من شهر إلى شهر محمد المخزنجي

من شهر إلى شهر

طب
إيدز البقر.. وماذا عن البشر؟!

ثمة فيروس لمرض نقص المناعة المكتسب لدى الحيوانات ويشار إليه بالحروف (BIV) أميط عنه اللثام أخيرًا، برغم أن اكتشافه قد يكون سابقًا لمثيله، أو قريبه فيروس(HIV) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب لدى الإنسان والمعروف بمرض الإيدز.

فيروس إيدز الحيوان هذا، لم يثبت بعد أنه خطرٌ على البشر، وتقول عالمة الميكروبات "كارين سانت كوت" من جامعة ميسيسيبي: يبدو أنه موجودٌ في القطعان المرباة من أجل الألبان في مناطق عديدة من الولايات المتحدة، ويبدو أنه انتقل عن طريق السائل المنوي وانتشر مع عمليات التلقيح الصناعي التي استهدفت الحصول على أبقار عالية الإدرار للبن لأسباب تجارية.

ويرجع أول اكتشاف لفيروس إيدز البقر هذا إلى العام 1969، في بقرة ميتة، قبل أن يتردد أي حديث عن مرض الإيدز البشري. وعندما قامت العالمة "كوت" أخيرًا، بعملية مسح لقطيع من 442 بقرة تابعة لمعامل ومزارع الجامعة، تبين لها أن نصف القطيع حامل لفيروس الإيدز الحيواني. ومسح آخر في ولاية "لويزيانا" أثبت أن النسبة ذاتها من الإصابات موجودة في الأبقار، وإن كانت الأعراض التقليدية للمرض نادرة الظهور، كتورم الغدد الليمفاوية، واختلالات الجهاز العصبي، وفقد الوزن، والضمور. وإن كانت "كوت" ترجع ذلك إلى أعراض أخرى بديلةً تظهر مبكرًا في الأبقار، كنضوب اللبن وكثرة الإصابة بالعدوى.

وعند طرح سؤال عن سبب إصابة بعض الثيران بالفيروس، إذا كان انتقاله عن طريق السائل المنوي أو الدم، تبين من التحاليل أن الثيران يمكن أن تصاب أثناء وجودها في رحم أمهات مريضة، أو من اللبن الذي ثبت وجود الفيروس فيه.

وبرغم تأكيد الدكتورة "كوت" على عدم تهديد هذا الفيروس لصحة الإنسان، وعدم قدرته على الانتقال من البقر إلى البشر، فإنها تشير إلى احتمالات تهديد صناعة الألبان إذا ما انتشر المرض وسط الأبقار وأدى في حالات كثيرة إلى جفاف أضراعها. وعن طريقة الوقاية من ذلك، تشير الباحثة إلى خطورة الإفراط في الاعتماد على التلقيح الصناعي غير المراقب بدقة لإكثار أبقار الحليب، فعينة سائل منوي من ثور واحد حامل للفيروس يمكن أن تنقل المرض إلى مئات الأبقار المراد خصابها من سلالته.

ألا ينقلنا هذا من مجالات البقر، إلى البشر، وإلى حياتنا المعاصرة كلها لنردد سؤالًا بسيطًا وحارا : "أليس كل طبيعي أفضل وأسلم" ؟!

بيئة
إنهم يشربون من الرمل

ما كادت موزمبيق تستريح من عبء سبع عشرة سنةً دامية من الحرب الأهلية، وترنو عطشى إلى السلام، حتى أحرق حلوق أهلها عطش هائل مع ازدياد حدة الجفاف الذي طال أمده في كثير من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وكأن قدر البؤساء ألا يستريحوا أبدًا. فالجفاف حول ما كان في الماضي أنهارًا جارية إلى طرقات عامة غائرة من الرمال، وهكذا دارت العجلة الشريرة بمن لا حول لهم ولا قوةً، فأكمل انحباس المطر انهمار رصاص القتلة، ودفع ذلك بأكثر من خمسة ملايين من أهالي موزمبيق -أي ما يعادل ثلث السكان- إلى مغادرة منازلهم بحثًا عن الأمان ثم بحثا عن الطعام، ومن بين هؤلاء تحول 1.5 مليون إنسان إلى لاجئين مشردين في بلدان مجاورة لموزمبيق.

