كتبتا بقلم رئيس هيئة المعجم عبدالعزيز سعود البابطين الذي تحدث
في الافتتاحية عن حب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للشعر وتذوقه لجميل عباراته
وفصيح كلماته ومن ثم إعجاب الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب أيضًا بالشعر..
واهتمام أولئك العظام هو الذي دفع الرواة والأدباء لحفظ الشعر والكتابة عن الشعراء،
وامتدادًا لذلك الاهتمام جاء معجم البابطين الذي يؤرخ للشعراء المعاصرين وهو حلقة
في سلسلة إصدارات مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري وأول عمل
موسوعي تتولى المؤسسة صناعته وتأليفه بطريقة ابتكارية.
كما تشير الافتتاحية إلى شمولية هذا المعجم،
فلم يقصر جهده على منطقة جغرافية دون أخرى ولم يتدخل في معلومات السيرة الذاتية..
والجميل هو أن الكاتب وهو صاحب النتاج قد استدرك في افتتاحيته ولفت الانتباه إلى أن
النماذج المختارة قد لا تكون معبرة تعبيرًا كافيًا عن الشاعر عن تجربته وقيمته
الفنية ولكنها تعطي مؤشرًا لابد منه، وللقارئ المهتم بالاستزادة بعد ذلك أن يسعى
للحصول على مجمل إنتاج الشاعر أو بعض ذلك الانتاج في سوق الكتاب.
قصة المعجم
ويتلو الافتتاحية سردٌ لقصة المعجم مذ كان فكرة
وحتى أضحى حقيقةٌ ملموسةٌ ومحببة للمثقفين العرب أينما كانوا، ففكرة المعجم قد طرحت
سنة 1991 من قبل عبدالعزيز سعود البابطين رئيس مجلس الأمناء وجابهها أعضاء مجلس
الأمناء بمعارضة شديدة رغم إعجابهم بالفكرة وإشادتهم بها لأن المؤسسة قد لا تتمكن
من تحمل الأعباء الكبيرة التي يحتاج إليها مثل هذا المشروع سيما وأنها في بدايتها
تتلمس طريقها بحذر لتحقيق أهدافها المعلنة، وطالبوا بتأجيل المشروع لكن البابطين
أصر على الفكرة ودافع عنها بحماس بالغ، وما إن بدأت بوادر لتنفيذ الفكرة حتى أصر
رئيس مجلس الأمناء على أن هذا المعجم يجب ألا يتعامل مع الشعراء بصفاتهم القطرية
بل بالصفة العربية العامة وذلك من خلال ترتيب المعجم هجائيا دون النظر لتقسيم
الجنسيات والدول.
وبدا مقر الأمانة العامة أشبه بخلية نحل، فقد
كانت الاستمارات تنهال عليه من المكاتب والشعراء وينبغي بعدئذ تفريغها في بطاقات
ليتاح الرجوع إليها بشكل أسرع وأدق، ويرافق ذلك دوام مكاتب المؤسسة في الأقطار
العربية على مدار الساعة لمتابعة الشعراء، وتلقي الأجوبة وما يلزم منهم في الوقت
المناسب.
وبالتأكيد سبق التنفيذ تخطيط معين انتهجته
مؤسسة البابطين لكي تسير بخطى واثقةٌ فلا تتعثر ولا تكبو وظهر التخطيط جليا وواضحًا
في صفحات المعجم كلها.
وقبل أن يلج الشعراء أبواب المعجم توقف المعجم
مع توطئة نقدية للشعر العربي الحديث كانت بمثابة جسر ينقلنا إلى شاطئ الحداثة
والمعاصرة حيث الأدباء العرب يترنمون بقصائدهم فتهيم النفوس وتطرب لها القلوب، ولعل
اللافت للنظر في التوطئة هذه أيضًا هو أنها أعطت مشروعية إلى حد ما للقصيدة النثرية
المعاصرة التي يرفض الكثيرون ضمها إلى ديوان العرب.
كما أشار الدكتور محمد فتوح أحمد كاتب المقال
إلى نمو الوعي الوطني في الشعر الحديث فقد انتقى الشعراء العرب، في البلاد التي
كانت مركزًا لمطامع المستعمرين، سلاح الكلمة التي لها بالغ الأثر ولاسيما في بدايات
هذا القرن، ولم يهمل الكاتب المدارس الشعرية الأخرى بل دخل بمساربها واستطلع بعض
مكنوناتها بمهارة الباحث وبتمهل وتأني الدارس، وبذلك استطاع أن يوصل ما يريد حقا
للقارئ وأن يمهد خير تمهيدٌ لدخول شعراء العصر صفحات هذا المعجم، في الوقت نفسه
استطاع توسيع مدارك القراء لتقبل ما قاله الشعراء المعاصرون.
