عزيزي العربي

عزيزي العربي

في وداع أستاذ عظيم

من المصادفة غير المؤقتة، ولكني عنها راضٍ أن أودع ابنتي الوحيدة التي تبلغ من العمر عامًا ونصف العام، وأستاذي رجاء النقاش في أسبوع واحد فكل منا.

فكل منا يكفيه ما بداخله، والعظيم هو الذي يخرج بهمومه وقضاياه إلى خارج واقعه الشخصي ليطل على العالم من حوله، وهذا ما حققه رجاء النقاش منذ وصوله إلى مرحلة الوعي التي اكتملت في عام 1956، وهو العام الذي تخرج فيه من آداب القاهرة التي انتقل إليها هو وأسرته قبل ذلك بأربع سنوات.

الأستاذ رجاء النقاش قيمة إنسانية وشخصية أدبية ونقدية أطلقت إشعاعات فكرية ونقدية في كل اتجاهات الحياة.

لقد عشت مع الأستاذ عامين، أعددت فيهما رسالة ماجستير عن نقد الشعر عنده، مما كشف أمامي الرؤية العامة في اتجاهاته النقدية، وطالما كانت تهدف من قريب أو بعيد إلى الارتقاء بالجنس البشري كله دون فواصل أو حدود مادام أنه إنسان، وكانت صفة الإنسانية معرفة أو مجردة تفرض وجودها على المقال النقدي أو الكتاب الأدبي، فتنوعت معالم النقد عنده وتغلغلت في شتى فنون الأدب «الشعر - المسرح - الرواية - القصة...». ففي مجال الشعر قدم إسهامات حقيقية بدأت بالكشف عن منابع وجذور الشعر الفلسطيني، «محمود درويش - سميح القاسم - توفيق زياد...»، وامتدت إلى آخر ما توقفت عليه حركة الشعر الحر، فأصبحت شجرة لها جذور وفروع أسهم في ترسيخها مقدمته لديوان الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، «مدينة بلا قلب». وديوان محمد الفهد العيسى، «الإبحار في ليل الشجن»، وديوان صلاح جاهين. عن القمر والطين متخذًا من مفهوم الشعر ووظيفته وذوق الشاعر وقدرته على الإبداع وسائل لتفسير وتأويل الإبداع الشعري. متوقفًا بين حين وآخر، أمام القضايا، الإنسانية. ولقد غلبت على كتاباته قضايا محورية حاول معالجتها كلما أتاحت له الفرصة، وكان أبرزها حرية الإنسان المعاصر، ولقد أخذت الحرية الأدبية أكثر من صورة تمثلت في تحليله لتراجع الشاعرة نازك الملائكة عن دعوة الشعر الحر، أو البحث عن شخصيات تاريخية لها رد فعل تاريخي، والكتابة عنها يمثلها كتابه «ملكة تبحث عن عريس» أو الدفاع عن احترام الرأي وتقبل وجهات النظر الأخرى في كتاباته عن وفاة الشاعر صلاح عبدالصبور.

لقد نجح بالفعل في تفهّم الرؤية الأدبية والنقدية الحقيقية مما جعلته منصفًا متنبئًا: منصفًا في مواقفه متنبئًا لمستقبل الكثير، وهذا ما يفسر «من وجهة نظري» العزلة في الفترة الأخيرة عن ممارسة النقد، فأسباب المرض اللعين سبب خارجي تلمس فيه كثير من أساتذتنا العذر للأستاذ، ولكن السبب الداخلي - ولعله الحقيقي - عدم رضاه عن الواقع الأدبي الذي كان يدركه بكل جوانبه ومقاييسه، ما يتلاءم وما لا يتوافق مع اللحظة الراهنة يدعم صحة ذلك ما كتبه عن مسرح الريحاني وسعد الدين وهبة ورشاد رشدي وتوفيق الحكيم، متخذًا من الواقع أسباب نجاح أو سقوط العرض المسرحي، ودليلنا على ذلك ما كتبه عن «السلطان الحائر»، محللاً لأسباب سقوط العرض في الموسم (1969 - 1970) في كتابه «مقعد صغير أمام الستار» (ص7 - 16) رابطًا بين ما سماه بسقوط العرض من ناحية، وتجلي الجهور من ناحية أخرى بقانون يسمى قانون اللحظة الراهنة، إن صح التعبير.

