عزيزي القارئ المحرر

عزيزي القارئ

للذكرى وجه آخر

عزيزي القارئ..

بين يديك عدد فبراير، وفي جوانحنا تضج الذكرى المتجددة في هذا الشهر، ذكرى تحرير الكويت، وذكرى العيد الوطني الكويتي في آن. ومن الطبيعي أن ذكرى التحرير تستدعي ذكرى الغزو، ويتبادر السؤال المؤلم : هل كان لا بد من كل هذا العناء -الكويتي والعربي والدولي- لتعود الكويت إلى وضعها الطبيعي دولة حرة ضمن الأسرة الدولية، وقطرًا مسالمًا داخل الأسرة العربية؟ من المؤكد أن ذلك كان ممكنًا لو ردعت الفتنة في مهدها، وقطعت يد المغامرة السوداء قبل أن تمتد بعربدتها لتغزو دولة عربية جارة. وفي هذه الذكرى فإننا نود لو ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى، زاوية تجاوز الرداءة، والإصرار على مواصلة السلوك الحضاري الإنساني، لأن هذا السلوك إذا قوي وتأصل فلعله يكون أحد الروادع لأيدي المغامرات الآثمة.

وفي إطار دور هذه المجلة يكون المعادل الموضوعي للإنسانية والتحضر هو تجويد الثقافة، كجزء من الجهد الكويتي المعروف عربيا. وبرغم الاستنزاف الذي سببته كارثة الغزو العراقي، وأعباء التحرير الباهظة، فإن الكويت تصر على أداء دورها الذي تراه واجبًا عربيا، في مجال الثقافة. ويجيء تجديد مجلة "العربي" إصرارًا من الضمير الثقافي الكويتي على المواصلة، وترجمةً لذلك تدخل "العربي" مرحلة جديدة من الإعداد الإلكتروني الكامل داخل مبناها، ضمن توسعات المجلة التي لاقت وتلقى كل العون والدعم من وزارة الإعلام الكويتية، ممثلة للضمير الثقافي الكويتي.

عزيزي القارئ، لقد دارت عجلة تجديد المجلة، بلغة الجزء المتبقي من هذا القرن، والمشارف على القرن القادم -الكمبيوتر- وسيكون عددنا القادم هو باكورة ذلك التجديد.

وإذا كنا نعلن عن فرحنا بالدعم الكويتي المتجدد لهذه المجلة، فإننا ندعو قراءنا لفرح خاص فقد جاءت الأخبار الطيبة لتعلن عن فوز اثنين من المشاركين في هذا العدد بجائزة مؤسسة العويس الثقافية العربية المرموقة. وإذ فاز رئيس التحريرالدكتور محمد الرميحي بجائزة الدراسات الإنسانية، بينما فاز الأديب إدوار الخراط بجائزة الرواية فليحفل وجه الذكرى بالفرح الثقافي.

ولتكن الثقافة فرحًا يضيء الدروب العربية جميعًا.

 

المحرر

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات