المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

القاهرة

موت النقد الأدبي في مؤتمر عربي!

«نحن بحاجة إلى حركة أدبية ونقدية حديثة، ليست باكية على أطلال ماضيها، ولا منبهرة بمناهج وافدة لدرجة التماهي وفقدان الهوية، وليست رهينة للوضوح السقيم، ولا أسيرة للغموض العقيم»

لعل هذه الكلمات التي اختتم بها الباحث بشير العتري دراسته التي قدمها إلى المؤتمر الدولى الأول للنقد الأدبى، الذى نظمته لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر، تلخص مسعى المشاركين فيه من أنحاء العالم، رغم عدم اكتمال عقد حضورهم، وعلى الرغم من أهمية أوراق البعض التي طالعناها في كتيب الملخصات المصاحب للبرنامج الذي ترقبناه حافلا بأسماء أعلام النقد المعاصر في ساحاتنا الأدبية.

مقرر المؤتمر د. أحمد درويش، قال في الافتتاح الذي غاب عنه الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة رئيس المجلس الأعلى للثقافة، بأن اللجنة العلمية حرصت من خلال الإعداد لهذا الحدث الأدبي الأول من نوعه أن تتجاوز به إطار الحديث عن نمط أدبى معين، أو جنس محدد أو أن تضعه فى دائرة زمنية أو مكانية بعينها، وهو الذي يأتي بعد ما يشارف القرنين على اتصال اللغة العربية بما نسميه الآن «النقد الأدبى الحديث»، منذ اتصل رواد النهضة الأوائل فى القرن التاسع عشر بالآداب الأجنبية والغربية منها خاصة، وترجموا عنها وأفادوا منها فى طريقة الحوار بين النقاد والأدباء بما رجوا منه أن يرتقي به الحوار حول الكلمة في أدبنا وأن ترتقى معه ألسنة الأمة وعقولها وأن يقود ذلك كله إلى إعادة الميلاد الذي حلموا به وإن كان قد طال مخاضه قليلاً.

وقال درويش: «إن التحصن داخل الدوائر الضيقة قد يعطي إحساسا حقيقيا أو زائفاً بالانتماء إلى شرائح الصفوة لدى من تضمهم تلك الدوائر، لكنه يعطي إحساسا عفويا بعدم الجدوى من قبل شرائح جمهرة المثقفين الذين كانوا يطمعون ولهم الحق في ذلك أن يساعدهم ذلك الفن الرفيع على تنمية الإحساس بالتذوق أو الإدراك أو الجمال أو القبح أو النسق أو الفوضى، من خلال خطاب نقدي لايتحول هو فى ذاته لكى يكون نسقًا للفوضى، شأن كثير من الخطابات الأخرى التى تدور حوله فى عالم السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع. وهنا يدور التساؤل : هل يصبح الخطاب النقدي صدى للترهل والتخبط الذى يسري في هذه الخطابات، انطلاقاً من أنه يعكس ما حوله ويتأثر به ؟ أم أنه ينبغي أن يحاول أن يشكل نمطاً لقاطرة البداية التي تقترح تعديل المسار؟ وفي غياب أمثال تلك المحاولات أو نظائرها، قد تطرح التساؤلات حول جدواه، وقد يكتب هو لنفسه بنفسه شهادة الوفاة».

هذه التساؤلات هي التي حاولت الأوراق المقدمة للمؤتمر سبرَها، والإجابة عنها. بدءًا بتعريفات أولية تتناول المفهوم، كدراسة الأكاديمي اللبناني ياسين الأيوبي، لغة الشعر، والنثر الشاعري، الذي جعل من مقومات اللغة الشعرية «الاطلاع الواسع والمعمق على نتاج التراث الشعري، والعمل على تصفية مضمونها وتراكيبها من كل تعقيد أو ترهل أو ركاكة، وكل ما يؤدي إلى النثرية والمعالجة السردية المباشرة، توصلا إلى الإشراقات والتجليات الخاطفة التي لا تكون إلا باللمع واللمح، وما يصاحب ذلك من إيماءات غير منظورة، إضافة إلى الموسيقى بمختلف مفاهيمها القديمة والمعاصرة، وهي نظام نغمي متسق لا نشاز فيه ولا فوضى ولا إخلال».

ومن التعريف إلى الدراسات التطبيقية في النقد توقفت أقلام كثيرة، وسال حبرٌ أكثر، ونشير مثالا إلى دراسة الناقد العُماني هلال الحجري: أدب الرحلات والاستشراق: البحث عن منهج، التي تعرض فيها إلى مدرستين تناولتا أدب الرحلات؛ الأولى تغلب عليها منهجية توثيقية، يكون فيها نصيبُ الأسد مخصصا لإيجاز حياة الرحالة وأسماء البقاع التي عبروها، والثانية مدرسة تاريخية تعنى بتحليل نصوص الرحلة وتفكيك خطابها.

ثم تعرض قسم ثالث من الدراسات إلى قراءة المشهد النقدي العربي اليوم، كدراسة د.جابر عصفور عن «قراءة التراث النقدي»، وورقة حسين حمودة عن «النقد الغربي في تناولات الرواية العربية»، و«بحث عن الإسهام العربي في نظرية الأدب» د.سيد البحراوي، وعنوان الباحث الجزائري د.عبدالملك مرتاض عن «المشهد النقدي العربي، منهجًا أم لا منهج».

ولعل من أشد العناوين إيحاء للأوراق المدرجة في هذا المؤتمر ما جاء في دراسة د.عبدالله الغذامي (المملكة العربية السعودية) بعنوان «موت النقد الأدبي»:

«إن الملاحظ عمليا على النقد الأدبي أنه في السنوات الأخيرة قد بدأ يلامس التشبع، وربما الانسداد، المعرفي، ذلك أن المقولات النقدية والنظرية صارت تتردد وتدور على نفسها دون حدوث اختراقات نوعية وكبرى، مثل الاختراق البنيوي من قبل، ولقد جاءت مرحلة ما بعد البنيوية لتشتغل على فنون ثقافية غير ما يصطلح عليه عرفيا بالأدب، وبقي الخطاب النقدي الأدبي يدور حول نفسه دورات توحي بأنه لم يعد يقول شيئا مختلفا، ولا يحمل أي متغير نوعي بيده كشف ما لم يكتشف من قبل. وتلك حالة من التشبع تجعل النقد يعلن الانتحار الذاتي»!

تجدر الإشارة أيضًا إلى عدد من الأبحاث قد تناولت النتاج النقدي من خلال رموزه العربية، مثل بحث د.عبدالرحيم الكردي عن المدرسة الأدبية في قراءة النص، وورقة سعيد الوكيل عن فكر مصطفى ناصف، وعودة محمد زكريا عناني إلى إرهاص نقدي مبكر لمدرسة أبولو حول ترجمة كتاب فن الشعر، وغيرها من المحاور التي استعرضها المشاركون خلال تسع جلسات، موزعة على ثلاثة أيام.

مصطفى عبدالله

بروكسل

سلسلة أفلام تاكسي تيار جديد بأفلام الحركة في السينما الفرنسية

تعترف السينما الفرنسية بتفوق التجربة السينمائية الأمريكية ولا تريد أن تدخل في منافسة مباشرة معها. بل إن تقدم نمطاً موازيا.. وذلك جزء من الإشكاليات والهموم التي تشغل الساسة الفرنسيين فيما يخص اتفاقيات (الجات) للتجارة الحرة، حيث عبّر الفرنسيون عن تحفظاتهم الشديدة على التدفق غير المحدود لوسائل الاتصال السمعية البصرية وسيطرة الفيلم الأمريكي على صالات العرض بما يحمله من موضوعات العنف والجريمة في سواده الأعظم، فضلاً عن القصدية في بث القيم الأمريكية عبر صور الحياة وسلوك الشخصيات. ويبدو أن السينما الفرنسية في غضون السنوات العشر الأخيرة قد أدركت أسرار اللعبة وصار لها وجود موازٍ فعلي، بل إنها في غضون العامين الأخيرين تقدمت لتحتل ما نسبته 50% من مجموع عروض الأفلام في الصالات الفرنسية وصارت ندّاً قوياً للفيلم الأمريكي.

وتبرز في واجهة ما تقدمه السينما الفرنسية خلال السنوات السبع أو الثماني الماضية خاصة تجربة لافتة للنظر.. تنطلق من أفلام الحركة والأفلام البوليسية الأقرب إلى ذائقة جيل الشباب اليوم، لكنها أفلام لا تحمل في ثناياها العنف والشراسة وسفك الدماء والقتل بالجملة وأسلحة الدمار وقطع الرءوس وثقب الأجساد بالرصاص كما في أفلام السينما الأمريكية، إذ يعد هذا الأمر سمة الفيلم الأمريكي الأساسية الى اليوم.

ولا يتسع المجال هنا للخوض في تجارب العديد من المخرجين الفرنسيين الذين يضطلعون بهذا العمل اليوم، ولكننا سنتوقف عند تجربة كاتب السيناريو والمنتج والمخرج الكبير (لوك بيسون) الذي يشكل علامة بارزة للسينما الفرنسية المعاصرة، وُلد بيسون عام (1959) في باريس وبدأ في سن مبكرة وله من العمر (17) عاماً في كتابة نصوص قصصية مشبعة بروح السينما، فكان من بين تلك القصص (البحر الكبير)، الذي تحول إلى فيلم سينمائي بالفعل من إخراج بيسون نفسه عام 1988، وفيلم (العنصر الخامس) الذي أخرجه عام 1997.

يتولى (بيسون) مؤسسـة إنتاجية مهمة، إذ أنتج إلى اليوم أكثر من 25 فيلمًا، وكتب سيناريو 17 فيلماً فيما أخرج عشرة أفلام. فهو سينمائي نشيط متعدد المواهب والتخصصات السينمائية. من أفلامه المهمة التي أخرجها وعُرضت في العديد من بلدان العالم وشار ك بها في العديد من المهرجانات: (المعركة الأخيرة 1983)، (سبوي 1983)، (البحر الكبير 1988)، (نيكيتا - 1990)، (أطلنطس 1991)، الرسول 2000)، وغيرها.

يقف بيسون وراء تقديم ودفع العديد من التجارب السينمائية الواعدة التي تشكل وجهاً جديداً للسينما الفرنسية، ومن بين هؤلاء المخرج الشاب (جيرار كراوفشيك) الذي أخرج عدة أفلام في مقدمتها سلسلة أفلام تاكسي الذي قدم نخبة من الممثلين الشباب، من أبرزهم الممثل الفرنسي من أصل جزائري (سامي ناصري) و(ماريون كوتيلار).