لقد كتب الأستاذ كل إبداعه النقدي بدافع الحب - هكذا علّمنا ولهذا نكتب - حبه لعبدالقادر حميدة «الشاعر والكاتب» وإطلاع القارئ على مختارات من شعره - حبه للفن الأصيل متمثلاً في كتاباته عن أم كلثوم، حبه الشديد، لأستاذ الرواية العربية نجيب محفوظ، وحب الأستاذ نجيب له، وهو ما أنتج كتابين رائعين أبدعهما قلم النقاش، ومع عظيم هذا الحب ينادي صوت الحب التراثي والأدبي على الأجيال الجديدة بأن عظمة نجيب ليست عقبة في طريق الرواية العربية.

بالفعل أخذ النقاش اتجاهات نقدية كثيرة مفاتيح للقراءة النقدية دون أن تخرج عن المنهج الإنساني والجمالي. ولقد تتبعت منهجه النقدي بتأصيل وتفسير علمي في رسالة الماجستير ونوقشت في ديسمبر الماضي، أملاً أن أجد لها طريقا للنشر بعد أن غاب مَن وعدني وحال القدر دون تنفيذ وعده.

تحياتي وخالص عزائي إلى كل أسرة النقاش، سائلين المولى عز وجل أن يتقبله وسائر أموات المسلمين في فسيح جناته ومستقر رحمته.

رجب أبو العلا - القاهرة
باحث بكلية دار العلوم

الغذاء النباتي إكسير الصحة

إلى عناية الأخ المكرم رئيس تحرير مجلة العربي المتفرده والزاخرة بكل علم مفيد، الدكتور سليمان العسكري، لكم مني تحية تقدير وتبجيل وشكر كثير، على ما تبذلونه من جهد مقدر في سبيل إخراج هذه الصفحات المنيرة التي تنير لنا دروب المعرفة، مع أجمل أمنياتي لكم بدوام التقدم والرقي.

اطلعت على الموضوع الذي كتبه د. ناصر أحمد سنة تحت عنوان «مشكلة السمنة... أنستنا النحافة» والذي جاء في عدد فبراير 2008م العدد (591) فأحببت أن أشاطره الرأي بهذه الأسطر آملاً أن تفسحوا لها المجال على صفحات مجلتكم.

لاشك أننا نعلم ما للغذاء من أهمية قصوى في حياتنا التي نعيشها على وجه هذه البسيطة، وفي ظني أن الإنسان قد بدأ حياته ككائن نباتي التغذية منذ أن وجد في الجنة، أو ربما يكون العنصر النباتي كان يشكل الجانب الأكبر في حياته الغذائية:

قال تعالى: وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين < /A >< /STRONG > .

كذلك تشير العديد من الأدلة والبراهين - التي قد تكون شبه قاطعة هذا إن لم تكن قاطعة للشك باليقين - إلى أن الأفضل للإنسان هو الغذاء النباتي، وذلك للأسباب التالية:

1 - ألا نلاحظ أن أضخم الحيوانات على سطح الأرض «اليابسة» هي من آكلة الأعشاب النباتات، وليست من آكلات اللحوم؟ كالفيل ووحيد القرن وفرس النهر والزرافة، وغيرها من الحيوانات النباتية، ولا يتوقف الأمر عند الضخامة الجسدية فقط، بل نجد أن الحيوانات النباتية أطول عمرًا من تلك التي تتغذى على اللحوم، فالسلحفاة تعيش عمرًا مديدًا يصل إلى مئات السنين، وهي بلاشك نباتية الغذاء. ولو أننا أمعنا النظر لوجدنا أن الحيوانات النباتية أكثر رشاقة ونشاطًا وجمالاً كالغزلان والخيول مثلاً.