والطريف في المقال تشبيه الكاتب للحركة الشعرية
في البلدان العربية بالأواني المستطرقة مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض الشعراء
يكتبون وفق حركات وسكون دون شعور. وحول الشعر الحديث في الخليج العربي يبين الكاتب
أنه قد اتكأت الحداثة الشعرية في هذه البيئة على بنية المضمون أكثر من اتكائها على
تنويعات الشكل، ويدل على ذلك مراوحة كثير من الشعراء بين الإطارين العمودي
والتفعيلي، ومن الملاحظ أيضًا ذلك "التوالج" الواضح بين الشعراء والأفكار والمواطن
على تعددها، فلا يمكن أن نقيد تأثير فهد العسكر على الشعر الكويتي فقط، وغني عن
البيان أن الأصوات الشعرية العربية تتكامل وتؤكد مبدأ الوحدة من خلال التنوع
والتكامل عن طريق التمايز.
ويقف الكاتب في محطة القصيدة الحديثة ليحدد
مكانتها على خارطة الأدب العربي، وما يطرأ عليها من جديد بين الآونة
والأخرى.
ويبدأ المعجم بسلسلة الشعراء المعاصرين العرب
على صفحاته بحيث خصص لكل شاعر صفحتين فيهما أجود ما فاضت به قريحته من شعر يعتز هو
به، ولكن وفيما اتضح أنه لم تزد القصائد على الأربع، فقد ثبتت للشاعر إحسان عباس
أربع قصائد فيما ثبت للشاعرة غنيمة زيد الحرب ثلاث قصائد مثلًا بينما امتلأت
الصفحتان اللتان من نصيب الشاعرة فيحاء العاشق بقصيدتين فقط وامتلأت صفحتا الشاعر
محمد أحمد أحمد بجزء من إحدى قصائده.
وحرص المعجم على الحصول على بضعة أبيات لكل
شاعر كتبت بخط يده ثبتها في الصفحتين المخصصتين له وفي هذا طرافة محبذة من قبل
الشعراء الذين خلد المعجم إبداعاتهم.
وإضافة إلى ما ثبته المعجم من إبداع الشعراء
ترك نصف الصفحة الأولى للتعريف بالشاعر وإضافة إلى اسمه الذي عرف به من خلال نشر
قصائده أو مجموعاته الشعرية كتب عنوان الشاعر ومن أي الدول العربية هو ميلاده
ومؤهله الدراسي وعمله الرئيسي بالإضافة إلى أسماء الدواوين أو المجموعات الشعرية
التي نشرها فضلًا عن إبداعاته في مجالات أخرى فيما لو توافرت الدوريات التي عرف
اسمه على صفحاتها.. وفي الصفحة الأولى من الصفحتين المخصصتين لكل شاعر وضعت صورته
الشخصية التي أرادها أن تقترن بما كتب عنه.
ولعل المعجم أصاب في تثبيت هذه المعلومات عن
الشعراء حيث يسهل على الباحثين الذين يطلبون المزيد من المعلومات الاتصال أو
المراسلة بمن يهتمون بشأنهم وبذلك يمكنهم الحصول على مطالبهم دون عناء فيما لو
استثنينا عامل الزمن الذي تستغرقه المراسلة.
لقد كانت نظرة المعجم إلى جميع الشعراء نظرة
متساوية فلم يفضل شاعرًا على آخر لأي سبب كان بل وحد الحيز المخصص للشعراء جميعهم
وثبت عنهم المعلومات نفسها مع مراعاة اللقب الذي يحمله الشاعر مثل الدكتور والشيخ
والأمير، ورتبت أسماء الشعراء في المعجم حسب الترتيب الهجائي المعروف، فحوى المجلد
الأول الشعراء الذين تبدأ أسماؤهم بالحروف الكائنة بين الألف والجيم ضمنًا، أما
المجلد الثاني فقد شمل الشعراء الذين تبدأ أسماؤهم بحروف تقع بين الحاء والظاء وضم
المجلد الثالث من تبدأ أسماؤهم بحروف كائنة بين العين والفاء فيما حظي المجلد
الرابع بمن تبدأ أسماؤهم بحروف توجد بين القاف والميم ويبقى المجلد الخامس لمن حروف
أسمائهم الأولى بين النون والياء.
نساء شاعرات
واللافت للنظر أن المعجم أولى أهمية للحركة
الأدبية النسائية فضم بين الشعراء قرابة "90" شاعرة عربية قد يكون صوتهن أقل من أن
يلاقي الصدى المطلوب من قبل، فلم تكن أسماء معظمهن معروفة تمامًا من قبل القراء
وبذلك يكون ظهور إبداعهن على صفحات معجم البابطين فرصة للانتشار الأكثر اتساعًا في
أرجاء وطننا العربي وبين القراء العرب.. وبذا يتأكد ابتعاد المعجم عن النظرة
الأحادية فضلًا عن ابتعاده عن التمييز الإقليمي أو النخبوي. وليس غريبًا أن تأتي
معلومات المعجم دقيقة إلى هذا الحد إذ عين مندوبون أو أدباء في كل دولة عربية
لمتابعة تعبئة الاستمارات من خلال الاتصال بالشعراء.
وبما أننا توقفنا عند النساء الشاعرات في
المعجم فينبغي الإشارة إلى أن الشاعرات لسن كلهن أمثال فدوى طوفان التي حملت قضية
وطنها على كتفيها وأخذت تردد شكواها في الشرق والغرب حتى عرفها القاصي والداني..