ونتيجة لندرة الأمطار، تبخرت آخر تجمعات الماء، وتحول نهر لمبوبو -أحد أكبر أنهار موزمبيق الجنوبية- إلى أخدود رملي قاحل، ومن يحلق في طائرة فوق مجرى النهر الجاف، سيلفت نظره هؤلاء البشر المنحنون على القاع اليابس، يحفرون بما تيسر من أدوات بدائية، ويحفرون بأصابعهم وأظافرهم لعلهم يعثرون على كميات ضئيلة من الماء في باطن المجرى القديم. لكن قاع النهر تتزايد صلابته شيئًا فشيئًا، وتصطدم الأصابع العظمية بالصخور، دون أن تصادف قطرة ماء.

هذا الوضع البيئي المأساوي أطلق عدة مبادرات لإغاثة الناس، فقد تآزر برنامج الأمم المتحدة للغذاء العالمي مع الصليب الأحمر الدولي لإرسال مواد إغاثة إلى أماكن التجمعات البشرية المنكوبة بالحرب الأهلية وبالجفاف معًا، ومن الغريب أن قطارات الماء وقوافل المساعدات الغذائية كانت لا تستطيع الوصول إلى أهدافها تحت تهديد نيران المتقاتلين. وراح الجفاف يقسو وتستعر الحرارة، حتى أنها وصلت إلى ذروتها في شيكوكالا القريبة من الحدود الزيمبابوية فبلغت 44 درجة. أكل الناس الحصرم بكل معنى الكلمة، أي ثمار فاكهة "الثمولو" شديدة المرارة، وأوراق أشجار "الغامبا "التي كانت علفًا للخنازير. ثم بدأت الكوليرا على رأس أوبئةً أخرى تحصد بمنجلها تجمعات الجائعين العطاش في الملاجئ العارية.

واشتدي يا أزمة تنفرجي.

هذا ما كان، فقد التهبت الأرض الموات تحت أقدام الجميع، لسعت أقدام ما يسمى بثوار "الدنامو" وأقدام جنود الجيش النظامي معًا، أحرقت أقدام الفرقاء المتقاتلين على أرض يباب، ولعل معظمها كان حافيًا، واضطر الطرفان إلى اللقاء والمفاوضة، لكن في روما!

لقد اتفق رئيس جمهورية موزمبيق جواكيم شيسانو وزعيم "الثوار" الفنسو ولكامًا على توقيع معاهدة لوقف إطلاق النار، وتيسير عمليات الإغاثة، كمرحلة أولى للسلام المنشود في هذا البلد.

ولعل حلول السلام يستقطب المطر، فترتوي الأرض ويشرب الناس، وتكف الأظافر عن النحت في الصخر بعد أن عز الماء في جوف الرمل.


تقنية
سيارة "صاحية" للشاردين

بشرى للشاردين طويلًا وكثيرًا، فيبدو أن القرن القادم سيوفر لهم فرصة لقيادة سيارات مدهشة، لأن هذه السيارات المأمولة ستحمل عنهم عبء الانتباه إلى إشارات المرور، ومفاجآت الطريق، أي أنها سيارات (صاحية) ومنتبهة، ستقود الشاردين الذين لا يمكنهم قيادة السيارات المعتادة بأمان.

المسألة جد، والساعون إليها كثيرون. ففي فرنسا وضمن البرنامج الأوربي للتقنيات العالية "أوريكا" ساهمت شركة "رينو" في تطوير نظام مساعدة على القيادة أطلق عليه اسم "كارمينات" (Carminat)، وهو معد للاندماج في البنية الأساسية للسيارات. ويتيح هذا النظام للسائقين الحصول على صيغ توجيه دقيق، ويوفر لهم معلومات تتعلق بالسلامة، كما يعطيهم معلومات أكثر تنوعًا حول المنشآت ومرافق خدمة السيارات القريبة من الأماكن التي يوجدون فيها على الطريق. وسيرتبط بهذا النوع من قيادة السيارات والمسمى "القيادة التفاعلية" نظام إشارات مرورية تفاعلية يسمى "ابزيس" اختصارًا لجملة (Inter Action Road Signs Sysyems) وهو يوظف الموجات اللاسلكية وتحت الحمراء في تفاعلاته، إرسالًا واستقبالًا، للإسهام في توجيه السيارة وتأمين سلامتها مهما شرد (قائدها)!