2 - أثبتت الكثير من الدراسات أن الزيوت الحيوانية أكثر ضررًا - لجسم الإنسان - من الزيوت النباتية، لأنها تعمل على ارتفاع أو زيادة نسبة الكولسترول في الدم، مما يتسبب في أمراض عدة كتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم والسمنة... وغيرها من الأمراض التي استشرت في العالم الحديث بكثرة في الآونة الأخيرة. في حين أننا نجد العكس في الزيوت النباتية، فهي تعمل على تقليل الكولسترول في الدم، الأمر الذي يساعد الجسم على التخلص من السمنة والنمو بشكل متوازن.

وإذا أردت أن تتعرف على وزنك بشكل علمي دقيق، فما عليك إلا أن تقوم بإجراء عملية حسابية ليست معقدة كثيرًا وهي: احسب وزنك بالكيلوجرامات ثم اقسم وزنك بالكيلوجرامات على طولك بالمتر مرتين. ولنضرب مثلاً:

شخص وزنه 80 كجم وطوله 183سم.

أ / نحول السم إلى متر فيصبح طول الشخص هو 1.83 مترًا.

ب / نقوم بقسمة الوزن وهو: 80 كجم على الطول بالمتر وهو: 18.3 سم = 43.7

ج/ نقسم الناتج (43.7) على الطول مرة أخرى. والنتيجة هي: 23.9 تقريبًا وهو ما يمثل حجمًا مناسبًا لصاحبه.

- إذا كانت النتيجة أقل من 17 فيعتبر الشخص نحيفًا.

- ما بين 17 إلى 25 هو الحجم المثالي.

- أعلى من 25 إلى 30 تسمى زيادة وزن.

- أعلى من 30 إلى 35 سمنة.

- أعلى من 35 سمنة خطرة (مرضية).

ولنا في رائعة الفيلسوف ابن طفيل في قصته «حي ابن يقظان» مثال رائع على التغذية المثالية للفرد إن هو اتبع فطرته السليمة والنقية من كل شائبة. والقصة طويلة ولكننا نقتبس منها الجزء المتعلق بغذاء بطل قصتنا «حي بن يقظان»:

... ومازال «حي» يتعمّق في بحثه وتأمله في الموجودات إلى أن توصل إلى يقين جازم وراسخ لاشك فيه، وهو أن لهذا الوجود فاعل، ولابد لهذا الفاعل من صفات تميّزه عن غيره.

وتفكّر في حاله، فرأى أنه لا غنى له عن أحد أمرين هما: الحاجة إلى الغذاء حتى يبقي على حياته، والأمر الثاني هو حاجته لشيء يقيه من عوامل الطبيعة كالحر والبرد والمطر.. وغيرها، فهدته فطرته السليمة النقية إلى أن الحر يفرض عليه أن يحد لنفسه حدودًا لا يبعد عنها ولا يتعداها، ومقادير لا يتجاوزها، فنظر في أصناف الموجودات التي يتغذى عليها فوجد أنها: إما نبات لم تنضج بعد، أو ثمار اكتمل نموها لإخراج نوع آخر لحفظ النوع، وإما أنه من الحيوانات البرية والبحرية.

وبناءً على ذلك وضع «حي» لنفسه خطًا لا يخرج عنه في غذائه، لأنه ضرورة لبقاء الحياة والحفاظ عليها، كان يطعم نفسه من ما تيسر له، فإن توافرت العديد من أصناف الطعام، فعليه أن يأكل مما لاضرر فيه لفعل الموجود الواجب الوجود، وأن يجعل البذور في موضع يمكنها من النمو مرة أخرى.

