الأرداف الضخمة كيف نتخلص منها؟.. د. جمال علي أحمد العطار
الأرداف الضخمة كيف نتخلص منها؟.. د. جمال علي أحمد العطار
إنها مشكلة تواجه أي شخص حين تكون الأرداف ضخمة، وهي مشكلة تؤرق هؤلاء حتى لو استعملوا أنظمة غذائية، لأن نقص الوزن يحدث في الجسم كله، وتبقى هذه الأماكن كما هي مما يسبب قلقًا واكتئابًا وانعزالاً لهؤلاء الأشخاص عن المجتمع المحيط بهم. الأرداف الضخمة تسبب أمراضاً كثيرة، منها ضغط على المفاصل وخشونة فيها، وألم شديد على العمود الفقري. وتسببها كثرة تناول النشويات والسكريات والدهون المشبّعة، لذلك فإن الإفراط في تناول الدهون مثل السمن البلدي والقشدة والزبد وقلي الأكل بهذه الأشياء، وكذلك التهام كميات كبيرة من النشويات والسكريات، ومنها المياه الغازية والحلويات والمكسرات واللب والسوداني ، إذ تُخزن هذه الأشياء على هيئة دهون في الأرداف، ومن هنا تبدأ المشكلة. فعلاً هي مشكلة لأن في هذه الحالة يكون من الصعب التخلص من هذه الأرداف الضخمة، ويجب أن نعرف أن الوقاية خير من العلاج لأنه عندما يزداد عدد الخلايا الدهنية، ويكبر عن الحجم الطبيعي نتيجة المخزون من الدهون، وتضعف الأوعية الدموية والشعيرات الدموية المحيطة بالفصوص الدهنية، وتحدث اضطرابات في الدورة الدموية مع تسرب السوائل من هذه الشعيرات، تكون النتيجة ارتفاعًا وتضخمًا في الأرداف. عقد وألياف وعند ازدياد حجم وعدد الخلايا الدهنية فإنها تتجمّع على هيئة عقد لتكون في النهاية كمية كبيرة من العقد والألياف والدهون، ويصبح بالجلد حفر ونتوءات، بحيث يصبح شبيها بقشرة البرتقال مما يسبب تشوّهًا شديدًا للجلد وعدم تناسق شكل المكان، وبشكل عام يمكن القول إن تضخم الأرداف سمة ونمط نسائي، أي أنه يصيب النساء أكثر من الرجال، ولكنه موجود ولكن بنسبة بسيطة في الرجال، والسبب هو الهرمونات الأنثوية، ولكن لماذا يزداد عدد وحجم الخلايا الدهنية في منطقة الأرداف لدى بعض الأشخاص دون الآخرين، وهل تلعب الوراثة دورًا في هذه المشكلة؟ نعم قلنا إن الهرمونات الأنثوية تلعب دورًا بالإضافة إلى التهام كميات كبيرة من السكريات والنشويات والدهون المشبعة ثم يأتي دور الوراثة التي تؤدي إلى إصابة البعض بهذه المشكلة وبالطبع يزداد دور الوراثة إذا كان كل من الأب والأم مصابين بهذا التضخم،إلا أن الوراثة ليست العامل الأساسي، ولكن العامل الغذائي هو الأهم والأدوار الباقية مساعدة، كما أن العامل الهرموني مساعد على ذلك وخاصة هرمون الأستروجين، وكذلك الاضطراب في إفراز الغدة الدرقية أي نقص الهرمون يسبب زيادة في تخزين الدهون في الجسم بما فيها الأرداف. ومن السهل على أي شخص اكتشاف إصابته بهذه المشكلة, ويمكن معرفة ذلك من الشكل العام أو أن تنظر أي سيدة أو فتاة إلى نفسها في المرآة وتشاهد بروز الأرداف للخلف وأن ثنايا الجلد كثيرة، ويمكن للطبيب قياس نسبة الدهون ومعرفة الحجم الطبيعي ومعرفة الزيادة الموجودة. مضاعفات زيادة الحجم هناك مشكلة صحية ونفسية كبيرة، وهناك مضاعفات خطيرة للصحة العامة من الأرداف الضخمة، ويجب أن نعرف أن زيادة الوزن بظهور الكرش فقط أكثر خطرا على الصحة العامة من وجود الأرداف سمينة وحدها. ولكن هناك مشاكلات صحية عدة للسمنة الزائدة منها ظهور مرض السكر، وكذلك الإمساك والقولون العصبي وآلام الظهر والمفاصل والكبد الدهني وحصوات المرارة والتهاب المرارة وارتفاع ضغط الدم والصداع وارتفاع الكولسترول بالدم وتصلّب الشرايين، مما يؤدي إلى الذبحة الصدرية والجلطة القلبية، وهناك