وإذا كان المشروع الفرنسي الأوربي يتطلب نظامًا مروريا خاصا، مما يجعل تحققه مؤجلًا إلى حين تعميم هذا النظام، فإن الألمان - كعادتهم - يتخذون منحى عمليا، ويعدون بإطلاق إنجازهم المتعلق بالسيارة الذكية، أو المنتبهة، أو الصاحية، في شوارع العالم قبل أن ينتهي العقد الحالي. أي في غضون أربعة أعوام، فقط لا غير. ومن المتوقع أن تحقق التقنية الألمانية ما يفشل كثيرون من سائقي السيارات (حتى بعض المنتبهين منهم) في تحقيقه. فقد عرضت شركة "فولكسفاجن" ابتكارها الذي أطلقت عليه اسم "المراقبة التلقائية الذكية للقيادة" (Aicc) الذي يهدف إلى الحيلولة دون اقتراب السيارة اقترابًا مفرطًا من سيارة أمامها، وإحكام الدوران المحفوف بالخطر في المنحنيات، ولجم القيادة الرعناء في الضباب وتحت المطر. ويعتمد هذا الابتكار على موجات تحت حمراء وأشعة ليزر لتحسس العوائق على طول الطريق وإعطاء البيانات لجهاز إلكتروني يزود السائق بمعلومات عما ينبغي عليه اتخاذه (وتظهر هذه المعلومات معكوسة على الزجاج الأمامي)، ثم إن الجهاز الإلكتروني يقوم بتخفيض السرعة تلقائيا، أو يوقف السيارة، تبعًا لحالات الزحام أو اقتراب الخطر.

وللشاردين كثيرًا، الذي لا يسوقون سيارات هذه الأيام - مثلي - نقول: ما هي إلا سنواتٌ أربعٌ.. هانت!

فن
غناء زهور اللوتس

بعد باريس ونيويورك أعلن عن إنشاء جمعية لمحبي غناء "دهروبد" الهندي التقليدي في طوكيو، وكما في تقاليد الغناء الهندي التقليدي من نوع "جزل" أو "الغزل" (وواضح أن الكلمة ذات أصول عربية، وإن كان معناها في الهند : العشق)، يجلس عازفو ومغنو "الدهروبد" تربعا على منصة خفيفة، ويحافظ المغني على وضع يوصف بأنه وضع زهرة اللوتس -وهي زهرة مقدسة في الهند- أما الموسيقى المصاحبة والممهدة والمتابعة، فإنها مختزلةٌ إلى أبعد حد، وتتكون أساسًا من إيقاعات "تابلًا" (أي الطبلة) وآلة وترية تشبه "التشيلو" (عوضًا عن البيانو ذي المنفاخ والمستخدم في أغاني "جزل").وأعمق من أغاني الغزل - شكلًا وموضوعًا - تكرس أغنيات "دهروبد" لعشق الروح بمعنى ديني. ويقول "زهير الدين داغار" أحد أساتذة هذا الفن : "إن السعي الرئيسي في غناء" دهروبد "هو استحضار روح المغني قريبًا من الروح العظيمة" أما الشقيق الأصغر لزهير الدين وهو فياض الدين داغار فإنه يقول عن شق "الآلاب" Aalaap (أي المقدمة) من هذا الفن : "الصوت هو العامل الأساسي فيه، لأن الصوت مصدر الوجود". ومصداقًا لذلك يؤكد الذين حضروا حفلًا للإخوة داغار، أن المغنيين الجالسين في وضع زهرة اللوتس يسحران الجمهور بأصواتهما الشجية والتي بلغت حد الكمال بعد تدريب قاس استمر 25 سنة، ويشعر المستمع بعد الاندماج مع ذلك الغناء وكأنه يسبح محلقًا في عالم آخر شديد الصفاء والطهر. ويؤكد الأخوان "داغار" تغلغل "المزاج المتدين" في ذلك الغناء وهو "الباختارازا" والمعتمد على منهج التكريس "رياظ" (ولعلها مأخوذة من الكلمة العربية رياضة.. وهي هنا رياضةٌ روحيةٌ بالطبع) وفيه يقوم المغني بتكرار كلمات روحية دينية تجعل من الغناء "هوسادهنا"، أي رحلة روحانية، تأخذ الإنسان إلى "مصدر الصوت الأعلى". لهذا يكون وجودٌ أو عدم وجود الجمهور ليس ذا أهمية لدى مغني "الدهروبد".