كذلك عليه أن يتخير طعامه وغذاءه من أكثرها وفرة، وأقواها توليدًا وإنباتًا، محاذرًا ألا يبتر أصولها. أما إذا أخذ من الحيوان، فعليه أن يأخذ من أكثرها وجودًا وتوالدًا أو من بيضه. هذا ما كان من أمر غذائه أما من حيث المقدار، فعليه أن يكتفي بما يسد الرمق والخلة «الحاجة» أي أن لا يسرف في الأكل.

د. منتصر عبدالرحمن
طبيب عام سوداني
مقيم بالمملكة العربية السعودية
محافظة بلقرن

تهاني باليوبيل الذهبي

الأستاذ الدكتور سليمان العسكري - رئيس تحرير العربي الموقر

الإخوة في تحرير «العربي» الموقرون

تحية طيبة

أهنئكم أجمل تهنئة بمناسبة مرور خمسين عامًا على إصدار مجلتنا الرائعة «العربي»، هذه المجلة التي جاء إصدارها بمنزلة الغيث على أرض عطشى، نعم كانت الثقافة العربية حينئذ بحاجة إلى منبع أصيل وثري يمدها بألوان الثقافة ومناحي الفكر وضروب الفن ومختلف مجالات الثقافة الإنسانية. إنني أشعر معكم بالغبطة، وتغمرني السعادة على نجاح تجربة مشروع ثقافي رائد، هذه التجربة التي تكللت بالنجاح الباهر. لقد كان الدعم الحكومي الكويتي السند الرئيسي لبقاء وديمومة المجلة، ولاتزال المجلة تمدنا وترفدنا بالزاد الثقافي المتنوع والمتطور، ونحن ننتظر الشهر بأكمله ريثما تجد «العربي» النور في الأسواق، فيتجه كل من تشرّب بماء الثقافة لاغتراف ألوانها، يتجه إلى حيث هذه المجلة لاقتنائها والاستفادة منها والاستمتاع بمائدتها الثمينة.

أحييكم مرة أخرى
وتقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير

أخوكم حواس محمود - كاتب وباحث
سورية القامشلي - ص.ب 859 - حواس محمود

أسواق الكويت:

أثار انتباهي موضوع «أسواق الكويت» من النقعة التقليدية إلى المجمعات الكبرى، وشاهدت الصور عن الأسواق الشعبية إلى المولات الفاخرة الحديثة، وأنا زرت الكويت مرات عدة سابقًا، وشاهدت التطور الحديث والسريع، وجميع البضائع الحديثة من كل مكان في العالم. ثم عرفت أن 96 % من الزوار يذهبون إلى هذه الأماكن بغرض التنزه والترفيه، وأن 4 % يذهبون للشراء.

وبصراحة لقد كانت الأسواق الشعبية القديمة أفضل من المولات الحديثة لماذا؟ لأن النقعة التقليدية تحمل بضاعة بلدي الكويت، فمثلاً التمور من خير ونخيل الكويت وأقفاص الدجاج والحمام من تربية أهل الكويت.

أين الصناعة الوطنية المحلية مثلاً، لماذا لا تقوم صناعة مثلاً لصنع الأحذية في الكويت؟ لماذا لا يقوم مصنع لصنع القماش إذا كنا نستورد هذه المواد من الصين واليابان وسنغافورة؟ لماذا لاتقوم مصانع لهذه الأشياء.

أعتقد كما قال التقرير المصور أن الكويت منفتح على العالم كله ما عدا إسرائيل.

ربما تكون المشكلة المهمة في الكويت هي الماء والأيدي العاملة، وهذه المواضيع تكون في الزراعة، أما الصناعة فهناك أشياء بسيطة يمكن أن يتم عملها في الكويت وتشكل دخلاً للشعب الكويتي، ولكن الكويت بلد صغير وكل شيء يتم استيراده من الخارج، دولة مثل الدانمارك دولة أوربية صغيرة لديها صناعة حليب وجبنة وزبدة، تصدّر إلى العالم كله، هل يمكن أن يقوم مستثمر كويتي بشراء آلاف الأبقار من هولندا أو الدانمارك وعمل مصنع للحليب والجبنة والزبدة والسمنة في الكويت؟

أعتقد أن النقعة، أي سوق الكويت القديم والشعبي أفضل من المجتمعات الحديثة، النقعة تشم رائحة التاريخ والعراقة والأصالة، والمول الجديد تشم الهواء الصناعي من التكييف الصناعي الذي يجلب لك الربو والنزلات الصدرية وروماتيزم المفاصل. فعلاً لقد تغير الحال من حال صحي وجميل إلى حال يقصف العمر.

