عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

أيام «العربي» في رمضان

أيام مباركة وشهر فضيل، يحرص المسلمون فيه، في كل بقاع العالم، على أن يكونوا أهلًا لمغفرة الله، ويسعون في أيامه، قدر استطاعتهم، إلى التقرب منه سبحانه وتعالى، فتجد المساجد عامرة، بالركّع والسجود، طوال الصلوات الخمس، وصلوات القيام، يولون وجوههم شطر المسجد الحرام بمكة داعين الله، إنه مجيب الدعاء.

في هذا الجور الرمضاني، وكعادة «العربي» وعهدها مع القراء، تقدم لهم استطلاعًا يرصد أحوال المسلمين، وفي هذه المرة يسافر القراء مع الحروف والصور إلى بلاد المسلمين في آخر بقاع العالم، شينج يانغ، التي تقع شمال غرب الصين، والتي تضم عشر قوميات، يمثلون عشرين مليونًا، ويتحدثون بلغة تُكتب أبجديتها باللغة العربية! إنهم أحفاد العرب الذين سافروا قبل ألف عام للتجارة فحملوا ثقافتهم وعقيدتهم، وزرعوها، ولاتزال غرستهم تثمر بعد كل هذه القرون.

كما تستكتب «العربي» باحثين يعيشون في ماليزيا والهند وكوريا والصين ليقدموا للقراء الكرام صورًا من الحياة في رمضان بهذه البلدان الشاسعة، التي لا يقل عدد المسلمين فيها عن عددهم في بلاد العرب.

وفي الإطار نفسه نتصفح عبر لغتنا الجميلة تلك القصائد التي نسجها الشعراء احتفاء واحتفالا برمضان، وتذيل موضوعات كثيرة مختارات لشاعر العدد: الإمام الشافعي.

لكن العبادة لا تشغلنا عن العمل، ومن هنا تأتي اهتمامات «العربي» على صفحات هذا العدد الخاص، بدءًا من دعوة رئيس التحرير في حديثه الشهري إلى مراجعة العلاقة المنسية بين التعليم والدخل، وهي قضية تعني مستقبل الأفراد والمجتمع والأمة كلها على حد سواء.

سنقرأ عن العالِم علي مصطفى مشرفة، ونتابع رؤية الجواهري للشاعر أبي العلاء المعري، ونقرأ حوارًا مع منح الصلح، ونقوم بزيارة لمتحف الفن في زيورخ، ونتحقق من مراجعة للعلاقات التاريخية بين التتار والعرب، عدا أبواب «العربي» الثابتة، ومقالاتها المنوعة، التي تجعل من «العربي» موسوعة للثقافة العربية والعالمية وأقطاب العلوم الإنسانية.

ومع تلك الوجبات الثقافية، نتلمس دعوة «البيت العربي» هذا العدد للقضاء على الهمجية في السهرات الرمضانية، لتتسامى أمتنا الإسلامية صاعدة في مدارج الروح، بصوم هو قمة من قمم الدعوة إلى ضبط النفس الإنسانية، عبر مسالك الامتناع الموقوت عن الطعام، والتحكم في الشهوات، والتحليق في نفحات الوجود الأعلى، والأرقى من الوجود البشري المثقل بأدران صراعات ومراوغات الحياة اليومية. مع دعواتنا بصيام مقبول، وإفطار شهي، وقراءة ممتعة.

 

 

المحرر