التأثير النفسي على الإنسان من اكتئاب وقلق وتوتر والتهابات جلدية وفطرية في ثنايا الجلد وضعف الأداء الجنسي والبرود الجنسي وأخيرًا الموت المبكر. كل هذه المضاعفات موجودة ويمكن وجودها في أي إنسان ذي وزن زائد وخاصة الأرداف الضخمة، وهناك مشكلة نفسية كبيرة للأرداف الضخمة، وهي حب الانطواء والانزواء وعدم الخروج بالإضافة إلى تشوه الجلد وتشوّه تناسق وجمال الجسم، وأيضا الضعف الجنسي والبرود الجنسي مما يسبب مشاكلات زوجية وعائلية كبيرة للسيدات. وهناك عدد من المضاعفات الصحية للأرداف الضخمة منها: - آلام والتهاب شديد في مفصل الركبة. - انزلاق الفقرات الذي يسمى الدسك. - آلام أسفل الظهر. هل هناك حل؟ نعم هناك حل، ولكن الوقاية خير من العلاج ولذلك يجب أن يعرف الجميع أن التخلص من الأرداف الضخمة يحتاج إلى عزيمة قوية وإصرار وصبر ومثابرة. تعليمات مراقبة بسيطة: أولاً: الإسراع فورًا بشراء ميزان ووضعه في الحمام ووزن الجسم على الميزان مرة واحدة أسبوعيًا. ثانيًا: لابد من قياس محيط الأرداف وتسجيله. ثالثًا: وضع مرآة في الحمام والأفضل مرآتان متقابلتان والوقوف أمامهما بعد خلع الملابس ومراقبة ذلك. طرق الوقاية: لابد من تناول الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية والابتعاد عن المعلبات والمحمرات والحلويات ولابد من ممارسة الرياضة ثلاثة أيام في الأسبوع مدة ساعة كل مرة وممارسة المشي يوميًا لمدة ساعة بخطوة سريعة بعض الشيء. كما يجب التحلي بالإرادة والعزيمة والتحدى للتخلص من الأرداف الضخمة وزيادة الوزن عامة. والإقلال من السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم، من خلال مراقبة السكريات والنشويات والدهون المشبعة، وأول خطوة في العلاج هي تناول طعام الفطور صباحًا، ويكون باكرًا، الخطوة الثانية في العلاج هي الامتناع عن السكريات، بمعنى الامتناع نهائيًا عن الحلويات والسكر، ومحاولة شرب الشاي والقهوة من دون سكر، ويمكن في البداية وضع أقراص التحلية، وبعد ذلك الامتناع عنها ومحاولة شرب الشاي الأخضر بدلاً من الشاي العادي ومن دون سكر. بالنسبة إلى أدوية التخسيس يجب عدم استعمالها من دون إشراف طبي لما لها من آثار ضارة على الصحة العامة. والامتناع عن الدهون والزيوت المشبعة، ويجب الاعتماد على زيت دوار الشمس وزيت الزيتون والزيت الحار في الأكل، والإكثار من تناول الأسماك والأرانب والدجاج من دون جلد. والإكثار من السلطة والفاكهة وشرب الماء بكثرة وشرب الحليب خالي الدسم. وهناك بعض الإرشادات الصحية التي يجب ملاحظتها وهي: - الاعتماد على الخبز الأسمر أي خبز السن بدلاً من الخبز الأبيض، والإفرنجي والشامي. - تناول السكر يزيد من إفراز الأنسولين الذي يؤدي إلى خفض السكر بالدم فيشعر الإنسان بالجوع الشديد، مما يؤدي إلى زيادة الاقبال على تناول الطعام وهو أحد أعراض ما يعرف باكتئاب السكر، ويجب استبدال ذلك بالحبوب الكاملة، فهي تعطي إحساسًا بالشبع مدة طويلة. - الاهتمام بالخضراوات والفاكهة لما تحويه من فيتامينات وأملاح معدنية، لأن نقصها يسبب صداعًا ودوخة. - المشكلات النفسية من قلق واكتئاب وتوتر وتسارع أسلوب الحياة وعدم الراحة النفسية، كل ذلك يؤدي إلى التهام كميات كبيرة من الأكل. - تنظيم مواعيد الأكل من فطور وغداء وعشاء. - عدم سماع كلام الآخرين عن الريجيم وعدم الخوض في تجربة إنسان آخر. - البط والأوز والحمام ولحوم الضأني بها نسبة عالية من الدهون يجب الامتناع عنها. - الدجاج والأسماك والأرانب