ولا بد من الإشارة إلى أن المرأة حين تفيض قريحتها بشعر تبث عواطفها قد لا تستطيع
نشره أو البوح به ولا سيما في مشرقنا العربي حيث العادات والتقاليد تحد من مثل هذه
الأمور.. فالطبيعي والحال كذلك أن يكون لمن عرفت بحسها الشاعري بضع قصائد تستطيع أن
تطلقها بصوت عال، ولذلك لاقت الكثيرات حظا في هذا المعجم.
ولنعد إلى الجزء الخامس حيث اختتم الشعراء ولم
يكد ينتصف المجلد، فترك النصف الثاني للفهارس التي فصلت أسماء الشعراء وفق كل حرف
على حده ومن ثم فهرس الشواعر "الشاعرات" وقد تمت الفهرسة فيه وفق الحروف الأبجدية
أيضًا ومن ثم أتت فهرسة الدواوين وفق الأسلوب نفسه.
ولم يهمل المعجم فهرسة أسماء الشعراء حسب
بلدانهم بل كان لها النصيب أيضًا، حيث ثبت اسم الدولة ومن ثم سلسل أسماء الشعراء
الذين انطلقت أصواتهم منها.. والطريف أن الشعراء قد صنفت أسماؤهم وفق سنوات
ميلادهم، والملاحظ أن العقدين الأولين من هذا القرن لم يشهدا أكثر من أسماء ثلاث
شاعرات عربيات وهن "مي سعادة وفدوى طوقان وعفيفة الحصني"
رأب الصدع
ولو انتقلنا إلى المجلد السادس لوجدناه ملحقًا
عني بالشعر العربي المعاصر فقدم العديد من الدراسات حول هذا المحور.. واستدرك
تقصيرًا كان سيحدث إذ إن كلمة المعاصرة لا تقتصر على الأحياء من الشعراء فقط وبعد
التمهيد جاءت المقدمة التي تحدثت عن الشعر العربي المعاصر في الأردن وفلسطين وأكد
فيها د. إبراهيم السعافين على أن لشعراء الأردن وفلسطين شخصياتهم الشعرية
وإسهاماتهم الواضحة التي بلغت ذروتها على أيدي بعض شعراء المقاومة، واختتم المقال
بقائمة لأسماء أهم شعراء الأردن وفلسطين.
ودار المقال الثاني حول الشعر العربي المعاصر
في الإمارات العربية المتحدة، حيث اعتبر الكاتب د. محمد سلمان العبودي معاناة
الإمارات بمختلف أنواعها الحبر الذي كتب به الشعراء قصائدهم منذ الثلث الأخير من
القرن الماضي وحتى الوقت الحاضر، وفي نهاية المقال ثبتت قائمة أيضًا بأسماء بعض
شعراء الإمارات وهكذا توالت المقالات لتتابع الشعر العربي المعاصر في مختلف أقطار
الوطن العربي فكتب د. علوي الهاشمي حول الشعر العربي المعاصر في البحرين في حين كتب
د.حمادي صمود عن أوضاع هذا الشعر في تونس أما د. صالح الخرفي فقد كتب عنه في
الجزائر وكتب د.عبدالله المعيقل عن حال الشعر في المملكة العربية السعودية وعن
الشعر في السودان كتب خالد حسين أحمد عثمان في حين كتب عن الموضوع نفسه في سوريا
ولبنان د. نعيم اليافي وقد كتب د. على جعفر عن الشعر العربي المعاصر في العراق وحول
المحور نفسه في سلطنة عمان كتب محسن بن حمود الكندي وكتب.د محمد عبدالرحيم كافود عن
الشعر في قطر في حين رصد حركة الشعر العربي المعاصر في الكويت د. سالم عباس خداده،
وكان تتبع الشعر العربي المعاصر في ليبيا من نصيب د. نور الدين صمود وكتب د. عز
الدين إسماعيل حوله في مصر فيما كتب عن الشعر في المغرب د. أحمد الطريسي
أعراب.
وبذا يكون الصدع قد رئب وجاء العمل متكاملًا
بحيث يعطي صورة صادقة ومكتملةً عن الشعر العربي المعاصر في الوطن العربي
والمهجر.
ولا يمكننا في الختام إلا أن نبدي نظرة الإعجاب
إلى هذا العمل الذي انبرت له مؤسسةٌ أهليةٌ قام عليها رجل أحب عروبته فأنجز لها هذا
الكتاب الخالد الذي خرج إلى حيز الوجود وسط مهرجان اجتمع فيه أكثر من مائتي شاعر من
شتى أرجاء الوطن العربي وكان أشبه ما يكون بالأسواق الأدبية العربية القديمة التي
لا تزال كتب التاريخ تكبرها حتى اليوم، ولعل هذا المعجم خير دليل على الحركة
الثقافية النشطة التي تشهدها دولة الكويت رغم الخطوب التي ألمت بها وآلمتها يدل هذا
المهرجان أيضًا على انطلاقة ثقافية عربية كويتية معافاة يجلها العرب
كلهم.