"الدهروبد" غناء يولي أعمق اهتمامه للأصوات لا للكلمات - استثناء الروحي منها- لأن الكلمات مهما كانت دالةٌ تحد من المعنى، أما الأصوات -خاصة اللينة منها- فيمكن تمديدها إلى ما لا نهايةً، وبمساعدة "النوتات" الموسيقية الأصيلة والنبرات الدقيقة اللا محدودة يوصف غناء الأخوين "داغار" بأنه هندسة حقيقية للمشاعر، وتحليق للروح. لهذا يجيء خبر إنشاء جمعية لمحبي غناء "الدهروبد" في طوكيو، بمنزلة تأكيد جديد أن صخب موسيقى الأقدام والسيقان والضجيج (الروك وما شابهها) ليست هي كل الموسيقى في نهاية هذا القرن، فمازالت هناك مساحةٌ للمشاعر والروح.

لمحات قريبة
"القرين"

مهرجان الكويت الثقافي الثاني الذي نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي جاء حدثًا حضاريا فريدًا ترددت أصداؤه الثقافية في الكويت خلال الفترة من22 نوفمبر إلى 21 ديسمبر الماضي.

وقد حفل المهرجان بمجموعة من النشاطات الثقافية والفنية الراقية كالأمسيات الموسيقية لفرقة أكاديمية شوبان البولندية وفرقة أم كلثوم للموسيقى العربية، وندوات السينما العربية وحقوق النشر والتأليف في الوطن العربي والنقد الأدبي في مجلس التعاون الخليجي. كما استضاء المهرجان بكوكبة من رموز الإبداع العربي. وباختصار كان المهرجان عيدًا للثقافة في الكويت.

"المعلومات الإلكترونية"

كانت مدار "ورشة عمل" نظمها معهد الكويت للأبحاث العلمية بالتنسيق بين كل من المركز العلمي الوطني لتقنية المعلومات وقسم الخليج العربي لجمعية المكتبات المتخصصة. وقد شملت فعاليات ورشة العمل التي استمرت من 6-8 نوفمبر الماضي إضاءات شديدة الأهمية للغة العصر والقرن القادم والمتمثلة في مصادر المعلومات الإلكترونية كالأقراص الضوئية، وشبكات المعلومات، وتبادل قواعد المعلومات مع المكتبات العالمية. ومن أبرز الدراسات التي قدمت في هذه الورشة : الأقراص الضوئية والخطوط الإلكترونية للباحثة فاطمة عبدالحميد، والمكتبات والوسائط المتعددة للباحثة شذا العون، وشبكة الإنترنت والمكتبات للباحثة إيمان العوضي. إنها ثلاثة أيام كويتية لمخاطبة القرن القادم.

"المشربيات والزجاج المعشق"

كان موضوع الندوة الدولية الأولى حول الحرف اليدوية في العمارة الإسلامية والتي عقدت في القاهرة خلال الفترة من 3 - 9 ديسمبر الماضي بتعاون كل من قسم العلاقات الثقافية الإسلامية (أرسيكا) باستانبول. كما ساهم مركز تلفزيون الشرق الأوسط بلندن في رعاية هذه الندوة التي شملت إضافةٌ إلى الدراسات في مجال آفاق تنمية المشربيات والزجاج المعشق مسيرةً تحت شعار "إحياء وحماية التراث الإسلامي" وزيارات ميدانية لروائع المشربيات والزجاج المعشق وورش عمل لحرفيي هذا الفن في مواقع عملهم.

"مرض السكر"

كان موضوع الحملة الوطنية الوقائية بالمناطق الصحية الكويتية لمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض السكر في 14 نوفمبر الماضي، وقد كرست الحملة في هذا اليوم تحت شعار "المعرفة طريق الوقاية" وشملت سلسلةٌ من ندوات التوعية الجماهيرية، وقد خطط القائمون على الحملة لاستمرار دورها في الشهور التالية، وتعاون في إنجاز الحملة الصندوق الوقفي للتنمية الصحية بالترتيب مع فيدرالية السكر الدولية ومكاتب منظمة الصحة العالمية.

- كما صرح بذلك مدير الصندوق الدكتور أحمد الشطي

 

محمد المخزنجي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




أبقار حاملة للفيروس وبشر ينتظرون البانها ولحومها





يحفرون حوض النهر للوصول إلى شحيح الماء





قطارات الماء هل تغيث العطاشى





سيارات الغد من أوربكا وفولكس تتحاشى أخطاء القيادة





سيارات الغد من أوربكا وفولكس تتحاشى أخطاء القيادة





سيارة تعرف متى تتوقف وتبطئ لتنعطف





سيارات الغد من أوربكا وفولكس تتحاشى أخطاء القيادة





زهير الدين داغاريترنم فيهندس المشاعر





الصوت هو الأهم في غناء الروح(دهروبد)





المشربيات والزجاج المعشق