يقدم فيلم تاكسي 2 مثلا الصورة المقابلة للفيلم الفرنسي المنافس.. وقصته ببساطة أن وزيراً يابانياً يقرر زيارة فرنسا لاختبار مدى تقدمها في مجال مكافحة الإرهاب ولتوقيع عقد مع الحكومة الفرنسية. ويتولى ضابط برتبة عالية استقباله.. حيث يكون الضابط قبل دقائق من وصول المسئول الياباني في حوار مع صديق ابنته (الممثل ناصري) الذي ينتحل بصورة كوميدية صفة طبيب وليس سائق تاكسي وهو عمله الحقيقي، ويحار الضابط في كيفية الوصول إلى المطار في غضون خمس دقائق فيطمئنه ضيفه أنه سيقلّه إلى المطار ويوصله في الوقت المحدد. وبالفعل ينطلق به وسط مغامرات ومخاطرات حتى أن سيارة التاكسي تحلق مثل الطائرة وتحط على المدرج، وفي الوقت الذي تتخذ فيه أشد التدابير الأمنية لاستقبال الوزير الضيف بحكم وظيفته كوزير مختص بمكافحة الإرهاب، يفاجأ الجميع بدخول سيارة التاكسي واختراقها الحواجز الأمنية. ويتقرر أن يركب الوزير الضيف سيارة (بيجو) مطورة تنطلق بالكلام بإيعاز معين (ننجا) وتتوقف بكلمة أخرى ويبحثون عن سائق محنك وقدير لاصطحاب الضيف ويتولى الأمر سائق التاكسي نفسه لبراعته في في قيادة السيارة.. وتنطلق السيارة بسرعة صاروخية بالوزير، حيث تتعرض لعمل إرهابي وهمي.. لمجموعة إرهابية يجري القضاء عليها بكفاءة متناهية تثير إعجاب الوزير وتشجعه على توقيع اتفاقية لتبادل الخبرات. في هذه الأثناء تكون جماعة (الياكوسا) اليابانية الإرهابية تخطط لاختطاف الوزير.. وينبه سائق التاكسي طاقم الحراسة لهذا الخطر الذي يستشعر به، ولكن رئيس الطاقم يهزأ به ويستمر بالسير فيفاجأ بمجموعة إرهابية مدربة تخرق سقف السيارة المقاوم للرصاص لتلتقط الوزير.. وفي سلسلة مواقف كوميدية بالغة الدقة في تنفيذها إخراجياً تفشل أجهزة الأمن في إعادة الوزير.. حيث يكون الرئيس الفرنسي ورئيس وزرائه في ساحة الاستعراض ويفترض أن ينضم اليهم الوزير الياباني.

يطلب سائق التاكسي من القائد العسكري الكبير (والد صديقته) أن ينـزل عدة دبابات قبل طريق المطار، إذ يتوقع أن سيارات الخاطفين في طريقها إلى المطار، كما أنه بفراسته يتمكن من تحديد نوع السيارات بأنها يابانية الصنع من نوع معين. وينطلق سائق التاكسي بسيارته بمساعدة شرطية مدرّبة وزميلها ليصل لمكان اختطاف الوزير ويتمكن من تخليصه بعد سلسلة مفارقات كوميدية لتصل سيارة التاكسي وسط حشود المستعرضين أمام منصة الرئيس لينـزل منها الوزير الياباني.

غصّ الفيلم بمشاهد المطاردات والتشويق وقدم قصة كوميدية طريفة أعادت لأذهان المشاهدين صورة الكوميديا الفرنسية في عهودها الزاهرة لدى (لوي دي فونيس) و(بيير ريتشار) وغيرهما.. حيث كانت ملامح القائد العسكري في الفيلم تشبه (دي فو نيس)، وعلى الرغم من مشاهد العراك وإشهار الأسلحة، فإن الفيلم لم يتضمن أي مشاهد دماء أو قتل وغابت المشاهد العنيفة والوحشية كلياً. وكان هنالك خط رومانسي وسط الشريط يتمثل في علاقة سائق التاكسي ذلك الممثل المبدع ناصري بابنة ضابط الشرطة وعلاقة شرطي مكافحة الشغب بصديقته. وقدم الفيلم صورة موازية للشخصيات اليابانية باستخدامها معارك الدفاع عن النفس التي زادت الفيلم حيوية.. إنها صورة موازية لأفلام الحركة والتشويق والأفلام البوليسية المغلفة بالكوميديا والرومانسية الجميلة.

إنه نموذج للسينما الفرنسية المختلفة.. إذ يقع هذا الفيلم في سلسلة يقف وراءها (لوك بيسون) لإنجاز جزء آخر من الشريط، وهو الذي اكتسح الصالات الفرنسية وحقق إيرادات عالية.

يقدم لنا هذا العرض تصوراً مكثفاً للتحولات الملحوظة في بنى السرد وطرائقه التي ميزت الفيلم الفرنسي، ذلك أن هذه التجربة تقف اليوم في طليعة التجارب الأوربية في تجددها وبحثها عن أساليب جديدة. ولعل تكريس جهد المخرجين المؤسسين للسردية الجديدة إن جاز التعبير نحو تقديم نمط فيلمي يحافظ على هوية هذه السينما، وفي الوقت نفسه يطرح نفسه بديلاً، أو في الأقل موازياً لما هو سائد.