د. جمال علي العطار
استشاري التغذية والصحة العامة
الإسكندرية - مصر

السلام عليكم

أرجو نشر إيضاح فقط عن المؤرخ العربي الكبير عبدالرحمن الرافعي، حيث ورد في البحث المقدم بمجلتكم العزيزة بالعدد (594) الصادر في شهر مايو 2008 أن الذكرى الأربعين تمر على ذكري وفاته، علمًا أنه توفي عام 1966 أي أنها الذكرى الثانية والأربعون على وفاته. وتحياتي لكم وجزيل الشكر والامتنان على صدركم الرحب. تحياتي.

أخوكم كاظم عبيد الحسناوي
محافظة بابل - العراق

لحظات قصيرة

ما أروع تلك اللحظات التي أجلسها، وشروق الشمس يعانق الشفق الأحمر، في هذا الوقت الساحر أبحرت عبر قارات العالم، وقد لمست عبق الماضي وريحان الحاضر هناك، وسافرت إلى تاريخ الكتّاب والنقّاد، والعلماء والشعراء، وما نسجوه من حروف جُسّدت في كتب عبر الزمن.

بعدها زرتُ الكثير من أبوابها في الأدب والفنون، والتراث والعلوم، وتعرفت على النقوش التي رسمتها من خلال استطلاعاتها ومنتدياتها الشائقة.

وكحّلت عيوني بالتمعّن في سحر صفحاتها المضيئة المزخرفة بعظمة خلق الله وروعتها، وعند العودة التمست خيوطها الذهبية الأخيرة التي تضفي عليّ كل ما هو جديد وفريد من العلوم والمعارف المختلفة إذ رسمتها في خطوط يدي كفن عريق.

وهي ومنذ نعومة أظفارها كانت ومازالت في القمة هي وبالكاد مجلة العالم «مجلة العربي».

نجاة إبراهيم عثمان
عمّان - الأردن

ليست لهجات... بل أنظمة كتابية

جاء في استطلاع «العربي» عن مدينة طوكيو اليابانية، من العدد (592) مارس 2008 (ص:41): «اليابانيون يستخدمون ثلاث لهجات في لغتهم، وهي كاتاكان وهيرغان وكازجي ذات الأصل الصيني». وفي الحقيقة، هذا ليس صحيحًا، لأنها ليست لهجات، بل أنظمة كتابية، والأسماء الصحيحة لهذه الأنظمة هي كاتاكانا (Katakana)، وهيراغانا (Hiragana)، وكانجي (Kanji)، وليست كما جاء في المقال.

وفي الواقع، يكتب اليابانيون الجمل باستخدام حروف مختلطة من الأنظمة الثلاثة، وإن كان استخدام الهيراغانا والكانجي هو الغالب. ونظام الكتابة المسمى هيراغانا هو ياباني أصيل، ويتكون من أبجدية سهلة التعلم، تستخدم لتعطي السياق النحوي للجمل. أما نظام الكاتاكانا، فيستخدم لكتابة الأسماء الدخيلة على اللغة اليابانية، كما يستخدم جزئيًا في وسائل الدعاية المطبوعة. وفي الغالب تكتب الأسماء في الجمل بنظام الكانجي ذي الأصل الصيني، الذي ليس له أبجدية بل رسم فريد لكل كلمة، ويستخدم في اللغة اليابانية حوالي 2000 من هذه الرسوم، وتكتب الجمل اليابانية من الأعلى إلى الأسفل، أو من اليسار إلى اليمين.