والحليب خالي الدسم وبياض البيض بها سعرات حرارية منخفضة يجب الاعتماد عليها. - الامتناع عن الحلويات والبيتزا والمقليات والمحمرات والهامبرجر والمياه الغازية والعصائر المحتوية على السكر. - عند الذهاب إلى السوبر ماركت يجب كتابة ما تحتاج إليه وشراؤه فقط، ولابد من قراءة المكتوب على الأغذية من سعرات حرارية وصلاحية ومكونات. - لا للبطاطس المحمرة، ويجب أن يكون الأكل مسلوقًا أو نيئًا، أي سوتيه بقليل من الزيوت النباتية، والأفضل حلة البخار أو الميكروويف في الطهي. - الإكثار من الخضراوات الطازجة مثل: الخيار والطماطم والخس والكرفس والجزر والفلفل الأخضر والكرنب (الملفوف).. إلخ. - الأرز والمكرونة، يسلقان فقط بالماء وقليل من الملح. - شرب الماء بكميات كافية وخاصة على الريق. - الألبان تكون خالية الدسم. - تجنب اللحوم المصنّعة مثل السجق والبسطرمة والبيف برجر واللانشون.. وغير ذلك. - الردة بها نسبة عالية من الألياف يجب الاهتمام بها على الزبادي وكذلك العيش السن الردة. - تجنب تناول الحساء الذي يحتوي دهونًا. - مضغ الطعام جيدًا وعدم التسرع في بلعه. - ضع الأكل في أوان صغيرة وقطّعه قطعًا صغيرة. بالإضافة إلى كل هذه النصائح هذا هو الغذاء وعليه نصف البرنامج، أما النصف الآخر فهو الرياضة والحركة. الرياضة وسيلة فعالة تلعب الرياضة والحركة دورًا رئيسيًا للتخلص من الأرداف الضخمة لأن الرياضة تعمل على تقليل التوتر والقلق والاكتئاب، وكذلك تحول دون ارتفاع السكر بالدم ومفيدة لمفاصل الجسم من ظهر وركبة وغيرهما، وتقلل الكولسترول الضار وتقي من الإصابة بتصلّب الشرايين وأمراض القلب، وتنشط الدورة الدموية، وتفقد الجسم الماء الزائد الموجود في الخلايا، وتسبب حرق الدهون وتحوّلها إلى طاقة وماء، وبذلك يتم إنقاص الوزن، ومع الرياضة يتم شد الجلد ومنع الترهل والرياضة عنصر أساسي لتنحيف الأرداف. هل لابد من الاشتراك في نادٍ رياضي؟ الأفضل ذلك، لأن ممارسة اللعب والرياضة في مجموعة وتحت إشراف مدرب أو مدربة يكون أفضل. المشي المشي يكون بخطوات سريعة ولمدة ساعة يوميًا، فهو ينشّط الدورة الدموية ويقلل التوتر والشد العصبي ويستهلك السعرات الحرارية الزائدة ويحافظ على صحة الشرايين والقلب والمفاصل. وأفضل أوقات المشي قبل الأكل أو على معدة غير ممتلئة، ويكون في الصباح الباكر، ولو أمكن مع صحبة مَن تحب، ويجب أن يكون يوميًا ولمدة ساعة، وإن لم يكن يوميا يكون 3-4 مرات أسبوعيًا بخطوات واسعة بعض الشيء أقرب إلى الجري البطيء. أما مرضى القلب والأوعية الدموية فلابد من استشارة الطبيب قبل ممارسة الرياضة. نصائح مهمة لممارسة الرياضة - يفضل أن تكون تحت إشراف مدرب أو مدربة فذلك أفضل. - التركيز على التمارين لتنحيف الأرداف والبطن والساقين. - يجب مزاولة الرياضة بالتدريج. - ارتداء ملابس قطنية واسعة . - ارتداء حذاء رياضي مناسب. - أخذ حمام دافئ قبل الرياضة وبعدها. - ممارسة الرياضة في الصباح الباكر أو بعد الأكل بثلاث ساعات. - لاداعي لاستعمال المصعد في المنازل. - لاداعي لاستعمال السيارة، وممارسة المشي كلما كان ذلك ممكنًا. - التوقف فورًا عن ممارسة الرياضة إذا شعرت بأي تعب أو ضيق في التنفس أو بدوار أو غثيان أو إجهاد، توقف واحصل على راحة. الجراحة الحل الأخير إذا فشلت كل الوسائل من نظام غذائي ورياضة أو لمن يحبون الأكل بشراهة، لابد من اللجوء أخيرًا إلى الجراحة، ولكن بعد الجراحة لابد من تنظيم الأكل والرياضة. يقولون مشغوفُ الفؤاد مروّعٌ الشريف الرضي
|