د. طاهر علوان
كاتب وسينمائي عراقي مقيم في بروكسل

مسقط

توهج ثقافي ودعم للإصدارات

أعطت استضافة مسقط لفعاليات عاصمة العرب الثقافية دفعة قوية للثقافة في هذا البلد الذي أحبط مثقفيه بما قدم خلال عام 2006، عام الاستضافة، فتحركت القوى الفاعلة في السلطنة لتعوّض الثقافة (والمثقفين) ما يمكن أن يكون دون مستوى الطموح والمستحق «حضاريا وأدبيا» في 2006.

وشكّل إشهار جمعية كتاب وأدباء عمان بعدا آخر للاهتمام الرسمي بالدور الذي يمكن أن تقوم به مؤسسات المجتمع المدني لدعم الحركة الإبداعية في البلاد في موازاة الدور الرسمي الذي تقوم به جهات عدة، من بينها وزارة التراث والثقافة والمنتدى الأدبي (المستقر تحت رعايتها) والنادي الثقافي (الملحق بوزيرها أخيرًا)، يضاف إليها وإلى غيرها دور آخر تقوم به جهات أخرى لاتريد الإفصاح عن نفسها وبما تقدمه للثقافة والمثقفين في البلاد على اعتبار أن المصلحة الوطنية أن يقدم كل مستطيع ما يقدر عليه دون حاجة للإعلان عن أدوار، متوازية أو متعارضة.

ولم يخرج الاجتماع الأخير الذي عقده رئيس الرقابة المالية للدولة السيد عبدالله بن حمد البوسعيدي مع مجموعة كبيرة من المثقفين العمانيين عن إطار الروح الجديدة في الحياة الثقافية التي تعيشها السلطنة، فالبوسعيدي استمع للمثقفين في ساعات من الحوار، طارحا تقديم دعم شخصي لنحو عشرة إصدارات عمانية تعمل جمعية الكتاب على خروجها من المطابع خلال هذاالعام، فيما يستعد النادي الثقافي لاستئناف مشروع الإصدارات الأدبية مع إدارته الجديدة التي تدشن مرحلة أخرى من العمل بالنادي، حين ألحق بوزير الثقافة نقلا من تبعيته السابقة بوزير التربية.

ويعمل النادي الثقافي على استراتيجية عمل تتيح الاهتمام بإصدارات أخرى لا تندرج تحت مسميات الشعر والقصة والرواية، إنما ضمن دوائر كتابية أخرى تهتم بالدراسات والترجمات والبحوث وغيرها من نتاجات الإبداعات.. وأغلبها محسوبة على جيل الشباب.

وتركت الإدارة السابقة للنادي نحو 15 إصدارا دشنت مرحلة جديدة من النشر، بدأت مع نهايات عام 2006، عبر اتفاق مع مؤسسة الانتشار العربي ببيروت لتقديم أعمال المثقفين العمانيين، في بادرة اعتبرت الأهم على صعيد تقديم النتاج الإبداعي العماني للقارىء العربي، والخروج من دائرة النشر المحلي والانزواء في عتمة الانتشار الداخلي الذي أبعد الكاتب العماني عن محيطه العربي مع استثناءات نادرة استطاعت اختراق هذا التابو لتقدم ملمحا من الإبداع في هذا البلد.

ولا تكف الفعاليات الثقافية عن تقديم أوجهها، فاستفادت أسرة القصة بالنادي الثقافي من المساحة التي فتحتها لها الإدارة السابقة للنادي في تدعيم مكانتها وحضورها، واضعة برنامجا سنويا لأنشطتها نصف الشهرية، وكل أسبوعين يتم الاحتفاء بإصدار قصصي عماني، قراءات قصصية للمؤلف ورؤية نقدية للمجموعة وحوار مع الحضور، وسعت جمعية الكتاب بتشكيلتها الجديدة التي فازت في انتخابات تجرى لأول مرة (أقيمت بين قائمتين) لتقديم نفسها وسط هذا الحضور المكثف لأسرة القصة، فأقامت أمسيات تدشين إصدارات أخرى لا تقع تحت منارة القصة القصيرة، إضافة إلى أمسيات شعرية وفكرية متنوعة، مع مشاركات خارجية تعمل على الأهداف التي حددتها في مسوغات ترشحها قبل أن تنال ثقة المثقفين في الانتخابات قبل عدة أشهر، ومن أهمها تكثيف التواصل مع المراكز الثقافية في العالم العربي، والتواصل مع مثقفيه، وتشهد الفترة المقبلة فعاليات فضاءات السرد البحريني بعد أن نظمت العام الماضي فضاءات السرد السعودي لمدة أسبوع وبحضور عدد من المبدعين السعوديين في مجالات إبداعية شتى.