أما اللهجات، فتختلف في اليابان من مكان إلى آخر، مثلما هو الحال في البلاد العربية. ويصعب فهم بعض اللهجات، الخاصة بإحدى المناطق في بعض الأرجاء الأخرى، مثلما هو الحال مع لهجة منطقة أكيتا (Akita) الواقعة إلى الشمال من طوكيو.

د. أحمد عبدالسلام بن طاهر
طبيب - ليبيا

وتريات

كرمى عينيك

تبًا لذا البعد ما هكذا الحبُ
عفوًا ومغفرة فإنني غضبُ
والثورة طبعي فلا تلوميني
عليه من طبعٍ فليس ينشجبُ
يا مهجة القلب هلا تكرّمت
بعضا من الهمس أم عزك الطلبُ
وظفت في عينيك جلَّ أشعاري
وأنتِ عيناك في الغياب تحتجبُ
أشتاق رؤياك والفؤاد مصروع
فهل لصرع الفؤاد عندك رأبُ
هواكِ في قلبي يلظى فلا يخبو
وهذه حال من له الهوى دأبُ
من حسنها يغار الحسن غيرته
ويعجب منها إن بانت العجبُ
هي الرياحين في طيب محضرها
وفي محياها الياقوت والذهبُ
وفي سناها البدرُ هلَّ وضاء
في رفعة يعجز عن دركه سببُ
وشعرها قبس من لجة الليل
وعينها سبحت في غورها الشهبُ
شمس إذا طلعت تبلى لها الظلم
ووردة تبريَ بفوحها العطبُ
إنا شددنا العزم صوب عينيكِ
فهل لأضيافك نزل ومرتحبُ

على أحمد الأسود
معرة النعمان - سورية

عينان في وجه القمر

أتمر بي نور الليالي يا قمر
مر الكرام ولاتبالي بالبشر
وأنا هنا في حيرتي متسكع
هذا التجاهل والجفا هل يغتفر
بيني وبين حبيبتي هذا الفرا
ق وطوله بل بيننا بعد السفر
وتثير بي ما إن تطل مكامنا
ومواجعا قد رممت فوق الإبر
يا صاحبي ورفيقنا هذا أنا
بعض المنى مطوية تحت الضجر
لو كان لي أن أرتمي في هدأة
بجوارها وتضيئنا حقب أخر
لو كان لي أن أحتسي شايي هنا
ك بخيمة وتلفنا سحب المطر
صحف الهوى مغلوبة عن أمرها
مشدودة لعوالم خلف الخطر
طال النوى وتوجست من خيفة
خطواتنا ودروبنا ظلت مدر
ياليتني، ياليتنا بل ليته
حلم الزمان يطيعه حكم القدر
ما أصعب الليل الذي لانلتقي
في ظله وبنوره يحلو السهر
أتنيرني، وتنيرها، ولطالما
كنت الرفيق لشدونا شدو السمر
قل لي إذن أخبارها، كيف السها
د أما يزال مؤبدًا مهما أضر
هل طالها مثل الذي يجتاحني
من حرقة، هل عندها نفس الوتر
أم أنها بسريرها نامت على
قلب خلى حتى ولا بعض الأثر
إني هنا في غربتي متشوق
وسناؤها في مهجتي وشم أغر
متطلع لأرى انعكاس عيونها
في صفحة مبيضة: هي القمر

أبراهام ولد أبراهام
نواكشوط - موريتانيا

  • تصويب

الأستاذ الدكتور سليمان إبراهيم العسكري المحترم
رئيس تحرير مجلة العربي

شكرًا على نشركم المقال المرسل تحت عنوان «الوقاية من السرطان» في عدد يونيو 2008، ويطيب لي أن أتساءل عن الخطأ الوارد في صفحة (148) «طبيب من مصر» والمقال المرسل من «دمشق - سورية» حيث أقيم وأعمل، ولست أدري الطريقة التي تسمح بتصحيح هذا الخطأ.

د. منذر الدقاق - سورية