محمد سيف الرحبي

الخرطوم

معرض للفنان التشكيلي الكويتي بدر القطامي

نظم الفنان التشكيلي الكويتي بدر القطامي معرضاً شخصياً بالخرطوم بدعم من وزارة الإعلام بدولة الكويت، افتتحه وزير الثقافة والشباب والرياضة السوداني محمد يوسف عبدالله وسط حضور مميز من المسئولين والدبلوماسيين والتشكيليين وجمهور كبير.

وقال الوزير عبدالله في تصريح له عقب افتتاحه المعرض بصالة فندق السلام روتانا بالخرطوم إن هذا المعرض يمثل تجسيدا حقيقياً للعلاقات المتطورة بين البلدين الشقيقين في مختلف مناحي الحياة، وإنها فرصة طيبة أتيحت لاهل السودان للاطلاع عن قرب علي معالم وملامح الثقافة والتراث الكوتيي عبر ريشة فنان مبدع وهو التشكيلي المخضرم بدر القطامي.

من جانبه اعتبر السفير الكويتي بالخرطوم عبدالله سليمان الحربي أن معرض القطامي في العاصمة السودانية يمثل امتداداً وتجسيداً لأواصر التواصل الثقافي والعلاقات المتميزة في مختلف المجالات بين البلدين والذي يشكل مرحلة مهمة من مراحل التعاون المشترك، معرباً عن أمله في رؤية معارض تشكيلية سودانية بالكويت.

وقدم السفير الشكر لوزير الاعلام الشيخ صباح الخالد الصباح وللشيخ فيصل المالك الصباح وكيل وزارة الاعلام لما قدماه من دعم مباشر وتأييد ومؤازرة لإنجاح هذا المعرض الذي يعكس نشاط المجتمع الكويتي بجميع مستوياته وطبقاته.

وأشار السفير إلى أن المعرض نقل البيئة الكويتية بتنوعها وثقافتها إلى المجتمع السوداني معربا عن سعادته بالاهتمام الواسع والحضور الكبير الذي حظي به افتتاح المعرض.

وشمل المعرض المقام تحت رعاية السفارة الكويتية في الخرطوم اكثر من 30 لوحة زيتية للفنان التشكيلي بدر القطامي المشهور بـ«فنان الديرة» تحكي عن تراث وحياة أهل الكويت وهو العنوان الذي اختير للمعرض.

وتُظهِر لوحات القطامي مظاهر التراث والحياة الكويتية القديمة بشقيها البحري والبري ومشاهد عامة للحياة المعيشية في الكويت القديمة، والقاسم المشترك في معظمها تركيز التشكيلي الكويتي القطامي على حركة المفردات التي غالبا ما يكون الإنسان هو محور المشهد والمتحكم في حركته مثل (لوحات الكويت مدينة الصداقة والسلام) و(رقصة الهبان) ورقصة (السامري).

وتتميز لوحات فنان الديرة بحركة لونية مستمدة من الطبيعة، وبالتكنيك والدقة في مكونات لوحاته والتي تحمل رؤى خاصة به، مستخدما الألوان الزيتية في ترجمة رؤاه البصرية ضمن رسومات فنية تحمل أبعاداً سياسية واجتماعية نابعة من البيئة والتراث الكويتي الأصيل، مختزلا ذاكرة زمنية حافلة بالأحداث المتشعبة والقصص المتنوعة في تجسيد إرث تراثي يرصد شظف العيش في غابر الأيام في الحياة البحرية ومخاطرها، ثم ينتقل من حياة الماء إلى حياة اليابسة، مركزا على امتداد الصحراء، مسلطا الضوء على الأراضي الزراعية المتناثرة في الكويت.

ويفسر القطامي التزامه بالتراث وتمسكه به بأن ثمة ارتباطاً وثيقاً بينهما أكسبه لقب «فنان الديرة»، معتبرا هذا المنحى انتماء حضاريا للأرض التي ولد فيها وعاش عليها، وهو تعبير صادق ومباشر عن مكنونات النفس، رافضاً اللجوء إلى المدرسة الرمزية، بهدف التحايل على السلطة أو الرقابة.

ويشدد القطامي علي ضرورة توثيق التاريخ وتأصيل التراث عبر اللوحة الفنية، عرفانا بدور الآباء والأمهات الذين عاشوا تلك الحقب بكل ما تحمله البيئة الكويتية من صعوبة العيش وقسوة الواقع سواء في البحر أو البر.

واستطرد القطامي في حديثه، مشيراً إلى أن الفنان يعبر بحرية مطلقة حينما تتاح له الفرصة، مترجما رؤاه الخاصة ضمن لوحات فنية، مختزلا مخزونه الثقافي والمعرفي، في عمل تشكيلي يعكس صدق إحساسه بالواقع، معتبرا أن رسومات المدرسة الواقعية تمنحه القدرة على التعبير بصورة أفضل، لأن لها وقعاً كبيراً على النفس البشرية.

والفنان بدر القطامي هو أحد رواد المدرسة التشكيلية في الكويت، لقب بـ «فنان الديرة»، وكانت ولادته في «فريج» غنيم وعاش حياته بين «فرجان» الكويت الثلاثة وهي فريج غنيم، وفريج سعود، وفريج السبت لمدة عشرين عاما.

قضي أغلب أوقاته في الرسم والتلوين، فانصب اهتمامه على فن الرسم في يسر وسهولة، حيث سلك بدر القطامي طريقه الفني على يد معلمه الأول عبدالحميد الفرس، لكنه اكتشف أن الفن الذي يمارسه لم يكن معبرا عما يريده أو يحس به، فذهب الى القاهرة عام 1962 وقضى بها أربع سنوات دراسية، ثم بعث إلى إنجلترا عام 1966 حتى عام 1972 وهناك وسط بيئة علمية وفنية استفاد كثيراً من دراسته واكتسب تكنيكاً فنيا راقيا جداً، وظل متمسكاً بتراث وطنه ومركزاً على رموز هذا التراث في معظم لوحاته، وبدأ اتجاها جديداً في أعمال فنية تعبر عن مشاهداته في المجتمع الكويتي.

ويعد الفنان بدر القطامي من فناني المدرسة الواقعية، وهو مؤمن بفنه، محب للتراث الكويتي، حيث لا يزال يحتفظ بكثير من رموزه كدلة القهوة، والسدو والبورمة وغيرها من أشياء متنوعة تلقاها من أصدقائه وأقاربه، ويحيط نفسه بها لتكون مصدر إلهاماته وموضوعاً للتعبير عن مشاهداته، وهو إلى جانب ذلك كله يعتز كثيراً بهويته العربية.

ويعد أحد مؤسسي المرسم الحر، وقام بنشر هذا الفن على المستوى الجامعي، حيث اختير للمشاركة في إنشاء قسم للفنون التشكيلية ضمن إدارة الرعاية الاجتماعية في جامعة الكويت، وكان ذلك تقديرا لدوره الرائد في الحركة الفنية.

محمد خليفة صديق

دبي

قرقاش رئيسا لمجلس أمناء مؤسسة العويس الثقافية

انتخب مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية د. أنور محمد قرقاش رئيسًا لمجلس الأمناء، كما انتخب د.سليمان موسى الجاسم نائبًا للرئيس، وجدد المجلس ثقته بأعضاء الأمانة العامة للمؤسسة لدورة جديدة، والمكون من عبدالحميد أحمد أمينًا عامًا، ناصر حسين العبودي أمينًا ماليًا، وعضوية الأستاذ د.محمد عبدالله المطوع، كما وجه المجلس رسالة شكر وتقدير إلى د.خليفة بخيت الفلاسي على توليه رئاسة المجلس خلال الدورة السابقة، ووجه المجلس رسالة شكر للأمانة العامة، وإدارة المؤسسة لتعاونهما المثمر في إنجاز عمل المؤسسة بشكل جيد.

وينصّ النظام الأساسي لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية على إجراء انتخاب رئيس للمجلس ونائبه والأمانة العامة مرة كل أربع سنوات.

ويشغل د. أنور محمد قرقاش منصب وزير دولة للشئون الخارجية، وقد عمل أستاذًا جامعيًا بجامعة الإمارات، وله مساهمات واسعة في الصحافة.

حدث في شهر سبتمبر

- في 1 سبتمبر سنة 1969م أعلنت الجمهورية في ليبيا بعد أن أطاح انقلاب عسكري بقيادة معمر القذافي بالنظام الملكي، وكان على رأسه الملك إدريس السنوسي.

- في 3 سبتمبر سنة 1938م انطلق أول صوت من لبنان على موجات الأثير،بعد إنشاء الإذاعة فيه، وقد عرفت باسم راديو الشرق.

- في 7 سبتمبر سنة 1912م سجل الطيار الفرنسي رولان جاروس تحليقًا في الجو بلغ 5 آلاف متر.

- في 9 سبتمبر سنة 1976م توفي زعيم الصين الشعبية ماوتس تونج المولود سنة 1893.

- 10 سبتمبر 1961 وصلت القوات العربية المشتركة والمشكّلة بقرار من جامعة الدول العربية إلى الكويت للدفاع عنها بعد أن هدد حاكم العراق عبدالكريم قاسم باحتلالها.

- 11 سبتمبر 2001 هجوم بالطائرات استهدف مبنى التجارة العالمي في ولاية نيويورك ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية في ولاية واشنطن. أشارت أصابع الاتهام إلى منظمة القاعدة بقيادة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري.

- 14 سبتمبر 1982 اغتيال رئيس الجمهورية اللبنانية بشير الجميل، وذلك إثر دوره في حصار بيروت، وردت دولة الاحتلال الإسرائيلي والميليشيات المارونية على اغتياله بمذبحة صبرا وشاتيلا.

- 15 سبتمبر سنة 1932م توفي بالسكتة القلبية الشيخ سيد درويش رائد الموسيقى العربية والشرقية.

- 16 سبتمبر 1982 مذبحة صبرا وشاتيلا.

- 17 سبتمبر 1978 التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد بين مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

- 18 سبتمبر 1932 مملكة نجد والحجاز تصبح المملكة العربية السعودية على يد عبدالعزيز آل سعود.

- 19 سبتمبر سنة 1958م تم إعلان حكومة الجزائر المؤقتة في القاهرة وكان لإعلان ولادتها الأهمية الكبرى على طريق القضية الجزائرية التي كانت تتمخض عنها ثورة المليون شهيد.

- 20 سبتمبر 835 مولد أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية، التي حكمت في مصر، والشام، وفلسطين من عام 868 حتى 905م.

- 28 سبتمبر سنة 1970م وفاة الرئيس المصري جمال عبدالناصر عن عمر 52 سنة.





الدكتور وهيب رومية يرأس الجلسة التي تحدث فيها الدكتور جابر عصفور والدكتور عبد الرحيم الكردي والدكتور عبد الناصر حسن





سلسلة تاكسي: كوميديا وحركة





الأفلام الفرنسية الجديدة: ملصقات ومدارس





الأفلام الفرنسية الجديدة: ملصقات ومدارس





الأفلام الفرنسية الجديدة: ملصقات ومدارس





الفنان بدر القطامي في معرضه مع وزير الثقافة السوداني





الرئيس الراحل جمال عبد الناصر